فهد في سانتا باربرا

في سبتمبر 2009 كنت أقف في نفس المكان متستمعاً بالأجواء الجميلة في “هاربر سانتا باربرا”، أتأمل مستقبلي القريب حيث كان موعد زواجي في نوفمبر من العام ذاته، كنت أفكر كيف سيكون عليه حالي بالانتقال من حياة “العزوبية” إلى قفص الزواج.

وقتها كنت مغرماً بشكل جنوني بالبلدة الصغيرة التي قضيت فيها ستة أشهر تعد واحدة من أجمل فترات حياتي على الإطلاق، هل سأعود يوماً هنا أم أن هموم الدنيا والعائلة ستسرقني لأصبح أباً تقليدياً شديد الاهتمام بعائلته الصغيرة وبمصدر رزقه .. في حقيقة الأمر أن الأمور كانت إيجابية بشكل لم أكن أتخيله حيث عدت بصحبة زوجتي في العام الذي يليه 2010، والعشق تمادى وزاد حتى زرتها أيضاً في صيف 2011 ضمن جولة كاليفورنية، ومطلع هذا العام بعد أن من الله علي بابني “فهد” كان القرار بعدم السفر في هذه الإجازة، لكن طرأ أمر استجد لاحقاً حيث جهزت عائلة زوجتي العدة لرحلة طويلة لكاليفورنيا (ليست سياحية) وبالتالي غادر فهد وأمه بصحبة العائلة.

المفارقة هنا هي أني أصبحت أستقبل صور فهد اليومية في أماكن كنت أحبها وأعشقها كثيراً، والقاصمة كانت يوم أمس حينما زاروا بلدتي الصغيرة “سانتا باربرا” وكانت الصور لفهد في أماكني المفضلة والتي كنت أقضي فيها ساعات وساعات .. الدنيا تركض كما يقولون، هل كنت أتخيل قبل ثلاثة أعوام وأنا أتأمل مياه المحياط الساكنة قرب البلدة الصغيرة مستقبلي وانتقالي لعالم الزوجية أن يأتي ابني ليصور في نفس المكان .. أبداً لم أكن أتصور ذلك بل كنت في ذلك الوقت أردد بيني وبين نفسي أن أعود لشقتي بعد سنوات شارحاً لابنائي – إن شاء الله – أين كنت أسكن وأين كنت أدرس .. ماهي أماكني المفضلة وكيف كان طريقي اليومي .. لكن الوقت كان أقرب مما كنت أتخيل وهاهي صور فهد تصلني تباعاً من البلدة الصغيرة الهادئة .. مرة على البحر ومرة في محل الايسكريم “بنك بيري” .. بل وحادثته عن طريق السكايب في مقهى ستار بكس المفضل لدي حينها.
أنا سعيد بوجود فهد هناك وان كنت أتمنى لو كان أكبر قليلاً ليعي بأنه كان في بلدة الحلم التي عشقها والده ووجد سبباً للعودة إليها هذا العام بإذن الله وسأتجول بصحبة كل الأماكن وأصور معه في كل ركن وزاوية لأني أعلم – إن شاء الله – أن فهد سيكون هنا بعد سنوات وسيكرر قصة العشق والشغف بالبلدة الصغيرة .