النيوز ويك .. أرجوكم اشتروها ..

ليس مكابرة ولا غروراً، ولكني أقول دائماً لمن حولي بأن لا لأحدٍ فضلٌ فيما بلغته في حياتي، صحيح أن هناك من ساهم بوصولي إلى مقاعد وظيفية لكنها في النهاية هي تسلسل طبيعي لما قمت به في عملي، عموماً حتى لا أبلغ مبلغ المغرور فأقول هناك أمور لا أنسب لها الفضل الكامل ولكني أقول بأنها ساهمت ولو قليلاً في تطور الفقير إلى الله (بالمناسبة أكره هذه الجملة التي يحبها كتاب المقالات .. توحي بالغرور أكثر من التواضع) ، عموما من بين تلك الأمور عدد من المجلات التي كنت أقرأها منذ أن كنت طالباً في الابتدائي ويأتي على رأسها المجلة العربية ومجلة العربي التي كان يحضرها أخي الأكبر كل اسبوع.

في السنوات الأخير أعد وجبة (النيوز ويك العربية) الأسبوعية وجبة تعليمية لا يمكنني الاستغناء عنها، وفي رأيي من المفترض أن تعد جزءاً ثابتاً في منهج أي طالب إعلام أو صحافة أو حتى محب للغة العربية، أعتقد أنها هي الوحيدة التي تمثل الصحافة العصرية الحديثة في كل تفرعاتها، الخبر والتقرير والتحقيق والمقالة .. والحوار، طريقة اختيار العناوين ونهج كتابة القصة أو الخبر وحتى رؤية اختيار الصورة بطريقة غير تقليدية وملفتة للنظر .. عيناك تقع أولاً على جمال الصورة وذكاء مصورها .. ثم الخبر.

ربما هناك من يقول بأن المجلة أمريكية وتوصل وجهة نظر الحكومة الأمريكية بطريقة غير مباشرة، أرد عليه بالقول بأن المجلة شاملة ولا تغطي جوانب السياسة فحسب، بل تغطي الاقتصاد والاجتماع والرياضة أيضاً والسينما، بل أن الجزء الأكبر من مواضيعها السياسة تناقش فيه السياسة الداخلية الأمريكية، بل حتى ولو ناقشت السياسة الخارجية..مالمانع أن نقرأ كيف يفكرون وكيف يحللون .. وماهي نظرتهم تجاهنا.

سبب كتابتي لهذا الموضوع ماتردد من أنباء بأن المجلة التي تطبع نسختها العربية في الكويت (بمطابع جريدة الوطن) تعاني من مشاكل مالية بسبب قلة المبيعات واتجاه الكثيرين إلى مصادر معلوماتية أخرى(انترنت- فضائيات) ، وأنا أقول هنا وجهة نظري بأن المجلات الورقية لن يكون لها أي مستقبل بأي حال من الأحوال(أقول المجلات وليس الجرائد) .. لكن هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي، حتى الآن لم يصدر تصريح رسمي من إدارة المجلة بقرب إيقافها لكن كما ذكرت هي أنباء تطرح وتتداول .. ومرجحة جداً خاصة في ظل تقلص عدد النسخ التي تصل الرياض، في السابق كنت أجد المجلة في محلات (ميد) كل اسبوع بسهولة ، بينما الآن بالكاد أحصل عليها من سوبر ماركت (سيفوي) وفي طريقي للاشتراك حتى تصل إليّ في عملي كل اسبوع حتى ولو كانت بعض صفحاتها ممزقة بأيدي الرقيب.

في أسطري هذه نداء لمن يحب قراءة التقارير والتحقيقات والأخبار باسلوب عصري حديث وجذاب، جرب شراء عدد واحد فقط من المجلة واحكم بنفسك على محتواها، يؤسفني كثيراً بأن أجد بالكاد ثلاث أو أربع نسخ من هذه المجلة على حامل الجرائد في السوبر ماركت فيما المجلات الأخرى ذات القيمة الأدنى تتباهى بأعداد نسخ لا حصر لها .

