كانت تلك هي كلماتي الأولى بعد أن شاهدت ليلة أمس فيلم ويل سميث الجديد (Seven Pounds)، لازال هذا الشاب الأسمر يتخذ خطواته الصحيحة في اختيار الأفلام، فبعد فيلمه البحث عن السعادة (The Pursuit of Happyness) واعتقاد النقاد والجماهير بأنها مجرد فقاعة في مسيرة سميث إلا ويفاجئنا فيلم آخر ساحر مليء بالدراما إلى درجة البكاء .
أخشى أن أذكر قصة الفيلم وأقوم بإفسادها على من يرغب بمشاهدته أنصح من لم يشاهده بأن لا يقرأ الأسطر التالية .. ، سأذكر باختصار فكرة الفيلم الرئيسية التي تتحدث عن شخص تسبب في حادث قتل فيه سبعة أشخاص بما فيهم زوجته، لذلك قرر أن يكفر عن ذلك الحادث بتغيير حياة أو تقديم معروف انساني إلى سبعة أشخاص آخرين، ليسوا مجرد أشخاص عاديين بل هم شخصيات يدرسها بعناية وتملك صعوبة إكمال مسيرتها في الحياة لعل أهمها المرأة التي تنتظر زرعة قلب لها لكن حظوظها بإيجاد متبرع لا يتجاوز 5% لأنها تحمل فصيلة دم نادرة.
الفيلم في فكرته الرئيسية ركز على العمق الدرامي والروح الإنسانية بالدرجة الأولى وهي الأهداف التي سعى إليها سميث فعلاً في أداءه المميز، صحيح بأن رتم الفيلم هادئ جداً في مجمله العام ويتضمن حوارات طويلة بعض الشيء إلا أن شخصية الفيلم تفرض تلك الهوية لتشعر المشاهد بأن مايشاهده أشبه بحلم يقظة أو لحظة تأمل فهو ليس مثل الأفلام التقليدية مليء بالحوارات المثيرة أو اللقطات المصطنعة .
سميث هذا الفنان الذي ولد عاشقاً للأكشن والكوميديا بدا وكأنه اكتشف انسانيته فعلاً ويظهر ذلك في اختياراته الأخيرة، فبعد اقترابه من عامه الأربعين بدا يميل للأفلام الانسانية التي تخاطب النفس وترسل رسائلها للمشاهد مباشرة، نضحك أحياناً على من يقول بأن (الفن رسالة) ونعتبره من الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر لأننا نشاهد ناتجاً يقول عكس ذلك ، لكن الفيلمين اللذان قدمهما سميث تعيد هذا المفهوم للأضواء مرة أخرى وتثبت بأن ماقدمه هو رسالة سامية أرقى من أن تلقى مباشرة وأكثر قرباً من عرضها في كتاب ورقي .
للأسف نحن في جيلنا هذا لم نتلق من آبائنا أي رسائل راقية ترسخ مفاهيم رسائل المعروف وحب الخير كما قدمها سميث، كنا نصبح على جمل (قوم للمدرسة) ونمسي على(قوم صل) ونسهر على(قوم ذاكر)، لم تكن هناك أي مصادر لنا بأن نفكر كيف نبدع في إيصال المعروف وكيف نبذل في عمل الخير من منظور انساني أولاً قبل المنظور الديني، قبل أن يأمرنا الدين ببذل الخير والأحسان يجب أن يكون ذلك ناتجاً فعلاً .. من قلوبنا .. من أعماقنا.
سميث في هذا الفيلم قدم كل شيء .. كل شيء ، قدم كبده ونخاعه ورئته وقرنيته وقلبه .. وبيته ، ولعل من روائع الفيلم بأن سميث عندما التقى بالسيدة التي تستحق قلبه فعلاً .. قدم لها قلبه من كل المفاهيم .. معنويا وحسياً .. قبل التبرع أحبها .. وعشقها وسحرها حتى عشقته هي الأخرى وغنت من أجله وفي هذا الجزء عبقرية غير مسبوقة من الكاتب .. لذلك لم يكن مستغرباً عندما تعلم بأن سميث قدم إليها قلبه .. قلبه الحقيقي !
