إلى وقت قريب ، كنت أفكر مع صديق لك بأن نقوم بتنفيذ مشروع تجاري لتجهيز محل يبيع الدروع التذكارية ، كنت أقول لصديقي بأنه لا يوجد دولة في العالم كله تقوم فيها هذه التجارة الرائجة كحال السعودية خاصة مع وقتنا الحالي الذي سيطرت فيها المجاملات بشكل كبير على تعاملاتنا الحياتية ، ففي كل مناسبة وندوة ومؤتمر ومحاضرة تقدم عشرات الدروع التذكارية ، رغم أن تجهيزها كخامة (خشب أو زجاج أو حتى رخام) قد لا يكلف سوى 100 أو 300 ريال لكنها تباع بمبالغ مهولة تتجاوز الألفين والثلاثة .. بل وحتى الخمسة .
لست خبيراً بما يدور في فلك المؤتمرات والندوات الأوروبية والأمريكية ، لكني على ثقة بأن (ثقافة الدروع) ليست موجودة إلى لدينا هنا ، وأضحت صور الدروع هي الصورة الخبرية في كثير من وسائل الإعلام ، فلان يكرم المخترم فلان بتقديم درع تذكاري ، والجهة العلانية تكرم الموظف بدرع ، والمدرسة تكرم الطالب بدرع ، والمسؤول الفلتاني يشيد برعاية المسؤول الآخر ويقدم له درعاً تذكارياً ( بهذه المناسبة ) ، بل وأضحت جملة ( وقد تبادل الطرفان الدروع التذكارية .. ثم ألقى مدير .. كلمة .. الخ ) ، جميلة تقليدية تكرر بين حين وآخر في الصحف والتلفاز وكأنها أصبت جملاً ( منزلة) يجب أن يلتزم فيها .
لماذا تقدم الدروع التذكارية ؟ .. في رأيي أن ذلك يعود لبعض النقاط أهمها :
* البحث عن الظهور الإعلامي : كثير من المسؤولين في الندوات والمناسبات الكبرى يعتقد بأنه سيغيب أو (يُغيب ) إعلامياً في صحف اليوم التالي ، ولكي يظهر في الحدث ويبين للمسؤول الذي فوقه تواجده في الصورة دائماً ، يحرص على تقديم دروع تذكارية وهو الأمر الذي يحرج الصحف والقنوات في حال تجاوز صور الدروع ، لذلك نقرأ ( ويظهر مدير الجامعة وهو يسلم درعاً تذكارياً للدكتور فلان ، أو جانب من تبادل الدروع التذكارية) .
* تطوير ألبوم الصور : نعم .. يحرص كثير من المسؤولين على أن يحتفظوا بصور تسلمهم للدروع اعتقاداً منهم بأن ذلك دليل نجاح ، وقد يصل الأمر إلى شرائها من الصحف أو طلبها من المحررين للاحتفاظ بها ، هنا صورة المدير وهو يتسلم درعاً تذكارياً من الوزير الفلاني .. وهنا صورة أخرى وهو يتسلم درعاً تذكارياً من مدير إدارة المرور تقديراً لجهوده ، وهنا صورة وهو يتسلم درعاً من مدير مستشفى (س) لجهوده المثمرة ، أعجبتني مثمرة هذه .
* توفير المبالغ المادية : كثير من الجهات لا تضع في ميزانيتها أي مبالغ لبند التكريم ، فذلك يتم اللجوء للدروع الرخيصة التي توفر هذه المهمة ، مدير التعليم بمنطقة فلان يكرم المعلم علتان بدرع تقديراً لعمله في التدريس 35 عاما ، ومدير مستشفى ص يكرم الطبيب ع بدرع تذكاري بعد العملية التاريخية النادرة .
