ربما طوال حياتي العملية لم أقع في توهان وتفكير في العمل كما هو حالي هذه الأيام ، فأنا أمام خيار أمام الاستمرار بنفس وظيفتي في عمل ( تحريري تقني ) أو أن أعود إلى وظيفتي السابقة في قسم مجاور والتي تركتها قبل أشهر .. أو .. وهو الخيار الصعب أترك المؤسسة التي أعمل بها منذ سبع سنوات وأقبل عرضاً من جهة أخرى مختلفة تماماً عن بيئة العمل التي عشت بها منذ الاول من شهر يونيو عام 2000 .
في واقع الأمر التفكير في هذا الجانب ليس بالسهولة على الإطلاق ، قد تفكر في الاستقرار الوظيفي .. المستقبل البعيد وحتى القريب ، وقد تفكر بالخروج من أجل مرتب شهري أعلى بكثير مما تتسلمه حالياً ، لم يقدني التفكير إلى نتيجة – ولن يقودني – فلكل مميزاته ولكل سلبياته .
اكتشفت أن طلب المشورة ليس بالأمر الساهل على الإطلاق ، كنت آخذ بها كثيراً أيام الدراسة وحين السفر أو شراء سيارة جديدة ، تسأل فلان وعلان .. مارأيك .. كيف ترى الوضع .. مانصيحتك .. الخ ، لكن حينما يكون الأمر متعلقٌ بوظيفة ومصدر رزقك في الحياة يكون الأمر صعباً ، فالناس هنا ينقسمون إلى قسمين مدرسة دفاعية وأخرى هجومية كما يراها الدكتور أبو قصب (غازي ماغيره ) ، فأصحاب النهج الدفاعي يطبطبون على كتفك ويهدؤن من حماسك ويطالبونك بالبقاء في العمل المستقر والسعي جاهداً إلى تقديم الجديد لزيادة مرتبك الشهري(المتواضع) مقارنة بالجهد والعمل الذي تؤديه ، أما أصحاب المدرسة الهجومية فهم منطلقون بلا هوادة ومنذ أن تخبرهم بأن العرض المادي يمنح كذا وكذا إلا وتجدهم يطالبونك بالخروج والظفر بالوظيفة الجديدة التي تعد فرصة لا تعوض .. ودائماً مايكررون (الفرص الذهبية لا تأتِ إلا مرة أو مرتين ) وأحياناً يبعثون فيك الحماس للخروج والانتقال دون معرفة الطرف الثاني أو حتى مسمى الوظيفة واسلوب العمل .
أتذكر هنا عرضاً تلقيته قبل ثلاث سنوات تقريباً حينما تحدث معي أحد المسؤولين في إحدى الشركات للعمل في وظيفة (تحريرية تقنية ) والعمل سيكون في الرياض وسيتخلله زيارات متقطعة – كل اسبوعين تقريباً – للمتابعة في دبي ، المسؤول لم يطل في المكاملة وإنما قال بالحرف الواحد (سأمنحك ضعف ماتتلقاه ) – غني عن القول بأني مرتبي الشهري (على أد الحال ) لذا فحتى والراتب مضاعف لن يكون المبلغ كبير بالحجم الذي يمكن تخيله .
أذكر في ذلك الوقت بأني بحثت وسألت عن العمل الجديد وكيف سيكون عليه الحال في المستقبل ، من الوهلة الأولى كان المشروع شبه ناجح إن لم يكن ناجح فعلاً ( على الورق ) خصوصاً وأن الشركة كبيرة ولها نشاطاتها التي لا تتوقف وهي بحاجة إلى الإبحار في الانترنت وبحر التقنية ، الشاهد أني وبقدرة قادر تجاهلت العرض وشكرت المسؤول على ثقفته وتمنيت له التوفيق في مهمته ، بينما أنا نظرت إلى عملي وفكرت بتطوير مستقبلي ، لم يمر سوى ثمانية أشهر تقريباً إلا والأخبار تتوالى بأن الإدارة الجديدة في الشركة التي تلقيت العرض منها قد ( حلت ) وسرح الموظفين فيها وإغلقت مكاتبها في الرياض ودبي لأسباب مجهولة ( لإحقاق الحق المسؤول انتقل إلى وظيفة مرموقة أكثر بعد حل إدارته ) ، تخيلت حالي وأنا مع الموظفين المسرحين وكيف أبحث عن وظيفة جديدة (تضفني ) .
