العودة إلى الانترنت متخفياً
قبل نحو 15 عاماً، كنت أكتب في محيط من الحرية اللامحدودة، قلة قليلة كانت تعلم عن هويتي في المدونة، بل وحتى المنتديات كانت هي الأخرى بحر شاسع لا حدود له من فضاء الحرية، لا أقصد من منظور سياسي أو فكري، بل الحرية المقيدة من المقربين لي من زملاء وأقارب وأصدقاء ومعارف.
أول أخطائي كانت في 2008، دائماً أراسل الأصدقاء الإلكتروني من ايميلي في جيميل ahm204 الذي اعتمده كيوزر شخصي إلكتروني، وبتالي ارتبط بالمدونة التي لا يعرف كاتبها أحد.
في أحد الأيام زارنا في المكتب الصديق العزيز جداً (عبدالله الخريف) في اجتماع عمل، أخطأت وأرسلت له رسالة من ايميلي الشخصي وبالتالي انفضح سري بحكم انه كان يتابع المدونة .. فكان الرد منه مفاجئاً حيث أرسل لي عبر المدونة تهديداً … إما قبول دعوة على العشاء أو (فضحك على الملأ) .. واخترت الخيار الأول بالطبع وكان ذلك من حسن حظي أن أكون صديقاً مقرباً لابن خريف .. لا أذكر في تلك الليلة كيف كنت أبحث لنفسي عن وقوعي في هذا الخطأ الكبير.
مرت الأيام والسنوات وأصبحت القاعدة تتغير تدريجياً، أصبح الميل لكشف الأسماء وإظهار الصور الحقيقية أمراً دارجاً، بل أصبح التخفي خلف اسم مستعار (أمر منقود) وبعض المشاركين في شبكات اجتماعية كثيرة يرفضون حتى النقاش معهم.
لم أشعر بالارتياح كثيراً لهذا الأمر، ولم أرتح للمشاركة حقيقة خاصة في المواضيع التي تحتاج لطرح وكتابة، قد أتقبل انستغرام وسناب أحياناً خاصة في ظل صغر الشريحة المستهدفة لكن البقية .. لأ، سيما مع زيادة حدة التنافر والتصيد من أنفس حاقدة لا هم لها إلا بتصيد التغريدات والبحث في التغريدات القديمة واستكشاف أي نقطة – قد يتغير الرأي حولها – واعتمادها وكأنها رأياً نشرته اليوم .. وأنتم تفهمون ما أقصد بكل تأكيد.
على العموم قبل المونديال بفترة بسيطة جربت أن أسجل باسم مستعار جديد أملك فيه الحرية المطلقة في أن لا أضيف في قائمة المتابعة أصدقائي وزملائي المقربين، وأن أتابع فعلاً الأسماء التي يهمني طرحها لا الأسماء التي أجامل بإضافتها لاعتبارات متنوعة.
أصدقكم القول بأن التقييم للتجربة حتى الآن جميل وهادئ ومنتقى، وقائمة المتابعين الذين أقرأ لهم لم تتجاوز 200 متابع وبالتالي أصبح التصفح أقل وقراءة التغريدات مركزة ومختصرة، بل حتى التغريدات والمشاركة .. لا تضع في بالك أي حساب 🙂 ..
ربما تكون هذه موضة في قادم الأيام .. من يدري