في وداع رجل نبيل .. ووفي

أكتب في هذه المدونة منذ ثلاثة عشر عاماً، لم أعتد أن تكون كتاباتي متشحة بالسواد، لكن هذا العام يأبى إلا  أن يغرقنا بالأحزان، فقدت روحي الغالية أمي قبل أشهر، واليوم وارينا الثرى فقيد الصحافة تركي بن عبدالله السديري.

منذ أن تركت جريدة الرياض وأنا أتذكر مقولة صديقي عبدالرحمن السلطان حول تسجيل المواقف والقصص التي كنت أرويها له بين حين وآخر، أعترف بأنه في هذه المرة كان نظره أبعد مني، لأنني كنت في حضرة رجلٌ عظيم لأكثر من أربعة عشر عاماً قضيتها بين جنبات جريدة الرياض .. وكنت أقضي يومي فيها أكثر مما كنت أقضيه في منزل والدي، لكني لم أدون أحداثها.

أعترف أولاً بأني لا أحب المبالغات، وأكره مقالات التأبين التي تكون مليئة بالمبالغات الممجوجة، وأتلافى حقيقة أن أدخل في متاهات المديح المبجل حتى ولو كانت عن شخص راحل، وأعترف أيضاً بأني كنت أعترض في كثير من الأحيان على سياسة تركي السديري التحريرية أو العملية وربما علناً أمام زملاء الجريدة .. لكن كل ذلك لا يمنع أن أسجل شهادتي بحق شخصية تاريخية في الإعلام السعودي بحجم هذا الرجل النبيل والتاريخي.

(1)

لأني فوت نصيحة صديقي عبدالرحمن، منذ الأمس وأنا أعصر مخي عصراً للبحث عن ذكرى لقائي الأول بتركي السديري، كل ما أذكره في سنتي الأول أن شعاعاً يلف جدران الجريدة منذ أن يدخلها تركي، الرجل صنع لنفسه هيبة ومهابة لم أرها في حياتي قط (لاحقاً اقتربت من شخصية أكبر ولم أحس بأي هيبة تجاهها)، كان يمشي في الممرات بهدوء يترقب الزملاء وهم يلقون عليه التحية، وكنا نعرف إن كانت بيده سبحة ولا يكون برفقته أحد أن هذه هي أكثر أوقاته سعادة، كل ما أذكره في ذلك الوقت جولته المسائية بعد العشاء، وكان الزملاء يتجهزون لتلك الجولة بالبقاء في مكاتبهم وأمام شاشات الكمبيوتر، والكل يتلهف أن يتوقف (أبوعبدالله) أمامه ليتجاذب معه أطراف الحديث، كنا نقدر أهمية المحرر ونجاحه بأن يقف تركي يتحدث معه بين حين وآخر، كان ذكياً وهو يوجه رسائل مبطنة للآخرين، أهميتك في العمل تكمن في نجاحك أنت (لا واسطة فلان ولا علان)، لذا اعتدنا أن يوجه رسائل لمحررين (ذوي أمكانيات أقل) على شاكلة (أنت وش اسمك ؟ .. أنت في أي قسم؟ ) طبعاً هو يعلم أسمائهم  لكنها رسالة له وللآخرين بأني لا أعرفك لأنك مجهول ولم تقدم مايستحق .

(2)

لقائي الأول المباشر فيه كان في مطلع ٢٠٠٣ حينما طلب مني الاستاذ سليمان العساف – وله فضل كبير علي –  الانتقال إلى قسم تحرير الرياضة، كان عليه أخذ موافقة الرئيس على هذا الانتقال خصوصاً بأني كنت في قسم الانترنت (الناشئ آنذاك) والذي كان يلقى عليه حمل وعبء كبير لمستقبل الجريدة، كان مستعجلاً وهو لم يعرفني إلا بالاسم، شدد على أن الانتقال يجب أن أتحمله بشكل كامل وأن لا أعود له لاحقاً لأغير قسمي، ولا أخفيكم بأنه لم يكن متحمساً للقسم الرياضي بمقارنة بالأقسام الأخرى مثل الاقتصاد أو المحليات.

