هل توظف مشهوراً ؟

من أولهاسوف أقول لك لأ، مع تنامي واتساع رقعة متابعي البرامج الاجتماعية أصبحت كمية المشاهير جداً كبيرة وفوق نطاق السيطرة، وأنت أعلم كم مرة دخلت مؤتمراً أو فعالية أو مكان عام وترى الزحام الشديد حول شخص مشهور لا تعرفه إطلاقاً، ليس لأنك غير متابع .. بل لأن هذا المشهور يمثل قطاع كبير من الناس أنت لا تعرفهم، مثل الألعاب الإلكترونية، الشعر الشعبي، رحلات السفر، أو أشخاص اشتهروا بكونهم كوميديين عبر السناب فقط.

تحقيق الشهرة ليس أمراً سهلاً، صحيح أنكمثليقد تشاهد أن المشاهير خصوصاً مشاهير الشبكات الاجتماعية أغبياء وسطحيين، لكن الحقيقة أن الحضور والتواجد اليومي سواء في تويتر أو سناب شات وغيره، تستلزم عمل وجهد جبار وكبير، ومسألة الانتاج اليومي والحضور بفعالية وطرق أفكار وأساليب جديدة تأخذ من الوقت والجهد الكبير حتى ولو كان الأمر مجرد تجربة ترجمة مقطع مدته دقيقتين.

مؤخراً بدأت جهاتبعضها حكوميفي توظيف هؤلاء المشاهير في الأقسام الإعلامية، لا أملك دراسة ولا أرقام رسمية ولكن ولأنها مدونتي الشخصية سأقول ما أريد .

في الغالب وطبقاً لحالات مررت بها أو مر بها زملاء وأصدقاء آخرين في جهات متنوعة، الشخص المشهور لا يمكنه الالتزام الوظيفي بمفهومه العام، والغالبية من المشاهير تحقق دخولات عاليةربما أضعاف المرتب الشهري للوظيفةوبالتالي تصبح درجة أهميتها أقل وبكثير، وهم يبقون في الوظائف إما رغبة في علاقات شخصية وعملية أو  في وجود مرتب شهري بديل فيما لو لم يستطيع لسبب أو لآخر نشر اعلاناته أو حضور فعاليات ومؤتمرات مدفوعة الثمن.

وهذه الأحداث المتكررة من مؤتمرات وندوات وحفلات هي جزء كبير من حياة الشخص المشهور لذلك تجده اليوم في الرياض وغداً في جدة وبعد اسبوع في دبي، وهذا التنقل والترحال المرهق سيكون بلاشك على حساب العمل الرئيس الذي بالكاد يكمل فيه جزء من وقته للحضور أو التواجد في الاجتماعات.

أصبحت أسمع بين حين وآخر أن المدير فلان يقول بأن المشهور علان .. مجرد مقلب، فقد وظفناه لدينا من منطلق مانراه من حضوره الجميل وأفكاره وقدرته على التحدث والاستعراض والمقارنات وقراءة الكتب .. الخ ، لكن حينما يأتي الجد انتاجيتهبالمقارنة مع آخرينهي الأقل .

أكتب هذه الكلمات في وقت متأخر من الليل عقب أن تلقيت مكالمة من صديق يعبر لي عن سعادته الكبيرة بأن (المشهور) الذي كان يعمل في إدارته قد انتقل لجهة حكومية أخرى وسيكون الآن قادراً على تعويضه بشخص منتج ملتزم سيخفف الكثير من الأعباء عن كاهله .

لا تكن أحمقاً وتتعامل مع DHL السعودية

dhl

تلفت نظري دقة وتعامل شركة الشحن الجبارة DHL في أمريكا، ودائماً ما أتأمل سرعة الإنجاز الملف في تتبع شحنة أشتريها من أمازون وتشحن عبر الشركة إلى صندوق بريدي في ولاية أوهايو، تعامل سريع وتحديث ملفت وتواصل عبر الموقع الإلكتروني في حال الاستفسار يصلك في اللحظة، وأحياناً أجمع شحناتي في صندوق “أوهايو” لإرسالها للرياض وأذهل حقيقة من تنقل الشحنة من المدينة الصغيرة إلى عاصمة الولاية ثم إلى نيويورك في ظرف قياسي وسريع ربما يتم في يوم واحد فقط.

