لا أخفيكم بأني أكتب هذه الأسطر وأنا أكثر الناس فرحاً بالخبر الذي تواتره أهل المدينة الصغيرة التي أعيش فيها الآن (سانتا باربرا) بولاية كاليفورنيا حول قيام الممثلة ميريل ستريب بتصوير جزء من فيلمها الجديد في أحد شوارع المدينة ابتداء من اليوم وحتى الجمعة المقبلة.
كما يقول العشاق والمحبين .. (فز قلبي) عندما سمعت الخبر للمرة الأولى من شخص نقله لي بكل برود اعتقاداً منه بأن بعض الشوارع ستغلق من أجل التصوير وأنا ذلك سيؤدي إلى زحام وإشكاليات في التنقل .. فيما أنا في داخلي أعيش واقعاً وفكراً آخر .. بعيد بعيد .
درجت العادة أننا معشر الرجال نعجب بممثلات السينما .. وأقول نعجب ولا نحب لأني متأكد أن كل الرجال اعجبوا بأنجلينا جولي .. وعشقوا كاترين زيتا جونز وفي رواية (صيتة العنزي 😀 ) وبحثوا كثيراً في صور تشارليز ثيرون .. ولا بأس في ذلك لأن الرجل في فكره العام (بصري) تقوده حاسة النظر إلى الجمال ولا غيره .. فيما المرأة (سمعية) تذوب في كلمات الخواطر حتى ولو صدرت من شخص يصنف تحت مظلة القبح.
لكني هنا سأتحدث عن الإعجاب من مفهوم الآخر .. الإعجاب ليس للجمال أو الكلام .. بل هو إعجاب وحب أيضاً ، ولن أخجل فيما لو قلت بأني أحب هذه المرأة التي تجاوزت عامها الستين الصيف الماضي.
في عام 1997 استأجرت فيلماً قبل عصر الانترنت والتورنت، استأجرته في ذلك الوقت لأني كنت مغرم بالعجوز (كلينت ايستوود) حيث أن أفلامه التي يخرجها ويمثل فيها تحمل طابعاً غريباً أشبه باللغز .. شي لا يثيرك لكنه يجبرك على المشاهدة، في ذلك الحين كانت ثقافتي السينمائية دون المستوى فلم أكن أعرف سوى عددٍ من الممثلين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة .. ربما !، في ذلك الوقت لم يكن هناك مجال للاختيار كانت الأفلام الجديدة توزع في السوق نهاية الاسبوع .. كنت أمر على محل الفيديو لأستأجر أهم ثلاثة أفلام نزلت في ذلك اليوم، كان نصيبي حينها فيلم The Bridges of Madison County وما أن بدأ الفيلم حتى شدتني (ميريل ستريب) منذ مشهدها الأول .. كنت أتابع بشغف كل تحركها .. ضحكاتها .. تأملاتها.
في حياتي لم أشاهد أداءً كالذي كانت عليه (ستريب) في ذلك الفيلم .. كانت إمرأة ساحرة فعلاً وتؤدي بشكل لا يخيل لك بأن هناك نحو ثلاثون شخصاً مابين فنيين ومصورين وإضاءة وصوت يقفون مقابلها، بعد ذلك الفيلم اتجهت لمحل فيديو آخر في شارع العروبة (ليس الماسة الزرقاء ).. المحل أغلق ولكنه كان من المحلات القليلة في الرياض يقوم بترتيب رفوفه طبقاً للممثلين وليس نوع الفيلم .. رف لتوم هانكس ومثله للباتشينو وريبيرتو دنيرو وحتى لسلفستر ستالوني ، كان هناك رف لميريل ستريب لكن عدد الأفلام فيه قليل مقارنة بالآخرين .. غني عن القول أني أتيت على الرف بأكمله خلال فترة قصيرة.
بعد عصر النت والتورنت حرصت على مشاهدة غالبية أفلامها الدرامية وأقول الدرامية لأنها تقدم فيه أجمل أدوارها .. لذا ليس بغريب بأن تحطم الأرقام القياسية حيث رشحت للأوسكار نحو 16 مرة وهو رقم لم يحققه أي ممثل ناهيك عن عشرات الجوائز الأخرى .
