علمتني الحياة: لا تطيل البقاء في عمل واحد

من المفترض أن أكتب هذه الأسطر عندما أتقاعد، كنوع من الخبرات التي أحكي عنها للقادمين إلى سوق العمل، لكني فضلت أن أطرحها الآن لأنه أمر حدث لي وكان قراراً لم أوفق فيه.

منذ أن خرجت على سوق العمل، عملت في مكان واحد وأحببت بيئته بشكل مبالغ فيه، كنت أعمل فيه على فترتين وبساعات عمل أكثر من المطلوب، ومتابعة شؤونه حتى وأنا خارج المقر، رغم العمل الإعلامي بشكل عام يسحرك ويدخلك في شيء أشبه مايكون بالغفوة أو الإغماءة، وربما ساعدني في ذلك وجود شخصيات قيادية – تاريخية – كانت تزيد هذا الشعور حباً وشغفاً بالدعم المعنوي الكبير وحتى بالدعم المادي.
أكثر من عشر سنوات قضيتها في مكان واحد، صحيح بأني كنت أعشقه وتنقلت فيه بعدة أقسام، لكن وبعد الخروج منه لتجربة عمل أخرى أيقنت أن البقاء طوال تلك السنوات في مكان واحد كان أمراً لا أقول بأنه خاطئ حتى لا أبالغ .. ولكن لم يكن قراراً صحيحاً وسأوجز الأسباب في نقاط :
– روتين: أحياناً الروتين يكون أمر جميل متى ما تم وضعه في قالب تنفيذي محفز وإبداعي، لكن البقاء في عمل واحد لسنوات طويلة يدخلك في روتين الآخرين والقياديين بالذات، فمثلاً هم وصلوا لمرحلة أنه (ممتاز لدينا موقع إلكتروني مميز ويستقطب الزوار وشبكات اجتماعية تحدث بالدقيقة .. يكفينا ذلك)، لأنهم يريدون البقاء في دائرة الروتين ولا يفضلون فتح أفق أخطر وأوسع وأكثر إبداعاً .. لماذا لا يكون لدينا عربة نقل مثلاً .. تنقل الأحداث الكبرى وحتى الحوادث المرورية الكبيرة والحرائق الضخمة مباشرة وبمراسل ميداني .. لا لا نريد .. لماذا ؟ لأن متابعة شؤون هذا الأمر يعني المتابعة اللحظية والدقيقة لكل كلمة وصورة، بعكس العمل الصحفي مراجعة بروفات الصفحات وتوقيعها وإجازتها .. ومن ثم (رح لبيتكم ).
– أسير قرار: في يوم من الأيام قررت الإدارة أن لا تنفذ أي حملة تسويقية .. نعم .. لا يوجد تسويق أبداً والمخصص لهذا الأمر (صفررر ريال) رغم سهولة الفرص المتاحة – في ذلك الوقت – ، رغم أني أعمل واقتها في الإعلام الرقمي لكن لك أن تتخيل بأننا لم ننفذ حملة حتى ولو عبر تويتر، فالخبرات التي كانت لدي في هذا الجانب (0) ، ولذلك لكن أكن أتعلم أو أطور نفسي سوى بتنفيذ حملات تسويقية لحسابات أخرى مع أصدقاء أو لجهات أعمل فيها بشكل جانبي أو استشاري، أما عملي الحالي فالميزانية المخصصة لذلك كبيرة بل هي جزء من العمل اليومي تقريباً والمبالغ التي تدفع جيدة جداً وتساعد في البحث والقراءة وتطوير الذات في هذا الجانب لتحقيق أفضل الأهداف، أما لو بقيت في عملي السابق فلربما أبقى حتى اليوم دون تنفيذ حملة تسويقية رقمية ولو بألف ريال.
– زيادة راتب: لن يزيد راتبك بشكل كبير كما تريد في حال بقائك بمكان واحد، ربما زيادة سنوية بسيطة، أو زيادة تعويضية مقبولة في حال رضى عنك مديرك الكبير وترقيت لمنصب أكبر، لكن كزيادة مفصلية في الغالب لن تحدث، لذلك قبولك لعرض جديد وبراتب أعلى يعني أنك ستقبل بعرض جديد بعده – ربما بسنوات قليلة – وبراتب أعلى .. وهكذا، لذلك أدين بالفضل الكبير لمن ساهم في خروجي من عملي السابق والإلتحاق بعمل جديد ومختلف لأنه ساهم بالفعل في تغيير حياتي المادية.
– تحدي جديد ومختلف: مهما تغيرت الإدارات في عملك، في الغالب أنت ستبقى أسير (ستايل الشركة أو المؤسسة)، القطاع الخاص أو الحكومي تقريباً هو أشبه بفرق كرة القدم، مهما تغير المدربون أو رؤساء النادي تستمر شخصيته دون تغيير، فريق ممتع يلعب كرات سريعة وينافس في كل بطولة ومليء بالنجوم، وفريق آخر غثيث لا يمتع ولا يقدم كرة تعجبك، وفريق ثالث يلف ويدور في نفس مركز الرابع أو الخامس طوال سنوات. هكذا هي الحياة فعلاً، إلا في حضور شخصية قيادية (قيادية فعلاً وهم ندرة) يقلبون المكان رأساً على عقب ويطورون العمل بشكل كبير. لذلك أنت في بقائك سنوات طويلة بنفس المكان يخفف كثيراً من درجة التحدي والإثارة العملية التي لن تجدها إلا في موقع آخر .. طريقة عمل مختلفة، اسلوب تنفيذ بفكر آخر تماماً ، وهذه لها (لذة) خاصة في حياتك العملية خاصة إذا ما ارتبطت بإنجاز .
– غير حياتك: مشوار مختلف، مكاتب مختلفة، زملاء جدد، حتى طعم القهوة يتغير، البقاء في فلك واحد طوال سنوات طوال، يعني بأنك ستعيش في تكرار دائم، ووالله أن نفس (التعليق الساخر) أو كما نقول (الذبة) التي أسمعها من مكتب مجاور استمرت من أول يوم عملت فيه ولربما حتى آخر يوم ..

