أعرف عدد لابأس به من الأعزاء ..سعوديين قلباً وقالباً، روحاً وفكراً وانتماءاً، لكنهم نظامياً لا يحملون الجنسية السعودية، عاشوا على أرض هذا الوطن .. تربوا ودرسوا، أبدعوا وتألقوا .. عملوا بكل مافي وسعهم.
تذكرت صديقي العزيز الذي أحب التنظيمات الجماهيرية، فكان يتواجد في ملاعب الكرة التي تحتضن مباريات المنتخب منذ الثانية عشر ظهراً وحتى منتصف الليل في سبيل تنظيم روابط الجماهير سيما في تصفيات المونديال 2006 والتي كنت أتابع من خلالها صديقي الذي لايحمل الهوية السعودية باندهاش وهو يفعل كل مافي وسعه وحين تنطلق المباراة يزيد حضوراً وحماساً وبكاءً لأجل الأخضر.
أكتب هذه الأسطر بعدما قرأت الصحف التي قامت بتغطية قصة رحيل الاعلامي الخلوق محمد السقا، وكيف أن الصحف تطرقت إلى أن السقا الذي ثابر ودرس وتألق ليصبح أحد أشهر الأصوات الإعلامية في المملكة كان يحلم دوماً بالحصول على الجنسية السعودية، رغم أنه أصبح الطرف الثابت في كافة التسجيلات الهاتفية لغالبية المنشآت والطرف الثابت المطلوب دوماً في غالبية المؤتمرات الصحفية لتميزه في القراءة والإلقاء المميز باللغتين العربية والانجليزية.
ذهب خيالي قريباً وقريباً جداً وأنا أرى المطرب العراقي ماجد المهندس يتحصل على الجنسية السعودية بهدوء ثم أصبح يرتدي الشماغ والثوب السعودي ليغني في أكبر مهرجان وطني سعودي، كان ذلك المشهد بالنسبة لي وأنا أرى المهندس يغني أغان وطنية عن السعودية مستفزاً بالنسبة لي .. ماذا قدم لوطني كي ينتسب إليه ، حتى ولو ربط بجذوره السعودية التي يحملها غالبية سكان الخليج.
النظام الذي تم إصداره وربط فيه التقديم على الجنسية السعودية بعدد من النقاط والمتطلبات يحتاج إلى تطوير، أترك لك تخيل أن يبقى السقا ليبلغ 45 سنة وهو يحلم ويبحث عن البطاقة السعودية ويتنقل بين مدن المملكة ببطاقة مقيم وكأنه عامل قدم لمهمة بسيطة ويعود لوطنه، بينما السقا كان مواطناً حقيقياً ذو سيرة حسنة وأخلاق يشهد له فيها القاصي قبل الداني ناهيك عن أعماله التطوعية في عدد من الجمعيات الخيرية.
هناك العشرات بل المئات ممن هم بمثل حال السقا .. وأعتقد أن الوقت قد حان لكي نفتح صفحة الانتماء لهذا الوطن لمحبيه خاصة أن الفروقات لم تعد كالسابق ..
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…