مرحباً 2024
ربما لا تعلم وأنت تقرأ أسطري هذه، بأني أمضيت هنا وسط هذه الصفحات الإلكترونية بالمدونة، قرابة العشرين عاماً، وكانت تدوينتي الأولى في فبراير 2004 بنصيحة من الصديق سعد الخضيري، في مرحلة ما قبل الشبكات الإجتماعية، حينما كانت المدونات هي الملجأ الثاني الثالث للقراءة بعد مواقع الصحف والمنتديات.
أعلم أني لم أعد أعير المدونة الاهتمام الكافي، لكن سأظل مستمراً فيها متى ماحانت الفرصة، وتدوينة العام السنوية هي جزء ثابت لي شخصياً، وأحياناً في أوقات فراغي أراجع ماكتبت في سنوات سابقة وأتأمل كيف هو التغير الذي مررت به .. وإن لم يكن تغير كبير جداً كما يحب كتّاب السير الذاتية أن يكتبوه عن أنفسهم.
* حلم الاستراحة يكتمل: في كل مرة أشاهد فيها مقطع أسامة الراشد وهو يصف الشخص الأربعيني القديم أضحك، خاصة عندما يقول أن الأربعيني سابقاً يكون قد تزوج وكوّن أسرة، ثم بنى منزل العمر، ثم كوّن مشروع حياته عبر بناء استراحته الشخصية، وها أنا اليوم أكمل السلسة ببناء الإستراحة، كنت أعتقد بأن الأمر سهل وهي مجرد استراحة بملحق وصالة وربما بركة سباحة، لكن الوضع تأزّم أكثر والمصاريف زادت حتى بدأت أعود لنقطة الصفر ومسلسل القروض، لكن بفضل الله الحلم اكتمل وانتهت صفحة مهمة من مهام حياتي.
* الأبناء يكبرون: طبيعي سيكبرون .. ، لكن إحساسك بالمفاجآت شبه اليومية والتطورات التي يعيشونها ترهبك أحياناً، لم أعد أختار المطاعم التي نتناول فيها وجبة الغداء الأسبوعية، أصبحت الآن مثل السائق الذي يلبي الطلب ليس إلا، اتجه لهناك، هذه المرة سنأكل هنا، المرة القادمة سنطلب من هناك ، شيئاً فشيئاً تتقلص الصلاحيات وتصبح ملبياً للطلبات ليس إلا، ناهيك عن التغير في الأفكار والتسارع الكبير في المعرفة، فهد الآن بعمر 12 عاماً، وأقارنه بنفسي عندما كنت بعمره .. شتان في كل شيء، يكفي أني بعمره كان حدّي في السفر هو السكن في شقق العييري بالمنطقة الشرقية.
* الاحتراق الوظيفي: وأتمنى أن لا يقرأ مديري هذه الاسطر، لكن سابقاً كنت أسمع بمصطلحات الاحتراق الوظيفي والملل الوظيفي .. وغيرها، رغم أني أدّعي بأني أعمل في أفضل مكان يجمع الشيئين اللذان أحبهما .. الإعلام أولاً ثم الرياضة، لكن بدأت هذا العام بدخول مرحلة الملل، من المؤكد أن للجهد والضغط الكبير الذي قد يصل للارتباط بالعمل طوال اليوم حتى منتصف الليل دورٌ في ذلك، حاولت حلّها بالإجازة ولم ينجح الأمر، أتمنى أن يتغير الحال في يناير.
* براغ .. رحلة لا تنسى: في إجازة الصيف سافرت مع زوجتي إلى فيينا ثم بالقطار إلى براغ عاصمة التشيك، كانت رحلة من أجمل رحلاتي، (الداون تاون) في فيينا كان رائعاً رغم أن مدة تجولنا فيه لم تتجاوز اليومين، أما براغ لها قصة أخرى خاصة إن كنت من هواة المشي، هادئة وحالمة بأهلها وشوارعها رغم بعض الإزدحام في مواقعها السياحية، إلا أنها أعجبتني جداً بسكونها وهدوئها .. من أجمل المحطات الأوروبية لرحلة قصيرة لا تتجاوز أربعة أيام، وأفكر كثيراً أن أجعلها محطة دائمة لي متى ما احتجت إلى هدوء وتأمل لأيام قليلة، خاصة أن هناك رحلات مباشرة لها من الرياض عبر السعودية أو طيران ناس.