* مجاملة الإعلاميين : هذه الحيلة تنطبق كثيراً على الصحف وهي في رأيي دليل إدانة لأي محرر ، دئماً نقرأ ( وكيل وزارة ع يكرم الزميل غ تقديراً لجهوده في تغطية فعاليات المؤتمر ) ، ياساتر .. أأصبح تغطية المؤتمر ( جهود ؟ ) .. هذه هو دور المحرر أصلاً .. دوره هو التغطية وهو ملزم من جهة عمله بذلك فلماذا يكرم ؟ .. الجواب هو أن المحرر – السطحي – ينتهز هذه الفرصة لنشر صورته في تغطية الحدث .. ويظهر هنا الزميل غ وهو يتسلم درعاً تذكارياً !! .. بئس الصحافة ، وهي فرصة كما قلنا مسبقاً للمسؤول في أن يضمن نشر صورته في عدد اليوم التالي ، إذا كرم 7 صحفيين على الأقل فهو سيظهر في 7 صحف ( في السعودية هناك صحيفة واحدة حسب علمي تفرض نشر مثل تلك الصور )
أقول هنا .. أنا لا أدري التنظير ، فقد قمت وللأسف بتسليم وتسلم دروع لكني كنت مجبراً عليها – حقيقة وليس إدعاءاً – لاسيما في النقطة الأخيرة ( سطحي أجل 😀 ) ..، لكني أعود وأقول بأننا إذا رغبنا في أن نتقدم للأمام يجب أن نلغي كل مظاهر تسليم الدروع واقتصارها على نطاق ضيق جدا جدا ، لا أن يكون الحال كما هو عليه الآن
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
View Comments
ما أدري الصراحه وين الغلط في الموضوع ..
خلهم يستانسون .. اذا مو بالدرع بالصوره !
ترا يمكن ما فهمت الموضوع .. قاعده استنى صلاة الفجر وراسي مصدع :| ..
صباح الخير
نعم حتى عندنا ايضا سالفه الدروع منتشره جدا والميداليات ، واذا فرحت ان شخص كرمك بدرع ستلاقي الف واحد ما عملوا شي يستحق ماخذين درع معاك ،هنا تحس انو الشي اللى كنت طاير فيه ما له قيمه .
لكن احيانا عندما يكون الانسان في بدايه حياته المهنيه او مشاركاته ويتسلم درع او هديه تذكاريه فهي تعني له الكثير بالذات لو كان مقدم الهديه على مستوى الحدث .
وشكرا
تصدق انها مشكلة ,,,
ما تلاحظ معي اي مسؤؤل يطلع بالتلفزيون يلقي خطاب وراه مليون درع :D
احمد كنت جاي بقولك ياسطحي انت ههههههههههه
بس اخر نقطة جت من حسن حظك ههههه
اتفق معك في سالفة الدروع والشهادات اللي مدري وش فائدتها
اجل معلم بعد خدمته بالتعليم 35 سنه يكرم بدرع والا موظف بعد 30 سنه يكرم بدرع , يمكن قيمته ماتتجاوز الالف ريال , بس تحصله محسوب على هالاداره بثلاثة الاف مثلا , ياخي عطوه هالثلاثه احسن له من هالورقه , جد والله شئ محزن خصوصا سالفة الصحفي , وزد عليها انه احيانا تكون الصحيفه راعي رسمي وحصري لمهرجان معين , وفي النهاية يتم تكريم الصحفي على جهوده , ياساتر الصحيفه اللي استفادت من المهرجان وسوقت نفسها واستفادت , تكرم في الاخير تقديرا لجهودها , بس الدعوى هي علشان نشر الصورة فقط
انا من الناس اللي ماحب الظهور , اذكر انه احد الادارات كرمتني وهي بالمناسبة جهه حكوميه علشان موضوع نشرته لهم بمنتدى خخخخ وجايبين درع وجاي مدير الاداره وتصوير ومدري وش , واخرتها تكفى انشره بالمنتدى , قلت طيب عطوني الصور واخذت الدرع من هنا وسلام عليكم من هناك خخخخخخخخخخخخ
شف وصلت الى ان موضوع في منتدى يسوون له درع تكريم وتصوير وقصه حزينه
شكرا صديقي
احن وصلت موضة الدروع لحفل التخريج ... :D ... كانت الهدية الاساسية لكل طالبه درع كااااااامل + صورة :D ... نصيحة ... ابدأ بمشروعك ... و كن الرائد في موضة الدروع ... و ابتدع لك دروع لكل مناسبة ... و أقترح تسوي دروع لأفراح و الأعياد ;) ... ترا بتربح :D
اولا ..الذي خطر ببالي وانا اقرأ الموضوع ،العنوان ماضيعنا الاالدروع ذهب كل تفكيري الي دروع المحاربين وانها تجارة رائجة ،فقلت لنفسي واو يهتمون بجمع مثل هذه الاثار والله بزنسس رائع ،وهب يكتمل الموضوع ،على شيء اخر ،اعجبني جدا قولك كرم الاستاذ فلان على عمله 35 سنة ،واذ في النهاية الدرع رخيص،،،،هذه الدروع اصبحت مثل البهارات للكبسة ،لايكتمل التكريم الابها،،على فكرة انا الاحظها كثيرا عند العرب ،،وقلما توجد عند الغرب حتى تعرف مدى اهتمامنا بالشكليات ،،وفي النهاية عندما يصور مع الشخص فلان حامل الدرع ،يقول لاهله ها وش رأيكم في صورتي وانا حامل هالدرع مو زينة ،وهذا المهم
رغم أني أءيدك بأن ظاهرة الدروع صارت ممقوتة بعض الشيء، ولا أنكر أن أيْ درع أو شهادة حصلت عليها لم أنظر إليها إلا مرة واحدة وهي أثناء استلامها، ولكن مع ذلك بنظري أن الدرع لا يعبر عنه شكله أو المبلغ الذي صُرف عليه أيْ ليست قيمته المادية، إنما قيمته المعنوية التي انعكست في نفسية المستلم له. فالإعتبار لا يكون بالدرع ذاته وإنما ما يعبّر عنه هذا الدرع، ولك مني ضمان بأن مشروعك للدروع سيكون ناجح، ناجح، ناجح بالثلاث بإذن الله.
