ربما لا توجد دولة شهدت تراجعاً مخيفاً في كل المجالات الانسانية خلال خمسة عشراً عاماً تقريباً كما هو الحال في أم الدنيا مصر ، فالمتأمل لأحوال مصر سيرى العجب العجاب ، فبعد أن كانت في القمة في مجالات كثيرة أصبحت تتأخر يوماً بعد يوم حتى أضحت في المقاعد الأخيرة ، ففي مجال الإعلام مثلاً توجد أكثر من 15 قناة مصرية 100% أخبروني عن برنامج شدكم فيها أو حتى لفت انتباهكم ، تأملوا في نوعية الكاميرات وطريقة عمل الاستديوهات وأساليب المقدمين ، بل انظروا كيف قفزت كل القنوات العربية تقريباً خلال الأعوام الخمسة الماضية لتجاري القنوات العالمية ، أصبح وجود المذيع المصري فيها مستحيلاً وكأن بلدأ تجاوز سكانه الـ 70 مليون عاجز عن تقديم مذيع أخبار ( يملى الشاشة ) ، في الصحافة الورقية .. هل تتذكرون أسماء صحف الإهرام والجمهورية .. اقرأوها الآن وقارنوا بما يطرح في أضعف الأحوال بالصحف السعودية أو الكويتية ، لا تنسى بكل تأكيد تنظيف يديك وغسلها لأن جودة الصحف المصرية هي الأسوأ بلا جدال .
في الفن كانت مصر في القمة لسنوات وسنوات ، انظروا الآن ساحتها الفنية ، كما مطرباً يستحق السماع وكم من أغنية مصرية تستحق التأمل ، كلهم أصبحوا كبعضهم البعض وتحول الطرب المصري إلى ( أغاني هايفة وأي كلام ).
في الرياضة ، بربكم من هو اللاعب الذي نجحت مصر في تقديمه للأضواء في السنوات الخمس الماضية .. لا أحد ، بل تابعوا الدوري المصري وشاهدوا مستوى اللعب والتعليق ، قطر الدولة الصغيرة أصبح دوريها أكثر متعة ، تونس أصبحت تخطف كل الأضواء ، السعودية رغم السلبيات إلى أن المجال الرياضي لازال في الطليعة .. أين مصر من الخريطة الرياضية ربما باستثناء بطولة أفريقيا الماضية .
هل تريدون الحديث عن مواقع الانترنت ، اكتبوا موقعاً مصرياً ( عليه العين ) تخيلوا مواقع سعودية وكويتية واماراتية تتألق وتستقطب الزوار والاعلانات .. أين مصر من الساحة .. هل عجز المصريون عن تقديم مواقع انترنت عربية بكفاءة واحترافية ؟
في رأيي أن من يتجول في المدونات المصرية سيجد بعضاً لهذه التساؤلات ، فالمجتمع المصري ( هاوي كلام ) وأعتقد أن الحكومة المصرية نجحت في إبعاد الأضواء والانتقادات عنها بفتح أبواب الأحزاب والجماعات والهيئات ، عراك ومظاهرات حول جمعية الصحفيين ، اعتصام أمام بوابة هيئة المهندسين ، خلافات لا تنتهي مع نقابة الفنانيين .. الخ الخ من الخلافات والنقاشات التي لا تنتهي والتي تمنع كل أبواب التقدم والانطلاق إلى الأمام .
كلنا نحب مصر ونتأمل أن تواصل مسيرة التقدم كما هو حال العديد من الدول العربية ، لا أخفيكم بأني أخشى أن تكون مصر هي المحطة التالية للأسى العربية .. لأني أحس بأنها ستنفجر من الداخل فالمعيشة أصبحت صعبة جداً في ظل وقوف عجلة التقدم .
View Comments
مصر أم الدنيا ....... ذهبت مصر مع الريح وجلسوا ليسترجعوا ماضيهم المجيد !!
مصر مشكلتها الاساسيه اتكلت على ماضيها لتمدد حاضرها ولم يبقى من حاضرها الا ( كاس شاهي كوشري .... والفراخ)!!!
للأسف النرجسيه الدائمه في اثبات حضارتها بين الشعوب قد خذلتها هذه المرة لان الشعوب الاخرى سبقتها باعداد الاشعه الضوئيه !!
