من المطاعم التي أعشقها سلسلة مطاعم ( صب واي ) ، فطريقة إعداد الوجبات لديهم مختلفة تماماً عن أي مطعم آخر وجميعها تكون تحت ناظريك وباختيارك في عملية لا تستغرق سوى دقائق معدودة كما أن الغذاء يصنف بأنه ( غذاء صحي ) مقارنة بما يطرح في مطاعم آخرى تقدم وجبات ( فاسدة صحياً ) ..
ماعلينا .. فأنا أستشهدت بالمطعم لأتعرض إلى جانب سلبي في مجتمعنا السعودي خاصة وهو جانب سوء التنظيم والتردد وعدم الاهتمام بالآخرين ، فطريقة المطعم هي أن يصطف الزبائن أمام الطاولة الرئيسية للمطعم بالترتيب حيث تبدأ المرحلة الأولى باختيار نوع الخبز ، وتليها مرحلة اختيار نوع الوجبة ثم تسير على نفس الممر لاختيار الخضار والسلطات وأخيراً وقبل عملية الحساب تكون المرحلة الرابعة والأخيرة وهي اختيار الصوص حسب الرغبة ، لذا فمن المفترض عادة أن يقوم الزبون بالوقوف أول الصف وهو يعلم ماذا سيطلب وماهي الأشياء التي يريدها والأشياء التي لا يرغبها ، إلا أن هناك الكثير ممن أشاهدهم وهم يقفون في الصف دون أن يعلموا ماهي الوجبات المقدمة لذا تسمع بعض الأسئلة الغبية ( وش عندكم .. ووش أحسن ؟ .. الخ ) في حين أن الوجبات معروضة قبل الصف وفي اللوحات العلوية إلا أن صاحبنا ( يتغابى أحياناً للوصول إلى مراده ) ، الإشكالية لا تصل إلى هنا فحسب بل تجده يتدرج حتى يصل إلى مرحلة الخضار ويبدأ بتطفيش الزبائن خلفه من خلال التردد في الاختيار ( زيد خس .. نقص الزيتون .. زيد البصل .. حط حبتين مخلل .. تدري .. كنسل الخيار ) ، وقد يزيد صاحبنا العيار قليلاً حينما يصل إلى مرحلة اختيار (الصوص ) فيلين أمام الوجبات المعروضة ليطلب من البائع العودة إلى مرحلة اختيار نوع الخبز لعمل وجبة جديدة .. فيما بقية الزبائن بالانتظار .. وصاحبنا لا يتهم ( ولا حتى عنده ) ..
الفئة الثانية هي الفئة التي تستمع للمرأة ومن المعروف أن المرأة سيدة التردد في الكون كله لذا تعودت أن أحاول تهدئة أعصابي كلما شاهدت شخصاً يطلب وهو يحدث زوجته أو اخته ..فيجلس ينقلها الوجبات وهي تنقل له عبر الجوال وهو يردد ( صديق .. سوي واحد BMT .. ثم لحظات .. يستمع لجواله ويلغي الطلب .. صديق .. كنسل BMT سوي ستيك بس من دون مخلل .. وحين يتقدم في الصف ويقترب من الحساب تجده يؤنب زوجته أو اخته لأنها لم تخبره بأنها لا تريد صوص في الوجبة ليطلب من البائع أن يفتح الوجبة ويحاول إزالة الكاتشب أو الصوص ) ، ويوم أمس الأول كان يقف أمامي شاب لم يتجاوز السادسة عشر وكان قد تقدم حاملاً جواله ليشتري وجبتين فقط .. لكنه ومع كثرة الاتصالات والتردد والتغيير اشترى 6 وجبات وكلما تقدم أجبره الجوال للعودة للخلف لاختيار وجبة أخرى فيما وصل الصف إلى مدخل الباب الرئيس تقريباً ..وحتى وهو يحاسب في طريقه للخروج كان يحادث اخته – واضح من زعاقها – وهو يقول ( حاسبت خلاص ماني راجع ) .. يعني البنت ناوية تكمل طلبات بعد .
للأسف مثل هذه المطاعم تنجح في الغرب ووتتفوق كثيراً ، بينما لدينا هنا رغم نجاحها إلا أن مثل هذه النوعية من الزبائن تهددها بالفشل خصوصاً أن الكثير منهم لا يفكر ولو مرة بحمل ورقة صغيرة يدون فيها مايريد ، أو يقف للحظات أمام اللوحة لاختيار الوجبة .. أو على الأقل تكون لديه ذرة احترام لمن هم خلفه .. أو لا يأتي للمطعم مطلقاً 🙂 ..
أختتم هذه الأسطر وأنا أتخيل حال موظفي هذه المطاعم .. كم سيكون بالهم طويل وهم يرون مثل هذه النوعية من الزبائن كل يوم وكل ساعة ، فرغم أني أصنف نفسي من النوعية الهادئة والباردة أمام مثل هذه الضغوط إلا أني أحس يوماً بأني سأنفجر في وجه أحد الزبائن 🙂 ..