سميث في هذا الفيلم تعاون مرة أخرى مع المخرج الإيطالي “غابرييل موتشينو” وهو المخرج نفسه الذي أخرج له فيلم البحث عن السعادة ..ويعدان هذا الفيلمان هما الوحيدان الذي أنتجهما هذه الإيطالي المبدع الخلاق في الولايات المتحدة، ويقيني بأن فيلمهما السابق العظيم لم يربح الأوسكار أو الغولدن غلوب لوجود منافسين قويين .. أقول بأني متيقن بأنهما سيملكان حضوراً أقوى في اختيار هذا العام .
الجميل بأن ويل سميث في الفيلم يرسخ مفاهيم العطاء والخير دون الحاجة حتى لأن يقول له المستفيد ولو (شكراً) ، عطاء وتضحية لمجرد العطاء .. حتى ولو كان على حساب حياته .
فيلم مؤثر بالدرجة الأولى ويقدم فيها سميث أداءاً جباراً جعلني أعتبره الآن من ممثلي الدرجة (A) .. أصبح عملاقاً في السينما وجديراً بالاحترام والمتابعة .
قبل أن أختتم أورد لكم الأخبار التي قرأتها وأنا أبحث عن الفيلم في الانترنت من بينها أن سميث كان يستغل جولته للترويج لفيلمه الجديد بالمشاركة في حملات لجمع التبرعات للفقراء .. أي أنه يقرن حياته الواقعية بمحتوى الفيلم .. إن استمر سميث على هذا المنول سيصبح إنساناً عظيماً وسيغير كثيراً من المفاهيم .
* مشاهد أعجبتني :
– مشهد اتصاله بالأعمى واستفزازه بقوله ( هل يمكنك أن ترى جمال المحيط)، مشاهد مبكي .
– مشهد السيدة العجوز في المستشفى والتي قدمت أداءاً مثلاً رغم أنه لم يتجاوز ثوان
– صرخته في سيارته (الفكتوريا) بعد خروجه في إحد المشاهد من منزل المرأة التي سمنحها قلبه
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
View Comments
بالعكس تعلمنا من ابائنا بذل المعروف بدون ان ينطقوا بكلمه واحد فوالدي منذ الصغر كنت اراه يقوم بأعمال لم افهم انها معروف وبذل الا بعدما كبرت .. ونعم التربيه رحمه الله ..
اما بالنسبه لسميث فجاري البحث عنه
كلامك هز عرش جبروتي يا إسم غالي ياليلى
رائع ما تخطه اخ احمد .... دمت بخير ,,,, وانا انتظر تعليقك على مدونتي بلهفهhttp://eeratt.blogspot.com/
يبدو يا احمد ان سأتخلى عن نسخة الديفيدي التي احب مشاهدتها وأرضى بالأقل جودة بسبب المديح المتواصل للفلم من كذا شخص، ويويل سميث صرح قبل فترة أنه بدأ فهم معنى إنسانيته أو شي من هالقبيل عن اقترابه من الاربعين عاما وهو ما يحاول تطبيقه ونشره كشخصية مشهورة، أما بخصوص الفن رسالة نعم هالمصطلح صحيح ١٠٠٪ ولم يفقد معناه أبداً لكن في الفن الغربي وليس العربي الذي لم يكن لهذه العبارة أي معنى منذ زمن بعيد :(
الله يحوم تسبدك يا احمد ... هذا وانت ما تبي تخرب علينا الفلم !!! ما خليتا شيء الا وقلته .. اني والله قايله انك بربارة !! اها وشلون تبينا نستمتع بالفلم عقب موضوعك !!
بس احلى شيء يومك تقول " لازال هذا الشاب الأسمر " !!! نعنبو بليسك هذا كبر جدي وتقول شاب !! ومن قواة الوجه في نص المقال تقل انه من طب الاربعين وهو متمرجل !! اذا هو اب اجل وش تصير انت !?! وغد " على قولة ابو ضاري "!!!!
حرمتنا بس من متعة مشاهدة للفلم لاول مرة الله يحرمك ......... !!!
