دائما ما أهوى سبر غمار الأفلام التي تحكي فترات الحرب العالمية ، يقيني بأن الحرب تتحكم في أمورٍ عدة بأعلى درجاتها ، فستجد أعلى درجات الوفاء .. وأسمى معاني الرومانسية .. وأرفع رتب الإخلاص ، لا أذكر يوماً أني شاهدت فيلماً يتطرق لتلك الحرب المؤلمة دون أن أصفق إعجاباً وإبهارا .
عندما قرأت للمرة الأولى عن فيلم Atonement ( التكفير) لفت نظري عنوانه حيث منحني إحساساً بأن الفيلم تراجيدي بكائي بحت يتحدث عن بطل (يكفر) عن أخطاءه ، لكن بعد تسمري عقب نهاية الفيلم حتى انتهاء التتر كان كفيلاً بإحساسي ( بضعف التوقع وسوء الانطباع الأولي ) ، ببساطة فيلم Atonement يصنف نفسه من الأفلام التاريخية شديدة العمق .. إنه يدخل إلى أعماقك من لحظاته الأولى .
لست على وفاق مع الأفلام الإنجليزية ، لذلك كنت أعتقد بأن اخترت الفيلم الخطأ سهرة الخميس .. ولله الحمد كان توقعاً – كالعادة – ليس في مكانه .
الفيلم يحكي باختصار عن اسرة استقراطية تعيش في قصر وسط الخدم والحشم ، تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد أن شهدت البنت الصغرى ضد ابن حارس القصر عشيق البنت الكبرى ، الأمر الذي نقل الفتى للسجن والحرب .. وترك البنت الكبرى تندب حظها لتغادر للعمل في دار ممرضات .. ثم تلحق بهم بعد ذلك البنت الصغرى التي كانت تعد نفسها لتكون أديبة وكاتبة روايات ومسرحيات .. لتعيش في دار ممرضات آخر .. تغير حال الأسرة الغنية إلى مجرد فتيات يتنقلن بين المستشفيات ودور الممرضات .
شهادة البنت الصغيرة ضد ابن الحارس لم تكن صحيحة .. لكنها كانت صغيرة (13 عاما) ولم تع ماقامت به إلا عندما وصلت سن الـ18 .. أي بعد خراب مالطا كما يقولون ، ابن الحارس الذي دخل السجن نقل لجبهات الحرب من أجل اختصار سنوات حكمه وليعيش بدوره أشهراً من العذاب والقلق وهو الذي كان يمني النفس بدخول كلية الطب .
القصة من منظورها العام تقليدية وبسيطة ، لكنك حينما تشاهدها في Atonement سترى كيف هي عميقة ومليئة بالإيحاءات والإسقطات المباشرة ، ولعل أكثر ماسيلفت نظرك بعد السيناريو المحبوك هو رقي الإخراج والتصوير حتى أنك ستضطر لإعادة بعض المشاهد بلاشك لاسيما مشهد الجنود وهم ينتظرون على الشاطئ وسيلة نقل تعيدهم لانجلترا .
إضافة لذلك .. لايوجد أي مشهد يمر أمامك إلا ويكون له مغزى ، حتى مشهد المسرحية التي كتبتها البنت الصغرى مطلع الفيلم ورغبتها بأن تكون مخرجة المسرحية .. ليكون ذلك فعلاً على أرض الواقع حيث أنه من أخرج الفيلم وتسبب في كل أحداثه ، كما تأمل كيف تغسل يديها في مدرسة الممرضات .. وكأنها تجسد مفهوم التكفير ورغبتها بتخليص يديها من الذنب الذي تسبب فيه .
مهلاً.. في آخر الفيلم سترى البنت الصغرى وهي عجوز تعيش أيامها الأخيرة .. ستقدم لك مفاجأة لا يمكن تخيلها .. مفاجأة تحول ابتسامك وفرحك بنهاية الفيلم إلى دموع .. صدقني سترى الدموع تخرج بشكل مفاجئ .. ستحس بأن هناك من يحرك أعصاب الفرح والحزن داخل الفيلم .
في النهاية أقول بأن الفيلم أشبه مايكون بالرواية الأدبية القديمة .. وهو بالفعل رواية ، لكن ما أقصده بأن هناك عشرات الناس لايفضلون هذه النوعيات بل يحبون الأفلام المباشرة .. .
ابداع الاخراج والسيناريو يتجلى في نقلك من القصر الراقي .. إلى (خرابات) الحرب .. ولقطات الجداول المائية والمساحات الخضراء الرائعة إلى مشاهد الجرحى في المستشفى .. وجمال البنت الكبرى .. إلى قبح المحاربين والجنود
نقاط متنوعة :
* تأمل في مشاهد الفيلم الأولية وشاهد كيف تنظر البنت الصغيرة لمشهد وكيف تفسره ، ثم لاحظ كيف ينقلك المخرج الذكي والسيناريست الرائع إلى المشهد مرة أخرى دون أن تحس لتراه من منظور آخر .