إذاعة ( رقمها الرمزي ) وإسفاف الذوق

حوسة ودنيا ورقمها الرمزي

للأسف .. كثير ما نعاني في المملكة من ظاهرة الاحتكار في أمور عدة ، ومن بينها احتكار موجات ( FM ) الإذاعية لصالح مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC ، حيث لا توجد إذاعات خاصة باستثناء إذاعي الإف إم والبانوراما الخاصة بالإم بي سي ، إلى جانب الإذاعات الحكومية ذات الإمكانيات المحدودة .
اعتراضي ليس على وجود MBC فقط والتي استفاد ملاكها من دخول السوق الإذاعي في امتيازات قدمت في وقت سابق ، لكني التساؤل هو كمية السطحية التي تملأ الإذاعة بها ساعات البث على مدار اليوم لاسيما الإصرار على الظهور بمظهر الاعلام المادي الذي يبحث عن المادة أولاً وأخيراً ، فليس غريباً أن نستمع مع كل دقيقة جملاً دعائية تطالب بالتصويت للأغنية التي (رقمها الرمزي كذا ) والأمر يتكرر بشكل كبير ومزعج ، بل في إحدى المرات اكتشفت أنها خصصت جائزة للمتصلين تبلغ 500 ريال .. أي جوائز مدارس الروضة والتمهيدي أكبر مما تقدمه هذه القناة لمستمعيها ، بعد كل هذا الاستجداء لاستغلال السطحيين والسذللمشاركة في التصويت لصالح راشد أو خالد أو نوال يكون السحب على 500 ريال !!
نقطة أخرى ، لندعكم تتخيلون الرقم الذي يمكن أن يصل إليه عدد المصوتين إليه في اليوم الواحد ؟ .. 1000 شخص مثلا ؟ ألفين .. ثلاثة ؟ ، لنقل أنه ألفين مصوت يوميا ، عادة قيمة التصويت لا تتجاوز 4 ريالات للرسالة الواحدة ، إذا أبعدنا حصة شركتي الاتصالات والتي تبلغ 50% من مجموع الدخل الذي بلغ في يوم 8000 ريال ، يبقى 4000 ريال ، هناك جزء تأخذه الشركة المشغلة ولنقل بأنه 25% أي (ألف ريال للشركة المشغلة ) ، كل ماسيتبقى لإذاعة الإم بي سي هو ثلاثة آلاف ريال في اليوم الواحد ؟ .. أي مبلغ لا يتجاوز ولا حتى 5% من قيمة نصف دقيقة في الإعلان التلفزيوني ؟ .. لنزيد حصة الام بي سي من الدخل اليومي ونقول بأنها ستكسب 10 آلاف ريال يوميا في أحسن الأحوال.. هل يستحق هذا المبلغ الكم الكبير من بث القناة للتصويت والمشاركة ؟ ، مقارنة بأسعار نصف دقيقة في الاعلان التلفزيوني التي تزيد عن 50 ألف ريال .
كل ماسبق ( كوم ) وسطحية مذيعي القناة (كوم آخر) ، واضح جداً أن اختيار المذيعين والمذيعات يخضع للواسطة حقيقة ، فلا يوجد أي صوت إذاعي يمكن الإشادة به واحترامه مقارنة بإذاعات الإف إم التي نسمعها في دول الخليج ، أستثني منهم مذيعتي قناة البانوراما (بتريسيا ونولا) واللتان تملكان كاريزما وصوت وثقافة وروح لا يمكن مقارنتها أبداً بمذيعي ومذيعات الإم بي سي .
أتحدث عن تسطيح الفكر والذوق بأغان سطحية ؟ .. هناك عشرات الأغاني الطربية والراقية والمميزة إلا أن هذه الإذاعة تبحث وتعيد الأغان التافهة عشرات المرات في اليوم الواحد ، لعلكم تتذكرون كيف كانت أغنية التاكسي تتكرر بشكل ربما يكون كل ساعة ، بينما حولت إذاعة البانوراما التي بدأت البث بالأغان الطربية والراقية من فيروز لميادة لكاظم .. إضافة إلى الأغان الكلاسيكية القديمة لوردة وأم كلثوم وفايزة أحمد وحليم .. حولت الإذاعة في نهار واحد بعد اجتماع دام ساعتين لتصبح مثل شقيقتها وتبث لنا غثاء الفكر ورداءة الصوت من مطربين على شاكلة إيهاب توفيق وثامر حسني وهيفاء ومنهم على شاكلتهم .
للأسف مع ازدحام شوراع الرياض وسوء التنظيم المروري والتخطيطي لشوارعها ، أصبحنا نقضي ساعات طوال في قضاء مشاويرنا اليومية ، ولا أستبعد أن يصل معدل الشخص اليومي في سيارته لنحو ساعتين ، من المؤكد بأنه سيمل من الاستماع لسيدي سيارته وسيفضل التجول في الإذاعات .. لكننا للأسف مجبرين على سماع إذاعة واحدة .
يجب فتح الأجواء للقطاع الخاص لاقتحام موجات الإف إم وفق تنظيم محكم تشرف عليه وزارة الإعلام بما فيها الإذاعات الدينية حيث لم تعد إذاعة القرآن الكريم قادرة على استقطاب هذا الكم الهائل من المستمعين .. لنتخيل أن لقناة المجد موجة .. سيكون هناك فارق كبير ، كما سيكون هناك مجال لفتح إذاعات حوارية ثقافية ، بدلاً من إذاعات يضيع وقتها بإهداء من ( محمد لنورة وأصدقاء الاستراحة) ، وإهداء من لطيفة لزوجها المسافر وإهداء آخر من دلوعة جدة لدلوعات الرياض .