أعود لفيلم The Bridges of Madison County وأضرب مثلاً بقصة الشخص الذي كان يرافق صديقه على متن قارب في المحيط .. القارب كان يعاني من خلل .. حينها قال الرجل لصديقه (هل تعرف السباحة) فأجاب بلا .. فقال له (أضعت نصف عمرك) ، وأقول هنا لمن يشاهد السينما ولم يحظى بمشاهدة فيلم (جسور بلدة ماديسون) .. لأقول له .. أضعت نصف عمرك ! .
ميريل ستريب في نظري قدمت صورة الأنثى بكل واقعية .. بلا رتوش أو ديكورات، جسدت أدوارها بتلقائية غير معهودة لتقدم لك المرأة الحقيقة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. المرأة التي تجذبك لأنها إمرأة وليست دمية .. المرأة التي قد لا يعجبك مظهرها الخارجي لكنها تملك عمقاً في داخلها يسع البحر كله .
سأتواجد في موقع التصوير لكني لن أحرص على التصوير معها أو حتى الاقتراب منها لأن ذلك أمر صعب بل شبه مستحيل ..لكني سأكتفي ولو بالمشاهدة من بعيد .. على أية حال لن يأتي في بال هذه العجوز التي بدأت التمثيل منذ عام 1975 بأن شاباً يسكن الصحراء – كما يتوقعون عادة – يأكل الكبسة بيده ويرتدي الثوب العربي .. يكن لها هذا الحب والاحترام .. بل وربما العشق العذري .. ومن المؤكد بأنه سيكون كذلك !
بالمناسبة وأنا أبحث عن معلومات عنها اكتشفت بأن تاريخ ميلادها هو 22 يونيو وانا من مواليد 23 يونيو .. هل للأبراج علاقة 🙂 .. لا أدري عن مواليد السرطان ..، أجمل الألقاب التي وصفت بها هي لقب (الأسطورة الحية) ولقب (سيدة الأوسكار)
لهواة (اليوتيوب) سأنتقي لكم بعضاً من المقاطع الرائعة :
* هنا المشهد الذي بدأت فيه بحب ميريل ستريب .. وكره كلينت ايستوود (الداشر حسبي الله عليه لخبط حياة الحرمة) ، تأملوا أدائها وتذكروا بوجود الطاقم الكبير خلف الكاميرا .. مذهلة .. دققوا في ردة فعلها حينما سألها عن مدة بقائها في المدينة
* وهنا تريلر الفيلم .. بصوت ستريب (زاااتها ) .. آآآي
* كليب جميل عن الفيلم .. رغم أنه من انتاج 1995 إلا أن هناك نحو 215 مقطع في الموقع
– أبوالوليد حبك يزيد وأبو ناصر .. أرجوكم ليس في هذا الموضوع 🙂
** تحديث : لم أقتنصها 🙁 **
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
View Comments
يا رجل شوقتنا على الفيلم بما يفوق الطاقة! .. المشكلة اني منزله من فترة وأدور له وقت أكون فيه رايق وإلى الآن ما شفته .. وكله بسببك.
أما إذا قابلت ميرل ستريب فاحلف عليها ان عشاها الليلة عندك، تراها بنت أجاويد وما أظنها بتردك :)
بما أنني لم أشاهد الأفلام القديمة وربما لو شاهدتها لا تستوعبها الذاكرة؛ أكثر أفلامها ثباتاً في عقلي فيلم: ذا ديفيل ويرز برادا
دور Dragon Lady راقني جداً :)
مشكلتي أعرف الممثلين الأمريكان كلهم بس أنسى الأسماء :(
يعني خويتنا اذكر ادوارها تمثيلها حلو بس انسى أسماء الأفلام اللي مثلت فيها
تعرف تنقي هالعجوزة مملوحه :D
الرحالة أحمد ،
لا أستطيع إلا أن أوافقك بشأن ميريل ستريب ، وقد شاهدت الفيلم فقط قبل 5 سنوات تقريباً - للأسف - عبر أحد القنوات و سأحاول أن أشاهده مرةً أخرى عبر أحد التورنت إن كان متوفراً ، لكنني أخالفك بشأن كلينت فهذا الممثل كان - و لازال - يجبرك على احترامه و احترام أدائه.
هناك فلم لها أظن أن أدائها يمكن تصنيفه أنه يقترب من الكمال إن لم يكن أصلاً كاملاً وهو The Devil Wears Prada . فعلاً عجيبة هذه المرأة.