البحث عن صديق أو زميل يقدم لك مشورة ( تستحق ) بات أمراً صعباً ومستحيلاً ، وأحترم كثيراً من يعتذر عن تقديم أي رأي لأنه قد لا يعلم ببواطن الأمور وخفايا العمل ، لكن في الوقت ذاته انتقد من يمنحك رأياً مجانياً سريعاً دون تفكير أو أسئلة على شاكلة (يابن الحلال خلك في وظيفك وارتح ) ، أو ( لا تفوت الفرصة واطلع اشتغل في وظيفة ثانية .. شف فلان وعلان طلعوا وتيسرت أمورهم ) .. فيما أنت تتوه يوماً بعد آخر وتضيع الفرص .. الواحدة تلو الأخرى
View Comments
مررت كذا مره .. بما قرأته في الأعلى
الله يعينك على هالحيره
ما يشجعني على ترك وظيفتي .. هو بأن (الثلاث) سنوات كافية لمعرفة الأعمال والمهام التي تقوم بها المؤسسة.
لذا اتطلع حالياً للبحث عن مكان آخر .. يثري ماتعلمته وماكتسبته خلال الفتره السابقة.
ويضيف لي مهارات وعلاقات جديدة والأهم أسلوب آخر في العمل وفي الإدارة.
من تشاور ..!!
عزيزي أحمد الأهداف دائماً تختلف ..
ومن يستطيع تقييم الأمر في الأول والأخير هو "انت".
لتكن مشورتك .. هي استخارتك
تمنياتي لك بالتوفيق
السلام عليكم
اصعب شي ان تشاور احد والاصعب بعد انك تتخذ قرار لوحدك وتندم ؛؛طبعا محاكيتك ماتحب تاخذ قرار لحالها عشان تكون لي فرصه ارمي اللوم (ودايم امي اللي تكون في راسها ) اذكر لما تخرجت وفتحو باب التسجيل لدراسات العليا وكملت كل يوم: يمه وش رايك اقدم على وظيفه واسحب اترك بلا ماستر بلا هم ودايم صياح وغلقه وضيقه ..يمه صعبه يمه طفشت راح عمري كله دراسه..طبعا ابيها تقول اتركيها وقدمي على وظيفه وماقالت الا بكيففففففك والحمد لله اني كملت ولا ندمت رغم اانه فيه ناس نصحوني اسحب بس طنشت
الشي الوحيد اللي تعطيني رايها وتزن لما يجي عريس بس الرد جاهز عل طول عندي (لاااا) مايحتاج اشاور الا عقلي بهالموضوع
واحسن شي تسويه لما تحتار افرش سجادتك وصل الاستخاره صدقني ماتندم وانا سمعت انك تصليها سبع مرات باوقات مختلفه اذا بغيت وبعدها اتخذ القرار
بعدين وش اللي كاتبه تعليق على الصورة (يعني عادي لما افصل ممثلا ؟؟؟)
اذا طلع ردي بزغرت
كل يوم اكتب معلقه ولا يطلع
الأخ أحمد
ليس عندي أي معطيات تمكننى من توقع خيارك، ولكن لا أدري لماذا أحس انك سترفض العرض، بل إني أراك بعد عشر سنوات من الآن تكتب موضوعا مشابها تعرض فيه حيرتك من عرض جديد.
لا شك أن الإنتقال لعمل جديد يحمل مخاطرة ولكن أليس في البقاء مخاطرة أيضا ؟
قد تحصل على فرصة نمو وظيفي أفضل تدريب أفضل خبرة إضافية ...
