رغم أني لا أحرص كثيراً على قراءة جريدة الحياة لتراجع مستواها كثيراً خلال السنتين الأخيرتين كما هو حال تراجع كاتبها الأول عبدالعزيز السويد، إلا أني أحيي إدارة الصحيفة والمحرر مصطفى الأنصاري على الضربة الصحفية القوية من خلال إجراء حوار موسع مع الشيخ عادل الكلباني.
لماذا أصنفه بحوار الشهر أو حتى السنة، ببساطة لأنه كشف لنا كثيراً من خبايا إمامة الحرم المكي الشريف وكيفية المنافسة (الغير معلنة) بين الأئمة وكيف علاقتهم برجال الدولة والمسؤولين وعلاقتهم بالجمهور أيضاً.
الحوار كان مثيراً بكل ماتحمله الكلمة من معنى وأستغربت كثيراً كيف سلم الكلباني الخيط والمخيط للمحرر وكأنه كان منوم مغناطيسياً .. كان يجيب بكل صراحة وبكل وضوح دون أن يقدر أن كلمته ستظهر للملأ ويحفظها التاريخ، يقال (ماكل مايعلم يقال) لكن الكلباني خالف هذه المقولة وأبدى حضوراً كبيراً في الحوار حتى أنه تطرق لزواجه من (الشام) من منطلق تحسين النسل!
لمست في كثير من إجابات الكلباني بعضاً من الغرور رغم محاولاته النفي، ومحاولة ربط علاقته مباشرة بالملك عبدالله في كثيراً من الإيجابات متجاوزاً الشيخ الحصين وغيره حتى أن المحرر سأله عن جدول الأئمة في رمضان فأجاب الكلباني (أن الجدول لم يكن من الشيخ الحصين وإنما من الملك) !! إجابة مثيرة حقاً .. كيف يمكن تقبل ان يقوم الملك بالتوجيه في جدول الأئمة.
إجابات الكلباني في الحوار كانت مثيرة كما قلت، فرغم أنها التجربة الأولى وكانت مقتصرة على شهر رمضان المبارك إلا أنه سمح لنفسه بأن يكون (أحسن واحد 🙂 ) فهو رصد على الشيخ المعيقلي ملاحظات كثيرة على تجويده ونصح الشيخ عبدالله الجهني بتطوير نفسه في التلاوة والوقف والابتداء، يلمس القارئ في هذه الإجابات أن الكلباني صنف نفسه من ضمن الأئمة الرسميين وبدأت في توجيه الانتقادات من مفهوم المنافسة .. وإلا فأن تكون إماما للحرم المكي هو مكان أرفع وأسمى من تذكر ملاحظات على زملائك أمام الملأ وأنت لم تصلي في الحرم سوى أيام معدودات.
إضافة لذلك .. كان يظهر في كثير من إجاباته بأنه (واصل) كما يقولون مع أنه (واصل فعلا) ولا يحتاج الأمر لأدلة يكفي أنه أصبح يحضر في مجالس الملك، لكنه كان يركز في كثير من إجاباته على هذه النقطة ويحاول جر الحوار إلى علاقاته مع الأمراء والمسؤولين من بينها قوله (كنت أعلم بأن الأمير سلمان يحبني ولكني حين عينت إماما تفجر ذلك الحب على نحو لا مثيل له) ، كما أنه ذكر لقاءه بالأمير خالد الفيصل وأنه تفاجأ بحفاوته البالغة له وأن هذا الاندهاش نابع من منطلق ( أن تكون فكرتك عنه كذا وكذا .. ثم تفاجأ بالواقع المختلف .. وتندهش)، كما تطرق للقاءه مع وزير الإعلام إياد المدني الذي لا يلاقي قبولاً وسط المتدينين في المملكة، كان الكلباني يقول بأنه قابل إياد مدني حينما كان جالسا بين وزير الشؤون الاجتماعية وسفير المملكة في لبنان .. وزاد الكلباني في إشادته بمدني حينما وصفه بالرجل الرائع وأنه وجد فيه (أنساً ولطافة ومودة) .
أكثر النقاط التي لفتت نظري حينما تطرق لعودته لجامع الملك خالد بالرياض حيث تفاجأ بأن إماما آخر تم تعيينه من قبل الأمير موضي لغضبها عليه بتوجهه للمسجد الحرام دون إبلاغها، المثير أن الكلباني كان يعلق على حال الجامع ويتندر بشكل غير مباشر كان يقول (كان يصلي معنا في العشاء سبعة صفوف والآن أصبحوا أربعة، والفجر كنا نصلي ثلاثة صفوف والآن لا يكملون صفاً واحداً) ثم أردف بقوله (قد يكون لجامع الملك خالد مميزات لكن معظمها أنا وبلا فخر من صنعها) ، في الواقع كنت أعتقد بأن حال أئمة المساجد أزهد من النظر في المنافسة بمثل هذه النظرة.
