بلاك ميرور .. أوصي ولا أوصي ؟
على كثرة ماشاهدت من مسلسلات مؤخراً أو أفلام سينمائية في وقت سابق، أجدني مصاحب بالحيرة عندما يسألني أحد عن مسلسل “بلاك ميرور” والذي تعرضه شبكة نتفليكس.
مكمن هذا التردد أن المسلسل بالنسبة لي كمحب وعاشق للتقنية وتطوراتها المذهلة أجده يجيب على الكثير من الأسئلة المتوقعة تقنياً والتي من الممكن أن تحدث في المستقبل القريب والقريب جداً (أتحدث عن 10 سنوات قادمة) ويقدمها بطريقة درامية غير مسبوقة، لا يمكن لك مشاهدتها قبل ذلك أبداً.
لم يمر علي مسلسل يدخل في أحلامي كهذا، ويدخلك ساعات من (أحلام اليقظة) بعد مشاهدة أي حلقة، أحياناً كثيرة أقول عنه أنه مجرد عمل سوداوي جداً ومتلفٌ للعواطف والأعصاب، وحالياً مع الموسم الرابع – الذي يعد أقل المواسم مستوى – أبحث بأي طريقة بمشاهدة حلقة واحدة يومياً حتى (أرتاح) بعد اعتبار أني أنهيته فعلأً، يذكرني بحالي أيام الاختبارات النهائية في المدرسة، أفكر دائماً بأني سأكون أسعد بعد أن أنتهي منها، وهو حالي فعلاً حينما أقول بأني سأنتهي من المسلسل وأرتاح من التفكير.
أنت تقرأ هذه الأسطر في مدونتي وعلى أرضي 🙂 لذلك يحق لي أن أقول بأن هذه المسلسل استثنائي جداً خصوصاً إن كنت محباً للتقنية، وستحمد الله كثيراً بأنك تعيش في هذا العصر الذي نشهد فيه حياة بسيطة خالية من التعقيدات التقنية والإلكترونية، وتأسف لحال أبنائك الذين سيعيشون حياة المستقبل المليئة بالأفكار التكنولوجية المجنونة والتي تعدم فيها الأساليب العاطفية والإنسانية وتتعامل مع الإنسان مثل الآلة.
أحياناً يبدو لي المسلسل وكأنه تجربة افتراضية لعالم أو مركز أبحاث نفسي، كيف تتحول أفكار تشاهدها عبر الشاشة إلى قصص تبقى في ذاكرتك وتتخيلها أكثر من مرة في اليوم، وساعات أقول (اقصر الشر) .. وهذه الحلقات التي أشاهدها ليست سوى لكاتب يعيش لوثة نفسية ويتخيل التحول الرقمي في حياتنا قد يصل بنا إلى هذا الحد.
أبلغني إذا أثر “بلاك ميرور” على بعض تصرفاتك الإلكترونية
حلقاتي المفضلة:
* الموسم الأول : 1 – 3
* الموسم الثاني : 1
* الموسم الثالث : 1 رائعة – 3 – 6
* الموسم الرابع :2 – 4