(3)

بعد تأهل المنتخب لكأس العالم ٢٠٠٦ ، رشحني الأستاذ الفاضل سليمان العساف مشكوراً لتغطية الحدث لصالح الجريدة، كنت متحمساً بشكل كبير للإنطلاق أكثر في التحرير الرياضي خاصة وأني وقتها بدأت بكتابة مقالات رياضية كل أسبوع وكانت تأخذ صدى رائع.

تركي كعادته مع كل تغطية خارجية يلتقى بالمحرر قبل ذهابه، وأذكر أني اشتكيت له أن سعر صرف اليورو كان عالياً مما يعني بأن مكافأة انتدابي اليومية ستذهب فقط في السكن ..كان راتبي حينها زهيداً، أخذ أقرب ورقة بجانبه وكتب سطراً موجهاً للإدارة بأن تتم مضاعفة مكافأتي اليومية، قال لي أنت تمثل “الرياض” وليس من المنطقي أن تصاب بحرج بين الزملاء الإعلاميين، قبل أن أخرج دعاني مرة أخرى وكان يمتدح أدائي .. ثم قال (إذا عدت يجب أن أخرجك من الرياضة .. لا أريد أن تستمر فيها) ، وبالفعل بعد عودتي ترأست قسم جوال الرياض الذي كان ينشر الأخبار SMS في عز أوجه (بمشتركين بلغوا نحو  ٢٠٠ ألف مشترك يدرون دخلاً قرابة مليون ريال شهرياً)  وبالتالي انتهت علاقتي بالقسم الرياضي.

(4)

في قسم جوال الرياض الذي اندمج لاحقاً مع قسم الانترنت ليكون إدارة للإعلام الإلكتروني، في الفترة مابين ٢٠٠٦ إلى ٢٠١١ تقريباً كان مكتبنا أصغر حجماً وأقل عدداً، شاء الله في تلك السنوات أن أكون أحد المحررين المفضلين لـ (أبوعبدالله) ولا تسألني كيف ، ولأن الجريدة في الفترة المسائية (عند التاسعة تقريباً) تكون بأقل طاقتها، فكان جو العمل يحلو بالحديث، كان دائماً مايأتي إلى مكتبي الصغير والمشترك مع آخرين من أجل (السواليف) ..، لا أكتب هذا الكلام استعراضاً فأنا لست قريباً منه بالشكل الذي تتخيله، ولكني كنت في تلك الفترة تحديداً (محطة سوالف) كان يأتي ويدردش، وزاد حماسي للعمل في المساء أكثر من أجل أن ألتقيه وأقترب من شخصيته، كنت أستغرب أن يخبرني بقصص العمل الخاصة مع مدراء التحرير، أو عند الحديث عن جهات إعلامية منافسة .. رحلاته .. أو حتى أمور أخرى .. ذاكرتي لم تسعفني بجمعها كاملة،  إلا أنها في الغالب ترتكز على مفهوم التنافس (يجب أن يكون موقع الجريدة أفضل وأقوى حضوراً من أي موقع لجريدة أخرى) .. رغم عدم اطلاعه بشكل كبير إلكترونياً إلا أنه في الغالب يوافق على أي خطوة تقنية بما فيها تأسيس إدارة الإعلام الإلكتروني التي كانت خطوة هامة في تاريخ “الرياض” وأصبحت المؤسسات الصحافية الأخرى تقلدنا في طريقة تنفيذها.