البلاء هو هنا، في DHL السعودية حيث تتعامل مع شركة أخرى مختلفة تماماً فكراً وأداءاً .. ، لا أريد أن أطرح هذا الموضوع للتنفيس واستعراض ماسبق مع هذه الشركة، إلا أني أستشهد بهذه العملية الأخيرة التي أواجهها مع شحنتي الأخيرة التي تمارس فيها نفس الأخطاء والتجاوزات.

طبعاً يتم مراسلتي SMS بأن الشحنة رقم كذا قد وصلت الرياض وبرقم التتبع كذا، بعد ذلك تتأخر يومين حتى تبحث بنفسك وتتصل وتتفاجأ – كالعادة – بأن العنوان غير ظاهر لهم وأنهم يحتاجون تحديث، رغم أنهم يملكون رقمي وأرسل النظام لي رسالة – وهذا دليل على وجود بياناتي .. أقلها رقم الجوال – ، وبعد التحديث يخبرك الموظف بأنه يمكنك القدوم (أو السفر مجازاً) لمخرج ١٦ بالعاصمة الرياض حتى أستلمها أو الانتظار يومين للتوصيل، وافقت على التوصيل واليوم تفاجئت بأنها لم تصل بحجة جديدة بأن الشحنة عليها رسوم جمارك لكنهم نجحوا في إلغائها (لاحظ أن رسوم الجمارك أخبروني بها صباح الأحد رغم أنهم قالوا يمكنك المجيء لأخذها الخميس الذي قبله)، الشاهد أن الموظف قال الآن الشحنة دخلت في نظام التوزيع وسيتم إيصالها لك قريباً (يعني يومين إضافيين)، لتبقى الشحنة في مقرها بالرياض نحو ٦ أيام بينما احتاجت يومين فقط من مدينتين في أمريكا وحتى الوصول للرياض (مع الرحلة الجوية الطويلة).

حقيقة شيء يرفع الضغط 🙂 والتعذر برأس السنة أمر مضحك لأن لي شحنتين الآن في أمريكا وتتنقل كالمعتاد ولايوجد فيها أي تأخر بل بالعكس زادت السرعة لأني أشاهد تحديثأً في إجازة نهاية الأسبوع،

للأسف شركات الشحن هنا في المملكة في غالبها ضعيفة ودون المستوى وينقصها الأداء الاحترافي، تشترك أرامكس مع DHL في طريقة واحدة بإقناعك أن تجيء وتستلم الشحنة، فيما تبقى فيدكس رغم ماتعانيه وقيمتها الأغلى إلا أن خدمتها في السوق هي الأفضل.

  • الشحنة احتاجت 48 ساعة في أمريكا فقط (التي تعاني من ازدحام الشحنات بسبب رأس السنة) واحتاجت ستةأيام فقط من مخرج 16 بحي السلي للوصول لحي الصحافة)

qqaa

ttrrr

اسم الجريدة وعنواني ظاهر على الطرد من أعلى بما فيه رقم هاتفي، وتخيل لم يتصل علي أي أحد حتى بعد التسليم، كنت أنا من أتواصل مع الهاتف المجاني .. طبعاً هذه الإشكالية تتكرر كل مرة وليست في هذه الشحنة فقط.

هل يدفعون من جيوبهم ؟

 

أكثر الأمور التي تثير حنقي إلى حدود لا آخر لها التعامل مع بعض المسؤولين عن الأمور المادية في بعض القطاعات، يروي لي صديق يعمل في مؤسسة خاصة أرباحها الصافية تتجاوز المئة مليون ريال كل عام أنه يتعامل مع إدارة المؤسسة المالية باسلوب أقرب مايكون لأن يكون متسولاً، يلح في طلبه ويوضح الحاجة الماسة له رغم أن الطلب سخيف جداً وقد لا يتجاوز طابعة كمبيوتر أو شاشة تلفزيون لكنه لا يمكنه أن يتحصل عليه إلا بعد مراحلٍ من الإذلال وكأنه يقدم الطلب لنفسه ولبيته وليس من أجل العمل.