إذا كانت الشركة معروفة لا أرى مبررا للتردد، أما تغير طبيعة العمل فهذه أيجابية اخرى (بسك رتابه) (قد يكون العمل الذي ألفناه أسهل ولكن قد لا يكون الأفضل)
قد يكون العمل الجديد فرصة لتجربة فترة الدوام الواحد .
بالتوفيق الله يكتبلك اللي فيه الــــخــــيــــــر
مقولة
اللي ما يفادي ما يجيب الغنايم
قد يكون الغيب حلوا ......... لا تكمل ترى ماهو صحيح
_العمل لمدة سبع سنوات في نفس المجال أعتقد أنه بالاخير (لا جديد في الابداع) ..
_البقاء على روتين لاجل الانتماء الى مؤسسه ما أمر يستحق العناء..
_أنت تعمل في مؤسسه خاصه .. في أي لحظه قد يفلس المالك ويسرح الموظفون.. مافي حاجه مضمونه..
_الشركه التي تلقيت منها العرض ممكن في أي لحظه تعرض على شخص اخر ان يحل مكانك لأنها في الاول والاخير تهمها مصلحتها..
_تغير مجال العمل بعد استهلاك كل مالديك قد يكون لابد منه .. وفكر في إثراء خبراتك..
هذا مالدي حاليا ..
وصلاة الاستخاره خير معين في مثل هذه المواقف ..
بعد قرائتك لما كتب في الاعلى ارجع الى كل المدونات اللي كتبتها انت سابقا عن مجال عملك..
اتذكر انك تذمرت كثيرا من نظام العمل لفترتين .. وكذلك ان عملك لايعطيك الوقت الكافي للاهل .. واتذكر ايضا انك ذكرت كم تحب عملك والابداع فيه .. ولا انسى انك كثيرا ماتذكر ضئالة المرتب الشهري وبطء العلاوات ..
..................................................................................
سني لايسمح لي بإبداء الرأي في مثل هذه المواضيع ولكن جت في بالي ماده درستها بأسم (قيم واخلاقيات العمل) ذُكر فيها كثيرا مما سجلته انا في الاعلى..
بالتوفق
...
استخير الله أولاً وأخيراً
أما ما أريد قوله
على افتراض أنه الوظيفة الجديدة في شركة مستقرة
فاسمع رأيي
وظيفتك الأولى ، تأخذها بمؤهلاتك ، الثانية بالخبرة ، والثالثة بالسمعة ..
اذا لم تتنقل في عملك ، فأنت والتي بوي واحد
تحرك اذا كنت طموحاً وتبحث عن الخبرة الجديدة والأفضل .. هل تظن أنه بقي في عملك الحالي شي آخر لم تتعلمه؟
ياسر الغفيلي :
هلا بولد الغالا نمبر 2 ، أنت ( ولد ) موهوب والمستقبل مفتوح أمامك على مصراعيه كما يقولون والخيارات مفتوحة ، لكن الثقة بالنفس لا يمكن أن تبلغ مداها حتى تجعل خيار العمل مرتبط بالشخص نفسه ، الآخرون رغم السلبيات التي قد يرددونها إلا أنهم قد يفتحون لك أبواب أخرى لم تكن تعلمها ، أتحدث عن نفسي قبل سنتين أصيب أحد الزملاء باحباط في العمل وفكر بتقديم الاستقالة والبحث عن وظيفة ، واستشارني وأنا دائماً لا أقدم مشورة وأرفض ذلك بل أستخدم مصطلح ( لو كنت في مكانك عملت كذا ) خوفاً من تبعات المشورة وماقد تسببه مستقبلاً ، الشاهد أني قلت لصاحبي ( لو كنت مكانك لفعلت كذا وكذا ) .. أتدري ما حاله اليوم .. لقد أصبح رئيس لقسم مهم و(تيسرت أموره ) بينما محدثك مكانك راوح :D .
