لم تعد تستهويني
لحظت مؤخراً أني عندما أتحدث أو أكتب أتطرق إلى ناحية العمر وتقدمي في السن وأني أصبحت على أعتاب الأربعين، أنا بنفسي مللت من ترديد ذلك غير أن الحالة تنتابني في كل مرة، ولربما كان ذلك تمهيداً قبل بلوغ هذا الرقم.
مؤخراً ومع الأحاديث المتكررة في المجالس والاستراحات بين الزملاء والأصدقاء الذين يرغبون بشراء سيارات جديدة واستعراض صورها عبر أجهزة الجوال والمزايا التي تتمتع بهذا هذه السيارة وغالباً هي كماليات لا تستخدم إلا مرات قليلة وقليلة جداً، بدأت ألحظ بأني لا أولي لتلك الأحاديث أي أهمية ولم يعد أمر استعراض السيارات والموديلات الحديثة أمراً يستهويني بخلاف حالي قبل الزواج مثلاً، كنت أقضي جزء من وقتي في مطالعة أخبارها وجديدها بل وحتى زيارة المعارض القريبة لرؤية الموديلات الجديدة ومقارنتها بسابقتها.
لا أدري ولكن لم تعد تهمني أن تكون حلمي قيادة مرسيدس أو سيارة فخمة، لربما وضع القيادة المأساوي في الرياض يحتم التفكير عشرات المرات في أن تدفع مبالغ كبيرة لأجل سيارة، في طريقي للعمل كل يوم (مرتين) أمر بثلاثة دوارات شمال العاصمة وجميعها تعني خوض تحدي في كل مرة، لا الطرق تساعد بخطوط واضحة ومقسمة، ولا تقسيم الدوار يصمم بطريقة تجبر الداخل إليه بالوقوف عبر انحناء مثلاً، ولا المرور يتواجد لينظم أو يساعد فك الاختناقات الدائمة .. وأخيراً قائدو السيارات الأخرى يشعرونك بأن الأمر ماراثون أو تحدي .. لا أخلاق ولا حسن تعامل، كلٌ يقود بمبدأ – نفسي نفسي – ويتحتم عليك كل مرة الحذر والإلتفات واستعمال الفرامل بقوة أحياناً.
هذه نقطة .. النقطة الأخرى ماذا ستوفر السيارة الفخمة لي؟ أنا بالكاد أتجاوز سرعة 100 كلم داخل الرياض ولا يضرني كم يمثل (عزم السيارة) وقوتها بالنسبة لي، وفي تجارب استئجار سيارات خارج المملكة كنت أقود أحياناً سيارات 4 سلندر ولا أشعر بالفارق أبداً.