لاادري مااصابها وماذا حل بها !! بدأت تتحول الى مدينه جائعه لشعب جائع ليس همه الا كيف ياكل ليعيش بعيدا عن التحضر من الشارع الى العلم !!
اذا قارنت الماضي بالحاضر تندهش للتغير هل الحالة الاقتصاديه تلعب دور في تحضر الشعوب لكن هذه اليابان والصين تفوق اعداد مصر ولكن في ركب التطور بالتنميه البشريه !! لكن مشكلتهم يعيشون في حلمممممم المصر البلد الاول حتى فقدوا كل شيء وان الادب هو تطور الشعوب وتناسوا باننا في قرن الحديث وان التطور الاقتصادي هو مقياس الشعوب في هذا القرن ....
اعتقد بان النرجسيه والاتكال على الماضي فقدو حاضرهم في سبق الحاضره ...
احمد.
الله يشهد من زمان ما استمتعت و انا اقرا موضوع في مدونات كثر ما قريت هالموضوع.
استمر يا احمد و الى الامام.
تحياتي
ماجد
عزيزي أحمد
كتابتك لهذا البوست، تجعل أي مصري زائر للمدونة مضطر إلى الحديث بأسلوب عندنا وعندكم.. ويتحول الحديث إلى ما يشبه المنافحات القبلية..
مصر تعيش مشاكل كثيرة، كمن حولها من الدول.. غير أن كثير من الدول العربية لاتهتم بالحديث عن مشاكلها مثلما نفعل نحن .. لأن الضغوط على المصريين أشد وتفرض عليهم القلق.
وكثير من الدول لاتفعل ذلك ..
رؤيتك إلى مصر "المتأخرة" أراها مجحفة جدا..
فرغم سوء التعليم.. تجد بعض الطلبة العرب ما زالوا يفدون إلى القاهرة للتعلم.. ولايوجد مصري يسافر للتعلم في دولة عربية.. وما زال هناك معلمين يذهبون للتدريس في الدول العربية .. ولايحدث العكس.
ورغم تدهور الإعلام.. إلا أنك قد تجد الكثير من الجنود المجهولين في أروقة الفضائيات قد قدموا من مصر.. إلى جانب بعض الأسماء اللامعة .
ورغم تدهور الرياضة.. إلا ان هناك مدربين مصريين في الدول العربية، ومن النادر أن تجد عربيا يدرب في مصر - وتقريبا لايوجد.. هذا إلى جانب العديد من المنجزات في رياضات أخرى غير كرة القدم التي حققت كأس إفريقيا .
ورغم تدهور السياسة.. إلا أن هناك أفكار ونزاعات تعجل بشيء ما، حتى إن كان هلاكا أو ولادة لشيء جديد.. لكنها فرصة للتفكير بدلا من الاستمرار في ميراث الأقدمين والاستسلام لما يحدث .
شيء أخير أتمنى ألا تحكم على بلد تعدى عدد سكانه الــ 73 مليون مواطن من خلال مشاهدات الفضائيات والانترنت، وزيارات الأماكن السياحية في القاهرة.
عزيزي..
للأسف أن بعض العرب يضعون مصر مقياسا لتقدمهم، وهو ما يظلمها، فإن تفوقوا عليها في شيء أصبحت مصر ضعيفة، وإن تفوقت عليهم في شيء كانت هي أم الدنيا والشقيقة الكبرى... وهذا أسلوب لايصح .
*******
سديم :
*******
مرحباً بك .. وجهة نظرك قد تكون صحيحة وقد تكون مخطئة أيضاً ، فليس بالضروري أن تكون النرجسية هي التي أوصل حال مصر إلى الوضع الحالي ، يجب ان نتحدث هنا عن خطوات تطوير الفرد في المجتمع وتحويله الى فرد مبدع وليس منتجاً فقط وهو أراه ما ينقص مصر حالياً .. شكراً لتواصلك ..
*******
أبو عبدالرحمن :
*******
مرحباً بك ياعزيزي وأشكر تواصلك واشادتك .. اتمنى أن أشاهد اسمك قريباً في مواضيع أخرى ..
*******
عبدالرحمن :
*******
مرحباً بك ومن مدونتك ومداخلتك تعني بأنك من مصر ..
