أضحك عندما أفتح شاشة التلفاز أو أقرأ تحليلاً في جريدة أو موقع حول تأثر الصحافة الورقية بالتطورات المستجدة وأن ذلك سيؤدي إلى إيقافها أو تراجعها، ويذهب الكثيرون في تحليل ذلك وأن مايحدث وكأن الأمر فعلاً يحتاج إلى نقاش أو تحليل، القضية منتهية ومحسومة وعندما ترى مثل هذا النقاش فهو في الغالب إفلاس لمعد حلقة يرغب في تقديم فكرة الحلقة على شاكلة .. استمرار الصحافة الورقية بين المطرقة والسندان .. أو بين الحاضر والمستقبل، وغيرها من العناوين التي تقدم عادة للمواضيع المسلوقة.
الآن كلنا على يقين بأن عصر المجلات الورقية انتهى تماماً رغم كل محاولات الإنعاش باستثناء عدد من المنتجات العربية قد لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، في الغالب البقية هي مجلات خاسرة لأهداف (غير تجارية) أو لوجود إتفاقات إعلانية بين أشخاص تتطلب وجود مجلات وهمية تعبأ بمواد إعلانية حسب إتفاقات.
إذا جزمنا بتوقف الصحف الورقية عاجلاً أم أجلاً، فأنا أتقبل مفهوم النقاش حول توقيت ذلك، كثيرون يعتمدون في حديثهم على النتائج الغربية والدراسات في هذا الجانب، وهذا أمر في الغالب غير منطقي، فمحتوى تلك الصحف من الناحية المهنية واهتمامها بالقارئ وسقف الحرية العالي الذي يتيح لها نشر مايوده الناس فعلاً وليس مايفرض عليها سيفتح أمامها الأبواب للاستمرار، ناهيك عن العدد الهائل للصحف الورقية الذي يحتم عليها التوقف أمام المد وخذ مثالاً على ذلك في بلدة صغيرة اسمها (سانتا باربرا) في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عدد سكانها مئة ألف نسمة فيما يصدر فيها ثمان صحف يومية وصحيفة اسبوعية.
التطور التقني يسير بسرعة الصاروخ، وأنا شخصياً ضد كل الدراسات التي تقول بأن المد الإلكتروني سيوقف الصحف الورقية في 2030 أو نحو ذلك، وجهة نظري أن الأمر لن يتجاوز السنوات الخمس المقبلة، ستبقى أعداد الورق تطبع ولكنها أقرب ماتكون إجراء شكلي يقصد به الاستمرار، وإلا كل الإعلانات والتسويق والتغطيات الخبرية ستكون مخصصة للموقع الإلكتروني.
وهذا امر إيجابي بلاشك خصوصاً وأن وضع مايسمى بـ (الصحافة الإلكترونية) لدينا في السعودية واقعه مزري ومتدني جداً باستثناء تجربتين أو ثلاث، فيما البقية لم تستطع أن تحجز لها موقع اهتمام شعبي إلا باخبار الإثارة (تغطية الجرائم وأعمال الهيئة) وهذا الأمر سيكون إيجابياً لاستمرار المؤسسات الصحفية في الانتقال مع انتقال الفئة العمرية للمجتمع.
هل أنا متفائل بمستقبل العمل الصحفي ؟
المنافسة الشرسة وتطور الصناعة الإعلامية في العالم تقدم بشكل كبير، هذا يدفع بأن العمل سيتقدم للأمام بفضل ارتفاع مستوى الطرح الناتج عن دخول الانترنت في كل تفاصيل حياتنا، لم يعد بالإمكان السيطرة أو التوجيه، إن منعت هنا ستقرأه هناك، صحيح أن مخرجات أقسام الإعلام سيئة أو أقل من المتوسط (في الغالب المميزون يتجهون للعمل خارج الصحافة) إلا أن المنافسة الحقيقية ستجبر على التعامل بمزيد من الاحتراف، كنت في السابق تنقل المؤتمر الصحفي بعد تفريغه بساعة أو ساعتين وترسلها لجريدتك .. الآن وبفضل المنافسة عليك أن تنقل أبرز مافي المؤتمر بشكل مباشر، الخبر العاجل إن تأخرت في نشره دقيقتين أو ثلاث ستكون وسط معمعة هذا التنافس بطيء وخارج نطاق التغطية.
النقلة الإلكترونية ستكون في صالح هذه المؤسسات متى ما أحسنت إدارتها، وفي رأيي أن الأرباح ستكون أكثر لوجود منصات كثيرة للإعلان مع قفزة الشبكات الإجتماعية سيما يوتيوب.
أخيراً أقول ارصد تعاملك مع الصحف الورقية وصور نفسك وأنت تقرأ، ستكون لهذه الصور قيمة بعد عشر سنوات حينما تتداولها مع أبنائك .. انظروا لأبيكم وهو يقرأ الصحيفة الورقية ذات الحجم الكبير .. وسينتهي الحديث بضحكات حتماً على الماضي الجميل.
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…