وما راح يكون الشغل عفّاس على دفّاس. [ فريش من اللهجة الكويتية! D: ].
الحين حتى في المناسبات العائلية انتقلت عدوى الدروع
وانواع الصور وتعلق في المجالس
خربيط في خرابيط
صدق ماصار يمر يوم أتصفح فيه الجريدة إلا و أشوف
فلان الفلاني تم تكريمه من قبل ..الخ بس لأنه الناس كثرروووا..
وتر ى ان دل يدل ان إحنا كرريميين حتى بتوزيع الدروع
وترى هي إشكاليات بالمجتمع لابد منها
وقيمة الدرع عن الدرع يختلف بالنسبة للشخص في الدروع مالها قيمة
وفي الدورع تجبرك انك تحتفظ فيها طول حياتك وهذا كله بالنسبة للشخص نفسه
تدري متى تعرف قيمتها وقيمة هالصور لما يصير عمرك (ان شاء الله) بالستينات
لما تعجز عن الحركة ومنت قادر تعطي مثل ما كانت تعطي وانت بهالعمر
وتشوفها قدامك وتتشوف مجهوودك اللي بذلته طوول حياتك
اقولك هالكلام وانا قبل كم يوم كنت بزيارة قريب لي كان مسئول قبل ما يتقاعد
عن عمله كل ما التقي ونقعد نسولف ولا يكون بمكتبه وع يمينه هالدروع
اللي حصلها يسولف لي عنها هالدرع عطوني اياه لما كان عمري وبسبب...الخ
والله حسيت من كلامه انه مستااانس عليها وهي اللي بقت له من عمله
من بعد راتب التقاعد...وع طاري الألبوم زوجته سوت له حرركة حلووه
جمعت له كل صوره وهو يستلم الدروع وحطتها بالألبوم
ان كان وهو يسولف لي عنها حسيت انه مبسووط اجل كيف وهو يتفرج ع صوره
ولا يقول بعد عمل 30 سنة يعطونه درع وشتبي اجل يعطونه..
راتب فلوس ما يمر كم يوم إلا وصرفها هالتكريم راح يكون مؤقت
واشجع هالشي لما يكون تووه بدايته لكن تكريم من جهة ولا بعد عمر طويل
من العمل ..الخ هالدروع هي اللي تبقى له اسمها ((ذكرى))
وبنظري ان الدرع مثل الشهادة اللي تثبت تعليمك وانك دخلت الجامعة وكذا
هالدروع تثب مجهودك اللي سويته بعملك بحياتك ولا ليه نهتم بالشهادة
إما الغرب يمكن لان مجتمعنا غير عن مجتمعهم احنا الإسلام من تعلمه
حثنا ع تقديم الشكر حتى لو اقل مجهود سواه لنا
و شخصياً ما قد استملت إلا واحد لما تخرجت من الثانوية وأملي ان بعدين
احصل ع غيره وبنفس قيمته المعنوية
واحرص بعدين لو تقدمت بعملك اكثر انك تستلم الدروع قبل ما يعطونك
رواتب بتكريمك لان هي اللي تبقى لك
وترى طبعي اقدر شي اسمه (للذكرى) يعني لا تستغرب من كلامي...
ومووفق
يوووووووووه يطوول ردي كان يمدي اختصره بكم كلمة
بس معليه الظاهر حطيت حررتي بالرد :|