انتشرت في الآونة الأخيرة مراكز اعلامية تتبع شركات دعاية وإعلان هدفها ترويج ونشر الأخبار في جميع وسائل الاعلام مقابل مبلغ مادي ، أي أنك فرضاً افتتحت معرضاً للصور ولم تجد تغطية مناسبة تتجه لمثل هذه الوكالات وتعطيهم مبلغاً معيناً وهم يتولون بطريقتهم الخاصة نشر الخبر ومتابعته على مستوى الصحف ، غالباً تكون تلك الأخبار معلبة وغير مقبولة للنشر ( في الغالب ) ، لأن بالأساس لو كانت المادة الخبرية جيدة وتستحق تلك المتابعة والاهتمام لكلفت الصحف محرراً وأوفدت مصوراً لتغطية المناسبة لأنها مهمة ولا يصل الأمر إلى انتظار وكالات اعلانية تبث الخبر لكل الصحف بصيغة موحدة مما يقلل من مستوى شخصية الصحيفة في حال أن تكرر نشر الخبر في صحف ذات مستوى أدنى وبنفس الصياغة والصورة .
من جانبي ومنذ خوضي مهنة المتاعب قد قررت عدم نشر أي خبر من هذه النوعيات عن طريقي إلا في حالات ضيقة ، لأن في الأساس هذا ليس بعملك أن تجلس في مكتبك وتنتظر وصول الايميلات لوضع اسمك على التغطية ( الجاهزة ) ، الصحافة يجب أن تبادر وتكتب وتدون باسلوبك أنت وبنظرتك الشخصية وليست مجرد املاءات تنتظرها توزع ، في الآونة الأخيرة بدت بعض تلك الوكالات بتشغيل فتيات سعوديات يتولين مخاطبة الصحفيين ومتابعة نشر المادة الخبرية الصادرة من الوكالة الاعلانية ، بالنسبة لي أستقبل تلك الرسائل من الفتيات بطريقة رسمية وبلغة رسمية أيضاً تقتصر على الاستلام فقط دون المتابعة لأن مجرد وصول الخبر إلى الجريدة فهذا يعني بأن النشر سيكون من شأن الجريدة ذاتها وطبقاً لسياستها ولا يمكن أن تنتظر متابعة من شخص أو مسؤول عن إمكانية نشر الخبر وتوقيته .
لكن المصيبة تكررت بالنسبة لي خلال الشهرين الماضيين وهي أن بعض من هؤلاء الفتيات يبدو أنهن ( استحلين ) الشغلة حيث لاحظت أن عددٌ منهن يتصلن من هواتفهن الشخصية لمتابعة نشر الخبر وبمكالمات وأساليب أقل ما يقال عنها بأنها سخيفة وفيها إهانة للنفس ، تباً للمال إن كان سيوصل صاحبه لتلك الأساليب ، وكيف ترضى فتاة بأن توزع رقمها الشخصي بهذه الطريقة .
ميوعة وتدلل وضحكات من أجل متابعة نشر خبر ( في غالبه يكون تافهاً ) ، ولله الحمد في كل اتصال من هذه النماذج لدي مبدأ وهو حفظ الرقم بحرف ( X ) وما أكثر الإكسات في هاتفي ، في إي مكالمة أخرى عندما أرى شاشة هاتفي تحمل الرمز ( X ) معناها لا ترد .. وابعد عن الشر وغني له ، وأما البريد فأنا أشكر من اخترع ( الجنك ميل ) ، من سيلجأ لهذا الاسلوب مباشرة أتخذ معه هذا المبدأ .
من المؤكد أن هذه الوكالات الاعلانية لم تتخذ هذا الاسلوب إلا لأنه نجح مع الكثيرين ، لذا لا تتفاجئ حينما تقرأ إحدى الصحف وتراها مليئة بالأخبار المكررة التي لا تهم القارئ وتطغى عليها جانب المجاملات الممجوجة .
قلت في مدونة سابقاً بأن مهنة الاعلام متناقضة ، أحياناً تشعر بأنك أسعد الناس وتتمنى أن تواصل العمل لثلاثين سنة قادمة ، وأحياناً – عندما تمر بك مثل هذه الحالات – تعض أصابع الندم على دخولك مهنة الصحافة وتتمنى أن تنام وتصبح لتجد نفسك في وظيفة مستقرة .. لا مكالمات فيها ولا ايميلات .
View Comments
صباح الخير ،،،،،،،انا اتآسفلكون هدا النوع من البنات موجود ولكن هده حقيقة لايمكن تجاهلها ،ثم بالنسبة لعبارة الاخيرة ،عندما تتمنى المواصلة فى حالات الرضى البعيد عن الاسفاف والنقيض لهدا القول ،فمثل هدا كثير في كل المجالات ليس في الصحافة فقط،ولاداعي للانزعاج لانها ببساطة الحياة كدا ولاتستقيم الا بالمتنقضات استمر ليس ثلاثين سنة فقط ان اطال الله في عمرك بل اكثر من دلك ،واتمنى لك المواصلة ...
ياكثرهم يا شيخ حتى صارت كل جريدة مثل الثانية ولو ان في الخبر خير ما عافه الطير :)
والله انك صادق
بس الله لا يبتلينا من هذول البنات
وعلى قول هناء بالنسبة لندمك بعض االلحظات على العمل في هذا المجال واحساسك بالنقيض في كل المجالات
بتحس بكذا
وشكور عزيزي على الموضوع الحلو
كان حلمي اني اكون صحفية من انا صغيره
والحلم يتأرجح بين صحفية ومهندسة ديكور
امي ماكانت تعطيني سالفه لما اقولها ابي اكون صحفيه :(
عرفت انه (نووو ويي) ..
ولازلت احب الصحافه واغبط كل صحفي
فلا تجيك اوقات وتقول ليش وليت
وكل وظيفه ترى فيها اللي يبط الجبد بأشكال غير