(5)

في أحدى السنوات تفاجئنا (أنا ونحو ٢١ محرر آخر) بدعوة عاجلة إلى مكتب رئيس التحرير، اختصر تركي الحديث فيها بأنه هو وصالح الحيدر – المدير العام للمؤسسة في ذلك الوقت – قررا التنازل عن عدد من أسهمهم لتتحول إلى ٢٢ محرر في الجريدة من المتميزين أو من الذين قضوا سنوات طويلة، حقيقة كان ذلك الموقف دعم معنوي تاريخي لا ينسى، حتى وإن كانت الأسهم العشر التي قدمت لكل محرر في عضوية المؤسسة تقدم مبلغاً (زهيداً) إلا أن في داخلها رسالة عظيمة لم نكن نشاهدها إلا في شركات عالمية، بتلك الخطوة أصبح عدد المحررين الذين يملكون أسهماً في المؤسسة نحو ٤٩ محرر .. لا يمكن أن يصل أحد إلى هذا المستوى، ولا أعتقد بأننا سنشاهد مثلها في المستقبل.

غير الجانب المعنوي في هذا الموضوع، كان (أبوعبدالله) صريحاً معنا وهو يقول بأن هذا يعني بأن تصويتكم في قرارات الجمعية العمومية سيكون بيدكم لأنكم الأكثر، أما الآخرين فهم رجال أعمال يهمهم الربح وقد يرفضون مشاريع تحريرية مستقبلية .. يجب أن ينتصر التحرير في النهاية.

(6)

في عام ٢٠٠٨ ، تلقيت عرضاً مميزاً من جهة إعلامية ومن إعجابي وحماسي للعمل الجديد وقعت عقداً معهم قبل أن أقدم استقالتي، باعتقادي أن الاستقالة هي مجرد أمر شكلي ينتهي في حينه حينما أقدم الورقة، كان الراتب مغرياً ويزيد كثيراً عن راتبي في “الرياض”.

عدت للمكتب وكتبت الاستقالة وأرسلتها إلى مكتب رئيس التحرير، في ظرف دقائق اتصل مدير مكتبه طالباً حضوري ودخلت على تركي الذي استقبلني بكلمة: “أنت كاتب هذي الورقة تمزح؟” ذكرت له الحكاية وأني أرغب في خوض تحدي جديد، قطع الورقة أمامي إلى اجزاء صغيرة وقال “توقيع مافيه .. روح لمكتبك“، حاولت الإصرار فتحول إلى شخص غاضب وقال لي بصوت عالي سمعه حتى من هو في خارج مكتبه “خلاص روح المكتبك مافيه توقيع”.

خرجت وأنا أفكر في إيجاد حل لهذه المشكلة، فتلك الجهة راتبها مميز ووقعت عقدي معهم، ورئيسي في العمل يرفض .. بدأت أستشير من هو حولي في كيفية الحل القانوني.

صباح اليوم التالي في وقت مبكر جداً اتصل بي مدير مكتبه بأن الرئيس يرغب في لقائي، خفت أكثر بعد حادثة الامس .. ترى ماذا سيقول ؟ هل سيوافق ؟ ، دخلت مكتبه وطلبي مني إغلاق الباب على غير المعتاد ثم طلب أن أجلس، جاء أمامي واقفاً وهو يتحدث، احتراماً وتقديراً له قمت من مكاني فطلبي من الجلوس بصوت عالي.

فجأة قال لي:”أنا أعتذر” ..

 كيف ؟ تركي السديري يأتي أمامي ويقول أنا أعتذر ؟ .. بلغت قمة اللخبطة كما يسمونها.

قال .. “أنا أعتذر كنت مقصر بحقكم، بالأمس أجريت اتصالات بشركات عديدة وقياديين لمعرفة رواتب أمثالكم وكنت فعلاً قد أبخست تقييمكم، اعتباراً من اليوم سيكون راتبك الشهري كذا” وكان أكثر كذلك من عرض الشركة التي قدمت لي ..