قمة الإثارة تجلت في إجاباته عن مسلسل طاش ماطاش حيث أكد مشاهدته لبعض الحلقات التي منعت من البث لتطرقها عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. كنت أتوقع إجابة قوية أو انتقاد مباشر للسدحان والقصبي غير أنه أجاب بقوله ( لم أر فيها شيئاً بل فيها نقد كأي نقد لإي جهاز حكومي).
اعتدنا طوال السنوات السابقة بأن لا نجد لأئمة الحرمين مثل هذا الحضور الإعلامي وهذه الإجابات الصريحة والمباشرة، وفيما يبدو لي بأن الكلباني قادم بقوة لاكتساح الساحة الإعلامية الدينية لحضوره المثير ليس فقط من خلال جريدة الحياة لأني وجدت له حواراً في اليوتيوب ليس ببعيد عن هذا.
في توقعي الشخصي أن الكلباني لن يتم استدعاءه للحرم المكي في رمضان القادم بعد هذا الحوار إلا أن أظهر شيئاً مختلفاً خلال الأشهر القادمة كأن يعتذر مثلاً !
هذه نظرة سريعة على حوار الكلباني مع جريدة الحياة أنقلها في المدونة رغم أني لست من المعجبين بصوت الكلباني حقيقة ولا أجد أنه يستحق هذه الهالة الكبيرة جماهيرياً وإعلامياً .. في النهاية هو لن يصل لمستوى السديس والشريم.
– الجزء الأول من الحوار
– الجزء الثاني من الحوار
ملاحظة : كثيراً يسألوني عن الصنف اللي أتعاطاه 🙂 ويخليني أكتب 4 مواضيع في خمسة أيام .هههههه والله أني أشرب بعد العشا عصير برتقال تروبيكانا .. مدري فيه منشطات ولا لا .. بس كله من صب واي .
ثاني شي أخواننا المطاوعة لحد يشب علي يقول وشلون تكتب عن الشيخ بعد ماكتبت عن محمدعبده .. غمضوا ولا تشوفون اللي تحت ، بعد هذا يدل على تنوع فكري ثقافي.
سحبت علبة العصير أقرأ المكونات ولقيت مكتوب ضمن المواد فاكهة باشن .. أسأل الله تعالى بأن لا تتضمن كحولاً .. فما أسكر كثيره قليله حرام .. أقم
إرممييييييي
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
View Comments
والله يا أحمد، لقد أصابني الغثيان وأنا أقرأ ذلك الحوار بل وتقززت من تلميحاته بمدى "عمق" علاقاته.
الكلباني ليس إلا نموذج. أتذكر أدبياتهم عندما كانوا يحذرون من الدخول على السلطان وغيره والآن نراهم يتنافسون على كراسي مجالسهم !
صباح الخير
قرأت اللقاء وكل دقيقة أرفع المتصفح أتأكد هل هذا موقع الحياة أو مزور
اللقاء فيه نرجسية واضحة جدا وتطغى بعض المرات لتصير حامضة وماتنبلع أجل تعيينه بالحرم لا يقل أهمية عن تنصيب أوباما, وبعد شوي يقول انه مايعرف إذا تعيينه دائم ولا مؤقت !!
بعدين على مين إمامة الحرم ماتكون ثروة أضحك الله سن فضيلته بس :d
أعرف إن إمامة الحرم شرف كبير كبير جدا لأي شخص يصل لهذا المكان, لكن لا أعتقد إن شرف هالمكان ومكانته الكبيرة تجعل لك الاحقية انك تتكلم بمثل هالتعالي الملاحظ, أغلب كلامه كان من الممكن يطرح لكن يصاغ بطريقة لطيفة !
الصحفي بعد ماصل أجل يقوله أنتم الأمه أصحاب مهنة لوهلة حسيتهم خبازين !!
الشيخ بصراحة يبدو ان يازينك ساكت ينطبق عليه !!
لأني معتبرة نفسي من أهل الحرم لا يمكن أقارن صوته ولا الخشوع بالصلاة خلفه بالشيخين السديس مثلا ولا الشريم او الشيخ المعيقلي مع احترامي البالغ والهائل للشيخ
ما أتوقع اعتذار من الشيخ ولو فرضا طلب منه يقول لهم إذا أعتذر سلطان بن فهد أعتذرت ;)
شكرا صب وي
صبحك الله بالخير ...