عندما أعود للبيت وأتجول في المدونات وأقرأ الأفكار والآراء والأطروحات الرائعة والمميزة .. أنظر للسنوات المقبلة ولمجتمعنا بتفائل ونظرة وردية كما يقولون .. ، عندما أخرج وأستمع للمداخلات السطحية والإهداءات الغبية في الـ MBC أنظر للمستقبل نظرة تشاؤمية .. هل هؤلاء فعلاً يمثلون مجتمعنا ؟

ماضيعنا إلا الدروع

صورة تعبيرية لا أكثر ولا أقل

إلى وقت قريب ، كنت أفكر مع صديق لك بأن نقوم بتنفيذ مشروع تجاري لتجهيز محل يبيع الدروع التذكارية ، كنت أقول لصديقي بأنه لا يوجد دولة في العالم كله تقوم فيها هذه التجارة الرائجة كحال السعودية خاصة مع وقتنا الحالي الذي سيطرت فيها المجاملات بشكل كبير على تعاملاتنا الحياتية ، ففي كل مناسبة وندوة ومؤتمر ومحاضرة تقدم عشرات الدروع التذكارية ، رغم أن تجهيزها كخامة (خشب أو زجاج أو حتى رخام) قد لا يكلف سوى 100 أو 300 ريال لكنها تباع بمبالغ مهولة تتجاوز الألفين والثلاثة .. بل وحتى الخمسة .
لست خبيراً بما يدور في فلك المؤتمرات والندوات الأوروبية والأمريكية ، لكني على ثقة بأن (ثقافة الدروع) ليست موجودة إلى لدينا هنا ، وأضحت صور الدروع هي الصورة الخبرية في كثير من وسائل الإعلام ، فلان يكرم المخترم فلان بتقديم درع تذكاري ، والجهة العلانية تكرم الموظف بدرع ، والمدرسة تكرم الطالب بدرع ، والمسؤول الفلتاني يشيد برعاية المسؤول الآخر ويقدم له درعاً تذكارياً ( بهذه المناسبة ) ، بل وأضحت جملة ( وقد تبادل الطرفان الدروع التذكارية .. ثم ألقى مدير .. كلمة .. الخ ) ، جميلة تقليدية تكرر بين حين وآخر في الصحف والتلفاز وكأنها أصبت جملاً ( منزلة) يجب أن يلتزم فيها .