ثم قال لي: “قم الآن واخرج” .. ولن أنسى كلمته التي قال فيها: “اعتبر ماحدث  أمس واليوم هو مجرد حلم لا يعرفه سوى أنا و أنت لا تخبر أحداً عن العرض الذي وصلك ولا تخبر أحداً عن لقائنا هذا وإذا قابلتك مرة أخرى لا تعيد الموضوع لي واعتبره انتهى، نحن نعدك كقيادي في الجريدة ولا نفرط بك أبداً

مثل هذه الكلمات أحرجتني كثيراً، مديرك في العمل يقاتل ويتمسك بك بكل مايمكن .. هذا أمر لا يعدله عملياً ولا معنوياً أي أمر آخر.

(7)

كل هذه الشدة التي تروى عن تركي، كانت تخفي خلها إنساناً وفياً نبيلاً، حتى بلغ أننا أصبحنا نعرف بأن أي موظف أو محرر يخرج من الجريدة ثم يخوض تجربة فاشلة بأنه سيعود ويقابل تركي السديري الذي سيعيده إلى مكانه وكأن شيئاً لم يكن.

أحد الأصدقاء تحمس وقدم استقاله من منطلق البحث عن وظيفة جديدة – وكان كبيراً في السن – وبعد شهرين اتصل بي طالباً مساعدة كونه لم يجد وظيفة مناسبة، في أول دقيقة سألته:”هل أبلغت تركي السديري بأنك لم تجد عملاً” .. فأجاب بأنه يخشى ذلك ولا يملك حتى رقم جوال أبوعبدالله ولا يتجرأ على مثل هذه الأمر، أرسلت له الرقم وبعد خمس دقائق اتصل سعيداً وأخبرني أن تركي قال له أن “الرياض” وفية دائماً مع أبنائها ويمكنك العودة لمكتبك اعتباراً من يوم غد، كنت متيقناً من رد السديري لأني أعلم يقيناً بأنه شخص نبيل وفي مثل هذه المواقف سيظهر نبله بكل تأكيد، لا أعلم مادار بينهما في اليوم التالي لكني متأكد بأن تركي قدم له فوق ذلك مساعدة مالية.

لا أذكر أن أحداً يخاف من شيء، مهما بلغت الإشكالية نعرف بأن مجرد اللقاء – بعد انتهاء الأزمة – مع تركي سيعيد كل شيء إلى ماكان عليه، المحررين الذين كانت توقفهم وزارة الإعلام – في ذلك الوقت – كان يسعى بنفسه إلى حله.

وهنا أذكر الزميل عبدالسلام الهليل الذي أوقف شهراً من وزارة الإعلام، وكان الهليل سعيداً بهذا الإيقاف الذي سيستفيد منه لأخذ إجازة مع أسرته، يقول الهليل بأنه تفاجأ بالجريدة اتصلت به بعد يومين طالبين رسومات جديدة لأن تركي السديري ذهب لوزارة الإعلام وعمل على إيقاف القرار.

كان يمثل الوفاء بشكل غير اعتيادي، ويحفظ الود للزملاء خاصة من أمضى سنوات طوال في الجريدة، ولم يكن أبداً يعرف النفاق تجاه المحررين فما يبطنه يقوله حتى ولو كان أحياناً رأياً جريئاً أو مختلفاً، من النادر جداً أن يستغني عن شخص قيادي وثق فيه، والمميز أو الماهر يتمسك به حتى آخر قطرة كما يقولون .. يقاتل بكل مايملك من أجل بقاء الناجحين والمميزين حتى ولو اختلف معهم وكان هذا سر من أسرار نجاح جريدة الرياض حتى بلغت مجدها التاريخي، 

(8)

