كانت فكرة إيقاف التعليقات لمدونتي دون أي سابق تفكير أو دراسة ، فحينما كنت أكتب موضوع لحظات .. صفاء الذهن خطرت لي فكرت إيقاف التعليقات على هذا الموضوع لأني كنت أريده كذلك دون تعليقات .. فهو أقرب مايكون إلى فضفضة دون هدف واضح .. ويبدو أن الوضع راقني وفضلت إلغاء التعليقات على المواضيع اللاحقة ..
أصدقكم القول .. أحس بأني مقصر كثيراً في جانب التواصل من خلال المدونة ، وأصاب بإحراج حينما أدخل مدونات تمرر لي فيه (الواجبات) – ان جاز التعبير – والتي تتضمن أسئلة مختصرة يجيب عليها المدون ، في كل حين كنت أؤجل الأمر يوماً بعد آخر حتى أني لم أجيب على أي واجب منذ بدايتي في التدوين في فبراير 2005 ، كما كنت أتحاشى الدخول في شد وجذب مع المعلقين خوفاً من أن أنسحب للردود حتى أنسى أمر المدونة ، الشاهد في الأمر أني كنت آخذ ( هم الردود ) حتى ولو كانت مجرد ثلاثة أو أربعة تعليقات ، كنت أؤجل الرد إلى صباح اليوم التالي في حال استطعت ايجاد فراغ وقت العمل ، وفي الصباح أؤجل الرد حتى المساء حين أعود للمنزل وهكذا يوماً بعد آخر حتى أصبحت لا أكتب سوى تدوينة واحدة في الاسبوع .
في الاسبوعين الماضيين وبعد ايقاف التعليقات أصبحت لا أفكر في أي تأجيل ، أي فكرة ترد في عقلي انقلها فوراً دون استشعار .. ببساطة لم أعد أصبح مهتماً .. هل رد أحد ، كيف أرد على التعليق الفلاني .. ماذا عن التعليق العلاني ، لا يهم .. اكتب وطنش .. ، أصدقكم القول بأني (انبسطت ) و(زعلت ) في وقت واحد ، انبسطت بعد شعوري بالحرية والانطلاق بشكل كبير حتى أني كدت أكتب ثلاثة مواضيع في يوم واحد 🙂 ، أما الجانب الآخر فقد حزنت لمفارقة من يتواصل معي في المدونة .. لن أذكر أسماءاً لأنهم يعلمون بأني أقصدهم .. وأكثر ما آلمني حينما تابعت بعض ردود الفعل في مدونات أخرى وأجد من المعلقين من كتب يتمنى ( أن يهديني الله وأفتح التعليقات من جديد ) ، أخجلني أن أرى من هناك أحرص مني على مدونتي .
لأسجل لكم أبرز الايجابيات التي جنتيها من إغلاق التعليقات وأبرز السلبيات .. لنبدأ بالسلبيات أولاً 🙂 .
* أصبحت أثرثر كثيراً : لأني أعلم بأن أحداً هناك لن يرد أو يناقش في نقطة معينة ، أصبحت أسترسل كثيراً في الثرثرة وفقدت السيطرة تماماً 🙂
* تحولت لانسان أكثر جدية : كونت لي خبرة على مدى السنوات الثلاث الماضية لأعرف ( مايطلبه القراء ) ، وأعرف الأشياء التي تشدهم والمواضيع التي تروق لهم والتي لا تروق .. للأسف بعد ( مرحلة الإغلاق 🙂 ) أصبحت أتناول مواضيع جدية وأكتب كما لو كنت أكتب مقالاً في جريدة وليس مدونة .. وهو أمرٌ لا يروق لزوار المدونات أو مدونتي تحديداً ..
* اقتربت من أن أكون شخصاً مملاً : هذه الملاحظة ساقها لي العزيز جداً ( أبو نواف ) والذي قال كنا في السابق نزور المدونة كل أربعة أيام أو خمس لنقرأ الجديد ونطلع على المستجدات .. ببساطة ( هالاسبوعين ذي كل يوم منزل موضوع .. خلاص ملينا منك 🙂 ) !
* افتقدت التواصل والتفاعل : من أجمل الأمور في المدونة أن ترى من يعقب عليك سلباً او إيجابياً .. هذا يرد .. وذاك يختلف .. وتلك تعطي إضافة .. ورابع (يستهبل ) .. وخامسة تشكر ..
الإيجابيات :
* اني اكتشفت أن هناك من سيتواصل (غصباً عنك ) 🙂 سواء كرسائل ايميل أو حتى رسائل sms حتى ولو سلباً كما في موضوع القبيلة
* منحني شعور لا يوصف بالحرية والانطلاق .. لا أدري لماذا ولكن كما لو كانت التعليقات رقيب أمامك يحذرك من الطيران في سماء الحرية 🙂
* إغلاق المواضيع كشف لي كم كنت كسولاً لدرجة أضحت التعليقات هماً أحمله بعد كل تدوينة ..
* أستطعت أن أمنح فرصة الكتابة عن نفسي وعن أفكاري ، كنت في السابق لا أكتب تلك حتى لا تأتي ردود إشادة ثم يعتقد البعض بأني كتبت تلك الكلمات من أجل ( التشخيص وكسب الردود المليئة بالمدح )
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…