بودكاست أطياف: تجربتي الجديدة
لفترة طويلة كنت أسأل نفسي .. ماهي الخطوة الثالثة لي على المستوى الشخصي في جانب الانترنت، بدأت بالمدونة ثم جمعت مواضيعها في تجربة مختلفة من خلال كتاب إلكتروني .. لابد أن تكون هناك خطوة جديدة .. فكان الحل في إطلاق بودكاست – برنامج إذاعي على الانترنت- اخترت له مسمى “أطياف” .
كنت أعتقد أن عملية التجهيز والإعداد ستكون مهمة سهلة .. راس مالها تسجيل ورفع على النت، لكن في الحقيقة الأمر خلاف ذلك تماماً خاصة أني بدأت المشروع لوحدي في كل شيء على شاكلة المسلسلات العربية .. كنت المعد والمنفذ والمقدم والمخرج .. والدعم الفني ، لذلك كان الحمل كبيراً بعض الشيء وكنت أتلمس هنا وهناك علي أجد مساندة .. وبالفعل وقف معي بعض الأصدقاء في جوانب عديدة خصصت لهم صفحة (شكراً لهؤلاء) التي يمكن قرائتها في موقع (بودكاست أطياف).
في واقع الأمر وبحكم أني أعمل صحفياً منذ نحو 11 عاماً، كنت في الغالب لا أجد صعوبة في استقطاب أي ضيف للجريدة لأن اسم الجريدة معروف وكثير يهدف للظهور من خلالها، من النادر أن يتعذر الضيف أو يطلب تأجيل ظهوره .. بل بالعكس كانت الاتصالات والواسطات تأتي من كل جهة رغبة بظهور فلان أو حوار مع علان، لذلك لم أضع هذا الأمر في الحسبان حين الإعداد للبودكاست لكني صدمت بالرفض أو تعذر الكثيرين الذين لا يعرفون مامعنى بودكاست أو كيف يبث في الأصل، صحيح أن هناك – من غير الانترنتيين – من أعطاني الضوء الأخضر دون أدنى نقاش ربما بحكم الصداقة أو الزمالة .. يكفي أن البداية كانت مع رسام الكاريكاتير عبدالسلام الهليل الذي تجاوب دون أن يعرف التسجيل كان لمن أو لصالح من .. تجاوب مشكوراً من باب الزمالة لا أكثر ولا أقل .
كان هدفي أن يكون التسجيل والظهور احترافياً أكثر من كونه مجرد اجتهاد شخصي لذلك حرصت على تجهيز المدونة وصفحة الفيس بوك منذ وقت مبكر، وتعلم برنامج أوداستي الخاص بتحرير الصوت من خلال دروس اليوتيوب رغم أن البرنامج سهل جداً ومجرد اطلاع بسيط لفترة نصف ساعة أو تزيد كفيلة بمعرفة مفاتيحة الرئيسة ، لكن الأهم كان جودة التسجيل الذي كان يؤرقني وقت التجربة .. وللأسف التطبيق يختلف عن التجربة لأنك في التجربة ربما تكرر كلمات بسيطة .. واحد اثنين .. وهكذا، لكن في التطبيق الفعلي أنت في حوار مطول وأسئلة سريعة وأحياناً مؤثرة أو مضحكة وكل تلك الأمور تؤثر على درجة الصوت .. لذلك لم أكن راض تمام الرضا في الحلقة الأولى وان كان الأمر تحسن في الحلقة الثانية، وأتمنى أن أنتقل لتسجيل أكثر احترافاً من خلال أجهزة متقدمة لكن تبقى إشكالية عدم وجود مكان للتسجيل أمر يصعب تلك المهمة ويصعب إيجاد تجهيزات محددة .. وأنا واضع في الحسبان بأني قد أضطر في التسجيل في أحد المقاهي وبالتالي لا بد من سماعات الهيدفون أو (النك مايك).
حقيقة ورغم أني لازلت مستجداً في عالم البودكاست إلا أني ودون مبالغة أراه من أكثر الأمور التي قمت بها على الانترنت إثارة وتحدياً خاصة وكما قلت مسبقاً بأنك تختار الضيوف وتعد الأسئلة وتبحث عن تاريخ الضيف ثم تنتج الحلقة .. كل شيء هنا سيعكس شخصيتك واسلوبك ، ثم ترقب ردود الفعل في اليوم التالي ومحاولة استنطاق الآخرين لمعرفة السلبيات والانتقادات أكثر من الإشادات .. لأن الإشادات لن تعدل من عملك أو تطوره .. بعكس لو سمعت رأياً مختلفاً من هنا وهناك، قد يقول قائل لماذا لم تجعل الأمر مشاركة مع آخرين لتخفيف الضغط ولكن أعود وأقول بأن الأمر كان تحدي جديد أمامي وقررت الخوض فيه وتعلم كل صغيرة وكبيرة .. وقد يتغير الأمر مستقبلاً من يدري.
ولمن لم يتابعني في الفيس بوك أو تويتر فهذا هو رابط البودكاست الجديد ويمكن من خلال إيجاد رابط للآيتونز ومن ثم المتابعة .. (بودكاست أطياف)