كلامي أعلاه ليس قاعدة أتبناها، ولكنها وجهة نظر .. لربما أنت تعمل في المكان الحلم أو الذي ترتاح نفسك فيه وتجد فيه كل التحديات التي ترجوها .. والدعم المعنوي الكبير وقبله الفائدة المادية، والدعم بالتطوير بالدورات والدعوات لحضور الأحداث الكبرى والهامة .. والمميزات التي قد لا تجدها في مكان آخر.

علمتني الحياة: أحسن الظن

سأبدأ موضوعي هذا بقصتين مختلفتين حصلتا لي، قبل أشهر اشتريت هاتفي الآيفون 6 دون أن استعمل السماعة المرفقة التي تأتي مع الجهاز، كنت قد وضعتها في مكان الأكواب بالسيارة في حال أن جاءت لي مكالمة طويلة (بالمناسبة لا أحب المكالمات أبداً)، وكنت دائماً أسمع أن سماعة أبل جيدة وأفضل من غيرها من السماعات التجارية التي تملأ السوق،

تصادف ذلك اليوم أن أدخلت سيارتي مغسلة السيارات، وبينما أنا في الانتظار لفت نظري العامل – من جنسية أفريقية – وهو يتراقص على أنغام يسمعها من جواله ومن سماعة (تلمع) تبدو وكأنها جديدة، طبعاً نفس تفكيركم هو الذي بلغني وقتها .. أخذت هم استرداد السماعة .. هل أقول له أن هذه سماعتي وأنت سرقتها (بكل قوة وعزة نفس)، أم أناقشه بهدوء بأن هذه السماعة هي سماعة جوالي الجديد وأحاول استردادها بكل دبلوماسية.

مضت دقائق وأنا أفكر وأبحث عن المشرف أو مدير له أوضح له بأني نسيت السماعة داخل السيارة والعامل قد استعملها .. ثم أحياناً يدخل هاجس الطيبة والخلق وحسن التصرف وأقول بأني سأتغاضى عن ذلك .. كل مافي الأمر سماعة وأنا أخطأت بتركها هكذا.

عندما اقترب العامل لي لتسليمي السيارة بعد الانتهاء منها، كانت سماعتي في مكانها، وكانت سماعته في مكانها أيضاً معلقة على أذنيه، إذن كل مافي الأمر أني أسأت الظن والشيطان سرق فكري وذهب به بعيداً، كنت أتخيل السيناريو لو أني قد اقتربت منه وطلبته إعادة السماعة، أو كلمت المشرف عن سرقته .. كانت السيناريو سيكون مختلفاً ومختلفاً جداً.

القصة الثانية حدثت قبل أيام، كنت أطلب بالهاتف من محل الخضار المجاور الطلبات التي أتكاسل في حمله لشقتي، وهي طلبات اعتيادية لا تتجاوز البقدونس والبصل .. الخ من الأمور التي لا يندر التدقيق فيها مقارنة بشراء فاكهة مثلاً، قبل أن أغلق الهاتف والعامل يراجع الطلبات معي قلت له .. كيف البطيخ عندك ؟ قال رائع لا يفوتك ، بصراحة تحمست للطلب بسرعة خاصة في ظل الأجواء الحارة التي نعيشها.

بعد إغلاقي للهاتف أصبحت أفكر كيف أنني استعجلت وطلبت بطيخة بالهاتف وأنا أرى العشرات في الشوارع ومثلهم في محلات الخضار وهم يفحصون البطيخ وأحياناً يلجأون لـ (على السكين) للتأكد بأن البطيخة حمراء، كنت أقول إنني أحمق وأنا أطلب من عامل لا أعرفه ولا يعرفني ومن الطبيعي أن يحضر لي البطيخ التي لا تحظى بطلب من المشترين لديه أي (يصرف بضاعته الكاسدة علي)، ومن حينها بدأت أتحسب للحل مع البطيخة البيضاء وكيف سأتصرف بها.

بعد دقائق من وصوله لا أبالغ إن قلت لكم بأنها كانت واحدة من ألذ ماذقت في حياتي، كان طعمها لذيذاً وكان هو قد توصى بي وأخذ من المعروض البارد، أيضاً هنا أسأت الظن بالآخرين وهم أحسنوا الظن بي وانتقوا الأفضل دون سابق معرفة.