آخر يقول بأن إدارة عمله (ونحن هنا نتحدث في عصر النت والاتصالات) تقتصد كل يوم في استهلاك الانترنت عن اليوم الذي سبقه، الجهة تملك في رصيدها عشرات الملايين وتقدم دورات وانتدابات متعددة بملايين الريالات كل عام لكنها لا تريد أن تدفع لزيادة سرعة الاتصال أو توسيع السعة ويضحك مبتسماً بأن الاستهلاك في هذه الفترة ربط بالوقت أي أن تصفحك للشبكة قد لا يتجاوز ساعة أو ساعتين رغم حاجة العمل الماسة للمراسلات الإلكترونية ، يضحك صاحبي بقوله .. تخيل كل ذلك وكلفة النت بالكاد لا تتجاوز 5% من ميزانية المنشأة لمدة عام، بالمناسبة هم يقتصدون في النت لأجل المال وليس من باب عدم اشغال الموظفين.

يعتقد بعض من يصل للمقاعد القيادية أنه كلما قلل مصروفاته زاد من رصيد نجاحه لدى الإدارة العليا، لا يهمه أن يتطور العمل ولا يفكر بان يقدم أفكار جديدة خلاقة، الأهم أن لا يزيد المصروف ويقاتل بكل ما أوتي به من قوة حتى يقتصد في كل ريال عندما يكون الأمر متعلقاً بالعمل، أما الانتدابات ورحلات الفنادق الفخمة وتذاكر الدرجة الأولى فهي تفتح للآخر ..
من المؤكد أن الكثير حدثت له مثل هذه الصولات والجولات في مراحل التسول لأجل خدمة العمل في النهاية، تقف أمام القيادي الذي يوحي لك وكأنه يدفع من جيبه الخاص رغم أن الأمر لا يحتاج سوى توقيع منه، طبعاً أنا هنا لا أقول بأنه يجب أن يوقع بلا تفكير .. لكن أن تمنح الصلاحية بيد شخص واحد يحدد ربما مستقبل المنشاة بأكملها أمر غير منطقي إطلاقاً.

لا أود أن أضرب أمثلة لكني أقارن ما يحصل لدينا بما يحصل في الغرب، أحد الأصدقاء كان يسألني على إثر نقاشنا لفيلم (الشبكة الاجتماعية) كيف أن تحصل على تمويل من هنا وهناك، بل أن (جوجل) الشركة العملاقة بدأت بـ(سلفة) وتمويل بعض الأشخاص الذين دفعوا مبالغ كبيرة لطلاب يجرون بحثاً (أعتقد أن أول شخص منحهم 100 ألف دولار)، كان صاحبي يسألني عن عدم وجود مثل هذه الأشياء لدينا، السبب ببساطة أن القياديين في معظم منشآتنا لا توجد لديهم أي نظرة مستقبلية ذات مدى بعيد .. الكل يبحث عن مصلحته الوقتية أصبحوا بالضبط مثل رئيس ناد رياضي يريد أن يترأس النادي ويحرز بطولة في نفس العام لإنجاز في نفسه .. أما مستقبل الفريق والنادي والمنشآت واللاعبون النشء .. طز .

تأمل مثلاً الصحف السعودية الورقية التي يعلم معظم قادتها بأن مستقبلها الورقي في طريقه لغياهب النسيان بعد سنين، تأمل كم جريدة بدأت في الانتقال الكترونيا .. تخيل أن بعض الصحف لم تنشئ إدارات تقنية حتى يومنا هذا بل وبعضها لم يفكر في ذلك التوجه مطلقاً .. فقط يكفيهم وجود موقع الكتروني حتى يقال – من باب الاستعراض – زوروا موقعنا على الانترنت.

إحدى أكبر المشاكل التي تواجه قطاعاتنا الحكومية والخاصة أن الانتقال للدرجات العليا والقيادية الكبرى أصبح مرتبط غالباً – بالعمر – وإن كنت لا ألوم القطاع الحكومي لارتباطه بسياسة وزارة ودولة، ألوم وبشدة القطاع الخاص الذي بيده أن يجعل شاباً في الثلاثين مديراً عاماً أو أي مسمى .. الأهم أن يكون بيده سلطة وقرار، وإعادة التفكير بما يسمي بترشيد المصروفات بما يتناسب مع توجه العمل، ولا يربط بمدير مالي إن رضى عن أحد دفعه للأمام وإن غضب عليه بقي شوكة في حلقه.