لماذا تقدم الدروع التذكارية ؟ .. في رأيي أن ذلك يعود لبعض النقاط أهمها :
* البحث عن الظهور الإعلامي : كثير من المسؤولين في الندوات والمناسبات الكبرى يعتقد بأنه سيغيب أو (يُغيب ) إعلامياً في صحف اليوم التالي ، ولكي يظهر في الحدث ويبين للمسؤول الذي فوقه تواجده في الصورة دائماً ، يحرص على تقديم دروع تذكارية وهو الأمر الذي يحرج الصحف والقنوات في حال تجاوز صور الدروع ، لذلك نقرأ ( ويظهر مدير الجامعة وهو يسلم درعاً تذكارياً للدكتور فلان ، أو جانب من تبادل الدروع التذكارية) .
* تطوير ألبوم الصور : نعم .. يحرص كثير من المسؤولين على أن يحتفظوا بصور تسلمهم للدروع اعتقاداً منهم بأن ذلك دليل نجاح ، وقد يصل الأمر إلى شرائها من الصحف أو طلبها من المحررين للاحتفاظ بها ، هنا صورة المدير وهو يتسلم درعاً تذكارياً من الوزير الفلاني .. وهنا صورة أخرى وهو يتسلم درعاً تذكارياً من مدير إدارة المرور تقديراً لجهوده ، وهنا صورة وهو يتسلم درعاً من مدير مستشفى (س) لجهوده المثمرة ، أعجبتني مثمرة هذه .
* توفير المبالغ المادية : كثير من الجهات لا تضع في ميزانيتها أي مبالغ لبند التكريم ، فذلك يتم اللجوء للدروع الرخيصة التي توفر هذه المهمة ، مدير التعليم بمنطقة فلان يكرم المعلم علتان بدرع تقديراً لعمله في التدريس 35 عاما ، ومدير مستشفى ص يكرم الطبيب ع بدرع تذكاري بعد العملية التاريخية النادرة .
* مجاملة الإعلاميين : هذه الحيلة تنطبق كثيراً على الصحف وهي في رأيي دليل إدانة لأي محرر ، دئماً نقرأ ( وكيل وزارة ع يكرم الزميل غ تقديراً لجهوده في تغطية فعاليات المؤتمر ) ، ياساتر .. أأصبح تغطية المؤتمر ( جهود ؟ ) .. هذه هو دور المحرر أصلاً .. دوره هو التغطية وهو ملزم من جهة عمله بذلك فلماذا يكرم ؟ .. الجواب هو أن المحرر – السطحي – ينتهز هذه الفرصة لنشر صورته في تغطية الحدث .. ويظهر هنا الزميل غ وهو يتسلم درعاً تذكارياً !! .. بئس الصحافة ، وهي فرصة كما قلنا مسبقاً للمسؤول في أن يضمن نشر صورته في عدد اليوم التالي ، إذا كرم 7 صحفيين على الأقل فهو سيظهر في 7 صحف ( في السعودية هناك صحيفة واحدة حسب علمي تفرض نشر مثل تلك الصور )

أقول هنا .. أنا لا أدري التنظير ، فقد قمت وللأسف بتسليم وتسلم دروع لكني كنت مجبراً عليها – حقيقة وليس إدعاءاً – لاسيما في النقطة الأخيرة ( سطحي أجل 😀 ) ..، لكني أعود وأقول بأننا إذا رغبنا في أن نتقدم للأمام يجب أن نلغي كل مظاهر تسليم الدروع واقتصارها على نطاق ضيق جدا جدا ، لا أن يكون الحال كما هو عليه الآن

