ورطة مع مصور
في إحدى التغطيات خارج المملكة ، وبينما كنت أرسل مادتي للجريدة داخل المركز الإعلامي ، تفاجأت بوجود مجلد صور على سطح المكتب في جهاز المركز الإعلامي ، لم أكن أعرف مصدر الصور ولكن توقعت بأن أحد مصوري الصحف الأخرى نساه دون أن يحذفه بعدما أرسل المحتوى لصحيفته ، بعد أن تصفحت الصور وجدت بعضها جميل ويتناسب مع احد المواضيع التي كنت أكتب عنها لصحيفتي ، سألت الموجودين في المركز عن صاحب الصور لأستئذن في أخذ صورتين من مجلده المنسي على سطح المكتب فلم أجد أي تجاوب من الحاضرين ، نسخت المجلد إلى جهازي المحمول لاسأل لاحقاً مصوري الوفد السعودي المصاحب لنا كي أستأذنه في نسخها . للأسف لم أجد أي مصور يدعي ملكيته للصور من قبل مصوري الصحف السعودية ، بالنسبة لي تناسيت تماماً موضوع الصور لأني لا استطيع إرسالها لصحيفتي قبل الاستئذان من مالكها الأصلي وبقي المجلد في جهازي المحمول لفترة تتجاوز سنة . الصيف الماضي في إحدى المناسبات خارج المملكة بعد الانتهاء من المهمة وعودتنا لمدينة الرياض جلست في الطائرة مع أحد مصوري القطاعات الحكومية لدينا لأنني من المعجبين باسلوبه في التصوير وحبي للتصوير كهواية لأستفيد منه ، بعد أن اقلعت الطيارة بدأت في تشغيل جهازي المحمول وبدأ هو بتشغيل جهازه وأصبحنا نستعرض الصور لقطع الوقت خصوصاً وأن الرحلة كانت طويلة . المصيبة الكبرى وبينما أنا هو نتجول في جهازي وقعت حيناه بالصدفة على مجلد يحمل اسماً معيناً وطلب فتحه ، تفاجأت وهو يقول لي ( من وين لك هالصور .. شكلها مو تصويرك لأنه ملتقطة من كاميرا احترافية وثمينة ) ، أجبته ( هذه الصور لمصور غبي نساها على احد أجهزة المركز الإعلامي في إحدى التغطيات قبل سنة ، نسختها على جهازي لاني أود نقل صورتين منها لصحيفتي ولكني للأسف لم أجد هذا المصور وانتهى الحدث في حينه ، ثم أضفت .. ياخي والله بعض المصورين مايفكرون بعد .. ولا تخيل ان الصور توصل لجريدة ثانية كيف راح يكون موقفه من جريدته .. يمكن يخصمون من راتبه ) . كانت إجابته قاضية بالنسبة لي ( يا أبو حميد .. هذي الصور لي وشكلي نسيتها على الجهاز ولا مسحتها ) ، تخيل وجهي كيف تحول بعد إجاباته إلى جميع ألوان الطيف .. يا إلهي .. ماهذه الورطة التي وقعت بها . ماهون الموقف بالنسبة لي أنني في الزيارة الأخيرة تمكنت من التقاط بعض الصور الخاصة جداً لوحدي فيما كان المصورون والصحفيون يتناولون وجبة الغداء ، بالطبع كون أني أعطي الصور لصحفيين ومصورين من صحف أخرى أمرٌ صعب لأن المجال مجال تنافس ، بينما صاحبنا وكونه يمثل جهة حكومية وفي الأساس صوره لن تنشر إعلامياً .. تقديراً لعمله الحساس واحتمالية توبيخه لأنه لم يلتقط الصور التي صورتها .. قمت بنسخ المجلد كاملاً وإعطائه إياه . هذه الفزعة مني تجاهه هونت الموقف الذي حصل في الطيارة رغم وصف ( الغباء والدلاخة ) ، والحمد لله كانت إجابة صاحبنا متزنة حينما قال ( تدري يابوحميد .. والله اني غبي من جد .. كيف اني نسيت المجلد كله على سطح المكتب ولا مسحته ) ، أنا كنت سعيداً بإجابته وقلت له ( أقولك .. لا عاد تتعودها ).
اترك تعليقاً