لماذا استغنيت عن متابعة التلفزيون؟
بقدرة قادر ودون تخطيط مني، مر الأسبوع الأول من رمضان دون أن أشاهد التلفزيون، رغم أني اعتدت طوال حياتي أن تكون شاشة التلفاز جزء لا يتجزأ من الأجواء المصاحبة وجبة الإفطار في رمضان وخصوصاً (الشوط الثاني) الذي يعقب صلاة المغرب.
أصبح التلفزيون يعمل في الخلفية – لزوم الجو – الذي اعتدناه، وبالكاد ألمح مشهد أو هناك يستفزني لا أكثر ولا أقل من سوء انتاج درامي وتكرار لنفس الوجوه كل مرة بل وتكرار لنفس أجواء المشاهد وأساليب الفواصل.
بالنسبة لأطفالي فهد ويارا، يعد (الرسيفر) كي أكون أدق وليس التلفاز .. جهاز من عالم آخر، ويعاملونه معاملة الراديو لا يعرفون كيف ينتقلون من قناة لأخرى، أو حتى رفع الصوت، باختصار هم لا يتعاملون معه على الإطلاق، كل المحتوى الذي يشاهدونه إما من نتفليكس المرتبط بالشاشة (بمحتوى مضمون للأطفال فقط) أو من اليوتيوب.
أما أنا فلا أقول سوى شكراً “نتفليكس” وشكراً “أمازون برايم” على المحتوى الغني والمترجم وبدقة عالية، ولا أخفيكم بأني أجد حرجاً – مرتبط بجهة عملي – حينما يتحاج الأمر مشاهدة قناة ما، لأني لا أملك سوى رسيفر واحد فقط في المنزل وفي الغالب لم تبرمج فيه القنوات بشكل جيد، لذلك كل الشكر لكل قناة تضع بثها المباشر عبر يوتيوب أو أي تطبيقات أخرى .. فكت أزمة كبيرة بالنسبة لي.
عندما نتظر أحياناً للمواضيع من بعيد، تستغرب من فكرة أسلوب المشاهدة ومتابعة المسلسلات بكل هذه الفواصل الإعلانية .. كيف يتقبلها الناس وكيف يهدرون وقت طويل قد يصل ساعة لمشاهدة مسلسل مدته الفعلية ٢٠ دقيقة .. أفسدتنا نتفليكس وأمازون عندما نقلتنا لمرحلة جديدة للمشاهدة، أساسها أن تختار ماتريد مشاهدته في الزمن الذي تريد .. وبالمدة التي ترغبها دون ضجيج إعلان أو فواصل طويلة.