
سبق وأن كتبت ذات مرة عن مطار الملك خالد الدولي وأجدني اليوم هنا مدفوعاً للكتابة أكثر وأكثر رغم أني لم أصل من المطار سوى قبل ساعتين تقريباً ، الوضع تجاوز أن يكون ( مزرياً ) ومزاجي لا يسمح لي هذه المرة بالبحث عن مفردة تناسب حال المطار المسكين ، قائد الطائرة أوقفها في وسط المدرج كما يبدو لي (الظلام كان دامساً ) ، وكنا بانتظار الباصات التي حملت الركاب بلا تنظيم أو ترتيب في مشهد أعاد لي ذكريات (موسم الحج ) حيث يتدافع الناس بشكل جنوني للركوب في الباصات من منطلق (نفسي نفسي ) دون أن يتفضل أحد بالتظيم وعمل طابور أو أحتى وضع أعمدة مؤقتة وأحمد لله كثيراً لعدم وجود عائلة معي لأنه وكما سيظهر لي سأكون مضطراً للبقاء وقتاً أطول حتى تأتي الباصات الأخرى 🙂
ومن المفارقات أن الباص استغرق وصوله إلى المدخل قرابة 20 دقيقة (أتحدث هنا عن مطار الرياض وليس مطار دبي ) والطريف أن هناك باصاً قابلنا من الجهة الأخرى يضم ركاباً من رحلة مختلفة يسابق الباص و(يحده .. عيني عينك ) من أجل الدخول في المسار والوصول إلى البوابة .. كنا نسير بشكل عشوائي حيث كانت في البداية تسبقنا سيارة المطار لكنها اختفت .
أحمد لله كثيراً بأني أعلنت توبتي من حمل الشنط الكبيرة لأني سأضطر للانتظار زهاء الساعة من أجل استقبالها في (السير ) الذي مضى على خدمته أكثر من 20 سنة ، وأحمد لله أكثر 🙂 أن السفرة كانت قصيرة مما مكنني من حمل حقيبة يمكن ادخالها الطائرة .
هل أحدثكم عن المنظر خارج المطار وأصحاب التكاسي الذين يتسابقون للظفر بالزبائن بلا تنسيق ولا تنظيم ولا حتى تدخل من أي جهة خارجية ، والله أن أحدهم توقف في وسط المسار تماماً والسيارات تسير من أجل مفاوضة أحد الزبائن بصوت عالٍ ، ناهيك عن الأشكال القذرة التي تلاحقك في كل دقيقة مرددة ( تاكسي .. يالطيب ) .
ياجماعة وش المهزلة هذي .. مافيه أحد يشوف .. مافيه أحد يراقب .. مافيه أحد يقيم .. وين الإعلام (الحر ) يجي وينقل الواقع ويشوف !( أنا الحين ماني صحفي .. لحد يطلع لي بشي 😀 ) ، .. آآه نسيت أن أحدثكم عن معشوقتنا الخطوط السعودية .. في رحلة الذهاب تأخرت الرحلة لمدة ساعتين دون أي اعلان رسمي عن التأخر (بعض الأشخاص قد وقفوا في طابور أمام البوابة ) ومن ثم البقاء في الطائرة زهاء الساعة لإصلاح عطل في الكهرباء ..دون أن يتكفل أحد بإبلاغ المسافرين أو تقديم الاعتذار عن التأخير ياحبيتي يالخطوط السعودية ..
كل ذلك يحدث في مطار الرياض .. كيف سيكون عليه الحال في جدة .. وأبها … ولا مطار الدوادمي 🙂 ؟