لماذا لا نحب العمل ؟

قابلت فتاة أمريكية عمرها لا يتجاوز 29 عاماً، أذهلتني بحبها الكبير للعمل طوال اليوم وتجاهل الراحة حتى في إجازة نهاية الاسبوع، هي لا تملك أي عمل حقيقي (فل تايم) لكنها عوضت ذلك بعملها عمل جزئي (بارت تايم) .. تتوقعون كم عملاً تشغله في اليوم ؟ .. ليس واحد ولا اثنان ولا ثلاثة كما تقول الدعاية الشهيرة .. نعم أربعة ، أربعة أعمال بدوام جزئي (بالتمام والكمال) أولها مدرسة في معهد بتقديم (محاضرتين كل يوم أي ساعتين) وآخرها مروجة لإحدى الشركات الاعلانية عن منتجات تلف بين المحلات والشوارع بل وحتى النوادي الليلية للترويج عن منتجات الشركات.
أدهشني هنا كثرة الارتباط بالعمل والرغبة الجامحة في الاستفادة من كل دقيقة من اليوم، لازلت أقف مندهشاً أمام أرقام البطالة المعلنة عن سكان أمريكا وأنا هنا لا أذكر أني وقفت أمام شاب يكتفي بعمل صباحي فقط ، العمل الجزئي جزء كبير من ثقافة الناس هنا .. حتى ولو كان هناك صعوبة في توفير عمل مسائي تجد الشخص يتوجه لعمل تطوعي حتى ولو كان لفترة مؤقتة لا تتجاوز الاسبوع.
لذلك عندما نقرأ الإحصائيات أو البرامج الساخرة من الشعب الذي قد لا يعرف من هو رئيس وزراء بريطانيا أو ما اسم وزير أمريكي، هم لا يكترثون لذلك مطلقاً ولا أبالغ بأن أقول بأني أحياناً أتفوق على بعضهم في معرفة خصائص الرئيس (أوباما) اكثر منهم – مرة دخلنا في رهان بأن أوباما يستخدم يده اليسرى في الكتابة كنا 6 أربعة خالفوني وواحد فقط أيدني بأن أوباما أعسر – .
حتى لا أحيد عن الموضوع الرئيس أقول بأننا كشعب متخلف – عن الدول المتقدمة – ونميل للكسل وتغييب الطموح عن حياتنا لا أذكر أننا كرسنا مفاهيم العمل في حياتنا، لا أملك أي إحصائية موثقة لكني على يقين بأن 90% من الموظفين – سواء كقطاع خاص أو حكومي – لا يبدأون يومهم وظيفيا في الوقت المطلوب، وحتى لا أعطي موضوعي أرقام غير موثقة لأتحدث عنها عن الغالبية، لا أنظر أو أصور نفسي بالمثالي فأنا مثلك أتأخر ولا ألتزم في كثير من الأحيان بالحضور في الموعد المطلوب ، والأمر نفسه في موعد الخروج .. قلي بربك كم مرة حضرت إلى منشأة حكومية عند الثانية ظهراً ووجدت الموظفين في مكاتبهم .. طبعا هنا لن أتطرق لمواعيد الصلاة في أماكن العمل وكيف يتم تمطيطها حتى تصل إلى أكثر من 45 دقيقة لأداء صلاة من المفترض أن لا يتجاوز وقتها 10 دقائق .
القضية ليست قضية التزام وتدقيق حضور وانصراف .. فهذا الأمر قد ينجح كحال البنوك لدينا حيث أن موظفيهم ملتزمين لكني أقصد أننا لا نوثق عملاً كثقافة وفكر يرتبط بالشخص نفسه .. تذكروا سياسة التسويف التي تبدأ منذ مقاعد المرحلة الابتدائية وانتهاء بالجامعة .. كم مرة وجدت طلاباً يسلمون بحثاً دراسياً في وقته ؟
حب العمل لا يرتبط فقط بالحضور والانصراف ولكن هناك نقاط أهم من ذلك يأتي على رأسها حب التطوير والابتكار وعدم الميل للخمول والكسل والرضا عن المكان الوظيفي لأجل الراتب الشهري، حب التطوير والابتكار هي ثقافة يجب أن تغرس فينا منذ الصغر حتى لا نستكين لعبارات التخدير التي تظهر أمامنا حينما تكبر على شاكلة (محد درى عنك ومحد جاب خبرك)
لدينا الآن آلاف الموظفين الذين ينتهي ارتباطهم الوظيفي عند منتصف النهار ، دائماً ما أجد نفسي أبحث عن إجابة لتساؤل .. كيف يمكن لهؤلاء أن يبقوا في وقت فراغ طويل يبدأ عند الواحدة ظهراً وحتى الثانية عشر ليلاً .. وقت طويل جدا جدا لا يمكن تصوره .. ليس لمدة اسبوعين ولكن ربما لسنوات، مثال ذلك المدرسين – حتى ولو غضبوا من التطرق لمواعيد عملهم – .. لكني غير مقتنع لأي تبرير يسوقه مدرس مدرسة يصل بيته عن الواحدة ظهراً ويبقى فارغاً بكل ماتحمله كلمة فراغ من معنى حتى منتصف الليل .. حتى القراءة لا يكون لها نصيب.
إن كنت في رحلتي هذه قد تلقيت دروساً فقد أخذت أكبر المواعظ والدروس في أننا شعب كسول كسول بكل ماتحمله الكلمة من معنى نكره العمل ونحاول أن نبتعد عن أي ارتباط عملي، ولو تعلقنا في عمل يفرض أياماً من العمل في فترات مسائية لوجدنا عشرات الأعذار والبحث عن واسطات للخروج من ذلك المأزق وكأننا سنستغل ماتبقى من الوقت في أمر مفيد فعلاً ..

