كفانا سلبية .. ياناس
كنت أعد نفسي من المتفائلين كثيراً بالمستقبل .. مستقبل العالم بشكل عام، الحدث الأبرز الذي غير هذا التوجه هو مشاهدتي لفيلم (Children of Men) الذي قلب المعايير رأساً على عقب .. وهل يمكن أن يكون المستقبل سيئاً ومخيفاً في ظل المعطيات الحالية ؟ .. ربطت هذه المقدمة من منطلق أني لم أعد موغلاً (في الإيجابية) كما كان الأمر في السابق لكني أعد نفسي أرحم من حال الكثيرين في مواقع إلكترونية.
أتأمل الآن الشبكات الاجتماعية لاسيما تويتر، الذي لاتحتاج إلى زيارته سوى لدقيقة واحدة حتى تصاب بردة فعل سلبية عن الواقع .. وعن الحياة بشكل العام، كثير من الناس أصبحوا متشائمين حتى ولو ادعو عكس ذلك، وآخرون يملئون الأسطر تلو الأخرى بردود فعل سلبية على كل شيء وكثيرٌ منها لايستحق، بعضهم أناس لطفاء أعرفهم عن قرب لكن لا أدري لماذا يتحلون بصفحة الكتابة السلبية والنقد على المجتمع.
لا أحد يحاول عكس الواقع.. نعم حالنا غير مرضي ونأمل في المزيد والمزيد من التطور والتقدم ليس فقط من منطلق الازدحام المروري أو الدعم الحكومي أو حتى خدمات القطاع الخاص ولا أريد أن أكتب منظراً وأدعو للتفاؤل والنظر للحياة بمنظار وردي، هناك من هو أجدى مني في هذا الجانب.
أصبح الحال الآن هو مجرد تفريغ الطاقة السلبية بداخلنا ولا أبرئ نفسي من ذلك أيضاً، وللأسف أن ذلك تجاوز هذه الشبكات ليغرق حياتنا الاجتماعية بتفاصيل وحلول لهذه المشاكل دون التفكير بنقاش حقيقي أو حتى إيجابي .. بربك كم مرة استمعت إلى نقاش حول (تحويلات الرياض) .. أو (حفر شوارع جدة) .. لدرجة الملل .
وللأسف على صعيد آخر .. ترى أن سوء الظن مقدم في الغالب على أي قضية تطرح، فمبجرد أن يظهر بوادر خبر ما حتى يقلب رأساً على عقب وينقلب بشكل سلبي كان آخرها ماقرأته اليوم بعدما نشر خبر بأن وزير العمل سيلتقي عدداً من المشاركين في تويتر للحديث حول تكلفة العمالة الجديدة بإضافة (2400 سنوياً) لأجل السعودة، بينما كنت أترقب ردود فعلٍ إيجابية لقيام مسؤول حكومي بهذا الأمر غير المعهود في وسطنا العربي حتى انقلب الحال في تويتر وأصبح يروج بأن الوزير سيلتقي بالمدونين أو كبار المشاركين في تويتر لأجل (تسويق مشروعه) ونشره بين الناس وأن ثمن ذلك (بوفيه مفتوح في الفور سيزن) .. أيعقل هذا ؟
عن نفسي وجدت الحل في تويتر بإنشاء قوائم متابعة (مخفية) لأنني أحياناً أجد الحرج في عدم متابعة الأصدقاء أو المقربين رغم عدم اعجابي بكثرة طرحهم السلبي، لذلك كان انتقاء قائمة تضم 60 شخصاً حل رائع لعدة أسباب خفف متابعة تويتر واختصر الطرح في حضور إيجابي .