كل يوم أحاول وأتمنى أن أتحسن أكثر في هذا الجانب، سيكون ذلك مهماً قبل أن أبلغ الأربعين 😦 .. لأني لا أتوقع أن أتحسن أكثر بعد هذا السن.

علمتني الحياة: لا تخطط لمستقبلك

أيام قليلة تفصلنا عن 23 يونيو، سيكون عمري 36 عاماً مقترباً من الأربعين المخيفة، أسكن في شقة صغيرة، تزوجت منذ ثلاث سنوات ورزقني الله بابني الذي ملأ حياتي  حباً وبهجة.

تعود بي الذاكرة إلى الوراء وتحديداً منتصف العام 2000 بداية التحاقي بعملي الحالي، كيف كنت مدفعاً ومتحمساً للمستقبل بكل ظروفه، السهر المبالغ فيه بالمكتب والخروج مع أشعة الشمس الأولى كان أمراً معتاداً بالنسبة لي، كنت أرغب في تعلم كل شيء بحماس شديد ومبالغ فيه ولربما لأن المجال الذي أعمل فيه هو المجال الذي أحببته وتعلقت به.

في ذلك الوقت كانت تمر أمام عيناي صفحات إلكترونية أو آراء تطالب بأن نرتب لحياتنا أهدافاً واضحة، ونجعل المستقبل ممهداً لتحقيقها، لا أخفيكم بأن ذلك كان يجعلني أردد بيني وبين نفسي هل يجب علي فعل ذلك أم أترك المستقبل للمجهول وخصوصاً وأن الصدفة لعبت كثيراً في تحديد عملي أو تنقلاتي من قسم لآخر .. بل حتى دخولي مقر الجريدة لأول مرة في حياتي كان بمحض الصدفة كنت طالباً في الجامعة ولم أفكر مطلقاً بوظيفة.

الآن وبعد مرور هذه السنوات وبعد تغير رتم الحياة  بالزواج ووجود طفل في حياتي، كل الأفكار السابقة تحطمت تماماً وتغيرت 180 درجة، وأحمد الله أن حماسي في ذلك الوقت لم يدفعني لتهور مبالغ فيه أكثر من ذلك ، في الواقع لا ألوم نفسي كثيراً لأني في ذلك الوقت لم أبلغ الثالثة والعشرين من عمري وكان هناك إندفاع وحماس حيث كنت اعتقد بأن روح العمل وحب الإنجاز ستستمر حتى التقاعد، غيبت تماماً فكرة صعوبات العمل وظروف الحياة والتغييرات الفسيولوجية التي يمر بها الإنسان مع تقدمه بالعمر، شئت أم أبيت هناك تغير وتغير بطيء لا تحس به مع تراكم أعباء الحياة ستتغير الكثير من وجهات نظرك خصوصاً من يعيش في مدينة تقصر العمر مليئة بفوضى وعبث مروري وسوء التخطيط.

أختصر نصيحتي وأوجزها بأن الأهم لكل باحث عن وظيفة جديدة بأن يحرص قدر الإمكان على أن تكون الوظيفة صباحية وبنظام واحد وأن تتضمن يوما إجازة، وأن لا يكون بها تواصلاً خارج وقت العمل، بعض الجهات تستنزف الموظف حتى في يوم إجازته وهذه أعتبرها وظيفة “الموت البطيء”.

مهما كانت الصعوبات التي تواجهك أو الضغط الذي قد يمر بك خلال اليوم فأنت تعلم بأنك ستغادر كرسيك عند الثالثة أو الرابعة عصراً، وهذا لا يعني بالطبع عدم الإخلاص أو الابتكار في علمك (هذا موضوع آخر)، لكنني أرى بأن بيئة العمل الصباحية يمكن أن تتضمن الإبداع والإخلاص في العمل والتقدم لمراكز أو مناصب أعلى فيما سيتضمن بقية يومك وقتاً للراحة والأسرة .. والمشاوير اليومية المعتادة بل وحتى مشاهدة التلفزيون مثلاً.

دعني أحدثك يوماً عن العمل لفترتين .. إنه الجحيم .