دعني في البداية أشيد بردك المميز والجميل والراقي جداً رغم ردة الفعل السلبية التي نتجت من قراءتك للموضوع وهذا نقطة أحب أن أشكرك عليها حقيقة ..
ثم دعني أعرج على ماكنت أقصده في ثنايا موضوعي ، صدقني لم أكتب عن مصر بقصد السخرية أو ( التريقة ) كما تقولون بلهجتكم الجميلة ، ولكن من محب لهذا البلد الذي قدم مئات المبدعين في مختلف المجالات ..
عزيزي أنا لم أنكر أي مما ذكرت عن مصر ، بل دعني أؤكد أنه ولوقت قريب كنا نحن في السعودية متخلفين في اللحاق بركب الحضارة مقارنة بمصر الى فترة قريبة لم تتجاوز الأربعين عاماً ، كانت أم كلثوم تصدح وتغني في تلك السنوات أمام مئات الحضور وخلفها اوركسترا متكاملة في حين كان جدي - رحمة الله - يقوم بحرث مزرعته بقريته الصغيرة فيما كان والدي والذي أصبح مدير مدرسة لاحقاً يدرس تحت أضواء السراج القديم في حين كان المصريون يسهرون في تلك الليالي لمتابعة ما انتجته السينما العالمية من أحدث الأفلام وأشهرها .
كما لم أنكر بأن المصريون كان لهم قصب الريادة في التعليم على مستوى الخليج مع أشقاءهم من الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا ، وأنا شخصياً لحقت على تلك الحقبة حينما كنت في المرحلة الابتدائية حينما كان عدد المدرسون المصريون يمثلون الأكثرية في المدرسة ..
كل ما أقصده بأني أحس بأن مصر قد وصلت إلى درجة معينة في سلم التطور لكنها لم تستطع تجاوزه فأصبحت ( مكانك راوح ) فيما البقية وصلوا الدرج وربما تجاوزوه أيضاً ، لا أريد أن أرى مصرياً من الجنود المجهولين في أروقة الفضائيات كما تقول بل أريد أن أراه في المقعد الأمامي .. كيف لا وهو الذي قد من مصر .. أليس كذلك ياصاحبي ؟
المدرسون ومدربو الرياضة ليسوا نتاج أفكار اليوم بل مصر تخرجهم يوماً بعد آخر وذلك لأن الكليات المتخصصة في ذلك متأسسة منذ عشرات السنين فيما مثلاً لم يوجد في السعودية كليات للتربية الرياضية إلا منذ سنوات قليلة فيما التعليم في طريقه إلى نسبة 100% في ظرف سنوات قليلة وقليلة جداً .
أكرر بأني لم أكتب من أجل السخرية ولكن أتمنى أن أرى التقدم لكل الدول الاسلامية ومنها مصر خصوصاً لا أن أرى تراجعاً أو توقفاً في نقطة معينة .. عزيزي انظر إلى الأردن الآن رغم توفر أي مدخول قومي ومع ذلك انظر للخبرات في مجال التقنية أمرٌ مذهل حقيقة وأنا حتى الآن لم أجد إجابة حول تميز الشباب الأردني في علوم الحاسب .. أنظر للبنان وكيف استطاعوا التألق في مجال الاعلام .. انظر .. انظر ..
عموما لا زالت تدور في مخيلتي فكرة التشاؤم الذي يلف المنطقة ، إيران أو سوريا ستكون المحطة المقبلة للإرهاب الأمريكي .. أما مصر فستنفجر من الداخل .. وآهن من كل قلبي اذا انفجرت مصر داخليا .
