فيروز .. أحبك

 

قبل نحو عامين كتبت تدوينة بعنوان (فيروز شكراً على مشاعرك الطيبة) ، واليوم سأزيد مشاعري للسيدة فيروز وأقول لها (أحبك ) ، نعم أحب فيروز .. أحب صوت هذه المرأة لحد الجنون .. أحبها وأعلم أن هناك ملايين غيري يعشقونها .
يقولون أن أولى مراحل الحب هو أنك تحاول أن تقضي أطول وقت ممكن مع محبوبتك ، هذا الشعور انتابني اليوم وأنا أتجول في سيارتي في شوارع الرياض البائسة حتى الثانية صباحاً ، كلما فكرت بالعودة كان سيدي السيارة يتنقل عشوائياً في سيدي فيروز MP3 ، في كل أغنية كنت أقول سأعود للبيت حالما تنتهي .. وعندما تنتهي ينتقل السيدي لأغنية أحلى وأجمل .. وأبقى لاسمعها حتى تنتهي .. وهكذا بقي الحال نحو ساعة ونصف وتحديداً عندما سمعت جرس التنبيه بقرب انتهاء وقود السيارة !
صوت فيروز وشخصيتها حالة انسانية استثنائية لا ولن تتكرر ، عندما أستمع لبروفات التسجيل في مواقع الانترنت ومخاطبات الملحنين لفيروز في الاستديو وتجاوبها معهم بكل أريحية .. كنت أقول كيف لهذا الصوت الدافئ أن يخرج من حنجرة هذه السيدة ، وكيف لم يفكر عالم أو طبيب في دراسة حنجرتها وحبالها الصوتية .. كيف يمكن أن يترقرق صوتٌ كهذا وسط أجواء سياسية مكهربة منذ عشرات السنين وفي وطن لا يعرف الاستقرار .
أغان فيروز لا تقف عن صوتها الحالم فحسب ، بل حتى الموسيقي والتوزيع واللحن مدرسة قائمة .. بل جامعة ، وأنا متيقن بأن من سمع صوت فيروز وأغانيها قادر على تمييز موسيقاها حتى ولو كانت ثوان معدودة .
مع فيروز هناك (موضة) لأغنية كل يوم ، أحياناً لا أستمع سوى (أنا عندي حنين) ، ثم بعد حين أبقي سيدي السيارة يعيد (كيفك أنتا) عشرات المرات ، (حبيتك تنسيت النوم) .. (ليلية ترجع ياليل) ..(فايق ياهوى) ..(سلم لي عليه ) ..(لما بدى يتثنى) .. (نسم علينا الهوى) .. (مش فارقه معاي) ، اليوم قضيته في إعادة الأغنية الرائعة (سحرتنا البسمات من فيه ) حتى أني نقلتها لهاتفي الجوال كي يمكن الاسمتاع إليها خارج السيارة .
يا إلهي كم أنظر بأسى عندما أتوقف عند إشارة مرور وبجانبي سائق يرفع صوت مسجل السيارة الذي يردد أغاني (هايفة) لعبدالمجيد ورابح ومصطفى قمر ونوال الزغبي وغيرهم … كنت أقول .. كيف لهم أن يتقبلوا هذا التلوث وكيف تستمع ذائقتهم بإزعاج وتداخل أجهزة موسيقية لانتاج مايسمى بـ (أغنية) ، ماهي ردة فعلهم عندما يستمعون لصوت فيروز (الذهبي) وهي تغني حبيتك تنسيت النوم .. كم هو الفارق كبير .
هل أقول بأني (تطرفت) فيروزياً ؟ .. أو أني (فيروزي) متعصب .. ، تهمة جميلة بلاشك ..

أعود لأقول .. فيروز ، أنا أحبك .. وكفى