بسرعة .. بجرأة

# الرجل الذي يظهر جزءاً من سرواله الداخلي في نظري هو مجرد شخص شاذ
# كيف تعرف بأن صاحبك أحمق : عندما يحادثك وأمامه جهاز كمبيوتر متصل بانترنت ليقول لك : ياخي مليت .. طفش !
# كنت أظن فقط أن من يلعب ترفيان هم أكذب الناس حتى تعرفت على المبتعثين
# هناك رجال ما ان تبتسم امرأة في وجوههم حتى ولو كانت نادلة في مطعم إلا وقالوا (البنت حبتني ! )
# عندما تحمل حرف الدال قبل اسمك فهذا يعني أن كمية الغباء والسذاجة فيك ستكون متوفرة أكثر من الآخرين
# مفهوم الحرية هي أن نطبق ذات الحياة التي كان يعيش فيها الناس في عهد الرسول
# لن نتقدم إلى الأمام دام أن الصلاحيات لدينا تمنح عمداً لمن يرغب في إعادتنا للوراء
# (تويتر) هي أفضل طريقة تبين لك كيف يفكر الآخرون .. أفضل مما لو عاشوا معك فعلاً
# كنت أظن أن العرب هم (أدشر الناس) حتى تعرفت على البرازيليين
# لسنوات كنت أظن مخدوعاً بأن ممثلات السينما هن من يمثلن الطبقة الأولى من الجمال، هنا في سانتا باربرا عرفت كيف أن الطبقة الأولى أو نخبة الجمال هن فتيات يعيشن حياة عادية، حينها ستنظر لأنجلينا وصاحباتها كما ننظر نحن العرب لحليمة وهيفاء .. مجرد دمى متحركة، ببساطة عرفت معنى كلمة (جمال رباني)
# لو بذل جهداً أو حاول بذل جهد في جمع كل هذه الملايين من الريالات، هل تعتقد بأنه سيدفع 20 مليون منها لشراء عقد لاعب لناديه المفضل ؟
# لماذا لاتزال بلدنا تصنف من ضمن بلدان العالم الثالث ؟ ، تأمل كيف أن يعود شاب ذكي كـ طلال الشريف من أمريكا دون أن تتعارك الشركات من أجله
# تباً لكل من يكتب خطاباً لانسان آخر يوقع فيه باسم (خادمكم)
# تصنيف أعمار الشباب (من 15 – 20 : مراهق أقرب للطفولة من الرجولة، من 20 إلى 25 : طائش لكنه متوازن ، من 25 إلى 30 : قليل من الطيش كثير من النضج ، فوق الثلاثين : متزن وناضج) .
# الحرية مفهوم واسع وكبير لا يمكن أن يفتي فيه إلا من جرب العيش .. فيه
# أحياناً أحس بان موضوع التدوين والمدونات أعطي أكبر من حجمه ، في نظري عدد من يستحق المتابعة لا يتجاوز ربما 30 مدونة فقط .. من مئات !
# أسوأ شعور تعيشه عندما تعتقد بأنك تعيش حياة تقنية عصرية، وعندما تغادر لتعيش في مكان آخر .. تحس بأنك فعلا كما يقولون : كنت تعيش في صحراء قاحلة .. ينقصك جمل
# لسنوات كنت أعتقد بأن صفة الكسل مرتبطة بالسودانيين ، ولكن الآن أنا متيقن بأنه لا يوجد أكسل من السعوديين خاصة في عدد ساعات العمل (الفعلية) ، وخاصة عندما تقابل أناساً لا يجدون وقت فراغ في يومهم سوى للنوم (8 ساعات)
# ارحموا أبنائكم واختاروا لهم أسماء قصيرة بسيطة، فالابن هو من يستخدم الاسم طوال عمره وليس أنت
# يقول المفكر العظيم ابراهيم البليهي : إن تمايز الشعوب لا يعود إلى فارق بيولوجي جيني (عرقي) بقدر مايعود إلى فارق ثقافي ودليل ذلك الفروقات بين تقدم الانسان في كوريا الجنوبية وتخلفه في الشمالية، مقال ذهبي إقراه من هنا
# أربعة مدونين أتوقع بأن يكون لهم باع وصيت حينما يصلون سن الأربعين : (صاحب القلم أولهم – صالح الزيدباسم السلوم – وحتماً طلال الشريف)
# عندما زرت لاس فيجاس ضحكت كثيراً على من وصفها بمدينة الخطايا .. من المؤكد بأنه لم يزر (الدار البيضاء – القاهرة – بيروت – دبي)، لأنها سيشعر بأن فيجاس مثل مدينة بريدة بالقصيم مقارنة بتلك المدن.
# هل تعلم بأن هذه التدوينة هي أول تدوينة أكتبها بالآيفون !
# وهل تعلم أيضاً أن بالإمكان تحويل كل فقرة من ما طرح أعلاه لكي يكون موضوع أو تدوينة مستقلة ؟
# وهل تعلم أن غالبية ماطرح في الأسطر أعلاه كتبتها أثناء تناولي آيسكريم في محل جميل جدا ورائع اسمه pinkberry وانا استمع لإحدى أغنيات محمد عبده (مرتاح أحبك)
# وهل تعلم <<<< ماكنه مصخها ، أقول هل تعلم بأني في كثير من الأحيان أشعر بالندم وبالرغبة في التراجع قبل إرسال أي موضوع ؟ أحس بأن ما اكتبه مجرد هرطقات لا تقدم ولا تؤخر تضيع وقت القارئ .. وأردد .. أرسل ولا ما أرسل ؟ .. على وزن .. تحبني ولا ماتحبني .. لكن بلا وردة