منذ فترة طويلة كنت قد عاهدت نفسي الا اقوم بالتعليق على الموضوعات التي تنتقد مصر ولاتفرق بين نظام الحكم في مصر وبين باقي مصر
فنظام الحكم في مصر فيه من السلبيات التي لو توزعت على كل الدول العربية لأعادتها لعصور ماقبل العصر الحجري
فالفساد منتشر في ارجاء الحكومة وهذا ماينسحب على تراجع دور مصر الريادي في الاعلام وغيره خاصة وكل من يتقلد منصب لايعمل إلا لرفعه نفسه واقاربه ومن يهمهم امره ولهذا تراجع دور مصر في مجالات كثيرة
ولكن هذا لسوء الادارة وليس لعيش المصريين على ميراث الاجداد كما قال احد الاخوة
لن أزيد عما قاله الاخ عبد الرحمن فقد قال ماكنت اريد قوله
ولن ابدأ بتعديد ماعند الغير من سلبيات حتى لاندخل في متاهات عيوبنا وعيوبكم وندخل في سجالات لاطائل من وراءها خاصة ان البلاد الاخرى لاتخلو من فساد ونهب وسرقة ولكن كل مافي الامر اننا نتحدث ( أعني نحن المصريين ) نتحدث عما يحدث في بلدنا وغيرنا يعتبر الحديث عما يحدث في بلده أمر لايصح ولايجوز وليس في الامكان ابدع مما كان
اذا كان دور مصر الريادي قد تراجع فلتتفضل غيرها وتحتله وترينا مقومات استحقاقها لهذا الدور ولن نمانع بل سنهنئ
فقط تفضلوا ومارسوا ريادتكم
نقطة أخيرة اريد ان اقولها بالنسبة للميراث الحضاري
ليس ذنبنا ان لبلدنا ميراث حضاري عمره آلاف السنين وغيرنا ينتمي لبلاد لو كان لها حضارة عمرها اسبوع لتغني بها آناء الليل وأطراف النهار
وشكرا لسعة صدركم
شكرا على غيرتك على مصر ، ولكن الصورة ليست بهذه القتامة ولكن لاننا شعب غاوي كلام على حسب كلامك وصوته مش محبوس فلما بنتكلم بنتكلم عن سلبياتنا بصوت عالي عشان كده سلبياتنا بتتضخم
المشكلة فيمن فمه مكموم وحقيقته مخفية ، والجرائد التي تغسل يدك بعدها مازال حبرها الرخيص افضل من ماتنتجه الصحافة الخليجية ومتدمت متابع ومهتم بالشأن المصري فيجب ان تعرف أننا في مصر اول من هاجمنا تلك الصحف ولم يعد لها متابع مثلما كان بالأمس أما مالاتعرفه ان هناك صحف باتت اقوى وأشد ولا يتخيل عقلك في يوم من الايام ان هناك دولة عربية بها هذا القدر من حرية النشر والنقد والمقالات الجيدة ولكن كيف تعلم وهذه الصحف ممنوع دخولها عندكم
أما الاخ او الاخت سديم فلها الله
مصر بدأت تتحول الى مدينه جائعه لشعب جائع ليس همه الا كيف ياكل ليعيش بعيدا عن التحضر من الشارع الى العلم !!
فمن يقول مثل هذا الكلام شخص مريض نتمنى له الشفاء العاجل ... ربنا يشفيه
فى الواقع انا شايف ان صاحب المدونة منصف جدا لمصر وكلامة يدل على حب مصر وبداية الاصلاح هو تحديد العيوب ـ اما من علق بكلام جارح فصاحب المدونة غير مسئول ولا يصح ان يعاقب على راى كتب فى مدونتة
فيه مدونة سعودية جميلة جدا وكل كلامها نقد للعادات السعودية والهدف هو الاصلاح وعنوان مدونتها هو
باب الجنة
تحية لكل من احب ويحب مصر ويتمنى لها العودة الى سابق عصرها ـ وسوف تعود بلدى الحبيب الى ريادة العالم
ولمن لايعلم مقومات الحضارات شئ واستيراد الحضارات شئ اخر ومصر بلد لديها مقومات الحضارة ودول المنطقة مستوردة للحضارة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالمناسبة دكتور احه دي حقيقة .. اخدتها لما حاولت اصنف المجتمع المصري علي اساس معرفة الافراد بكلمة احه .. حد عندكو بقي يعرف يقول احه
تعرف .. ؟
انا دلوقتي بس جاتلي فكرة اني اعمم رسالة الدكتوراه بتاعتي واخليها علي الصعيد العربي كلة وبعد كده ممكن نخليها عالمية