* كل مشاهد الفيلم هامة ولايمكن أن تشاهده كحال الأفلام الأخرى .. أنت بحاجة إلى تركيز ( بالعربي اترك عنك الفشار وبيرة التفاح )
*هناك من النقاد من يضع الفيلم بمقارنة مع فيلم تايتانك الشهير .. عن نفسي أراه أفضل من التايتانك .
* الموسيقى التصويرية خيالية .. ( وبرضه نتمنى أحد يساعدنا ويجيب كم مقطع :))
* الفيلم داخل في قائمتي للأفلام العظيمة التي شاهدتها للأسف رشح لسبع جوائز أوسكار لم يربح سوى واحدة (أعتقد في الموسيقى التصويرية)
* في مقارنة سريعة .. للأسف ثاني فيلم أعشقه لايربح الأوسكار ، العام الماضي توقعت بابل ولم يفز .. وهذا العام أنا سأمنح Atonement أوسكاري 🙂
* البنت الصغيرة مطلع الفيلم أدائها خطير .. ولا أدري إن كانت مشهورة أم لا ..
كليب رائع في اليوتيوب للفيلم
من المفترض أن يكون هذا موقع الفيلم الرسمي
تحديث من لاعبة فريق قدح : 🙂 مدونين كتبوا عن الفيلم ( سلبا وايجابا) :
http://domo3.us/blog/?p=29
http://aneen84.wordpress.com/2008/02/11/atonement/
http://se-card.awardspace.com/wordpress/?p=224
وعموما واضح ان اقرب مدون مدري آخر مدون:) كتبه وهو ضايق صدره ههههه
ذكرت في تدوينة سابقة بأن التغيّر الوحيد الذي لحظته على نفسي عقب تجاوز سن الخامسة…
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة،…
مايجمعني بصوت عبدالكريم عبدالقادر مختلف عن أي فنان آخر، سنواتي الأولى في القيادة كانت سيارتي…
بعد فترة تقارب 10 أعوام من السكنى في wordpress.com ، أعود مغرماً إلى عالم المواقع…
من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 - 2018…
View Comments
أقول يا زين البطله وبس :( !
حمستني أشوفه .. .. .. ونعيماً :-P ..
البطلة جيدة :D بس عاد وش حادها على هالمطارد
الله ينعم عليك ( وجه يلق :D )
المبالغه أحيانا تصل الى حد السخف
لا مانع من القول أن الفلم جيد جدا خصوصا في فتره الركود اللي يبدو لي مطوله
سليمان ان كانك سليمان اخوي بقولك يابو لامانع من القول .. وش هالردود اللي مثل وجهك :D
وان كانك سليمان ثاني ما اعرفه .. فليه ياخي حد السخف .. وش أنا قايل :D
الفيلم فاز بالقولدن قلوب وترشح 7 اوسكار ماورى ذولي حد سخف
شفت الفلم أكثر من رائع وخاصة النهاية كانت تحفه انصح الي يحب الادبيات يشووفة :)
ماشفت الفليم بس حمستني اشوفه
الظاهر إن ذوقنا بالأفلام واحد يا أحمد ;)
مرة تحمست أشوفه
بس بالله سؤال.. من وين تجيب هالأفلام الحلوة؟؟
سديم : وبرضه ننصح اللي مايحب الأدبيات على قولتك
توتو : فيلم ممتاز ولازم ينششششاف
فرح : الله يخلي هالهاردسكات .. شد لي واقطع لك ، عطني وخذ
وفيه واحد من الشباب ماقصر .. صار كريم لدرجة انه هو اللي بادر وملى الهاردسك أفلام جديدة وومميزة
من كثر ما اتكلموا عنه المدونين حسيت نفسي انسدت على الفيلم يمكن عشان انحرق خلاص خخخ
امممم
انت من فين حملته قلبت عليه الدنيا اول ما قريت عنه وما لقيت :D
توني خلصت من الفيلم
وفجأة ظاع الكلام.. البداية.. الوسط . النهاية
الموسيقى.. البيانو الممزوج بوقع أحرف الآلة الكاتبة
تمثيل الطفلة الصغيرة ومن بعدها الممرضة.. ومن بعدها العجوز
آآآآآآآآآآآآآآآآه
بحق هو تحفة أدبية.. ومن جد يستاهل الأوسكار
أما الدموع... حدث ولا حرج
روعة الفيلم .. رووووووووووعة لأبعد الحدود
شكرا أحمد لأنك حمستني أشوفه
وعلى فكرة ما قريت من الريفيو قبل الفيلم إلا أول سطرين
لأني حسيت إنك بتخربه يوصفك
;)
شكرا من أعماق قلبي
وفي انتظار الفيلم المقبل
:)