علمتني الحياة : كن محبوباً

هل يمكن أن يتعمد شخص أن يجعل الآخرين يكرهونه؟ .. هل السؤال أطرحه بيني وبين نفسي حينما أتأمل حال أشخاصاً يعيشيون حياتهم وكأن أحد أهدافهم أن يكرهوا الآخرين فيهم.
لا أدري هل هو تعمد أم (طبعٌ) يغلب على الشخصية، لكن ذلك هو أحد أهم الدروس التي استفدتها من مخالطة الآخرين وتلافي سلبياتهم، الدرس الأول (كن محبوباً) أو على الأقل (حبب الآخرين فيك).
نتفق بأن مثل الصفات الحميدة لا يمكن أن تجتمع كلها في انسان واحد، فلا يوجد شخص كامل أبداً ..فأن تصبح شخصية محبوبة ذلك أمرٌ مرتبط بعادات أو أفكار أو (كاريزما) لا يمكن لأي أحد أن يجمعها، ولو كان ذلك متاحاً لأصبح الكل محبوبين مبتسمين طوال اليوم ناسين هموهم وآلامهم .
لكن على الأقل ادرس حالك مع الآخرين، لماذا تكره الموظف (أ) ولماذا الجميع يتفق على عدم مجالسة الموظف (ب) ولماذا لايوجد أحدٌ يحب الموظف (ج).. ادرس أحوال هؤلاء الموظفين ولماذا يكرههم الجميع أو الغالبية حتى لا نعمم القول .. ببساطة تلافى سلبياتهم حتى لا تكون مثلهم وتكون شخصاً مكروهاً .
أن تكون محبوباً ذلك أمر يدخل في الطبع العام وهي ميزة لا تتوفر إلا لشخصيات نادرة، لكن أن تحاول (أن تكون محبوباً) فهذا أمرٌ ليس صعباً على الإطلاق وثق بأنك متى ماوصلت لهذا الحال فهو سيفتح لك أبواباً مغلقة ويجعلك ذا حضور وقبول لدى الآخرين .
* أطلق ابتسامتك : رغم أن ذلك من أهم الدروس التي يحث عليها الدين الاسلامي إلا أن الكثير يبخل في توزيع الابتسامة هنا وهناك، يدخل دوامه وهو مقطب الجبين واضعاً عينيه في شاشة جواله، ربما يصل إلى مكتبه ويفتح جهازه دون أن يلقي تحية السلام أو يصبح على الآخرين .. مالذي يمنع أن يبتسم في وجه رجل الأمن أمام البوابة وموظفو الاستقبال .. ويصبح على زملائه في الطريق إلى مكتبه .. هل ستنقلب الدنيا رأساً على عقب .. حسناً ليس بالضرورة أن يكون ذلك في بداية الدوام لأن المزاج قد لا يكون معتدلاً .. لكن ماذا عن بقية اليوم !
* لا تخلق لك عداوات : ليس بالضرورة أن تحب كل الناس، ولو كانت علي أنا لصرحت بالشخصيات التي لا أطيقها ولا أحبها، لكن هذا الكره لا يجب أن يتحول إلى عداء ويوصل الأمر وكأنه (حرب ضروس)، إياك ثم إياك أن تكون لنفسك صراعات وتفتح عليك جبهات خلاف مهما كانت الأسباب ..
احفظ للآخرين الود والتقدير والاحترام من مبدأ (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك)، فلان في القسم الفلاني لا تطيقه (خير شر) لكن هذا لا يعني أن تمازحه أو تضحك في وجه أو تلقي التحية عليه .. الحال لا يصل للمقاطعة النهائية !
* ابتعد عن التحزبات : من إحدى سلبيات العمل لدينا في المملكة والوطن العربي ككل هي كثرة التحزبات و(الشللية) التي يدعمها الصداقة أو القبيلة أو المنطقة، ألحظ الكثير يتلذذ بدخول التحزبات في عمله وكأنه أمر لا مفر منه (القصمان مع بعض .. وأهل الجنوب مع بعض .. والعتبان مع بعض .. الخ)، صحيح أن التحزبات والشللية قد تحقق نجاحات متى مالقيت حضور من شخصيات قيادية تدعمها في المنشأة إلا أنها على المستوى البعيد بل حتى على مستوى (البعد الانساني) غير صالحة أبداً لتكون في مسيرة حياتك، تواصلك مع أي حزب أو شلة حتى ولو كان بشكل غير معلن يجعلك تصنف مثلهم .. فالذي لا يحب (أهل القصيم) فستكون تحت مظلة هذا الكره وعلى ذلك فقس.
الانسان المحبوب والموظف الذي يفضله الجميع هو من يتواصل مع الكل بنفس الروح والفكر والحب أيضاً .