أجزم لك أحمد أن بعد ما كتبته عن الفيلم وَ بطله سيجعل الكثيرين يهرعون لمشاهدته ( أولهم أنا :) ) .. لا أعلم أحمد وَ لكن هل يحق لي أن أقول ( و ينهم عنك المهرجانات السينمائية الكبيرة _ بدون مبالغة _ :) )
ع العموم أبدعت في إيصالك لفكرة الفيلم .. ( تحرى يومين بالكثير وَ اكتب راي بالفيلم طبعاً راح يكون متواضع مقارنةً مع ما كتبته )
تحياتي .. دمت أنت وَ ويل سميث مبدعين وَ المخرج الإيطالي ( عشان ما يزعل :) )
اختياراتي مش عبث يا التعبان
الذيب ما يهرول عبث :)
@ layla : والنعم بأبيك .. وكنت أتمنى أن تذكري لنا جانباً من جوانب الخير والمعروف ، وآمل أن لا تكون تقليدية كما يفعل والدي ووالد فلان وعلان .. ، عفوا أنا لم أنتقص من حجم أحد ولن أتجرأ أن أنتقص من حجم والدي أيضاً لكنني أقول بأن بذل المعروف لم يرسخ في أذهاننا سوى تقديم الأموال أو الأغذية للفقراء والمساكين .. سعيد بحضورك :)
@ سجينة الذكريات : أشكرك وسعيد بحضورك ويشرفني زيارة مدونتك ..
@ AbOd : والله يبي لك تشوفه بأفضل وضوح حتى تكمل المتعة ، لأن الفيلم أساسا درامياً ورتمه بطيء والتفاصيل الدقيقة في المشهد مهمة ..
@ light : مراحب بـ (الليدر) :) .. أحرجتي شخصي المتواضع ( الله واكبر هههههه) ، أشكر مجاملتك وأشكر تواصلك المميز أيضاً .. وبانتظار سماع رأيك ولو أني بدأت أستشف ذوقك في الأفلام من خلال مدونتك وأعتقد بأن الفيلم سيعجبك ..
@ سليمان : اقول يا (ماي برذر) .. ورى ماتسوي معروف مثل ويل سميث وتروح تسوي لي فيشار وتجيب كولا دايت عائلة .. ههههههه ماهقيت للأسف ... ، إلا ليه مانجيب حقت الفيشار ونحطها بين غرفتي وغرفتك (مكان استراتيجي) لم نستغله حتى الان .. إلا على فكرة وش اخبارك وكيف الجامعة .. مالك شوفات خخخخخخخخخ
تحمست أشوف الفلم
خاصة ان فلم البحث عن السعادة شاهدته بعد موضوعك عنه أول وكان خيااااااااااااااالي
سـلام ..
كأنك تقرأ أفكاري :) أمس كنت أسولف مع احد الأصدقاء على أساس أنه يحمل لي الفلم ..
و بما أنك كتبت عنه تحمست أكثر أني أشوفه ..
خلني أشوفه و أرجع لك ..
فيلم أقل مايقال عنه إنه فاشل !!
وفيه من الخربطه والخنبقه ما(ييزي) ديره !
وعلى قولة الوالد الله يطول عميرته ( سباحين )
طبعاً أشك إنك تعرف السباحين يا أحمد .. ليس تقليلاً منك .. ولكن الموروث الشعبي لم ينل من إهتمامك الشيء الكثير
السباحين هي القصص اللي تقولها العجز آخر الليل للصغار وغالباً ماتكون خثاريدز ، يعني خرابيط فاضيه عشان الصغار ماينشدون معها ويطير النوم وحلها عاد !
ولنا في فيلم الأخ سميث ( الله يثيبه في قــ* * * * ) الأخير خير مثال على أن هذا الشخص مفلس ويسير على خطأ ابو بندر الله يخليه لعياله
أتمنى أن أقول رأيي ( الصريح ) .. فماذكر أعلاه مجرد مدخل لرد تفصيلي طويل وبالحقائق والأرقام عن الفيلم
ولكن هل سيتم إعطاء الرد تصريح دخول لموقعك !؟!
تدعّي يا أخ أحمد أنك تؤمن بالرأي والرأي الآخر .. كما أدعيت تطويرك لـ ( عزيّز ) - زوراً وبهتاناً -
وتنادي بالحريه
مع ذلك أجد أن الحريه منك براء .. يا أبا البراء !!
فكنا نعتقد أن مدونتك منبر للحريه والآراء النيره العقلانيه الوسطيه
ولكن ماتبين لي هو العكس
آن لك أن تغير ( الدومين ) من سوالف إلى أحمد
إلى
سوالف هتلر !!
وكما قالوا الأولين .. ( سدّك قريّب ) هههههههههه
إرميييي