سير ولا تقاطع
جوري:
أول شي يكفي أن الرد طلع كامل :)
حلوة المشورة بس برضه يعني الوالد والوالدة ناخذهم في مواضيع عامة ، يعني الواحدة مثلا - الله يطول بعمرها - ماراح تتفهم حال العمل وبيئة العمل واسلوب الدوام ومميزات الشركات الواحدة عن الثانية ، يعني راح تكون المشورة من منظور أفقي واسع وتقدم غالباً بالنظر إلى حال طالب المشورة فإن كان متحسماً للخروج مثلا ينصح بالخروج والدعاء له .. وهكذا :)
أقصد بـ ( أفصل ) يعني افصل من الشغل .. أستقيل يعني
بدر الرحيلي :
الرفض حالياً هو القرار الأقرب لأني لازلت متحفظ على بعض النقاط ، حديثك حول المخاطرة في مكانه ولكن الفارق بين البقاء والخروج خيط رفيع جداً .. كيف لنا أن نمسك طرفيه ،،
fatooo :
- سبع سنوات ماكانت في نفس المجال ، بل تنقلت خلالها بين ثلاثة أقسام مختلفة تماااااااماً وكل قسم أصعد خلاله درجة نحو الأعلى ..
- الانتماء شيء جيد وممتاز لكن برضه المؤسسة يجب أنه تقدر هالانتماء :)
بيني وبينك لما قريت تحليلك خفت .. القصمان مايفووتهم شي
Yasser :
الإشكالية أن الشركة ليست مستقرة بالشكل الذي يمكنك أن تتخيله
وليس دليلاً على أن البقاء في نفس المؤسسة أمر غير صحي ، بالعكس الواحد يمكن يتدرج ويصعد خطوة خطوة .. ويوصل برضه .. صح ولالا ؟
التدرج الذي تتكلم عنه صحيح في قليل جداً من الشركات
إذا كان مستقبلك في شركتك واضح لك وأنت راضِ عنه فتابع معهم
الشركات المحترمة اليوم والتي تعتبر موظفها أحد شركاءها تبين له بوضوح سلسة مستقبله معهم
لا تغامر في العمل بشركة غير مستقرة -- وبإمكانك البحث عن غيرها
المشوره لا تأخذ من اي احد في مجال العمل
الا من كان بمثل التخصص او عاش نفس التجربه او شخص متمرس في المهنتين القديمه والتي انت تنوي الذهاب اليها
وطبعا نظره كل شخص تختلف
فهناك من يبحث عن الراحه الماديه والراتب وهناك من يبحث عن اسم الشركه وسمعتها وهناك من يبحث عن امكانيه التطور والارتقاء في السلم الوظيفي حتي وان كان المردود اقل
وهناك من يبحث عن ساعات العمل المريحه
امور كثيرة تؤثر في حكم الاخرين
لكن حكمك هو الفصل حاول مقارنه السلبيات والايجابيات الحاليه والمقبل انت عليها
ترك تخصص انت متمرس فيه امر صعب , والبدء في مجال اخر يعني كأنك تبدء من الصفر
السؤال هل انت متحمس وقابل لخوض مثل هذه التجربه الجديده ؟؟
أنا ماراح أطول في كلامي .... في حاجه او قياس انا استخدمه في حياتي جيب ورقه واكتب كلا العملين وقيم الاجابيات والسلبيات في كل وحده واذا شفت الكفه ترجح على اي وحده فالأكيد هي الاصلح :)
نفس مشكلتي قبل اسبوعين
مثل ما قالت سديم الأفضل وضع السلبيات والايجابيات بين الشركتين
مع ان العرض المقدّم لي (مغري) جداً ومع أن وجودي في الشركة الحالية (شبه مريح)
إلا أن مستقبل الشركتين مختلف جداً
فكر على الأقل في مستقبل كل شركة على حدا لمدة 5 سنوات
7 سنوات عمل في مكان واحد بصراحة ممل مدري كيف صابر :D
انا بشتغل في الجريدة لمدة سنة مليت! نفس الوجوه نفس المشاكل نفس
الأفكار ونفس الروتين ونفس (علوي) كل يوم!!!
صحيح عشت لحظات نمو الشركة الحالية
لكن إذا لم تزد في قدراتك شيء فـ (ليه) التعب بس!
موفق أحمد :)