* لا تتدخل في عمل الآخرين : من الجميل أن تقدم أفكارك واقتراحاتك لزملائك في قسم آخر بل هم ربما يسعدون بذلك الاهتمام، لكن تذكر أن لا تزايد في الأمر وتظهر وكأنك (عريف زمانك) وتتجاوز مفهوم النقد وطرح الأفكار إلى التدخل المباشر في صميم عملهم لأنك ستحكم هنا على نفسك بالاعدام، أتذكر مرة قبل نحو 6 سنوات كنت مع ثلاثة محررين آخرين نقوم بتقديم صفحة اسبوعية منوعة تتضمن حواراً يعده زميل في قسم آخر، الشاهد أن هذا الزميل كان يقترح فكرة في كل مرة وكنا نتقبل ذلك لأن العمل قائم على طرح وتناول الأفكار الجديدة، لكنه تجاوز صلاحياته عندما اكتشفنا يوماً أنه كان (يفتح الصفحة) بعد البروفة النهائية من جهاز الإخراج ويعدل في حواره ويغير الصور والعناوين قبل موعد الطبع بساعات مستغلاً أنه هو من أجرى الحوار وهو أمر ليس من شأنه إطلاقاً فدوره يتوقف عند تسليم المادة فقط، في ذلك اليوم زميلي الذي كان معي استشاط غضباً .. لم يفكر في ضربه فقط !! بل كان يقول لي وهو في قمة عصبيته (والله لأقتلووه) 🙂 .. لأن العملية فيها مسؤولية وخطورة كبرى، بعد أيام اكتشفنا بأن هذا المحرر يقوم بعمل هذه المهمة مع كل الأقسام فقلت لصاحبي حينها (الآن اكتشفت لماذا لا يطيقه أحد)
* يابخت من زار وخفف: في أماكن العمل الجميع يأتي لمتابعة مهمته، قد يمنح لنفسه وقتاً للضحك والمزاح مع زملائه وهو أمر محمود ومطلوب لزيادة روح التواصل بين الموظفين وتقليل ضغط العمل، فيزور مكتب هنا ويلقي التحية على زملاء في مكتب هناك .. وهكذا ، لكن لتجعل الآخرين يحبونك ويتمنون زيارتك .. خفف من وقت الزيارة، فمهما كان قبول الآخرين لك فهم لن يتقبلوا أن (تقلب المكتب مقهى)، أتذكر مرة أن زميلاً دخل علينا وطلب ريموت الرسيفر وأخذ يقلب بين القنوات كما يشاء (كان فيما يبدو يعطي لنفسه وقت راحة) ثم سحب كرسي وجلس واتصل على عامل القهوة وطلب قهوة .. ثم (حط رجل على رجل) وأرجع مسند الكرسي للخلف .. وأخذ يتجول بين قنوات رياضية وغنائية لا تناسب بيئة العمل إطلاقاً .. (هذا وشلون بالله بيخلي الناس تحبه)، غنيٌ عن القول بأنه بعد أن خرج من المكتب بثوان حتى تعالت الصيحات بين الزملاء (من عطاه الريموت) .. ياشباب (لاتعطونه وجه) ! ، أحمد الله على أنه في قسم بعيد عنا وبالكاد نراه مرة في الشهر !
* أشد بالآخرين : ليس بالضرورة أن تكون مديراً أو مسؤولاً حتى تشيد بأحد زملائك، أي زميل في أي قسم آخر يقدم عملاً جميلاً أو ينفذ مهمته بطريقة ذكية سيكون من الجميل أن تزوره أو على الأقل (تطل على مكتبه) وتشيد بعمله .. صدقني بأن مجرد أن تقول كلمات بسيطة سيكون لها وقع كالسحر عليه .. فهو بعد انجازه العمل ينتظر مثل هذه الإشادات على أحر من الجمر، اجعل نفسك مكانه وتخيل ردة فعلك تجاه من يشيد بعملك .. صدقني ستحبه من أعماق قلبك ، أذكر هنا أن أحد الزملاء مبدع دوماً في عمله وأصبحت أخجل أن أمر على مكتبه لأشيد بموضوعه بين كل فترة وأخرى .. بعد عدة مرات قررت عدم زيارته لأنه (تعود على الابداع ماشاءالله) .. بعدها لاحظت أنه أصبح يرسل لي رسائل SMS (أحمد وش رايك بالموضوع ..) أصبحت أكرر الزيارة له وأصبح يسعد بها أكثر ويطلب الدخول والجلوس ..ربما هو لم يحبني لشخصي بل لأني كنت أحد القلائل الذين يشيدون بعمله .. أقرأ ذلك من عينيه.
* الثقل زين : جميل أن تكون صاحب نكتة أو روح فكاهية عالية .. لكن أيضاً هذه أيضاً حالها لا يختلف عن حال (الشعرة التي تفصل بين العبقرية والجنون)، أن تترك ضحكات تتعالى في كل وقت ..هذا يقلل من درجة احترامك لدى الآخرين، وليس كل الناس يعشقون صاحب النكت وخفة الدم .. مرة .. مرتين .. ثلاث مرات قد تكون مقبولة .. لكن أي أمر (إذا زاد عن حده سينقلب ضده) ، ستتحول حينها إلى (انسان غثيث ومزعج) .