من في اي بلد عربي يستطيع ان يقول احه لاي نظام فاشل .. نحن في مصر كل يوم الصبح ع الريق طبعا بنقول احه لحسني مبارك
علي فكرة اي رئيس يكي يا مصر ما اتولدشي في بقه معلقة دهب .. مصر هي اللي نفخته او بالاصح الكرسي اللي بينفخه
علي عكس جميع الدول المملوكة لبعض الافراد وكانها ورث .. هذا الكلام تم رفضة من سنين
ولكن يبقي السؤال قائم .. كم فرد في اي دولة عربية اخري يقول احه عندما يشعر بالظلم ؟
عندنا واحد اسمه ايمن نور .. تسمع عنه ؟ ... ده بقي قال احه
تعرف حصله ايه ؟
اتحبس هههههه حد عندكو بيتحبس عشان بيقول احه ؟ طبعا ما فيش
ما فيش حد بيقول احه اصلا
في واحد عندنا اسمه سعد الدين ابراهيم ... تسمع عنه ؟
ده برده قال احه واتحبس
بس ده خرج الحمد لله
عمرك شوفت شعب بيتسرق من ساعة ما ربنا خلق الكرة الارضية بللي فيها ولسه عايش بيقاوم .. احنا بنقاوم
قاومنا الهكسوس
قاومنا البطالمة
الاغريق
الرومان
العرب
الدول الاسلامية بمختلف تسمياتها
مماليك
محمد علي وولاده
تلات بلطجيه اخرهم حسني
احه ولسه بنقاوم .. لا وايه ده احنا مطاللبين كمان ان احنا نكون في المقدمة علشان نجر في ديلنا قطار التقدم والمسيرة
هههههههههه
قولي دولة عربية قدمت تضحيات وصبرت زي مصر .... ادي ربع المصايب اللي في مصر لاي دولة تانية وشوف هتعمل ايه
يابني احنا لينا الجنه
هلا أحمد !
كمصري أؤكد لك أن الوضع في هذا البلد لا يطاق , مصر صارت شيئاً بلاهوية وبلا دور وبلا معنى .
يحكمنا نظام انتهى عمره الافتراضي , كل شيء هنا يسير " بالبركة " فلا تخطيط ولا قانون و مستقبل , الأمم والشعوب تتحدث عن مستقبلها بزهو , وتفخر بما تعده للأجيال القادمة من مشاريع وإنجازات وتاريخ وإسهامات حضارية .
أما في هذا البلد فالحديث عن المستقبل بغيض مكروه لأنه يعني الحديث عن المجهول بكل ما يحمله من غموض وقتامة واحتمالات فشل وضياع .
في الوقت نفسه لا أعتقد أن أية دولة عربية أخرى هي أفضل حالاً , على الأرجح ما يزيد الأمور تعقيداً في مصر هو الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع معدلات البطالة , الذي ينتج بدوره فساداً وإهمالاً من نوع خاص يؤدي إلى كوارث كبرى كمغرقة السلام 98 ومحارق القطارات .
هذا جعل الحالة المصرية بارزة ولافتة , إضافة إلى الأضواء المسلطة على مصر بديهياً باعتبارها مركز الثقل الحضاري والتاريخي في هذه المنطقة , و أيضاً المصريون يتكلمون , يفتحون الملفات ويقاومون السلطة , هذا لا يحدث في الدول العربية الأخرى التي لا تقل تراجعاً عن مصر ومن بينها السعودية التي عشت فيها ربما أكثر مما عشت في بلادي , في الواقع ما يحكمنا جميعاً هو نظام سياسي واحد معدل جزئياً ليناسب خصوصيات كل دولة , تختلف الهياكل و أنظمة الحكم , ويساعد النفط أحياناً في تجميل الصورة وإضفاء مظهر حضاري وإقناع الناس بأن حياتهم تتحسن , لكن المضمون والمنتج النهائي لكل هذه الأنظمة العربية متشابه و= صفر .
الأخ ”سوالف أحمـد“
أثناء تجوالي بين المدونات فوجئت بما كتبته سيادتكم في موضوعكم عن الحالة المصرية ووصفكم لها بالتراجع المخيف .... أخي العزيز يبدو أن سيادتك تناسيت أن هناك ثلاثة مصريين حاصلين على جائزة نوبل في مجالاتها المختلفة أخرهم العام الماضي ،فضلا عن الرئيس السابق ”أنور السادات“ لأني - هذا عن نفسي - لا أعترف بجائزته...