صدق أو لا تصدق ... صليت مع الكلباني في أول جمعة بعد العدوان على غزة (العدوان بدأ السبت يعني كان عنده ابوع كااااااااامل) تصدق يا أحمد كلمة غزة ما قالها! كلمة فلسطين ماقالها! الخطبة توقع عن أيش؟ .... محبة الصحابة للنبي من أول الخطبة إلى أقم الصلاة ولا كأنه صاير شيئ مع ان كل المساجد الباقيه عن هالموضوع! يا إني انقهرت قهر بس صبرني بعض ربعي الـملتزمين قالوا ان لبس كون الشخص "قارئ" يصير شيخ ...
مرحباً احمد ..
بصراحة كل له أسلوبه وَ طريقته للشهره وَ هذا بالفعل ما حصل مع الشيخ الكلباني فقد نال مراده بعد هذا اللقاء وَ أصبح حديث المجالس حاله حال " منتظر الزيدي " .. أعتقد بأن الشيخ الكلباني يؤمن كثيراً بمبدأ " خالف تعرف " :D
إلا أحمد قلت وش نوع العصير .. برتقال .. من صب واي << شكلي راح اشتريه لأني صار لي كم يوم أبي اكتب بس ماش ما تضبط معاي :)
دمت بود
لا تلومه
إمامة الحرم المكي مره وحده ، خصوصاً إن إمكانياته ضعيفه بشكل واضح
لاتلومه يوم يكب العشاء !
ماتعود
يذكرني ببعض الناس إذا فاز مره أو مرتين في السوني وصج العالم إن هالاسبوع اسبوعه !!
هذا النوع لا يعجبني أبداً :)
مهما بلغت سمعتك الآفاق يجب ألا تمدح نفسك !
هناك من هو أعلى مكانة وعلماً وقراءة منه ، حتماً ولابد ولا شك !
لكن الله يهديه إن شاء الله
على هالإجابات وهالفكر ما استبعد أن يطلع في لقاء وبجانبه زوجته السورية !
أحمد
آخر سطرين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنك متعدي لوحة الهبال بخمسة كيلو خخخخخخ
أرمييييييييي
لا ويا يزيد يتبجح انه هو عنصر الفوز في السوني الثابت وان البقية متغيرين !!! بحل يا الكلباني
اما بالنسبة للكلباني فوالله ما يستاهل من يعيطه لو حسنة واحدة !!!
تحياتي للصنف المستخدم يا احمد
كنت ادرس في احد الجوامع علوم القرآن وفجاءة ،"نظرا لبراعتي على حد قول الكلباني "صار المنافسة قوية بين شيخي واخر لكي يتبناني على اساس "حريف" وصار التلاسن والغيبة صارت تشتغل ،ولم تزعل النميمة منها فهي اشتغلت ايضا بقى الضرب فقط ،،وقررت ا ن لااعود للجامع مرة اخرى ،،وقلت في نفسي هذا بيت الله ويحدث فيه هذا ، اذا لاحرج من الناس الاخرين ،،وللاسف شيء مؤلم سماع هذا ، ولكن لااستغرب كل شخص يريد الشهرة ،اذا لانلؤم اصالة عندما تتلاسن مع ميادة ،،او وائل كفوري مع رامي عياش ،،،فعلا هزلت ،ذكرتني بمسلسل الدغري لدريد لحام ،عندما كان يستغل الدين لمأربه ،، ملاحظة صغيرة ماكل هذه الهبة المفاجئة ؟؟
موضوع مـ ذ هـ ـل !!
عرضك للموضوع جيد يا أحمد.. و آراءك الشخصية.. حرية..
(لا أعرف لماذا تذكرت عبد العزيز الزهراني.. عند توجيه حديثك للمطاوعة)
المنافسة موجودة.. في جميع مقرات العمل.. حتى لو كان الحرم المكي الشريف.. إلا أن المجاهرة بالمنافسة.. و نقـد إمام لأخرين معه في لقاء صحفي.. (قويـــــــــــــة!!)
سؤال عابر (كيف حال شعلول الصغير؟ رجع بيته و لا لا زال ببيت الجدود؟ )
و أخيراً
امممم... تروبيكانا هه؟
طيب!
:)
وااااااااااااو , بصراحة لم أتوقع أن الشيخ عادل بالذات يكون حديثه بهذه الطريقة , غريب وغريب فعلاً , لا أدري ما أقول مازلت فاتحاً فمي لكي أستوعب القصة :) ,,,
شكراً لك أحمد ,,
أدهم