2007 .. عام الثلاثين و 2008 عام التغير الأكبر

غريب حال هذه الدنيا ، عندما نعيش ساعاتها وأيامها وأسابيعها تحس بها طويلة ومليئة بالأحداث والارتباطات ، بل لعلنا نبدأ يومنا صباحا وفي ذهننا عشرات الأمور التي نود القيام بها ، ولكن في نهاية العام عندما تفكر بما قمت به طوال السنة .. ستجد بأنها مرت بسرعة رهيبة وكأنها اسبوع واحد ، بل تغيب كل التفاصيل والأحداث ولا تبقى سوى ذكريات متفرقة من هنا وهناك .
بالنسبة لي كانت سنة 2007 مختلفة عن كل السنوات السابقة بحكم أني دخلت عامي الثلاثين فيه ، وفي واقع الأمور كثير من الأمور في ذاتي تغيرت مع هذا العام تحديداً ، زادت الخبرة وتجلت الشخصية وبدأت أنظر للحياة من منظور مختلف تماماً عما كان عليه الحال في أعوام سابقة ، اندفاع الشباب والحماس (المبالغ فيه أحيانا ) قل مقارنة بالسبق ، تمحيص الأمور والتدقيق في ماوراء الأسطر زاد بنظرة مختلفة كذلك .
وظيفيا كان 2007 نقطة تحول ان جاز التعبير ، حيث انتقلت إلى عمل جديد مختلف مع شهره الأول وتجربة جديدة كانت تمثل تحديا كون التجربة كانت من الصفر .. من لاشيء تقريباً ، فلم يكن هناك مكتب .. ولا موظفين .. ولا حتى مدير ، كنت أحضر للدوام كل يوم وأشهد تغييرات هائلة ، طاولات جديدة .. أجهزة كمبيوتر جديد .. موظفون جدد يتوافدون للمقابلة وخوض التجربة .. انضمام قسم كامل إلينا في ظرف أشهر .. ، في النهاية لا أذكر أن يوما مر في العام 2007 رتيباً هادئاً .. كل يوم كان يحوي جديد وكل يوم ينذر بعمل – غير مستقر – ذو مسؤولية كبرى أخطائها مكلفة جداً وضع تحت جداً عشرة خطوط .
في العام 2007 منزلنا بدا وكأنه يتحول بهدوء إلى بيت مهجور .. شقيقي وشقيقتي غادرا بعد الزواج  ، البيت أصبح هادئاً – أكثر من اللزوم – وفي أحيان كثيرة كنت أشعر بوحشة عندما أعود للمنزل بعد منتصف الليل ، لم يعد أحد يتواجد في الصالة العلوية سوى الغالية – متعها الله بالصحة والعافية – لحظات كنت أتأمل بخيال .. الصالة وهي عامرة بالقيل والقال .. كان الأمر أشبه بالوقوف أمام أطلال منزل قديم ، هناك كان يجلس .. وهناك كانت تتابع التلفاز .
في العام 2007 زادت ضغوطات الأسرة بشأن ضرورة أن أتخذ خطوة الزواج وأصبح الأمر يعادل 50% من وقت جلستي مع الوالدة ، وأصبحت أستغل هذه الثغرة .. كلما أحسست بأنها غضبت مني لأمر أو خلافه أفاتحها بموضوع الزواج وأسئلة كثيرة حول نظام الخطوبة والشبكة ..الخ ، كانت تفرح وتجلس تحكي لي التفاصيل الدقيقة كونها خبيرة وزوجت ثلاثة من أشقائي قبلي ( باحترافية تامة كما تقول 🙂 ) ولم تكن تعلم بأني – كما نقول بالعامية – ( ما بعد اهتويت ) .. ياحبي لك يا ( أم أحمد ) .. وهو اسم أمي الحركي الذي تمرره في أحاين كثيرة عندما لا ترغب بأحد أن يعرفها عندما تنادى باسم ابنها الأكبر .. يكفي أن اسمها في بلوتوث جوالها ( أم أحمد ) لأشعر بالفخر .. 🙂
في العام الجديد 2008 بداية أتمنى أن يستقر العمل الجديد ، على الأقل يكون هناك موعد ثابت لخروجي وأترك لك تخيل كيف أخرج من المنزل صباح كل يوم ولا أدري متى أعود .. في الثالثة .. في الرابعة .. ربما الخامسة ، ناهيك أني أعود مساء لفترة أخرى .. وأيضاً لا أعلم متى أخرج .. أحيانا عند العاشرة .. وأيام عند منتصف الليل .. وأيام أخرى الواحدة .. ومرات الثانية صباحا ! ، البوادر في الوقت الحالي مشجعة بعد خطوة التأسيس في العام الماضي .. ومن الممكن أن أثبت الموعد ابتداء من أول يناير أي منذ اليوم ( هاني أنت توحي 😀 )
في 2008 ستكون خطوة الزواج مطروحة وبقوة لأني أبلغ العام ( 31 ) – خلاص معد ورى 🙂 – ، ترى من هي سيئة الحظ التي سأطرق باب منزلها ! .. كما سأحاول أن أنظم ساعتي (البيولوجية) التي أصارعها منذ ثلاث سنوات ، كما هو حالي في العمل هو حالي في النوم .. فأنا لا أدري متى أنام .. مرات عند الواحدة .. ومرات لا أنام إلا بعد الفجر ( وحط في بالك مداوم 10 🙂 ) ، كما سأحاول العودة للكتب وعالم القراءة مرة أخرى .. للأسف التقنية  والنت والقنوات أبعدتني عن القراءة تماماً ..
في النهاية أنا راض عن ماقدمته لنفسي خلال الأعوام الثلاثين التي عدت ومراحل تأسيس ذاتي فكريا وثقافياً .. وبإذن الواحد الأحد أن أقطف نجاحات مرحلة التأسيس ابتداء من هذا العام .. والأهم أن يديم الله صحة والدي ووالدتي ويمتعهما بالسلامة والعافية .. ماكنك طولت معي ؟ .. اقلط تعش معنا ؟ 🙂