منتخب أفضل مما نتوقع

 

من حسن حظي أني حضرت المونديالات الثلاث التي شارك فيها المنتخب 2006 – 2018 – 2022 ، لذلك عندما أتحدث هنا فأنا أكتب عن تجربة حضورية مختلفة، رغم بعدي عن المنتخب فنياً.

دعونا في البداية نتفق بأن المنتخب الأخير نسخة 2022 هو أضعف المنتخبات من ناحية الأفراد لسبب بسيط جداً، فالمنتخب يمر بفترة التحول بين الأجيال، بالتالي جزء كبير من لاعبيه قليلي الخبرة باستثناء ربما الرباعي (كنو – سلمان – سالم – الشهراني)، فيما بقية اللاعبين مبارياتهم الدولية قليلة جداً جلها أمام منتخبات دون المستوى مثل (الكويت – البحرين – اليمن – سنغافورة – فلسطين) ، بل أن بعضهم مثل (رياض شراحيلي) كان يخوض مبارياته الدولية الرسمية الأولى له في المونديال رغم أنه يبلغ من العمر 30 عاماً.

والتحدي الآخر هو أن قرابة نصف التشكيلة هي عبارة عن لاعبين احتياط في أنديتهم بسبب تطبيق نظام الأجانب الثمانية، فالمهاجم الرئيس في المنتخب هو احتياطي ثاني في ناديه، ولاعبو المحور نصفهم احتياط بل حتى صانعو اللعب هم احتياط عدا ربما سالم الدوسري .. والحارس أيضاً احتياط .

وأختصر وجهة نظري تجربة الأخضر بالمونديال في جانبين كان لهما الأثر الأكبر في عدم التأهل للدور الثاني، والذي لم يكن أساساً متوقعاً ولا مطلباً.

▪️عدم وجود صف ثاني للمنتخب أو خط احتياط يواجه التحديات، واتضح جلياً في مباراة المكسيك بعد كثرة الإصابات حيث أظهرت مشاركة الاحتياطيين وجود فارق كبير جداً عن الأساسيين وتحول المنتخب في المواجهة الثالثة وكأنه منتخب جديد مختلف تماماً عن مباراتي الأرجنتين وبولندا، واختلاف قوة ومهارة البديل عن الأساسي كانت فارقاً كبيراً جداً في التغير.

▪️ضعف بنية اللاعب السعودي لياقياً بسبب ضعف التنافسية في المواجهات المحلية، كأس العالم أظهر المباريات وكأنها حرب ضروس وليست مواجهات كرة قدم، ومن كل المنتخبات المشاركة تقريباً،  منتخبنا هو الوحيد الذي انهار في المواجهة الثالثة لياقياً وذهنياً ولا يوجد حل لهذه المشكلة سوى بمشاركة اللاعبين في بطولات أوروبية مثل منتخبات اليابان وكوريا والمغرب ، لأن منطقة الخليج بل وحتى آسيا مجال التنافسية فيها ضعيف جداً ودرجة وحدة المواجهات ضعيفة، وكثير من المواجهة الإقليمية كنت أشاهد الفرق السعودية وهي تستطيع الفوز – على الواقف – دون تنافس قوي جداً سوى باستثناء الأدوار المتقدمة من دوري أبطال آسيا (ربما من دور الثمانية )، ولاعب في فريق الاتحاد  – على سبيل المثال – محلياً لا يعطي كامل قوته وتنافسيته العالية إلا حينما يقابل الهلال والنصر والأهلي والشباب طوال موسم كامل، فيما بقية الأندية غالباً تلعب للدفاع وإغلاق المنطقة، بالتالي معدل تنافسية اللاعب ودقة تمريراته بل وحتى معدل الركض في المباراة الواحدة قليل جداً.

وإجمالاً أرى المشاركة في المونديال كانت مميزة في مواجهتين وضعيفة في الثالثة ..

▪️أن نلعب المباراة الأخيرة وعيننا على التأهل لم يكن بحلم حتى 10% من الجمهور

▪️أن تهزم الأرجنتين في أفضل نسخها الكروية وبحضور أسطورتها الكبرى هي معجزة لا أتوقع أن تتكرر

▪️أن تسيطر في كأس العالم وتفرض هويتك الفنية رغم الفوارق الشخصية الهائلة، هو شعور أعيشه للمرة الاولى كمشجع للمنتخب ؛(باستثناء مشاركة ٩٤ )

▪️أن تكون هذه المشاركة مميزة فنية بمنتخب نصفه احتياط في أنديتهم هو أمر كان مستبعد ومستبعد جداً..

كان ينقص هذه المشاركة منتخب عربي نتمكن من الفوز عليه ونتأهل 🫣

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *