مرحبا 2023 

2022 إحدى السنوات التي مرت بسرعة، وأعتقد أن مرحلة التعافي من كورونا حولت مسارات كل المشاريع لتكون سنة انطلاقة جديدة، بالنسبة لي هذا العام كان مليء بطلبات العمل التي لا تنتهي صبحاً ومساءاً وحتى في إجازات نهاية الأسبوع، بدأت أحسب بالأشهر كم بقي على التقاعد المبكر .. مازال الطريق طويلاً لذلك لكن الفكرة بشكل عام أصبحت تدور في ذهني بين حين وآخر .

قد تكون من السنوات المستقرة جداً التي عشتها مؤخراً، لم تكن من ضمن السنوات المفصلية لذلك فضلت أن أدرج أبرز نقاطها بشكل سريع ..

يوم الانتصار التاريخي على بطل العالم: لا أعتقد أنني عشت لحظة سعيدة في حياتي تعادل فرحة صافرة الحكم بعد مباراة الأرجنتين، كنت في ملعب لوسيل بالدوحة شاهداً على هذا الحدث التاريخي، كان حدثاً أشبه بالحلم بل هو أقرب للحلم فعلاً من الحقيقة، بلاشك تفاصيله ستبقى في ذاكرتي طويلاً، لا أذكر أني عشت لحظة سعادة غامرة كتلك .. ولو كان الأمر بيدي لنزلت أنطلق في أرض الملعب.

منتج ريكسوس بشرم الشيخ : قضيت مع زوجتي وأطفالي إجازة رائعة في شرم، لم أكن متفائلاً برحلتي الأولى إلى مصر، لكن الأجواء في المنتجع كانت جميلة، يكفي أنه يتضمن قسماً كاملاً للألعاب المالية، والشعور الرائع الذي أعادني لعمر الطفولة من خلال التزحلق والصراخ في كل مرة مرة، خدمة الفندق جيدة جداً وقد تكون محطة دائمة لنا إن تسهلت الأمور المادية لذلك .

نزال البحر الأحمر: على الصعيد العملي، كانت تغطية حدث نزال البحر الأحمر بجدة مناسبة رائعة بالنسبة لي، وأعتقد أن تنوع مخطط الرحلة ساهم في ارتفاع نسبة السعادة، مثلاً يوم التدريب بنادي الخطوط السعودية، يوم المؤتمر الصحفي في فندق شانغريلا .. وهكذا على مدار خمسة أيام انتهت بيوم النزال التاريخي الذي توجه حضور الملهم الأمير محمد بن سلمان، ولربما أعتقد بأنها هي وفعالية فورمولا ون .. أكثر فعاليتين عشقت كل تفاصيلهما .

حفلات وزارة الثقافة الغناء بالفصحى: للمرة الأولى أحضر حفلاً غنائياً لمحمد عبده، لا تسلني عن تلك الليلة الجميلة التي غنى فيها أنشودة المطر في أجواء رائعة، كان الحضور لحفلة محمد عبده حلماً وتحقق، والأمر لم يقتصر على تلك الليلة، بل حضرت بعدها باسبوع حفلة ماجدة الرومي، حفلتين في قمة الرقي والتنظيم وإدارة المشهد بهدوء وسلاسة، زادتني طمعاً في مناسبات مشابهة تقيمها الوزارة .

شاشة TCL : للمرة الثانية خلال سنتين، خالد حطم شاشة سامسونج في صالة المنزل رغم أنها هذه المرة مثبتة في الجدار، متعب جداً هذا الخالد، وإن شاء الله يسدد قيمة شاشتين عندما يكبر،  غضبت وقررت عدم دفع قيمة عالية لشراء ماركة كبرى، اتجهت للشاشات الصينية واخترت شاشة TCL بتردد 120 هيرتز، وخلافاً لتوقعي، كانت الشاشة فوق فوق مستوى توقعاتي بكثير وبنظام تشغيل رائع جداً .. مازلت منذهل من جودتها وقيمتها الرخيصة.