الحضري يعادل مليار دولار

حقيقة كان أداء نجوم المنتخب المصري في بطولة أفريقيا مدعاة للفخر ، وتميز اللاعبون بالأداء الفني العال والروح الكبيرة التي كانت تظهر على أدائهم وفرحتهم بالأهداف ، كسبوا تعاطف الجميع ليس لأنهم عرب فحسب بل لأنهم لعبوا كرة القدم بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. استحقوا الكأس الذهبية وكسبوا احترام الجميع .
لكن الإعلام المصري والذي يعيش أسوأ فتراته لم يكن بحجم الحدث بل تفرغ لفبركة الاخبار والتصاريح بشكل يدعو للضحك .. كان آخر تلك الأخبار هو أن نادي الأرسنال الانجليزي العريق دخل في مفاوضات مع نادي الأهلي لشراء عقد الحضري بنحو 18 مليون دولار .. بل أن جريدة الأهرام العريقة أكدت بأن مجلس إدارة النادي سيعقد اجتماع طارئ للموافقة على انتقال الحضري من عدمه .
ياسادة ياكرام .. للفبركة أصول أقلها أن الأخبار تكون من قريبة (الصدق) وإلا كيف يمكن لنا أن نفكر – مجرد التفكير – في قيام نادي أوروبي بمفاوضة حارس عمره 35 عاما وبهذه القيمة العالية ، بل أن الأرسنال نفسه يلعب لديه الحارس الألماني ( ليمان) وهو حارس منتخب ألمانيا في المونديال الماضي يبلغ عمره الآن 32 عاما ومدرب الفريق (فينجر) بدأ في ركنه على دكة الاحتياط والاستعانة بحارس شاب .. بل أن النادي جدد معه لموسم واحد فقط من منطلق أنه (كبير السن) فلذا لا يمكن القبول بأي فكرة بأن يقوم النادي بشراء حارس عمره 35 عاما .. ، النقطة الثانية هي أن فترة التسجيل انتهت ولا يمكن انتقال أي لاعب إلا في فترة التسجيل القادمة قبل انطلاق الموسم الرياضي القادم .. لذا لا يمكن أن ينجح الإعلام المصري في اقناع القراء بأن النادي القاهري عقد اجتماع طارئ للموافقة على الانتقال من عدمه .. لأنه لا يمكن أن ينتقل الآن حتى ولو كان إلى اسمنت السويس لأن الفيفا سيرفض انتقال أي لاعب في غير فترات التسجيل .
أذكر هذه الاخبار في الصيف الماضي حينما كنت أقرأ مجموعة من الصحف المصرية في إحدى الاستراحات مع مجموعة من الزملاء ، كانت أطرف الأخبار الموجودة في الصفحات الرياضية المصرية أن رئيس نادي الاتحاد السابق – منصور البلوي – يفاوض الحارس الفلاني لشراء عقده بمبلغ 5 ملايين ريال ومكمن الطرافة في تلك الأخبار أن أنظمة الاحتراف في السعودية لا تتيح احتراف الحراس .. والمشكلة أذكر أن صحيفة الجمهورية جاءت بتصريح من اللاعب يبدي رغبته في الانتقال .. وتصريح آخر لرئيس النادي يؤكد أن النادي ( لن يفرط فيه ) ..
حقيقة لا أدري كيف تدار الصحافة المصرية ، لكني مقتنع تماما بأني ألجأ لقراءتها في الوقت الحالي للضحك على الأخبار المفبركة وتهويل الأمور .. ولعلم تذكرون خبر الفتاة السعودية التي تسببت في حادث مروري – اعتيادي- أودى بحياة شخص ، والحادث هذا مشابه لحوادث أخرى لمصريين في المملكة لكنها في المملكة تبقى ضمن الحوادث اليومية الاعتيادية ، فيما صور الإعلام المصري الموضوع بأن الفتاة هي أميرة سعودية .. والسيارة الشيروكي الصغيرة أصبحت همر ضخمة .. ناهيك عن أخبار ملفقة بأنها كانت تحت تأثير المخدر وأن سرعتها كانت تتجاوز 180 كلم وكأن الحادث كان في الدائري الشمالي بالرياض وليس في شارع صغير بحي شعبي .
اختتم أسطري هذه وأمامي تصريح لأبوتريكة في إحدى الصحف وهو يقول (شاهدت جبل عرفات بعد هدفي في النهائي) 😀

تحديث :

اليوم نفى مدرب الأرسنال تقديم عرض للحضري .. والصحافة المصرية توصل الرقم إلى 100 مليون جنيه !

مذكرات صحفي فاسد (1)

يصحو زياد الصحفي في جريدة (الكسالى ) في السابعة صباحاً ، يبدأ يومه بقراءة الرسائل الواردة إلى جهازه الجوال الذي تلقاه كهدية من الشركة العريقة في مجال الجوالات في مؤتمر الاتصالات الذي غطاه لجريدته الاسبوع الماضي ، يذهب إلى مدرسته التي يعمل فيها مدرساً لمدة العلوم لطلاب المرحلة الثانوية ، قبل أن يصل المدرسة يشتري كل الصحف السعودية ، يذهب لغرفة المدرسين ويتجاهل الطابور والنظام .. يسلم على مديره الذي يمازحه أمام المدرسين ، كيف لا وزياد هو الذي ينشر أخبار المدرسة في الجريدة لتظهر بأزهى صورة لدى المسؤولين في الوزارة .. لذلك له وضعه الخاص .
يبدأ زياد يومه في قراءة الصحف التي يعلم يقيناً بأن إداراتها أفضل من إدارة صحيفته .. يشاهد العناوين الرئيسية .. يأخذ من هنا فكرة .. ومن تلك فكرة أخرى .. ومن تصريح هذا المسؤول فكرة تحقيق .. ومن مقال ذلك الكاتب فكرة تقرير ، يبدأ اتصالاته على المسؤول في الوزارة الحكومية التي نشرت إحدى الصحف خبراً عنها .. يحادث المسؤول (شفت وش كاتبين جريدة القراوى عنكم ) .. ليبدأ المسؤول بالرد والأخذ والعطى .. في النهاية يكون موضوع صحفي جيد لزياد .. يفرغه على الورق ويرسله إلى الجريدة بالفاكس ، عند العاشرة .. يتجه زياد للنادي الصحي القريب من المدرسة حيث يقضي ساعة من التمارين الرياضية التي يحرص عليها صباح كل يوم .. خصوصاً وأن النادي الصحي يمنحه اشتراكاً مجانياً طالما هو ينشر اخبار النادي في الجريدة كخبر تحريري وليس إعلاني ، عند الثانية عشر يخرج من المدرسة بعد أن ضبط جدوله لينتهي قبل صلاة الظهر .. لاسيما وهو صديق المدير المدلل ، يخرج زياد وهو لم يداوم سوى حصة واحدة فقط إلى مركز البكاء الخيري .. حب الخير لدى زياد دفعه للتعاون مع المركز الخيري لنشر أخباره في الجريدة .. كيف لا والمركز يمنح زياد مرتب 4000 ريال .. ثمناً لنشر الأخبار في الجريدة ، مدير المركز يحبه حباً كبيراً لأنه يوصل صوته للمسؤولين كل اسبوع .. المدير يهمس في اذن نائب المركز ( يستاهل زياد 10 آلاف على  الشغل الطيب .. الله مير يجزاه خير .. ترى أخباره هي اللي تجيب التبرعات) .
يخرج زياد من المركز قبل الواحدة ، يتجه للجريدة ويشغل حاسوبه للدخول إلى مواقع سبق والوئام .. وقبلها الساحات .. من هنا فكرة .. ومن هنا خبر .. ومن هنا تعليق ، يتصل زياد على مدير المستشفى الحكومي الذي يستعين به دائماً لأخذ المواعيد والإجازات الطبية .. زياد يقول للمدير ( شفت وش قايلين في الساحات عنكم ؟ ) .. يرد المدير ويبرر وينتج عمل صحفي آخر لزياد ، مدير المستشفى بعد المكالمة يصيح في وجه مدير مكتبه ( ياخي قايلك مية مرة .. لا تخلي زياد في قاعة الانتظار أبد .. دخله على الدكتور على طول .. هذا ينشر أخبارنا وتصاريحنا ويضبط أمورنا في الجريدة .. ياخي والله يستاهل نضمه للعلاقات العامة ونمشي له راتب )  ، يرد الموظف ( تراه طالب إجازة مرضية لزوجته المدرسة .. يبي اسبوع ) ، رد المدير بصوت عال ( عطه اجازة مرضية لمدة شهر وجبها أوقعها .. يستاهل )
بعد الثانية ، شقيق زياد متورط في رحلة للخطوط السعودية المتجهة إلى جدة ، اتصل بزياد الذي بدوره اتصل على أحد المسؤولين في الخطوط ( هاه .. وش عندكم من أخبار .. ووش أخبار الخصخصة ) .. يرد المسؤول بهدوء وتروي ويتحول الموضوع إلى تصريح صحفي جديد ، زياد يطلب من المسؤول أن ينتهز فرصة مكالمته ويساعد شقيقه المتعلق في المطار  ومذكراً إياه بأن الخبر سينزل بلبس البدلة الجديد ، بعد دقائق يتصل شقيق زياد وهو يقول ( ياخي انت خطير .. تصدق نقلوني درجة أولى ! ) .
عند الثالثة .. يحادث زياد صديقه المتخصص في الأسهم لمعرفة حال السوق وأخذ التوصيات ، هو يمنح زياد كل خبراته في هذا المجال بل أنه يدير محفظته الاستثمارية بلا نسبة ، المتخصص يحادث صديقه ( ياخي لو ماكفاني من زياد إلا تصاريحي في الجريدة وعلاقاته لإظهاري في القنوات الفضائية .. لكفى ) ،  عند إغلاق السوق يجمع زياد أوراقه ليعود للمنزل فأمامه في المساء العديد من المشاوير في المراكز الخيرية ، مر على زملائه في أحد الأقسام بينهما كانوا يتابعون بنهم اللحظات الأخيرة لإغلاق سوق الأسهم  (ياشباب الله يجزاكم خير .. ترى مايجوز تشترون أسهم المملكة .. خذوا اقروا الفتوى ) .. ردد الجميع ( الله يجزاك خير يازياد .. ياخي أنت مثال للصحفي النزيه ) .. يرحل زياد ولم يكد يمضي خطوات قليلة حتى بدأ زملائه بحشه

ايش هالهرطقة ؟

توم هانكس نسخة سعودية :)

درجت العادة أن يكون هنالك برامج حوارية لها بصمات خاصة ، وتختلف من قناة إلى أخرى ولكن تقلد بعضها البعض إلى درجة كبيرة من برنامج (لاري كينج ) الشهير في قناة ( CNN ) لذلك حاول محمد سعد في الـ MBC وحاول تركي الدخيل أن يسير على ذات النهج حتى في شكل الديكور من خلال برنامج إضاءات .
مثل هذه البرامج يكون لها أسس واضحة لاستضافة الأشخاص أولها إما أن يكون في منصب كبير تدور حوله التساؤلات كوزير مثلا أو عضو مجلس وغالباً ماتقبل هذه الشخصيات الظهور في مثل هذه البرامج لأن لها وزنها وثقلها الخاص ، بل قد يصل الأمر إلى أن يقوم أحد الشخصيات الكبرى بطلب التوسط للظهور من أجل إعطاءه زخماً أكبر وإعادته للصفوف الإعلامية الأولى إن كانت الأضواء قد خفتت عنه .
أما الأساس الثاني هو أن تكون الشخصية المستضافة قد أحداثت تغيراً على المجال الإعلامي سواءاً سلباً أو إيجاباً وتأتي (رجاء الصانع ) كأبرز الأمثلة في هذا الأساس حيث ترقب الجميع ظهور مؤلفة ( بنات الرياض ) والإطلاع على طريقة تفكيرها عن قرب حتى والبرنامج ليس مباشراً ، لكن المثير والذي لم تأت به الأوائل هو أن يقوم مقدم البرنامج باستضافة شخصية فنية سطحية لا تلاق أي قبول جماهيري بل وحتى اعلامي وإظهارها في إطار رسمي وبأسئلة ذات بُعد فلسفي ثقافي .
هذا ماحدث فعلاً حينما استضاف تركي الدخيل الممثل (حسن عسيري ) أحد الممثلين القلائل الذي يجبرك على أن ترفع الريموت كنترول وتغير القناة حينما يظهر في برنامج أو مسلسل ، انتقادي هذا ليس نابعاً من موقف شخصي فأنا لا أعرفه ولم أقابله في حياتي ولكن هي قناعة تولدت لدي ورأيتها كذلك مع الكثير من الأصدقاء والزملاء ، ببساطة (الرجل لا ينفع ممثلاً على الإطلاق ) .
أما سر تواجده في قناة بحجم العربية فهو لم يعد خافياً على أحد ، فالعسيري الآن مقرب بشكل كبير من مالك القناة ويعد أحد المستشارين في الشؤون الفنية ، لذلك ليس بغريب أن يحظى ببث مسلسلاته بين حين وآخر وأن يتم استضافته في برنامج متابع مثل ( إضاءات ) .
الأكثر طرافة في الموضوع هو أن الحوار كان يدور حول مشهد في مسلسل أسوار ( لا أدري أين عرض ) حول دخوله كنيسة – ليس لغرض التعبد – ويضيف العسيري بأنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب ذلك ( بالعربي سوى من الحبة قبة )  ..هل هو يجهل بأن كثير من السياح السعوديين يدخلون الكنائس التاريخية في أوروربا بقصد الاطلاع والمعرفة وكثير من الفتاوى تبيح ذلك ( مثل هذه ) أي العملية لا تستحق هذا التضخيم الذي أحدثه العسيري وكأنه قدم مشهداً جرئياً يتحدث فيه القاصي قبل الداني  ، عموما هذه الزلة الثانية التي أرصدها لبرنامج (إضاءات ) خلال شهرين ، الأولى كانت باستضافة مدير تحرير جريدة الحياة تقديراً للحملة الدعائية التي قدمتها الجريدة في العربية ، والثانية باستضافة هذا الممثل صاحب القدرات المحدودة ، ما أكبر المفارقة .. إضاءات يحاور غازي القصيبي ومحمد السنعوسي ومحمد المحمود والأمير طلال بن عبدالعزيز والشيخ القرني .. ثم ينتقل 180 ليستضيف ممثل .. ( لا يحبه أحد ) !