كيف أنقشع من الماضي 🫣
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة والأربعين، أني أصبحت أهوى القديم من الفن والأكل، بما فيه من أمورٍ لم أجربها في حياتي.
يبدو أن الحال يتزايد كل عام، فقبل نحو شهرين أديت العمرة – بحمدٍ من الله وفضله – ، ولم أكن أستطيع أحبس أنفاسي وأنا استمتع بإمامة الشيخ السديس للمصلين في صلاة المغرب، هذا الصوت الذي ارتبط في طفولتي سنواتٍ طوال خاصة في الأوقات التي كنت أقضيها مع والدتي رحمها الله في رمضان.
هذا الشعور لم يكن ناتجاً عن حب شخص السديس نفسه، والذي لم يرقني مؤخراً كثرة ظهوره المبالغ فيه، بل ارتباط صوته بذكرياتي، ينطبق الأمر نفسه على صوت الشيخ عبدالله خياط، وكان أحياناً يتم تشغيل صوته في الفسحة أو قبل بداية الطابور حينما كنت في الابتدائي، وصوت الشيخ علي جابر الذي كان يظهر يومياً في التلفاز قبل بدء الإرسال وفقرة الرسوم المتحركة (أي ان صوته ارتبط في داخلي قبل أن أبدأ الدراسة).
هذه الأيام أصبحت مغرماً في الصباح بتشغيل أي تلاوة نجدية في يوتيوب، وأظني قد أتيت عليها كاملة، أتقبل مع من يقول بأنه لا يرى فيها تميزاً كما هي بقية التلاوات، لكني أجد بأنها أكثر الأصوات روحانية ووصولاً للقلب وتاُثيراً، ربما لأنها خالية من أي مبالغات (أو اختراعات) أو حتى تباكٍ مبالغٌ فيه.
هي تلاوة صادقة ومباشرة لا استعراض فيها ولا جمهور، في طفولتي – الله أكبر على هالطفولة – كانت كل مساجد الرياض تقريباً يشرف على إمامتها أئمة كبار في السن، وكان هذا هو النسق التام لمساجدها، قبل المبالغات التي أصبحنا نسمعها اليوم، وكان هو الصوت الذي أسمعه في سيارتي شقيقي الأكبر – يحي – حينما يستمع إلى صوت الشيخ عبدالله الخليفي لاسيما في الآية (الله نور السموات والأرض) .
لا أعلم إلى أين ستؤدي بي العودة إلى الماضي كل عام، كنت أعتقد بأن هذه الهجرة العكسية ستأتيني قبل الستين – كما كنت أسمع عنها وأقرأ – لكن في ظني أنها جاءت أبكر مع الثورة الرقمية التي نعيشها لاسيما في السنوات الخمس الأخيرة وتغير سلوكنا بشكل واضح بسببها – أعلم أن هناك صديقاً متنمراً سيقرأ هذه الأسطر ويعلق بقوله (على أساس عمرك الحين بالعشرينات) .
هجره عكسيه هههههههههههه
الحنين شعور جميل ليش تبي تنقشع منه
ع طاري كبار السن قبل ايام كانت امي تتواصل مع اخوانها الاكبر منها باالجوال كنت اتسائل شلون الصوت يعبر عن سنك وانا اسمع صوت اخوالي الكبار سبحان الله العظيم مايكفي الجسد حتى الصوت بيتغير 🙁
تتوقع السديس برضه بيصير فيه كذا ويتغير صوته .