15 قناة مصرية لا تجد بها ما يروي ظمأك .. أعتقد انك تبالغ قليلا القنوات المصرية بكاملها حكومية و خاصة لا تزيد عن سبعة قنوات بعد استثناء قنوات التعليم المختلفة لأنها موجهة في الأساس إلى الشعب المصري و تم بثها من خلال القمر الصناعي ”نايل سات“ لخدمة المحافظات النائية التي يصعب أن يصلا إليها البث التلفزيوني الأرضي ، أما عن الفنيين و المذيعين و المخرجين و المصورين ؛ أخي العزيز 70% من العاملين في القنوات العربية المختلفة مصريين و هذه حقيقة لا ينكرها مديري هذه القنوات .. فأغلب من هم خلف الشاشة من المصريين ، حتى على مستوى الصحف العربية فالكتاب المصريين هم الأوسع انتشارا بين اغلب الكتاب العرب لن اذكر أسماء و اتركها لآخرين ...
أخي العزيز
أنت تتكلم عن الكاميرات و الديكورات ، لا تنسى أن تتكلم عن بلدا حاربت أربع حروب بذلت فيها الغالي و الرخيص من أجل أن تنعم بالمكيف و السيارة ... فبعد حرب 73 زادت أسعار البترول بنسبة 75% و زادت قيمته الاستراتيجية ، و هذا اتاح لك أن تنعم بسيارة و جهاز تكيف و منزل عامر بالكماليات فهنيئا لك بهم.
أخي العزيز
أدعي متابعتي للرياضة كأي إنسان اعتقد أن هناك أكثر من لاعب مصري له تواجد قوي على الساحة الأوروبية بدأ من أحمد – ميدو – حسام ، مرورا بمحمد زيدان و عبد الظاهر السقا و احمد حسن و غيرهم .. أعتقد أن لدينا أكثر 20 لاعب محترف في أوروبا فقط
يمكنك متابعة الموقع التالي المتخصص بمتابعة أخبار اللاعبين المصريين في الخارج أسم الموقع Egyptian Players يمكنك البحث عنه بسهولة
أخي العزيز
نعـم اتفق معك أن هناك تراجع في الفترة الأخيرة على المستوى الفني ولكن لا تنسى أن الفن مرآة للمجتمع .. إذا اختل توازن هذا المجتمع اختل معه الفن ، و المجتمع المصري في الوقت الحالي يعيش حالة من الخلل ، فالنظام الحاكم جاسم على صدره يفرض أحكامه عليه ، يلهيه بالعديد من المشاكل ، و لكن وسط كل هذا هناك العديد من الأعمال الفنية العالية الجودة التي تطل علينا من وقت إلى آخر مثال على ذلك فيـلم ” عمـارة يعقوبيان “ ، هذا بالإضافة إلى العديد من الأعمال المسرحية الجادة و التي أعتقد إنها غير متاحة على شاشات الفضائيات بسبب جديتها و عدم احتوائها على نجوم من الصف الأول .... إذا فالنقـد هنا يشوبه الكثير من اللغط ولن أزيد على هذه النقطة يكفي ذلك
أخي العزيز
رميت اتهامات غريبة أن الشعب المصري غاوي كلام ... لا يا أخي أنت تغالط نفسك و تدعي أنك تتابع المدونات المصرية يبدو أنك لا تعرف أن هناك من تم اعتقاله بسبب بضعة اسطر كتبها في مدونته – الظاهر إن كلامنا بيحرق – ؛ يبدو أيضا أنك لا تعرف أن الحراك المصري الأخير الذي يحدث حاليا و المظاهرات التي رفعت جملة - لا لمبارك – خرجت من المدونات المصرية التي أخذت على عاتقها وضع بذرة الثورة على نظام أثبت فشله التام ، هذا فضلا عن المظاهرات الأخيرة التي خرجت لمناصرة الشعب اللبناني قادها مدونين مصريين نشطين سياسيا و حقوقيا ، كل هذا دعا قنوات فضائية عديدة لفتح شاشاتها للمدونين المصريين ...
أخي العزيز
أرجو أن تعيد قراءة ما كتبته ، فكلماتك تظلم هذا الشعب الذي تحمل الكثير و الكثير طيلة عقود طويلة ، وهو اليوم يتحرك ... بينما غيرنا يعاني من عبودية في بلاده و يقف ناقدا لغيره !!