دائماً مانسمع .. لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع ، وهذه الجملة الدارجة تشرح بكل وضوح أن اختلاف الأذواق قاعدة بين كل البشر فما يحبه شخص ليس بالضرورة أن يحبه شخص آخر .. لكلٍ ذوقه ولكلٍ هواه .
قد نتقبل الذائقة في الطعام والأكل ، حيث أن الذوق هو الذي يحكم في النهاية ، فلا يمكن أن تشاهد ثلاثة أشخاص يشربون نفس نوعية العصير .. هذا إذا لم يكن كل واحد له عصيره الخاص .. والأكل كذلك فكثيراً مانعاني عندما نخرج مجموعة للعشاء سوية في اختلاف الأذواق .. فالأول لا يحب مايفضله الثاني ، والثالث يرفض اقتراح الرابع .
لكن لنتحدث هنا عن الذوق الفكري الذي لا يمكن تقييده في جانب واحد ولأتحدث هنا عن المشاهدة سواء برامج أو أفلام حيث تتفرع الأذواق هنا كثيراً بشكل لا يقارن مع الطعام مثلاً ، ولعل الذي ألحظه هو أنه من النادر أن يلتقي شخصان يملكان نفس الذائقة الفنية ، لذا لم يعد غريباً أن يمنحك أقرب أصدقائك وأقربهم ذوقاً إلى فكرك فيلماً يعطيه زخماً كبيرا معتقداً بأنه سيحوز على نفس الثناء من جانبك .. فيما أنت في الواقع قد لا تكمل الساعة الأولى من الفيلم لاعتقادك بأنه سيئ وردئ وأن صاحبك ( ماعنده ذوق ) ، وقد يكون الأمر عكس ذلك حيث يعجبك فلمٌ ما وتحاول منحه لمن تعتقد بأن ذوقهم الفني يسايرك .. لكنك تتفاجأ بعد ذلك بردة فعلهم السيئة والسيئة جداً ( أبو ناصر وفيلم بابل مثالاً 😀 )
حاولت كثيراً أن أرصد أذواق أصدقائي لكني فشلت ، فالذائقة أشبه ماتكون بالبصمة .. لكل واحد ذائقة مستقلة لا يشارك أحدٌ فيها ويصعب تحديد أطرها .. يكفي أن تقف يوماً عند بائع شاورما مثلاً لتلحظ طلبات الناس الغريبة ( بدون مخلل .. زيادة مايونيز .. زيادة بطاطس ! .. الخ ) أو جرب وقف أمام استقبال مطعم بيتزا ..لتسمع العجب العجاب ( ولا لا يابو سعد أجل ببروني بدون جبن 😀 ) ههههه
بالأمس حدث لي مفارقة عجيبة في موضوع الأذواق ، حيث وقفت لأشتري مجموعة سيديات أغاني وطلبت كمية أدت لبقائي داخل المحل لفترة تقارب من ربع ساعة .. كان المحل يقع في شارع الشميسي داخل تلك المناطق الشعبية والفقيرة ، هالني حقيقة تفاوت الأذواق .. مر شخص يرتدي لبس ( سكيورتي ) لشراء شريطاً لأم كلثوم .. ثم أعقبه فتى ذو أصول أفريقية على دراجة هوائية ليشتري شريطاً أو بالأحرى سيدي لفنانة مغربية شابة – لا أذكر اسمها – لتشغيلها في جهازه السوني .. ثم دخل شاب في كامل شياكته باحثاً عن جلسات لـ ( سعد جمعة ! ) .. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير أن جاء شاب بملابس رياضية رثة جداً وعندما دخل كنت أعتقد بأنه مجرد ( شحاذ ) .. لكني صدمت عندما سمعت طلبه .. والله لقد طلب شريط كاسيت لسيلون ديون .. وذكرها بالأسم أيضاً ..
عندما فرغ المحل سألت البائع الباكستاني عن هذه النقطة فأجانبي بإضافة لم أكن أتخيلها حينما ذكر أن هذا التفاوت يلحظه في زبون واحد .. يطلب أغان لنجاة الصغيرة وشريطاً لعزازي .. ويحرص على البحث عن أغاني جوليا بطرس وفي ذات الوقت يحرص على أشرطة موضي الطقاقة .
السؤال .. من يحكم الذائقة .. هل هي النشأة .. الثقافة .. الحس والإدراك .. أم هي أمور مكتسبة يأخذها الشخص من المجتمع بما يتلائم مع شخصه .. والسؤال الأهم .. هل يمكن تطويع ذائقة شخص ما .. ؟
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…