سنة عائلية رياضية : الفضل بعد الله لزوجتي الغالية التي تحرص – أكثر مني – على إشراك فهد ويارا في نشاطات مسائية في الأندية، يارا خطت طريقها في الجمباز وهي سعيدة بذلك وإن كانت مازلت في فلك الرياضة المجتمعية .. اي السعادة بالرياضة وليس باحترافها، وفهد فاجئني بتقبله للكاراتيه وحرصه على حضور التمارين بشكل لم أعهده منه .. حتى وصل الآن للحزام الأزرق بحضور 4 حصص أسبوعية مع المدرب الرائع ماجد الخليفة صاحب الألقاب الكبرى .. ، أتمنى فهد أن يسير في هذا الاتجاه ويتطور أكثر بإذن الله ، اما والدهم كاتب هذه الأسطر في سجل في ماراثون الرياض الدولي بمسافة 10 كلم ، ومن المفترض أن أبدأ التمارين والتجهيز خلال فترة لاحقة من هذا الأسبوع – بس يخف المطر –

وبس ؟ 

بصراحة أنا فاشل جداً في ترتيب أفكاري ونقاطي، وأكتب بسليقتي مرة واحدة متى ماكان المزاج يساعد .. أحس بأني وصلت للنهاية لكن كانت في هذه السنة تفاصيل كثيرة من المفترض أن أحكي عنها .. لا أعلم قد أعود لاحقاًُ لكتابة المزيد ..

وداعاً ٢٠١٧ .. مرحباً ٢٠١٨

لا أعلم كيف أكتب مقدمة لتوديع العام ٢٠١٧ وأنا الذي فقدت في شهره الأول الغالية والدتي – رحمها الله – وكيف أن ذلك الفقد مؤلم مبكي .. مؤثر، أتذكر كل مرة أقرأ فيها لأحد فقد والدته وهو يقول أسعدوا أمهاتكم وأفرحوهن .. ، لكننا دائماً ندرك ذلك في الوقت الضائع، كل الأحلام في ذاكرتي ترتجي أن تعود أيامها ولو دقائق .. لأخرج معها لوحدها في عشاء بمطعم تحبه، أو تناول القهوة في أماكن تهواها مثل (الدرعية) التي تبتهج لزيارتها .. والتي للأسف ودعت دنيانا في مقبرتها .. الفقد مؤثر ويجلب الحسرة ، أعان الله كل من فقد أمه.

 

عملياً: بداية العام ونهايته حملت في حياتي مفارقة، طلقت في بدايته العمل الصحافي – المتفرغ – والذي كان مهلكة صبحاً ومساءً .. وتفكيراً فيه طوال اليوم، انتقلت للعمل في مجال الإعلام الرقمي بهيئة الرياضة، وأصبح وقتي أكثر تنظيماً وترتيباً حتى في إجازة نهاية الأسبوع التي أصبحت أشعر وكأنها إجازة سنوية – رغم أن العمل يلاحقني فيها أحياناً – إلا أن ذلك لا يعادل حجم المتابعة والتدقيق في الأخبار والتغريدات عندما كنت أعمل في الإعلام الإلكتروني بجريدة الرياض والتي قضيت فيها أجمل السنوات بخبرة صحافية تجاوزت ١٥ عاماً .

المفارقة هنا أني لم أستطع مفارقة الحب الذي في داخلي طويلاً، فقد عدت للعمل في نفس المجال ولكن بتجربة جديدة بجريدة الرياضية .. والفارق هنا أنه عمل إضافي – ليس تفرغاً – مع أن الهم نفسه والهاجس طوال اليوم سيبقى مرتبطاً.

وأصدقكم القول، بأني مع مفارقة العمل الصحافي في بداية العام، بدأت أحس بالفراغ الكبير، لساعات أحس بأني متقاعد – رغم الوظيفة الصباحية – إلا أني لم أستطع الاعتياد على الجلوس مساءً دون عمل أو متابعة، رغم تقطيع الوقت بمشاهدة المباريات حيناً أو المسلسلات .. أو حتى الجلوس مع الأصدقاء.

عموماً سيبقى تحدي جديد أمامي، وحتى رغم بلوغي الأربعين سأراه تحدي وظيفي جديد وكأني للتو قد تركت مقاعد الدراسة منطلقاً نحو العمل، أتمنى أن أقدم كل ما أملك، وتقديراً لشخصٍ وفيّ تذكرني منذ أكثر من ٤ سنوات دون أن نلتقي .. قابلته للمرة الأولى فقط قبل شهرين، ولعلي يوماً أكتب عنه.

 

عائلياً ؟ ماذا عساني أن أحكي وأنا أتأمل فهد ويارا يكبرون بهذه السرعة الصاروخية؟ أتذكرون عندما قصصت لكم قبل سنوات كيف حملت فهد بيدي المرتعشتان بغرفة الولادة ؟ وكيف أني صورته ويدي ترتجف خوفاً مع صوت كان يقول لي – بلهجة لبنانية –  (صوّر .. راح يكون هيدا الصبي شخص عظيم)  .. هل تتخيلون بأني احتفلت ببلوغ فهد السابعة من عمره يوم ٢٦ ديسمبر الماضي ؟ .. هل لكم أن تتخيلون بأنه أصبح يعد كم سنة بقيت له كي يتمكن من قيادة السيارة ؟ وماهي السيارة التي يتمناها ؟ .. شيء غير معقول، بالمناسبة هو أصبح يحلم بسيارة موديلها (أودي) لأنه يغني (فهودي يسوق أودي) .. مع أني أراها صعبة المنال 🙂 .

أما يارا فأصبحت أماً لي بعد غياب والدتي رحمها الله، والبنت أسكن الله فيها عاطفة بوزن الجبال، نعم مازالت كل يوم على الوعد .. تنزل الدرج للدور الأرضي بمجرد دخولي السيارة لباحة المنزل .. تستقبل وتحضن أيضاً .. هذا أمر كفيل بأن يزيل عناء اليوم كله، فيما (أبوالشباب) يتعذر بعدم نزوله لأنه شاهدني بالأمس وهذا يكفي (على حد قوله).

كنت أحمل عبء كتابة هذه الموضوع وتبعثرت أفكاره أمامي وأنا أكتب ولم أعد قادراً على السيطرة، أصبحت أرى الكلمات تقفز من الشاشة يمنة ويسرة،  كنت أنوي أن أكتب عن الرياضة وتأهل المنتخب إلى المونديال، وعن أحلام العام الجديد، وعن الإعلام أيضاً .. لكني تخطيت حدي الأحمر ٤٠٠ كلمة ولا أريد أن أثقل عليكم أكثر .. لعلي أكمل لاحقاً

 

باختصار .. هو عالم زائف

أحزن كثيراً عندما أتذكر أننا كنا نترحم على الكتب والصحف مع بدء مرحلة التدوين والمواقع على الانترنت، كنا نقول بأننا دخلنا في نفق مظلم من المعرفة والإدراك الحقيقي، ترى ماذا سنقول اليوم ونحن نرى المعرفة تختصر وتتناقل في واتس آب وتويتر بروابط ومعلومات مغلوطة مجملاً أو ضعيفة المحتوى والأفكار.
مايحدث هو باختصار عالمٌ زائف، تزينه الأرقام لا المضمون، كل الجهود للتسابق برفع الأرقام .. أرقام المتابعين، أرقام المشاهدات، الريتويت وغيرها.

هذا العالم الجديد لم يعد يمثلني، لملمت أوراقي وعدت لأكتب هنا، فأنا لا أستطيع البقاء في تلك الدائرة الزائفة، ولا أستطيع مجاراتهم إما في النقد المبالغ فيه بحثاً عن شعبية أو الإيغال في المديح الكاذب بحثاً عن تقرب أو (شرهة).

المحتوى أصبح مثل شلال ضخم تشاهده من بعيد يعجبك منظره ويسرك، ولكن كلما اقتربت أكثر ضايقك وبلل ملابسك.

لا أريد أن أكون متشائماً أو أنظر بسوداوية، لكن (من جد) ملينا، حتى أن هذا الغثاء أصبح يتناقل ويصل للصحف المسكينة التي تعاني وتعاني من أجل البقاء ولم يعد لها سوى التعلق بقشة مشاهير الشبكات الإجتماعية، وللأسف أصبحت تستكتبهم وتفرد لهم المساحات وتمنحهم الزوايا والأعمدة التي كان لها قيمة.

 

نعم .. أصبح عندي وقت فراغ

قبل نهاية 2016، انتقلت لجهة عمل أخرى ليست إعلامية، كنت أعتقد بأن التغيير سيكون وظيفي لا أكثر، غير أن ماحدث أن حياتي كلها تغيرت .. وسأستعمل المعنى الدارج الذي يقول تغيرت رأساً على عقب.

من يعمل في الإعلام بدون أن يشعر ستكون هناك غمامة على عينيه، لا يعي فعلاً ارتباطه بكلمة وظيفة، لأن العمل المتفرغ في مجال الصحافة له يوم عمل فضفاض جداً، وقد يكون يومه كله يوم عمل دون أن يشعر، عملت 14 عاماً في مجال الصحافة عشرٌ منها في مجال الإعلام الرقمي، وبلاشك كانت أياماً رائعة وممتعة جداً لكن الارتباط اليومي فيه قاتل .. وقاتل للغاية.

باختصار هذا الارتباط الوثيق اليومي بكل معلومة – حتى وأنت بالخارج – يقلل من فهمك لما يصطلح عليه بـ (وقت فراغ) لأنك سترتبط بوظيفتك صبحاً ومساءاً وقد يكون حساب الجريدة هو أول ماتقع عليه عيناك حينما تصبح وتمسي ناهيك عن عشرات رسائل الواتس آب من محررين وأحياناً مسؤولين .. وقصص أخرى من المشاكل التقنية التي قد تواجهك بين حين وآخر.

بعد الانتقال الذي أمضيت فيه نحو خمسة أشهر، أصبحت أفهم ماذا تعني كلمة (وقت فراغ) بل وأعاني منها، هذا الأمر كان بالنسبة لي مثل الأمنية التي تحققت، ساعات كثيرة من اليوم أكون فيها مبتعداً عن جوالي كأن أبقيه مشحوناً في غرفة النوم .. بعدما كنت أحمل هاتفين في كل مكان، ولا أخفيكم بأني مازلت مستجداً على عالم الفراغ، وأحياناً بعد العشاء أجد نفسي في ورطة، بدأت في إعادة ترتيب أوراقي المنسية وهوايتي بل وحتى مشاهدة المسلسلات عبر نتفليكس.
من (الفضاوة) كذلك بدأت في خطة ريجيم بساعة تمارين يومية في النادي وحتى يومنا هذا فقدت سبعة كلغم وهدفي أن أخسر عشرة أخرى بإذن الله، أعيد ترتيب أوراقي لطرح (بودكاست أطياف) من جديد وأبحث عن استديو تسجيل يناسب ذلك في الرياض، وبدأت لي فكرة تقديم برنامج يوتيوب بعنوان (لقاء عابر) سجلت منه حلقة تجريبية وبلغت فيها المشاهدات 35 ألف مشاهدة .. الرقم ليس كبيراً لكنه حمسني للإنتاج أكثر ربما في رمضان أو بعده.

 

كل ماسبق لا يعني بأني ندمت على عملي في الإعلام، أبداً .. هي فترة من أجمل أيام حياتي خاصة بوجود فريق عمل رائع في إدارة الإعلام الإلكتروني بجريدة الرياض وبمزاملة للصديق هاني الغفيلي، فترة تعلمت منها الكثير والكثير واستمتعت بها بشكل لا يوصف.

أختصر الكلام وأقول بأن التغيير (زين) .. وكفى

وداعاً ٢٠١٦ .. مرحباً ٢٠١٧

نعم أصبحت رجل سعودي تقليدي، عمل يومي واهتمامات منزل وجلوس مع العائلة والأطفال، ثم قضاء الويكند مع الأصدقاء في الاستراحة متنقلين بين أحاديث عامة أو متابعة مباريات أو خوض تحديات الفيفا المثيرة.
لا أذكر أني سجلت نقاطاً في موضوع المدونة السنوي كي أستشهد بها، لذلك سأحاول الحديث بما تسعفني به ذاكرتي المتواضعة والمهترئة جراء الاعتماد على التطبيقات ومواعيد التذكير.
أدركت في مطلع هذا العام وبعد سكني في المنزل الجديد بأن ما أصابني في العام الذي قبله أشبه مايكون بـ (اكتئاب) ، ولأطلق عليه مصطلح (اكتئاب العمار) والذي يواكبك في متابعة شؤون منزلك الجديد والهم الضخم والكبير النفسي أولاً والمعنوي ثانياً .. وفوق ذلك تأثير ضغط (الكاش) الذي لا يمكن تعويضه سوى بالاستدانة من هنا وهناك حتى .. ينتهي كل هذا الكابوس بالنوم في المنزل بالليلة الاولى.

أحاول أن أعصر مخي كما يقولون لإدراك شيء من هذا العام، مر بسرعة وسط أحداث سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى وبوادر مرحلة جديدة في (شد الحزام)، بالنسبة لي لن يكون 2016 أسوأ حالاً من سابقه، اعتبره عام (الراحة) مقارنة بسابقه، فلم أستحدث فيه مايستحق أن يذكر بل كان عام (لم الشتات) من الركض المتواصل والهم الكبير خلال العامين اللذين سبقاه، واختتمت نهايته باصلاح بعض الإلتزامات المادية بحمد لله من الله وتوفيقه.

شخصياً : عندما أتذكر أن العام 2017 سيكون عام الأربعين .. أتوقف عن التفكير مباشرة  ، فهد ويارا أصبحا صديقين أكثر وإزعاجهم وطلباتهم أكثر وأكثر، عندما يطلب أحدهما التوقف عند السوبر ماركت مثلاً أو مطعم ماكدونالدز يمكنني (تصريف) الموضوع بأي عذر ولكن عندما يتفقان بإصرار .. لا أملك سوى القبول، وأحياناً أتذكر طفولتي وكيف كنت أطلب من أبي مصروفاً للبقالة أو من أشقائي زيارة سوبرماركت ما ، ولو عصرت مخي جداً لذكرت كم مرة دخلت اليورومارشيه أو سوبرماركت العزيزية في طفولتي وكان الأمر وقتها حلماً .. رغم أني أخرج منهما أحياناً دون شراء شيء خاص لي، لهذا أعوض الأمر قليلاً في أطفالي، حتى مع فهد .. كان حضور المباريات حلماً ولربما المباريات التي حضرتها قبل سن العشرين لا يتجاوز عددها اليد الواحدة، لذا فهد سيحضر ويسعد بانتصار المنتخب أكثر مما سعدت أنا.
رياضياً: سعدت بتحسن مستوى المنتخب وبداية عودة الوهج الرائع للانتصارات والأفراح الجماهيرية، وسعدت كذلك بإعلان حب جماهير الأندية للاعبي الفرق المنافسة طالما هم بقميص الأخضر – رغم بعض أصوات النشاز المعتادة – ، كما لا زلت أرى بأن الدوري السعودي مثير جداً داخل الملعب وخارجه، حتى وان اعتراه بعض السوء الفني أحياناً ، إلا أن متابعة الأحداث وملاحقة المنافسين رائعة جداً ومثيرة خاصة مع عودة الأندية الكبرى للتنافس الحقيقي، وبالنسبة لي هذه المتابعة تمثل أهمية كبيرة وأحرص على معرفة النتائج وأحوال الفرق.
تقنياً: أعتقد أن 2016 من الأعوام التي لم نشهد فيها تغير تقني يستحق، حتى أن أجهزة الجوالات بما فيها الآيفون والسامسونج لم تعد تحمل تغيرات تذكر، والشبكات الإجتماعية لازالت بأركانها الأساسية دون تغيير، رغم أني والله أبحث عن محطة جديدة منذ سنوات ومنذ أن بدأ تويتر يفقد وهجه وتضعف متابعته بالنسبة لي حتى أني لم أعد أشارك وألغيت كل تغريداتي تقريباً باستثناء عدد قليل، وبطبيعة الحال بقيت أتابع تويتر بقائمة خاصة (مخفية) فيها 50 شخص فقط أجد في تعليقاتهم فائدة إضافة لعدد من الأصدقاء، تطبيق “أوبر” من أجمل التطبيقات هذا العام وتعجبني لمساتهم وطريقة عرضهم للرسائل والبريد الإلكتروني .. احترافية جداً وأنيقة، كما أنني أتوقع أن تحديثات (جوجل ماب) كما قرأت عنها ستكون رائعة في العام الجديد وأذكى مما سبق.
إعلامياً: في رأيي أن التحدي أمام الإعلام ازداد صعوبة في 2016، كما أن وسائل الإعلام السعودية صحافة وتلفزيون لم تتمكن من الخروج من عباءة العمل التقليدي البحت والإكثار من المديح، من النادر أن تقرأ أو تشاهد نقداً حقيقياً يهدف للصالح العمل وتطوير البلد، ويحز في خاطري وأنا أتجول في شوارع الرياض غير المخططة والمليئة بالحفر والمطلبات المبالغ فيها وفوضى التنظيم المروري، أن لا يقابل ذلك عملاً إعلامياً جاداً .. بل تجد أن المديح في تحسين الشوارع وخلافه له النصيب الأكبر، لذا من الطبيعي أن يكسب “تويتر” الجولة ويخطفها إعلامياً ولا سيما قضايا التعدي على الشوارع ونذكر في ذلك قضية (بلاش دلع)، من جانب المقالات خفت المتابعة قليلاً مع ضعف القراءة – بصراحة – ، فالعيب مني أولاً لكني لازلت أحرص على مقالات عبدالرحمن الراشد ومشعل السديري والرائع فهد الأحمدي.