– حتى لا يعتبرني من يقرأ منظراً لأجل الكتابة فقط فعملي أحياناً يفرض علي البقاء حتى الواحدة صباحا ..

* تحديث :
– قبل أن أغادر إلى الرياض علمت .. بالصدفة بأنها أيضاً تعمل (موديل) في إجازة نهاية الأسبوع ! يعني سجلوا خمسة دوامات

خدمات الشركات .. فن

خلال اسبوع حاولت أرصد بعض ردود الفعل التي واجهتها من قبل بعض الشركات داخل مدينة الرياض سلباً أو إيجابياً .. اعتبروها جولة سريعة أرصد فيها بعضاً مما واجهته .. وأنتم الحكم :
* افتتح بالقرب من مكان عملي ناد رياضي (أبطال الجسم) ولاستغلال قربه مقارنة بالنادي الذي كنت مشتركاً فيه ذهبت إليه لأخذ فكرة مبدئية عن خدماته ومستواه ، دخلت الصالة الرئيسية فوجدت ثلاثة موظفين لا يرتدون زياً موحداً بل كان يرتدون ملابس رياضية مختلفة الألوان بل كان أحدهم يلف نفسه بـ (بمنشفة) كونه لازال خارجاً من المسبح ! ، أشكال موظفي الاستقبال لم تكن تحمل أي شعوراً بأن المكان راقي أو يقدم خدمات أعلى مستوى من البقية ، يكفي أن الموظف السوداني الذي استقبلني كان شعر دقنه مشابهاً لمن نراهم مسجونين في المسلسلات المصرية فلم يحلقها أو يشذبها .. ماعلينا ، سألت عن الأسعار فقدم لي (بروشور) دون إعطائي أي إيحاء بأنه مهتم فيني .. (بالعربي حسيت إني داخل اشتري خبز صامولي:) ) .. برضه ماعلينا ، طلبت منه أن يقدم لي جولة سريعة لا تتجاوز 5 دقائق على مرافق النادي حتى أكون على إطلاع .. فأجابني إجابة غير متوقعة بقوله ( شوف وراي صالة الحديد والمسبح هناكا) .. أي أنه ألمح لي بأن أتجول لوحدي .. شكرته وفضلت الخروج من منطلق (اللي هذا أوله ينعاف تاليه) ، تذكرت ناديي السابق (وقت اللياقة) – فرع حي الغدير – حيث مررت به قبل أن يفتتح رسمياً وحينها لم أكن مسجلاً في أي ناد .. دخلته من باب الاطلاع وإن شئتم الفضول أو (اللقافة) ، كان في الاستقبال نحو 4 موظفين يتردون زياً موحداً ..وحقيقة دون مجاملة جميعهم تسابقوا على الترحيب لحظة دخولي (حياك الله) .. سألت عن النادي وهل يوجد بروشورات مثلاً يمكن أن أطلع عليها حتى خرج أحدهم من طاولة الاستقبال وقال سوف آخذك في جولة كي تطلع مباشرة .. تجول بي في كل النادي وعرض لي كل صغيرة وكبيرة باسلوب سلس وبلا (إزعاج) أو كثرة كلام واستغرقت الجولة وقتاً تجاوز 15 دقيقة أجابني فيها على كل تساؤلاتي .. النتيجة سجلت 3 أشهر ثم جددتها لاحقاً حيث استمريت 6 أشهر .

