أو ليس لديكم شك بأننا مجتمع منحط ؟
اعذروني على الصراحة .. وربما الوقاحة ، لكني مقتنع تماماً بأن المجتمع الذي نعيش فيه هو (أوطى) مجتمع مقارنة بالمجتمعات الأخرى بما فيها الخليجية والعربية .. وجاءت التقنية بكل قنواتها .. الانترنت والجوال والفضائيات لترسخ هذا المفهوم وتؤكده للجميع .
يكفينا جولة بسيطة على المواقع الإخبارية التي تقدم خدمات التعليق على الأخبار مثل موقع قناة العربية وسبق والوئام وعاجل بريدة وغيرها من المسميات ، قد أستثني موقع جريدة الرياض لأنه يقوم بفلترة الردود ، لكن بقية المواقع تعكس للعالم أجمع أي انحطاط يعيش فيه مجتمعنا وأي سفاهة تدور في عقول الكثير منا .
قبل أن نقول بأن هناك سوء في الكتابة واللغة بشكل عام هناك سوء في الأفكار والمعتقدات والإدارك ، ففوق أن الكلمات والتعليقات التي تكتب تكون غاية في السوء والألفاظ والأخلاقيات العامة هناك حالة من إدراك الفهم في قراءة الأخبار أو المقالات ، كثير من التعليقات تُطرح بناءاً على عنوان الخبر ، وكثيرٌ تناقش الأسطر الثلاثة الأولى دون قراءة بقية الخبر أو المقال وفهم مغزاه .
الانحطاط يأتي وفق عدة أمور تقود هذا التوجه لدى العامة من الناس ، أولها هي الغيرة الدينية المبالغ فيها والتي يصاحبها عدم وعي بفن النقاش أو النقد كأن يكتب أحدهم مقالة يطالب فيها بقيادة المرأة ، كل الردود تأتي وفقاً لمنظور ديني عاطفي لكنها تغلف بألفاظ ومصطلحات ليست من الدين في شيء بل يصل الأمر في كثير من الأحيان للتعرض لأسرة الكاتب بألفاظ لا أخلاقية ، كيف لنا أن نرد على دعوة مثل هذه برد يحمل هذه التجاوزات الكبيرة ، وماهي طريقة التفكير التي تقود الأشخاص الذين يردون على مثل هذه الدعوات بمستويات أقل رغم أنهم يظهرون للكاتب أن الرد جاء من منطلق غيرة دينية بالدرجة الأولى .. هل الاسلام يدعو لذلك ؟ .. بكل تأكيد لا .. ودائماً نردد الجملة التي تقول (العيب ليس في الاسلام ) .. كيف لا والاسلام الدين الذي جاء بتهذيب النفوس قبل كل شيء .
هل أتحدث لكم عن المقالات والأخبار التي تناقش مفاهيم القبيلة ؟ .. لن أكتب الكثير حول ذلك ولكن عودوا إلى المقالات والأخبار التي طرحت لحظة بث شاعر المليون وشاهدوا كم تفنن السعوديون في إطلاق الألقاب بينهم البعض في تعليقات المواقع الإخبارية .. ولا يختلف الأمر عن المناطقية .. اطلع على مواقع منطقة ****** لتشاهد كم هي حجم الاسقاطات (المهينة) بحق مدن ومناطق أخرى من المعلقين ، بل حتى الاختلاف الرياضية تجد فيها كلمات واختلافات تصل إلى تجاوز الخطوط الحمراء بكثير .. رغم أن الخلاف في الخبر عن ضربة جزاء لم تحتسب إلا أن التعليقات تصاحبها عشرات المصلحات الجنسية !
أو ليس لديكم شك بأننا مجتمع منحط حينما نذكر تعامله مع المرأة ؟ .. أليست المرأة في مجتمعنا لازالت لا تذكر باسمها أمام العامة وكأنه أمر مقدس .. بلا هناك من لازال من يردد المصطلحات القديمة (هيش) .. أليست النساء (في كثير من مدن المملكة) يأكلون ماتبق من أكل الرجال بعد أن ينتهوا من وجبة العشاء حيث لا تخصص لهم وجبة خاصة (إلا في عشاء البوفيه ) ، هل رأيتكم بربكم إمراة تدخل مطعماً لمجرد الطلب في هارديز أو كنتاكي (أتحدث عن مدينة الرياض وليس جدة) ، أو ليست نظرة نسائنا تجاه المطلقات والعوانس مليئة بالنظرات المهينة .. بل حتى نظرة الرجال تجاه المطلقة نظرة استحقارية أشبه مايكون وكأنها فعلت حراماً ، تخيل أن تحضر فتاة لم يكتب لها الزواج .. حفل زواج مليء بالنساء .. أترك لك تخيل كيف هي تعليقات ونظرات النساء الأخريات تجاهها .
أو ليس لديكم شك بأننا مجتمع منحط حينما نذكر ذوي الاحتياجات الخاصة .. أسألكم بالله كم هي عدد المباني في كل المملكة وليس في الرياض أو الدمام أو جدة التي تقدم ممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة .. لا أحد يفكر فيهم أو يهتم لأمرهم .. مطاعم مستشفيات فنادق منشآت حكومية لا توفر ولا حتى ممراً واحداً في منشأة يزيد حجمها عن الآلاف ويكلف بنائها مئات الملايين .
أو ليس لديكم شك بأننا كذلك ونحن الذين لا نقدر على الوقوف في صف أو طابور أمام أي نافذة خدمية إلا في حال وجود رجل أمن يطلب ذلك .. هل تأملتم كيف يقف الناس بسياراتهم بشكل عشوائي أمام المساجد مثلا حتى ولو أدى الأمر إلى إغلاق الشارع ! .. رغم إمكانية وجود موافق في مسافات لا تزيد عن 70 متر ..
مقاطع الجوال الفيديوية .. من هو أكثر شعب عربي أساء تقنية البلوتوث ورسائل الوسائط .. نحن بلا فخر ، موقع اليوتيوب الشهير .. أعتقد لا حاجة لأذكر ماذا يفعل السعوديون فيه لا من تعليقات أو من ملفات ..
لست منظراً أو أكتب من أعلى البرج العاجي .. كل ماسبق ذكره أعلاه مخالفات أقع فيها أنا أيضاً .. للأسف هو فكر (أيدلوجي) سيطر علينا وتغييره لا يكون من قبلنا !!!
* التعليقات متوقفة حالياً لأنه مامعي سيارة ( طيب وش دخلها 😀 )
<<< وش عنده صالح النعيمة
[…] بالمناسبة مروا على الردود بسرعة (ولا تضيعوا وقتكم بقراءتها) .. لكن من المؤكد بأنكم ستتفقون مع موضوعي هذا ! […]
[…] أفكر في كتابة الموضوع، كان يجول في ذهني موضوع كتبه أحمد منتقداً صفات سيئة في مجتمعنا ، ويبدو أنني سأتفق مع عرابي في التدوين (صفة جديدة يا […]