إن كان للثورات الجماهيرية العربية التي حدثت مؤخراً من سلبية، فسلبيتها الأكبر هي تغييب الزمن الجميل لموقع تويتر التواصلي، منذ نحو ثلاث سنوات ومنذ اكتشافي لتويتر كنت أقول بأنه ملاذ الكثيرين، ولعلكم تتذكرون تدوينة 2008 حينما خصصت الحديث عن تويتر وطريقة تواصله وربطه مع أصدقاء الانترنت واعتباره أحد أهم أحداث السنة.
إحدى مزايا تويتر كانت في تنوعه، فأنت في الحقيقة لا تتابع منتدى أحادي التوجه، تقرأ تتويتات الصباح تجد النكتة والأخبار الخفيفة، بعد الظهر ربما قليل من الأخبار السياسية، في المساء تظهر تحليلات الكرة، وما بينهما ستجد أمور متنوعة لا يمكن تخيلها .. قد تجد فائدة تقنية وقد تجد وصفة طعام !.
ماحدث في رأيي خلال الشهرين الماضية كانت في تضاعف عدد المسجلين العرب بشكل كبير إثر تردد اسم الموقع إعلامياً وربطه مع (الفيس بوك) فيما حدث من ثورات، طبعا غالبية من وصل لم يعرف آلية فكرة الموقع بالتحديد فشارك باسلوب لا يتخلف عن اسلوب المنتديات ولم يتبق إلا أن تجد من يطالب بفكرة تثبيت تتويتة حتى لا تسقط أو آخر يرد على تتويتة لاعتقاده بأنها سترتفع لأعلى.
إلى وقت قريب كنت أعتقد بأن من يشاركني هذا الرأي هو عدد قليل من الأصدقاء إلى أن بدأت ألحظ مؤخراً عدد كبير يبدي امتعاضه لما حدث في تويتر وضرورة إيجاد حلول غير فكرة القوائم، في رأيي هناك مشكلة عدم وجود بديل لتويتر حتى يومنا هذا، مررنا بالشات والمنتديات والمدونات والفيس بوك احتاج هذا التحرك نحو عشر سنوات تقريباً، لكن في كل موضة كنا نرى موقعاً جديداً في طريقه لكسب الأضواء غير أن هذا لم يظهر مع تويتر حتى الان.
لذلك عن نفسي سأحاول ترتيب قائمتي التي أتابعها من جديد، ويجب أن أفهم أنا وغيري أيضاً حينما لا يتابعني صديقي أو زميلي بأنه لا يعني بأنه لا يطيقني، يجب أن نتقبل أن عدم متابعتك من قبل أي شخص هي في النهاية رأي شخصي لأن مشاركاتك لا تعني بتوجهه، بل بالعكس قد يكون لديك دافع لأنه لم يتابعك لسبب تركيزك مثلاً على جانب محدد لا يهمه، أو أنك من مكثري (الريتويت) وهو مايراه بعض المتابعين – مثلي – مزعجاً أو قد لأنك لا تختص بالمشاركات سوى في الرد على أصدقائك المقربين وتتجاهل الآخرين.
من أكثر الأمور التي لا تعجبني في تويتر كثرة (الطايرين في العجة) وهو مصطلح محلي كناية عن (فكر القطيع) للأسف كثير من المشاركين لا يتوقف ولو قليلاً لأجل مساحة في التفكير فما أن يوضع رابط أو صورة لوثيقة حتى يبدأ الهجوم من لاشيء .. حتى ورغم أن الصورة لم تتضح أو أن المتهجم لم يقدم أدلته بشكل قاطع، قد يكون صغر سن الكثير من المشاركين دافع في ذلك ولكن من المفترض أن تتغيير مع الخبرة .. يوماً بعد يوم وحدث بعد حدث وزنقة بعد زنقة 🙂 ، يجب أن تزيد الاستقلالية في الرأي حتى ولو أدى ذلك لأن يغضب متابعيك، أنت لست في مجال تنافس لحصد أكثر عدد من المتابعين بل أنت تعبر عن فكرك ورأيك وتوجهك.. لا تنتظر فلاناً وعلاناً ليقول رأيه أول ثم تأتي أنت وتردد مثلهم.
من ملاحظاتي أيضاً تضخيم دور تويتر وتحميله أكبر مما يحتمل، لنكن صادقين وأنا هنا أتحدث عن متابعة لتويتر منذ أكثر من ثلاث سنوات، عدد المتابعين (الفعليين) لازال قليلاً وقليلاً جداً بالمقارنة مع منتجات انترنتية أخرى، الأعداد الكبيرة التي تتابعين فلاناً وعلاناً ليست حقيقة متابعة فعلية، بل ردجت العادة فيمن يسجل حديثاً أن يتجه لصفحة .. و .. و لضيفهم في قائمته لأنه لم يعرف المنتسبين لتويتر بعد – بالمناسبة أنا هنا لا أعني بأنهم لا يستحقون المتابعة فعلاً – لكن ما أصل إليه هو أن العدد الفعلي الذي يتابع مرة على الأقل في اليوم أو اليومين دون عشرة آلاف مستخدم سعودي وربما خليجي، عن نفسي هناك نحو 1300 متابع لكني أجزم بأن نصفهم غير حقيقيين فعلاً ففيهم مواقع ومنتديات ومحلات تجارية وسبام وشخصيات لا توجد لديها أي مشاركة فقط شاركت وأضافت متابعين ، أما من أرد عليهم ويردون علي ويحدث تواصل حتى ولو كان غير مباشر فهم لا يزيدون عن 200 متابع.
كل يوم أطل فيه على تويتر أتأمل وأقول .. كيف سيكون البديل ؟ وكيف سيتغلب الموقع الجديد على واحد من أسهل الأفكار وأقواها على الانترنت ؟
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…