* في مطعم (صب واي) بحي الملك فهد بالرياض اعتدت أن آخذ منه وجباتي السريعة خاصة (في غير أوقات الذروة) حيث يسهل لك الاختيار دون ازدحام يؤخرك في الصف ، دخلت مرة بعد المغرب وكنت وحيداً حينها ، وبينما كان العامل يجهز لي الطلب كانت هناك ذبابة تحوم فوقها في حين كان العامل منشغلاً ، مددت يدي لإبعادها وطلبت منه أن يبعدها بحكم قربه ، الذبابة لم تحط فوق الساندويتش وإنما كانت تجول فوقها فقط ، النتيجة : العامل الفلبيني اعتذر بشكل كبير اعتدت أن أراه من موظفي المطاعم خارج المملكة لكن لم أعتد أن أراه في الرياض ، وأخذ يبين لي أن المطعم نظيف وأن لديهم نظام لإبادة الحشرات و.. و.. وأن هذه الذبابة من المحتمل أنها دخلت من باب المطعم الخارجي رغم حرصهم على إغلاقه ثم ألغى الطلب تماماً رغم انتهائه وأعاد لي تجهيز طلب آخر ، النتيجة : العامل استطاع قلب نظرتي في المطعم من مطعم غير نظيف مليئ بالذباب إلى مطعم يعرف كيف يحترم زبائنه .

* منذ نحو 4 أيام وأخي سليمان يحذرني من انتهاء اشتراك الانترنت مع الخدمات المتكاملة ويطالبني بالتجديد في مقر الشركة لأنه كان منشغلاً بالاختبارات ولن يستطيع الخروج إلا صباح الخميس ، مقر الشركة بعيد عن البيت ولم يوفروا خدمة (سداد) بعد .. أي لابد من الحضور للتجديد ، لذلك رفضت فكرة الذهاب نظراً لازدحام المنطقة حيث سيستدعي الأمر مني أكثر من ساعة ، الشاهد أن أخي كان يردد أن الاشتراك سينتهي مساء الأربعاء لذلك من المتوقع أن تنقطع الانترنت عن البيت حتى يقوم بالتجديد صباح الخميس كما كان الحال مع شركتي سعودي نت و أول نت التي تقطع الخدمة في حال اكتمال 3 أشهر بالدقيقة حتى ولو كانت في منتصف الليل ، الشاهد أن مساء الأربعاء كانت الانترنت تعمل في المنزل دون انقطاع وسهرت وقتها حتى فجر الخميس 🙂 .. والانترنت كانت تعمل ، وعند خروجي للعمل صباحاً وجدت أن شقيقي الأكبر كان يتصفح الانترنت من جهازه المحمول أي أنها لم تنقطع بعد رغم انتهاء الاشتراك (أمس) ! .. النتيجة : أفكار بسيطة تجعلنا نحب هذه الشركة !