لا أنسى .. هناك نوعية راقية حقيقة من الزبائن السعوديين ملتزمين بالنظام .. يعرفون ماذا سيطلبون .. لديهم تقدير لمن خلفهم حتى أن أحدهم غير رأيه مرة فالتفت لجميع الزبائن خلفه مقدما اعتذاره عن التأخير .. لكن للأسف هؤلاء قلة .. كما هو حالهم في كل المجتمع .. بينما عشاق التسيب والتهور وتغييب النظام هم الكفة الأكبر ..وحقيقة .. هم أيضاً الرابح الأكبر
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
View Comments
السلام عليكم ،،
هذا الي يقهر في المطاعم ، فيه فئه من مجتمعنا (الراقي) أبت ان تتطور ..
وغير كذا .. لما تكون واقف عند هارديز او برقر كنق (المطاعم الي عليها زحمه) وتكون الام واقفهتسوي الاوردر مع 3 اطفال والشغاله وتوقف تنتظر الين مايخلص طلبها .. طيب عطي غيرك مجال يطلب !!
المواقف المؤسفه عند المطاعم كثيره لو بحكي ،، باتعب ..
شكرا احمد ع هالتدوينه ,,
لا حول ولا قوة إلا بالله
بالطبع أكل أمي أحسن وأفضل وما ريحيني كثيييييييييييييييييييييييير
نكأت جرحاً يا أحمد :)
عشوائيتنا في الطوابير -كلها- وليست فقط عند المطاعم، شوهت منظرنا كثيراً..
لا أنسى أبداً ما حصل في أحد سفراتي لخارج الدول العربية..
الناس صافين طابور طويل نسبياً من أجل سيارات الأجرة (التاكسي) والكل ينتظر دوره..
فجأة يخرج (الفشيلة) وهو يصرخ لكي يذهب لأول الطابور بلا أي مراعاة للأدب..
شيء يقهر فعلاً..
الفاست فود الوحيد اللي ممكن أتقبله في السعودية هو البرجر كينج.. غيره للأسف غيييييييييييييييير مرة عن هنا احسهم لاعبين في الطعم كتير :(
جيد صب واي ..
اللي أعرفه انه من المطاعم الموجودة في الكونجرس ..
من جودته يعني ..
لاتعليق عالباقي
و الله تدري المشكلة لو دخل للمطعم السواق .. يالله و عط الجوال للي يشتغل بالمطعم عاد يقوله ( خد كلم مدام )
و الله كل اللي بالمطعم بيدعون عليها
:
:
ترا الحركة هذي أحياناً أسويها
يعني لا تدعون علي :)
دمتم بود
صدقت ( المرأة سيدة التردد في الكون كله )
وبالنسبة للنوعيات هذه من المطاعم ممكن نواجه المشكله هذه في البداية لاننا ما نعرف وش عندهم وش ما عندهم يعني أول مره انا راح ادخله بسألهم وش عندكم وبجرب هذا وهذاك (ولو كنت وراي راح ينرفع ضغطك مني يا احمد حتى لو تصف نفسك بارد :D ) لكن المره الجايه ما راح يكون نفس الوضع راح أخذ طلبي علطول بدون سؤال وأكون عارف وش ابي اخذ وهذا الحال مع الناس كلهم ..
تسمع بعض الأسئلة الغبية ( وش عندكم .. ووش أحسن ؟ .. الخ )
قد لا اتفق معك في هذه العبارة عندما نعت اسئلتهم بالغبية فقد يكون هذا الشخص لا يعلم ما تحتوي هذه الوجبات
او قد تكون زيارته لهذا المطعم هي الاولى فيستفسر عنها ..
تقبل مودتي اخي احمد :)
أنا من المعجبين بصب وي جدا
وعلى فكرة الورقة اللي تقترحها موجودة أصلا لك ما يعرف عنها الا القليل
لكن حسب صب وي اللي أروح له دايم ما أدري أحس إنك بالغت مبالغة لا تُخِلّ ولا تُمِلّ أقصد أنها مبالغة اوضحت الفكرة ولم تأتي بشيء غير حقيقي.
ولكن حسب ما فهمت من كلامك فإنهم في صب وي عندكم تنتظرون حتى ينتهي الزبون من كامل طلبه ثم يأتي من بعده وهذا لو حصل فكلامك 100% واقعي.
أحسنت أخي أبو أحمد
الفوضى في كل شي
ولو الله فكنا من الحريّم و ( ثرثرتهن ) كان حنا بخير
أقف لك إحتراماً على هالكلام الجميل المحكحك
ولنا لقاء ان شاء الله في أروقة المحاكم على ماقالوا في درب الزلق :D