* تجربة تعثر رحلة سفر: من عاصمة إيطاليا روما إلى الرياض عبر الخطوط السعودية، ألغيت رحلة العودة مرتين متتالين وهي أول حالة تواجهني في حياتي، تم نقلنا عبر حافلة بطريقة غير منظمة إلى منتجع على البحر خارج روما بنحو ساعة ونصف، وحينما استيقظنا في الصباح اكتشفنا بأننا في مكان جميل وهادئ جداً وفي بلدة إيطالية حالمة قد لا يتجاوز سكانها المئات اسمها سابوديا.
تذكرت مسلسل “لوست”، ونحن نتعرف على بعضنا البعض في الباص وحينما نزلني في لوبي الفندق، والغريب حقاً في مثل هذه الحالة أننا ارتبطنا وجدانياً بشكل غير منطقي وكأننا أسرة واحدة تسافر سوية، لا أدري .. ولكن الشعور بأنك سعودي بقرية في إيطاليا مع سعوديين آخرين يوحي فعلاً بأننا عائلة كبيرة .. حتى عندما تم تقديم وجبة الغداء وكنا متفرقين .. تسمع الصرخات والنداءات .. الغدا .. تعال يا فلان .. ياشباب الغدا ، رغم أن كل من كان على متن هذه الرحلة لم يكن يعرف الآخرين، والأدهى والأمر من ذلك ان هناك من اخذ مقلباً فيني ونحن في طريق العودة وسالني (وش رايك يابوفهد .. أنا جمعت مية ألف .. وين استثمرها) .. وهو لا يدري بأن خبرتي الاستثمارية حدّها الاكتتاب في الاسهم الجديدة.
* كأس العالم للأندية : من الفعاليات الرياضية الهامة في حياتي العملية، العمل في مشروع كأس العالم للأندية بجدة، وقبل ذلك فكرة البقاء في جدة لمدة أسبوعين للمرة الأولى، يمكن أن شعوري بزحمة الرياض المتعبة جعلتني أرتاح في جدة وشوارعها الهادئة، تعرفت على المدينة أكثر وأكثر خاصة أن نظام البطولة يتضمن يومي راحة بعد كل مباراة،
وبصراحة أن أحضر منافسات كأس العالم للمنتخبات ثم كأس العالم للأندية خلال 14 شهر فقط هو شعور جميل لشخص يحب كرة القدم ويتابعها .
ماذا بعد .. كعادتي لا أجمل أفكاري، ولا أرصد ذكرياتي، لكن كل مرة أتذكر أن هناك أشخاص يقرأون هذه الأسطر يراودني الحنين بالكتابة بشكل أكثر وأكثر .. وربما تكون في قادم الأيام متغيرات – إن شاء الله – تمنحني وقتاً أطول للكتابة .. قولوا آمين 🙌
أستمتع كثيراً وأحتفي بأي رسالة تصلني .. حتى ولو كانت سطراً واحداً فدافعها المعنوي كبير وكبير جداً، والأهم أن لا تبدأ رسائلكم بكلمة عم أحمد .
الله يسامحك يااحمد انصدمت يوم تقول فهد عمره 12 انا كنت بمدونتك وانت كنت تفكر تتزوج يارباااااااااااه ياسرع الايام ولا السنين ولا العمر 🙁
واكتب حنا مثلك نلقى انفسنا بمدونتك
وتغيرت مافيه توصيات افلام ولا مقاطع غنائيه صرت طافي قبل تشاركنا ونستمتع في اكتشافاتك
وبراغ دايم ع بالي لكن يوم ذكرتها خلاص بتكون من البال للحال ان شاءالله
دعواتك يصير بحياتي تغييرات مثل تغيراتك
انا علقت سابقا بوحده من مدوناتك مدري وين تعليقي تخفيهم؟
توصلني يا منيرة .. ويوصلني وفاء متابعتك للمدونة
ألف شكر وبراغ تستاهل بس زيارة قصيرة
استاذ احمد..
انا قرأت مقالك عن فلم seven pounds ل ويل سميث
سنة 2009 … وهو فلمي المفضل بلا منازع ..وكل مرة اعيد فيها هذا الفلم ارجع وأتظر إلى مراجعتك للفلم لأنها تلامس القلب..
شكرا استاذ احمد..
صديقي أحمد،
لا أعلم طريقة تُقنعك بالمواظبة على التدوين 😭.. أتابعك منذ سنوات، وأخرج من تدويناتك بحالٍ أفضل كل مرة. 🥰
دعواتك ياصديقي ..
❤️
احتاج يا عمر أشوف الفيلم مرة ثانية .. شي عظيم لا ينسى
لا أخفيك أبو فهد …
أول الأشياء اللي أسويها بداية كل عام هي زيارة مدونتك وقراءة التدوينة
متعك الله بالصحة والعافية وعقبال ما نشاركك فرحة تخرج فهد من الجامعة