مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي خالية من راديو الـ FM (ليس سيدي أو مسجل mp3 ياجيل النت) وأذكر في أول يوم قيادة لسيارتي بالمرحلة الثانوية سرقت شريط كاسيت من سيارة أخي، كان شريط عبدالكريم عبدالقادر مكوناً من خمسة أغانٍ كلها بألحان العبقري محمد شفيق، بلا مبالغة بقي الشريط في مشغّل سيارتي لأكثر من ثلاثة أشهر دونما استبدال، بالكاد كنت آخذ ميزانية البنزين من والدي، ولا أملك مايمكنني من شراء كاسيت جديد.
من وقتها بدأت العلاقة بأغان عبدالكريم عبدالقادر، ربما ماجذبني لصوته هو رخامة صوته الرجولي في وقت كانت تنتشر فيه الأصوات الرجالية التي تميل للنعومة قليلاً والتي لم أكن أرتاح لها، وبعد تعمق في شخصية عبدالكريم الفريدة بدأت أميل له بشكل كبير وسماع كل أرشيفه الغنائي الكبير، أعجبتني شخصيته الفريدة التي لا تشابه أحداً وقوانينه التي وضعها لنفسه بشكل غير مسبوق، فنان لا يقيم حفلات إلا نادراً ونادراً جداً، ولا يظهر في الجلسات الخاصة التي كانت موضة سائدة في تلك الأيام .. لماذا يغني إذن ؟
عاش (أبوخالد) ليقود عصر الكويت الذهبي في الطرب وتزامن مع عباقرة الكلمة واللحن، وفي رأيي المتواضع أن نجاح عبدالكريم ليس لأنه يملك صوتاً جميلاً وشخصية مختلفة، بل لأنه يرمز لشخص الطرب (العذري العفيف) إن صح التعبير، في وقته كنا نسمع لكثير من الفنانين بعض التجاوزت في الكلمات أو الإلمحات، لكنه ولوحده كان يشق طريقه الراقي بنفسه، ليكون شخصية محترمة راقية مهذبة وفوق ذلك كله صوتاً رخيماً نادراً واختياراً رائعاً للكلمات والألحان .
منذ تلقيت وفاته – رحمه الله – وصوتي لا يفارقني في مشاويري اليومية، كنا بحضرة شخصية فنية عظيمة نعيش معها ونطرب أجمل الأغاني والألحان، ولا أوافق أبداً من يربط صورة (أبوخالد) بأغاني الحزن .. لا .. أبدأً ولا تمثل إلا جزء يسير من إرثه الطربي النادر والمتنوع في كل الأصناف الطربية الخليجية المتاحة.
يضيق صدري أحياناً وأنا أشاهد هذا الجيل وهو يتفاعل مع إيقاعات موضي ورابح وغيرهم من الفنانين وأشباه الفنانين، وأنظر إليهم بعين الشفقة في كثير من الأحيان، لأنهم لم يجربوا يوماً الانتشاء الطربي في أغاني أصيلة كصوت عبدالكريم عبدالقادر الذي كان يسجله في استديوهات النظائر المشروع التاريخي الكبير للكويت التي آمل أن يعود بريقها الفني العظيم بإذن الله .
رحم الله عبدالكريم عبدالقادر .. هذا الصوت الخالد الذي سيبقى في الأذهان والقلوب
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
في مقدمة مسلسل black bird المثير، كان هنالك نص جميل يحكي عن ترابط أحداث…