هذا مالدي .. وأكرر القول بأني لست خبيراً أو مطلعاً .. بل هي نتاج تأمل لموظف سيكمل عامه العاشر قريباً <<< شايب

علمتني الحياة : سيرتك الذاتية سلاحك الأول

قدر لي ذات مرة أن عملت في لجنة استقبال طلبات توظيف ، وكان من المهام المطلوبة مني فرز السير الذاتية التي وصلت عبر البريد الالكتروني وكان عددها يتجاوز 300 سيرة ذاتية ، المؤهل المطلوب كان إما دبلوم (في أي من فنون الحاسب) أو بكالوريوس في أقسام غير مطلوبة لأن خريجيها سيقبلون برواتب أقل من الوسط مقارنة بخريجي الكليات الصعبة والمشهورة وليقيننا بأن في الكليات ذات المستوى الأقل مواهب وطلاب مميزين لم يحالفهم الحظ في دخول كليات كبرى .
الشاهد .. كنت أعتقد بأن الأمر سيكون سهلاً ، فكرت بفرز كل السير الذاتية الـ 300 في مجلد ، ثم أضع مجلداً آخر اختصر فيه العدد للنصف تقريباً .. وفي اليوم التالي أختصر النصف وهكذا حتى أصل إلى 30 مؤهلاً فقط للوظيفة .
كنت على مايبدو متفائلاً لأني لم أجد مبتغاي في كل السير المرسلة إلا في عدد ضئيل جدا ، سأحاول كتابة عدد من النقاط التي رصدتها في ذلك الوقت :
* الاختصار الاختصار : تذكر أنك لست المتقدم الوحيد للوظيفة فهناك العشرات والمئات أيضاً ، تذكر حال اللجنة أو القسم الذي يفرز السير الذاتية هل تعتقد بأنه سيقرأ سيرة مكونة من 6 صفحات مثلا ، كنت أتجاهل السير الذاتية المطولة خاصة إن أتت على ذكر دورات أو ندوات سطحية فكيف يمكن تقبل فكرة أن تطلب موظفاً تقنياً يحمل دبلوم برمجة – على سبيل المثال – ثم تقرأ في سيرته الذاتية ومن شهاداته التي حصل عليها ( مقدمة في أوفيس 2003 ) كل ذلك وكأنه يوحي للقارئ بأنه يحمل 10 شهادات متنوعة ، ناهيك عن من يملأ سيرته بدورات ( أيقظ العملاق والبرمجة العصبية) وغيرها وهي أمور لا علاقة لها بالوظيفة المقدمة .
* مالهدف : عندما تقدم سيرتك على شركة مثلا في قسم العلاقات العامة والإعلام يعني أن هدفك واضح ومحدد فحاول قدر ماتملك أن تذكر مميزاتك في هذا الجانب حتى ولو كنت محرر مجلة مدرسية ، أي أمر يوحي لمن يطلع على السيرة بأنك تحب الإعلام والصحافة ، لا تخجل من ذكر مدونتك – ان كان لك ذلك – أو أي نشاط الكتروني لك ، بالعكس قد يكون هذا مفيدا لك لأن سيقدمك بصورة مختلفة عن البقية .
* اصنعها بنفسك : لا أخفيكم بأني قرأت نحو 50 سيرة ذاتية كانت مصممة بنفس الإخراج والتنسيق ، وفيما يبدو بأنهم كانوا يطبعون النموذج من الانترنت ويغيرون في المعلومات فقط ، تخيل أن سيرتك تشبه عشرات السير الأخرى وأحيانا نفس المؤهلات ( الاسم – المؤهل دبلوم – الدورات 3 دورات متنوعة) وهكذا .. ياعزيزي إذن أنت أصبحت الآن مثل س و ص و ع و غ ، تحولتم لمعادلات رياضية جامدة خالية من أي روح ، قلي بربك كم هي فرص أن يقوم المسؤول بسحب سيرتك ووضعها ( على جنب ) ، لو سحب سيرتك سيسحب عشرات مثلها أيضاً وهو أمر غير متوقع ، برنامج (الوورد) ليس بتلك الصعوبة التي تمنعك من إخراج سيرتك الذاتية بطريقة بسيطة خالية من التكلف .
* الإخراج فن : كما ذكرت في آخر النقطة السابقة ، لا أخفيكم بأن عددا من أعضاء اللجنة التي كانت تفرز السير كانت تتبادل بعضها من منطلق السخرية والضحك – وللأسف كنت أشاركهم أحيانا ! – ، تصلنا عدد من السير المخرجة بطريقة أجمل مايقال عنها (خنفشارية) من إطارات غريبة تزين السيرة .. إطار خشبي بعرض 3 سم وآخر بضع فواصل من قلوب حمراء وثالث ملأها بابتسامات 🙂 😀 ، حسبك حسبك .. لا يوجد أجمل من سيرة متواضعة بسيطة خالية من أي تكلف ، فالسيرة إما تضعها في جدول أو تذكرها على هيئة نقاط مختصرة ، أيضاً .. لا تنسى البريد الالكتروني الذي سترسل به سيرتك للجهة المطلوبة ، حاول أن يكون بريداً رسمياً .. لا أخفي عليكم بأن كثير من الرسائل التي تلقيناها كان المرسل فيها يسبق اسمه بعبارات توضع عادة في (توبك الماسنجر) كانت أيضا في هذه قصص من السخرية خصوصا وأن الكثير منها كان يتحدث عن الحب والعشق والوله والشوق .