ختاماً .. أسأل الله لي ولكم التوفيق في العام الجديد وأن يكون أجمل وأفضل من سابقه .. وتذكروا أن الحسد يحرق صاحبه، فطهروا قلوبكم وابتعدوا عن هؤلاء

وداعاً 2015 .. مرحباً 2016

600

لا أستطيع أن أتجاوز مطلع العام الجديد دون أن أسجل تدوينة سنوية كهذه، كل عام أقول بأني سأسجل أبرز الأحداث والذكريات لكني – كالعادة – أصل لكتابة هذا الموضوع وأنا بالكاد أتذكر ماجرى فيه، وأحياناً أعذر نفسي نظراً لاسلوب حياتنا أو حياتي بالمعنى الأصح غير المنظم وارتباطات العمل الدائمة صبحاً ومساءاً (لا تعمل في الإعلام أرجوك)، وزيادة الارتباطات الأسرية لتزايد أفراد الأسرة وحجم البيت.

على طاري البيت .. الحمد لله أني أنهيت حلم بيت العمر بفضل من الله وطلقت شقتي الجميلة إلى منزل لا يبتعد حجماً عنها، لكن هذا المنزل أخذ كل طاقاتي الجسدية والنفسية والمادية، كانت تجربة صعبة ومرهقة جداً خاصة لشخص مثلي لم يعتد على الأعمال والمشاوير الكثيرة والاختيارات المتعددة ومتابعة العمال ومشاكلهم وغباء بعض الجهات الحكومية في المراجعة، صحيح أني عشت وضعاً مادياً صعباً .. وصعباً جداً إلا أن فكرة السكن والنوم في المنزل الجديد ينسف كل ذلك ويجعلك تنسى أن طابقك الأرضي لازال فارغاً من أي قطعة أثاث .. (يحلها الله) .. هذه جملتي التي أرددها بين حين وآخر .. (يحلها الله) حتى أجد شنطة مليئة بالملايين في شارع مظلم 🙂 .
على الجانب الأسري فهد صار يلفت نظري بأسئلته الدائمة حتى ونحن قبل أيام (26 ديسمبر) نحتفل بسنته الرابعة كان يسأل بكثرة حول المطعم، بل أنه أصبح يكتب في بحث يوتيوب على الايباد بنفسه وهو أمر أسعدني بقدرته على الكتابة ومعرفة الحروف، أما يارا .. فلهذه الجميلة قصة أخرى، في مارس المقبل تكمل عامين ولكنها تتعامل معي وكأنها فتاة في العشرين .. البنت تسحر ياجماعة :).

أحاول أن أعتصر مخي لأكتب حول 2015 فلا أجد، ويبدو أن تشطيب المنزل أخذ جهدي ووقتي فلا أتذكر أي أحداث هامة باستثناء سفرة قصيرة اقتنصناها إلى ألمانيا والنمسا في مارس الماضي كانت رحلة شتوية والاجواء ثلجية، صحيح أن كثرة الملابس مرهقة ولكن تجربة السفر في الشتاء (لذيذة) وأنت تمشي بين الثلوج، أعجبتني (أنسبروك) النمساوية .. مثل هذه المدن المفروض أن لا تكون على الكرة الأرضية 🙂 .. كلما أتخيل نظام المدينة الجميل والمنظم وأقارنه بالرياض مثلاً تأتيني حالة لا وصف لها لكنها مليئة بـ (ضيقة الصدر)، الصورة المرفقة في هذه التدوينة لـ (انسبروك) النمساوية والله أنها بلا أي تعديل بالفوتوشوب .. شي مذهل لقمة المدينة من أعلى جبالها.