* في غضون 10 أيام تعرض اللاعبان ياسر القحطاني وسعد الحارثي لإصابات أبعدتهما عن المنتخب والنادي ، هما يملكان شعبية جماهيرية كبيرة لا تخفى على أحد ، الصحف ووسائل الاعلام المختلفة كانت تتابع آخر تطورات الإصابة وتنقل الأخبار والكشوفات الطبية للقراء أولاً بأول ، لكن ذلك النقل كان بلا إحساس أو مشاعر ، وكأن ياسر وسعد أجهزة كهربائية يعكفون على إصلاحها قبل المباريات .
وحدها شركة موبايلي تكفلت بإعلان نصف صفحة في كل الصحف السعودية (متوسط قيمة نصف صفحة ملون يتجاوز 20 ألف ريال) ، أعيد القول بأن شركة موبايلي هي الوحيدة التي قدمت إعلانا جميلاً بسيطاً خالياً من التكلف حمل صورة اللاعبين وبتعليق مختصر ( حمد لله على سلامتكم ) ، النتيجة : احترام القراء لفكرة موبايلي الانسانية الذكية وتقدير فريق التسويق المميز فيها .

* دائماً ما أتفاجأ بارتفاع فاتورتي الصادرة من شركة الاتصالات السعودية حينما أعود من سفر خارجي وكنت أعزو ذلك للتجوال الدولي والمكالمات المكلفة حتى فاجئني أحد أقربائي الموظف في الشركة بأن قال عليك في كل مرة تعود من السفر أن تقدم اعتراضاً على فاتورتك حتى يتم مراجعتها ، مصدر التعجب هو أن هذا الشخص يعمل في الشركة وكان يؤكد بأنه شخصيا يقوم بهذا الإجراء عقب كل سفرة ويكتشف مبالغ مهولة لدرجة أنه يقول بأن الاعتراض أصبح أمر اعتيادي .
بعد عودتي من دبي تفاجئت بأن الفاتورة أعلى من المتوقع لوجود مكالمات دولية ، دخلت الموقع لأقدم اعتراضاً كما نصحني قريبي ، كتبت بأني راجعت الفاتورة لأني أعتقد أن القيمة أعلى من كلفة مكالمتي الموجودة في الفاتورة ، في اليوم التالي وجدت الرد على رسالتي :عزيزي العميل بإمكانك استعراض تفاصيل اجور الشبكة في الصفحة الثانية من الفاتورة الالكترونية نشكر تواصلكم ، النتيجة : تذكرت الجملة التي تتردد بين الناس والتي تقول بأن شركة الاتصالات لو قدمت مليون ريال لعملائها فلن يحبوها أبدا .. ! .. (تبون الجد) .. كانت النتيجة (مشفرة)