* خبراتك مهمة : بالنسبة لي ، لم أكن أنظر إلى الشهادات والدورات خصوصا وأن بلادنا – ولله الحمد – تحفل بعشرات المعاهد التي تقدم دورات لا يحضرها أحد أو دورات مسلوقة لا تتضمن أي فائدة .. بل أن الموظف خريج دبلوم البرمجة يتخرج بالبركة بفضل جهود الأخوة العرب المشرفين على تلك المعاهد والذين يمكن تسييرهم بأمور أخرى – ماعلينا – ، أقول بأني لا أنظر لعشرات الشهادات المذكورة في السيرة لأنها لا تعني في النهاية بأن المتقدم مناسب للوظيفة ، كنت أركز على الجهات التي عمل بها ، فلو جائني موظف عمل في بنك سامبا – مثالا – ثلاث سنوات وسنتين في موبايلي سيكون وضعه مختلفا مقارنة بمتقدم آخر عمل بالشؤون القانونية بالشؤون الصحية فرع ثادق ! ، ولعلكم تتذكرون تدوينة سابقة ( هل جربت العمل بالمجان) ، فلو كنت مشرفاً في مستشفى وجائني متقدم عمل في المستشفى التخصصي سنتين سيكون وضعه مختلفاً عن من لديه خبرة في مستشفى الإيمان – على سبيل المثال أيضاً ( ازعجتنا بعلى سبيل المثال شكلك توك طايح فيها ) .
* اكتب عن نفسك : من تتوقعون خياري كان لمن ضمن المتقدمين ؟ .. كان لشاب لتو قد تخرج حاملاً دبلوما في البرمجة ، لفت نظري بساطة سيرته الذاتية وكتابته لنحو 4 أسطر موجزة تحدث فيها عن نفسه بطريقة جعلتني أنحاز إليه ، أذكر فيها أنه قال بأنه قرأ الإعلان والشروط وأنه يجد في نفسه خوض هذا التحدي ولميوله في الاعلام والكمبيوتر والتقنية بشكل عام ، ولله الحمد هذا الشاب أمضى الآن قرابة سنة وأفتخر بأني ساهمت في اختياره وأعلم بأنه سيقدم المزيد خلال السنوات المقبلة متى ما نضج أكثر .
غالبية السير الذاتية تقدم بشكل جامد (الاسم – المؤهل – الخبرات – الدورات) ، مايفرق بينها بأن الأول اسمه خالد والثاني اسمه يزيد ، والثالث درس دورة في الفوتوشوب والرابع درس دورة في تصاميم الفلاش .. يندر أن تجد فروقات كبيرة ، امنح لنفسك ولو أسطر قليلة تتحدث فيها عن نظرتك للعمل والجهة المتقدم إليها ، وهذا مايحيلنا للأسف لمن يملك سيرة ذاتية واحدة ينسخها لكل الجهات ، بالعكس .. قدم لكل جهة سيرة مختلفة ، فحين تتقدم للعمل كمحاسب في بنك ساب تختلف عن تقديمك لوظيفة لمحاسب في شركة زين .
* لا تكن مغروراً : حينما تتقدم لوظيفة ما ، فأنا أعتقد بأنك قد وضعت تصوراً للمرتب الذي يمكن أن تتقاضاه ، لذلك حاول أن تقدم سيرتك بطريقة مناسبة للطلب ، فنحن مثلا وضعنا متوسط راتب 5000 ريال كمرتب شهري للمتقدم خلاف المميزات الأخرى ، لكن وللأسف كانت كثير من السير الذاتية تقدم وكأن كاتبها يرجو أن يكون مديراً أو مشرفاً على فريق برمجة مثلا ، كنا نفرز السير ونعلم بأن المتقدم بهذه السيرة لا يمكنه تقبل أن يكون مرتبه 5000 ريال رغم أن الواقع فعلا بأن المتقدم (عاطل) وسيرضى بمرتب ولو كان 4000 ريال لكنه تعالى على الوظيفة وقدم سيرته وخبراته وكأنها أكبر من المطلوب فلا ذاق بلح الشام ولا تمر الحسا 🙂 .
* دققها لغويا : (يادي المصيبة) قلتها كثيراً – اخس ياحنفي – وأنا أتصفح السير الذاتية ، عدد كبير منها كان يتضمن أخطاءاً لغوية واملائية شنيعة ، السيرة هي واجهتك الأولى وعندما يقرأها المسؤول الأول وهي مليئة بالأخطاء سيعطي تصوراً سيئاً عنك بل قد ترفض السيرة من أسطرها الأولى من منطلق ( هذا اللي أوله ينعاف تاليه) ، تخيل أن تكون مسؤول توظيف وعندما يحين وقت المقابلة يتقدم إليك الطالب الأول للوظيفة وهو يرتدي ثياب متسخة وبرائحة – لا تحتاج إلى تعليق – .. تأمل .. ردة فعلك هذه التي ستطالك حينما تراه هي نفس ردة فعل المسؤول الذي يقرأ سيرتك المليئة بالأخطاء .
* أبرز نجاحاتك : إن كان لك خبرة سابقة وحققت خلالها بعض من النجاحات ، حاول أن تبرزها في السيرة .. اعتبرها سلاحك الأول ، فلو اخترت مثلا موظف العام في عملك السابق أو تلقيت جائزة ذات مستوى .. أبرزها قدر ماتستطيع لأنها ستلفت نظر المسؤول أكثر من أي أمر آخر ، لذلك هذه دعوة لكل موظف بأن يحاول تحقيق نجاح في عمله الحالي لأنه سيمنحه دفعة قوية للأمام فيما لو قدم على جهة أخرى .

تعبت .. 🙂 هذا ما استطعت حصره الآن وسأحاول كتابة تدوينة أخرى متى ماتذكرت نقاطاً أخرى وأيضاً يا (Fares) لن أكتب رقم السلسلة حتى لا تطالبني بالجزء الثاني ، شكراً جزيلاً لمن ذكرني بكتابة هذه الموضوع 🙂 أتمنى أن أكون قد قدمت ولو فائدة بسيطة له ولبقية قراء المدونة الكرام

** تحديث** : الأسطر السابقة تعبر عن وجهة نظر شخصية من كاتبها ولا تعني بأنها النهج العلمي الصحيح المدروس لكني رصدتها من مكان عملي ومن زملاء يتولون مناصب مسؤولية في التوظيف في قطاعات أخرى