إعلامياً .. ولأني كبرت واقتربت من حاجز الأربعين (ياسرع الدنيا)، أصبحت أميل لقراءة المقالات أكثر وتحديداً في جريدة الشرق الأوسط، يسحرني فكر عبدالرحمن الراشد وطريقة تناوله للمواضيع بواقعية (أقرأوا ماقاله عن الميزانية مثلاً) .. مقارنة بآخرين لا يجيدون سوى التطبيل ولعق الجزم ومقالاتهم أصبحت مكررة مع كل ميزانية، كما أصبح مشعل السديري من أكثر الكتاب الذين أحرص على متابعة مقالاتهم وحقيقة يشدني بأسلوبه الساخر والسهل .. يؤلمك رأسك عندما تقرأ مقالات لآخرين يملأونها بالعبارات الفخمة والأبيات القديمة صعبة الفهم، ثم يأتي مشعل السديري باسلوب رائع وسلس، لفتت نظري هذا العام مقالات سعد المهدي الرياضية وأستغرب بأن فكره الراقي هذا لم ينعكس على أداء جريدة الرياضية عندما كان رئيساً لتحريرها، أما على مستوى الصحف فلا أتوقع بأن أحداً يرفض نجومية جريدة مكة والتي ولدت في الزمن الخطأ فمستوى قراءة الصحف من العامة ضعف كثيراً مع فورة الشبكات الاجتماعية وبرامج المحادثة.

قبل أن ينتهي العام 2015 سعدت جداً بأن صديقين عزيزين أعلنا عزمهما على الزواج أحدهما ملكته اليوم والآخر بعد أيام، ووالله أني فرحت لهما من كل قلبي وهما يعلمان ذلك، الزواج والاستقرار جزء من حياة الشخص ومسيرته في هذه الدنيا، لا تكتمل أركان السعادة إلا وأنت ترى أطفالك بجانبك، كما أن وجود زوجة في حياتك تكون صديقتك ومنجم أسرارك سيغير الكثير من أساليبك الحياتية بلاشك.

ماذا أنوي في 2016 ؟ لا أتطلع إلى شيء كثير رغم وجود بوادر تغيرات كبيرة في حياتي العملية، لكني أهدف أن يكون هذا العام (عام الحزم) بالنسبة لي لترشيد الإنفاق والاستهلاك لتسديد الديون وتأثيث الدور الأرضي من بيتي، كما أتطلع إلى أن أزور الولايات المتحدة في رحلة من شرقها (نيويورك) إلى غربها (لوس أنجليس) مع عدد من الأصدقاء بالسيارة .. هذه رحلة الحلم بالنسبة لي ومنذ سنوات وأتمنى أن أخوضها لكن عملية بناء المنزل هدمت كل تلك الأفكار.

قبل أن أختتم أسطري هذه أتحدث عن الشبكات الاجتماعية في 2015 والتي كشفت كم أننا نعيش بين عدد كبير من الحمقى والأغبياء والبلهاء، والله كلما تصفحت تويتر لأشاهد تعليقات المؤثرين و(الهوامير) بما فيهم عدد من الإعلاميين، أني أُكبر بأن أعيش مع أصدقاء لي أعتبرهم عباقرة وحكماء مقارنة بهوامير الشبكات الاجتماعية، كمية غباء كبيرة واستنتاجات غبية غير منطقية (تابعوا مثلاً من يتحدث عن حريق فندق آدريس ومستشفى جازان) .
يبدو أن ثرثرتي زادت عن توقعاتي، عندما كتبت العنوان كنت متورطاً بماذا سأكتب .. والآن (ماشاء الله علي 🙂 ) يبدو أن أصابعي على الكيبورد لا تريد أن تتوقف .. توقفوا أرجوكم 🙂 خلاص

400