أخوك
" جاك يا مهنا ما تمنا " >> شكلك يا أحمد تستخدم قانون الجذب ..
بعدين بصراحة لو أنا منك ما أقول لأحد عن الموضوع حتى ما يصكوني عين وَ عشان يصير الحدث حصري بس لك
ما علينا خلينا بـ ميريل ستريب .. بالرغم من كبر سنها ( بصراحة ما اعطيها 60 سنه تفاجأت ) إلا أنها تحمل انوثة وَ شبابية وَ سحر وَ رزانة و اتزان من هم بالثلاثين ( قلت ثلاثين عشان ما أبالغ ) ..
ما يلفت انتباهي في ادوارها هو هدوءها ( أحسها انسانه راااااايقه وَ راااقية ) .. اتمنى ان تكون في الواقع كذلك :)
أهلاً يا أحمد
انت ذوووووويق حيل حيل
حبيت اسلم عليك واقول لك لا تقاااااطع :(
يسعد صباحك أو مساك أحمد
حسب التوقيت :)
.
.
مبروك :)
واخيرآ تحقق حلمك :)
تراها عجوز .. بس عقبال مايتحقق حلمي واشوف كيفن كوستنر :)
.
تعجبني ميريل احيانا واعجبتني اكثر شي في فيلم Music of the Heart
يمكن عشان الفلم موسيقي شوي .. بس كان تمثيلها روعة تتحرك وعندها مشاعر سواء غضب او فرح ..
وكمان في جسور ماديسون اعجبتني بس كلينت ايستوود عجبني أكثر وكمان الفلم نفسه حلو لأنه في الريف وكذا فيدخل للقلب أسرع
فيه فلم لها مع دستن هوفمان اسمه Kramer vs. Kramer
اتوقع تكرهها بعد ماتشوفه إذا كنت ماشفته .. باردة وسلبية وتقهرر .. ماقدرت اتعاطف معاها كلش .. اجل فيه وحدة ربي يعطيها هالولد الملاك وتتركه وتروح عبالها بتحقق لنفسها شي ..
.
كمان فلمها Out of Africa
راائع راائع بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. أكيد روبرت ردفورد ابدع كمان ومواقع التصوير كانت مميزة .. عموما خارج افريقيا وموسيقى القلب اعتبرهم الأفضل ..
.
وترى انا مع light في سالفة العين .. (داري على شمعتك تئيييد) :)
.
يالله ان شاء الله تشوف ميريل ..
- أبوالوليد حبك يزيد وأبو ناصر .. أرجوكم ليس في هذا الموضوع
أشوا أنا منب معهم
الحمدلله سمح لي صاحب موقع سوالف هتلر !
في السابق كنت أحسب ابو ناصر يبالغ وهو يقول ابن ***** ماينتخلى لحاله ههههه
لكن بعد هالموضوع أحب أقدم إعتذاري لأبو ناصر واقوله إنك صادق
أحمد بإختصار شديد
الله يمليك بركتها !!!!!
شكراً لك أخي على التدوينة ...
لكن غريبة قلت عن كلينت "صايع" الصراحة إيستوود أحسن ممثل من أصل أفريقي ... في التمثيل و الإخراج وحتى الكتابة أيضاً ....
لكن أفضل ممثل فأنا محتار بين آل باتشينو أو مارلون براندو ... بعدهم روبرت دي نيرو ...
والي شاهد العراب The Godfather الجزئين الأول والثاني ... ستشهدون معي بأنهم
أعظم ثلاثة ممثلين ستشاهدونهم في حياتكم ....
للأسف الكثير من السعوديين والعرب لا يحبون العراب ولا يكملونه ويقولون لي إنّه كله هذرة لكنهم لا ينظرون إلى التمثيل والإخراج والحبكة والحنكة والحكمة في هذا الفيلم الإسطوري ....
وأتمنى إن كل واحد يشوفه لوحده لكي يكون مركز على التمثيل والإخراج وحوارات الفيلم .... بعد ذلك سيعرف لما تم إختيار هذا الفيلم على أنه الأعظم في التاريخ ...
وشكراً للجميع
ياعيني وصرت في ديرة الممثلين يا ابو حميد ..
شد حيلك وحاول تسوي نفسك ما تدريو مر من عند
شارع اللي يصورون فيه .. عشان يمكن تصير مشهور ههههه