شهادات تحسب بالكيلو

كنت قد ذكرت مسبقاً أني انتقلت لقسم جديد تحت التأسيس ، لذلك لم أتفاجأ طوال الاسبوع الماضي بتحويل ملفات متقدمين للوظائف في القسم لدراستها ، في الواقع هي المرة الأولى التي أخوض فيها هذه التجربة وكانت تجربة ظريفة حقيقة خصوصا حينما يأتي الموظف لإجراء المقابلة ويتفاجأ بأن المقابل شخص واحد (فاقٍ كشرته 😀 ) يستمع لموسيقى ENYA وليس لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص كما هو معتاد .
في الواقع أكثر مالاحظته على المتقدمين هو (حشرهم ) للعشرات من دورات الكمبيوتر واللغة وأمور أخرى متنوعة وكأن الوظائف تقاس بوزن (C.V ) ، لذلك أرى في عيونهم الدهشة حينما آخذ ملفاتهم وشهاداتهم الكثيرة بما فيها الشهادات الجامعية والدبلوم وأقول لهم .. احتفظوا بها نحن لا نحتاجها هنا .
العمل الاعلامي والصحفي هو ميدان حقيقي لكشف مستوى الشخص ومستوى ثقافته ومهارته وموهبته أولاً وأخيراً ، وأعتقد أن الأمر منطبق على كل القطاعات الخاصة ، لذلك لا يمكن اعتبار شهادة جامعية أو دبلوم حاسب مؤشرا لإمكانية قبول الوظيفة .. على الأقل من وجهة نظري .
أولى الخطوات هي المقابلة الشخصية والاطلاع على فكر الشخص مبدئياً وكيفية حديثه واسلوب طرحه ورؤيته للعمل وحتى أفكاره وقراءة مواضيعه مثلا ان كان صحفي ،ومنحه اختبار تجريبي للعمل للوقوف على رأي مبدئي ، وبكل تأكيد فترة التجربة (3أشهر ) ستحدد الكثير من المعالم.
حقيقة ودون مجاملة كان أغلبية المتقدمين مميزين ومستواهم الثقافي والتقني أكثر من جيد ، فقط ربما شخص واحد لم أستطع كتم ضحكاتي أمام وجهه وربما من مرر ملفه كان يرغب في منحي فرصة لقائه ، شخصية ظريفة نعم .. ( منسم ) .. نعم .. لكنه وبعد أخذ ورد عندما جلس أمام الكمبيوتر اعترف بأنه بالكاد يطبع على برنامج الورود .. رغم شهادة الكمبيوتر (6 أشهر ) والتي مصدرها إحدى المدن الصغيرة ..سألته .. كيف إذن نجحت في الدورة وأنت لا تجيد التعامل مع الورود .. فرد ( ياخي المدرس متولي مايقصر .. نجحنا الله يجزاه خير 😀 ) .
في النهاية أعجبت كثيراً بردود فعل المتقدمين وحرصهم على الوظيفة رغم معرفتهم بأن أعمال الجريدة مرهقة ومتعبة وفيها الكثير والكثير من الأعمال في نهاية الاسبوع وأوقات متأخرة قد تتجاوز منتصف الليل .. إلا أن الجميع كان موافق على الدوام حتى ولو كان في الفترة المسائية والتنازل عن الاجازات نهاية الاسبوع والاكتفاء بيوم واحد في وسطه .
في الحقيقة كنت سأخصص هذا الموقف لأحكي المواقف الطريفة التي لاحظتها خلال فترة المقابلة .. لكني وصلت الآن للسطر ماقبل الأخير دون أن أسجل موقفا واحداً .. لا أدري خشيت أن يعلموا عن الموقع بعد العمل الرسمي وسيصبح موقفي محرجاً أمامهم .. أليس كذلك ؟

إضافة جديدة : (( ملف الوظائف أغلق تماماً والأسماء التي وقع الاختيار عليها بدأت العمل ))