كانت أكثر اللحظات سعادة بيني وبين الفقيد هو حضوره يوم زواجي نوفمبر 2009، وجهت له الدعوة على استحياء كما يقولون ولم أكن متوقعاً حضوره، لكن تقديره الرائع والمميز والذي أفتخر به أسعدني كثيراً وأنا أتأمل دخوله للقاعة المليئة، حضر متأخراً وكان الضجيج – كعادة قاعات الزواج –  يسيطر على الأجواء، وعندما دخل تركي كان أمراً مختلفاً جداً والقاعة تصمت بأكملها، دخل بهيبته مبتسماً مرتدياً البشت على طريقته الخاصة التي لا يشابهه أحد فيها، وسعدت كثيراً عندما جلس بجانبي وبجانب والدي وأشقائي .. أذكر أن حديث تركي والدي بجملها كانت عن حواري الرياض القديمة .. شارع الظهيرة والأعشى .. وغيرهما، وكان هذا حديثاً يحبه أبي ويهواه تركي بشكل لا يوصف وكان يشير دائماً في زاويته (لقاء) إلى ذكرياته في تلك الأحياء.

MJ 3773

(9)

تركي والصراعات الفكرية، من المؤكد بأنك قرأت بعض المخالفين له بعد وفاته، للأسف تم المبالغة بشكل كبير في هذا الجانب، كان دور “الرياض”  التنويري لاسيما في القضايا الفكرية والثقافية أحد ركائز نجاحها، ومن الطبيعي جداً لجريدة يومية تطبع ٦٠ صفحة يومياً أن يكون فيها بعض الأفكار المختلفة، لكن تحوير الأمر وفرض نظريات لا أول لها ولا آخر كانت مبالغة بشكل كبير.

أذكر يوماً أن جاء متألماً يحكي ماكتب في “الساحة العربية” من رواية لأحدهم أنه زار جريدة الرياض ووجد (بار) في بهو القبو، لا أذكر يوماً أن رأيته متألماً مثل ذلك اليوم .. كان يقول “يختلفون معي كما يريدون، لكن أن يحوروا فكرة مصلى الجريدة في البهو بأنه بار .. هذا لا يعد خلافاً بقدر تشويه سمعة الجريدة والمنتسبين إليها” .

كانت رغبته بأن تبقى “الرياض” رصينة متزنة، وكم من مرة أوقف الطبعة لتعديل عنوان مثير أو وهمي، حتى في الجانب الرياضي كان حريصاً أن يبقى الحياد قدر الإمكان .. ولعلي يوماً أحكي جزءاً من أحداثها.

(10)

تركي كان يعامل “الرياض” وكانها ابنة لها، يغار عليها بشكل لا يوصف وأي شخص يوجه انتقاد أو كلاماً غير مناسباً عن الجريدة كان يغضبه ذلك بشكل كبير، سواء من مثقف أو أديب او حتى لاعب كرة.

بل حتى أن المؤتمرات الصحفية التي يصادف أن يتابعها، يبدي غضبه إذا لم يطرح محرر الجريدة سؤالاً للضيف يذكر فيه اسمه واسم “الرياض” ، كانت الفكرة أن تكون “الرياض” في القمة ورقياً وإلكترونياً.

(11)

أنا وتركي، بعد أن قدم استقالته من رئاسة تحرير الرياض اتصل بي الزملاء في قسم الإعداد بقناة العربية، طلبوا مني معلومات مفصلة وصور متنوعة، قدمتها لهم وأرفقت – عن قصد – صورتي معه عندما عرضت عليه أحد المواد التحريرية، رغبة مني في أن ترتبط صورتي بصورته عند عرض التقارير وأن أبقى في ذاكرته كلما أعاد مشاهدته.

ويا سبحان الله، عندما توفي الاستاذ ، عادت “قناة العربية” إلى إرشيفها واختارت هذي الصورة التي تجمعني به كخلفية لخبر وداعه .. لا يوجد حال أقسى من هذا 🙁

(12)

سأبقى على العهد يا أبا عبدالله، حتى ولو حدت الظروف على الخروج من “الرياض” والانتقال لجهة عمل أخرى، فمبنى جريدة الرياض القريب من منزلي جزء متكرر من يومي، ومكتبك المطل على طريق الملك فهد هو أول ما تقع عيناي عليه – كما اعتدت – … لكنه هذه المرة سيكون مطفأ دون أن نلمح طيفك من بعيد.