لمن لا يعمل .. هل جربت العمل بالمجان ؟

أؤمن إيماناً تاماً بأننا في المملكة نعيش عصر طفرة ليس ببعيد عن الطفرة الأولى مطلع الثمانينات ، نتفق أو نختلف في آلية هذه الطفرة ، لكنها في النهاية طفرة قد لا نعيش مثلها في أيام أخرى قد نستثنى منها غلاء الأسعار – والذي هو بالمناسبة موجة عالمية ليست خاصة بالمملكة – .
كثير ما أتندم على أني وقعت عقداً في عملي الحالي يلزمني بأن أكون متفرغاً للعمل فقط ولا يحق لي أن أعمل في أي جهة أخرى على الإطلاق ، هذه النقطة تحديداً عثرت كثيراً من التحاقي بأعمال أخرى – بارت تايم – وحتى في مهام لا تستلزم التواجد الفعلي ، ولن أخفي على قارئ هذه المدونة عندما أقول بأني قد التحقت بثلاثة أعمال مرة واحدة – قبل توقعي العقد – أحدهما يلزم العمل 7 ساعات ، والثاني يكتفي بثلاث أو أربع ساعات مسائية فيما العمل الثالث مخصص – عن طريق الانترنت – ، ولو كان المجال لي مفتوحاً الآن لكررت التجربة مرة أخرى .
أقول هذه الكلمات وأنا أشاهد الكثير من الأشخاص الذين لم ينجحوا في الحصول على فرصة عمل رغم بذلهم العديد من الجهود في التقديم لكثير من الجهات الحكومية والخاصة ، ولعلي في تدوينية لاحقة أخصص جزءاً للحديث عن (السيرة الذاتية) التي تسبب الفشل للكثير من المتقدمين في الحصول على أي فرصة .
لكني في هذه الأسطر سأقدم فكرة بسيطة لم لديه رغبة جادة في العمل ويعتقد بأنه يملك مايستطيع تقديمه أفضل من بقية الموظفين ، وأنا أضمن بهذه الطريقة أن يجد عملاً في غضون أشهر قليلة متى ماكان ملتزماً بعمله ودوامه وابداعه قبل ذلك كله .
الفكرة التي لا تخفى عليكم من عنوان التدوينية هي تجربة العمل بالمجان .. نعم بالمجان .. شهرين .. ثلاثة لا يهم ، جهز سيرتك الذاتية وضع 6 قطاعات مميزة تعتقد بأنك ستجد فيها فرصة تتلائم مع مؤهلاتك ، حاول الوصول إلى مدراء الأقسام والمسؤولين الكبار لأنك إذا تقدمت من خلال إدارات الموارد البشرية فسوف تأخذ أوراقك ليردوا عليك بالجملة التقليدية ( و بنتصل عليك بعدين 🙂 ) ، أقول حاول الوصول لرؤساء الأقسام سواء من خلال المقابلة الشخصية .. أو الهاتف ، حاول أن تكون خفيف الظل من أول محادثة ، لا تطلب وظيفة أو موعد أو طلب اجتماع ، أخبرهم ( أنا متخصص في التخصص الفلاني وأرغب أن أعمل في إدارتكم بدوام كامل دون مقابل ) ، سيجيبك ( لماذا .. وما المقصد من ذلك ) ، كن صريحاً من البداية واعكس صورة حسنة عن شخصك ، أجبه ( أنا واثق من إمكانياتي وأرغب في خوض تجربة العمل معكم ) ، كثير من الشركات والمؤسسات خاصة التي لا تملك تعتقيدات إدارية مبالغ فيها ( جب ورقة .. وهات تعريف 🙂 ) ، سترحب بوجود شخص يعمل لديهم دون أي التزامات خاصة متى ماكانت نوعية العمل آمنة (لاعلاقة لها بالأمور الخصوصية) .
في حال وجود قبول عد نفسك وكأنك تعيش وظيفتك الأول رسمياً ، التزم بالدوام بالثانية ، كن أول الواصلين وآخر المغادرين .. هي فرصة وصلتك ويجب أن لا تفرط بها ( بالبزوطة من أولها ) ، حسن علاقاتك مع الموظفين ولا تكن ( موظفا غثيثاً كثير الخروج وكثير الكلام) ، طور أفكارك وقدم حلولك للمشاكل التي تمر بالقسم وأرسلها للمدير مباشرة ، ابحث في الانترنت عن أي مزايا لعملك وكيفية تطويرها أكثر وأكثر ، حاول الوصول بطريقتك الخاصة للمنافسين .. كيف يعملون وماهي خططهم التطويرية القادمة وأخبر مديرك بكل المستجدات ، كثف علاقاتك الخارجية .. والأهم أن تهتم بمظهرك قد ماتستطيع .. خاصة منطقة الوجه ، ارتد الثياب الناصعة البياض واحرص على وضع عطر يعكس شخصيتك .
ثق ثقة تامة بأنك إذا تجاوزت 3 أشهر وقد قدمت هذه الأشياء ( في مؤسسة لها سمعتها وليس أي مؤسسة ) ، تقدم إلى مديرك المباشر مقدماً لها الشكر الجزيل على منحك هذه الفرصة وأنك ستنوي المغادرة بحثاً عن فرصة عمل .. صدقني إن أثبت نفسك وتميزت عن الآخرين .. سيكون لمديرك كلمة تاريخية .. فهو لن يجد أفضل منك .

قابلت – حتى الآن – ثلاثة أشخاص عملوا بنظرية التجربة المجانية ، أحدهم الآن يتسلم راتباً شهرياً قدره 17 ألف ريال في غضون 6 سنوات فقط من العمل ، بل أنه حين قدم اعتذاره للمدير بعد التجربة المجانية ، أصبحت الشركة تغريه براتب أعلى بعد أن كان طموحه البحث عن وظيفة راتبها 4000 ريال ، حيث كان العرض الأول 6500 ريال .

* إرسال السيرة الذاتية عبر الايميلات وتصويرها 100 نسخة والتقدم بها لأقسام الموارد البشرية وشؤون الموظفين ثم الجلوس في المنزل انتظاراً للوظيفة لن يؤت بنتيجة ، تذكر .. لا أحد يطرق بابك ليقدم إليك عرضاً وظيفياً