إنهم يسيسون المدونات

لا أجد أدنى من أخبار تناقش أعداد القتلى والمفقودين والجرحى في وسائل الاعلام المنوعة بما فيها الصحافة والاذاعة والتلفزيون حتى يكاد الشخص أن يغلق جميع هذه الأبواب أمامه من كثرة ( وجع الراس ) من الأخبار المحزنة والمصائب إنتهاءاً بمشاكل الانتخابات ونقاشات البرلمانات وتشكيل اللجان ، كما نقول بالعامية ( أنا رجال بشتري راحتي ) ، لذلك تضل أخبار السياسة هي آخر الأمور التي أفكر بالنقاش فيها أو حتى القراءة عنها .. باختصار ( ملينا ) وأضيف كما يقول أخواننا الكويتيون ( لاعت جبودنا ) .
لذلك أصبحنا نجد في الانترنت متعة مختلفة تماماً عما نجده في الصحف والتلفزيون ، الآن هناك ملايين الصفحات التي يمكنك قراءاتها تتنوع بين الثقافة والفنية والرياضية والدينية وعلوم الحاسب .. الخ ، إضافة إلى المواقع التي تعطيك بعداً آخر ومن ضمنها المواقع الشخصية التي تمنحك فرصة متابعة كيف يفكر بقية الأشخاص مثلك وكيف يتجسد وجود مواهب ذهبية تختبئ في صفحات ألكترونية ، ناهيك عن المواقع الساخرة وخفيفة الظل التي لا تشعر بأن وقتك يمضي في تقليب أوراقها .
الآن وللأسف الشديد بدأ طغيان السياسة على الانترنت خلال العاميين الماضيين ففي المنتديات أضحت الاخبار السياسية لها قصب السبق في التواجد ، والآن ورغم أننا لم نفرح كثيراً بعالم المدونات إلا أن المد السياسي طغى أيضاً ونتجت مواقع ومدونات سياسية بحتة يتقدمها المدونات المصرية وحالياً المدونات الكويتية التي وجدت في انتخابات مجلس الأمة مجالاً كبيراً لملء فراغ الجو الديموقراطي التي تنتهجه الحكومة منذ سنوات .
المدونات خفيفة الظل والقصيرة المواضيع والمليئة بالفائدة والمتعة في نفس الوقت بدأت تضمحل خلال الستة الأشهر الماضية خصوصاً وأن كثير من المدونين – بصراحة – كسالى وقليل جداً من يحرص على التحديث بشكل اسبوعي على الأقل في المقابل المدونات السياسية بدأت تتزايد وتكتسح ( السوق ) .
ياعالم ( فكونا ) من السياسة .. وروقونا شوي 🙂

موبايلي .. عالمٌ مذهل

موبايلي أعلنت قبل يومين عن عرض جديد  ، رقم مميز واشتراك في قنوات كأس العالم بـ 900 ريال ، لذا اليوم سارعت بالاشتراك ( حج وقضيان حاجة ) رقم إضافي واشتراك في قنوات كأس العالم ، الشاهد كان خوفي هو أن يعيقني الازدحام عن التقدم والطلب ونظراً لضيق الوقت استعنت بـ ( صديق ) وواسطة تسهل أموري ، طبعاً كل ذلك لأني اعتدت على ( المرمطة ) حين أتقدم لخدمات مشابهة ، زميلي تحدث مع مسؤول كبير في موبايلي وهو بدوره أعطى الضوء الأخضر لي بالتوجه إلى أحد الفروع ومقابلة المدير بشكل مباشر حتى يختصر الوقت ، فرحت جداً لاني لن أضطر للبقاء ساعة مثلا حتى أنتظر اكتمال البيانات وتعبئة الطلب والازدحام المتوقع والتعامل السيء .
مجرد وصولي فرع طريق الملك عبدالله أذهلني المعرض بديكوره الراقي والراقي جداً ، حين تتامله يخيل لك أن المعرض ليس في الرياض ، عموماً تقدمت من البوابة في نيتي السؤال عن سعادة المدير لكني تفاجأت بأن السكيورتي ليس حاله كما اعتدنا في مثل منشآت مشابهة أو في البنوك وغيره ، كان الرجل يرتدي بدلة رسمية رمادية وربطة عنق حمراء ، كان يبدو أنيقاً وهو يتقدم مني ليعطيني رقم انتظار مع ابتسامة وترحيب ، سألني ( فواتير أو اشتراك جديد ) .. اجبته اشتراك جديد .. قدمني لموظف الاستقبال الذي لا يقل تعامله الراقي مع الموظف السابق ، عندها قررت الاستمرار في التقديم بشكل مباشر دون الحاجة للبحث عن المدير ( وجايك من طرف فلان ) .. وغيرها من الأمور .
بدأت أنظر في ساعتي كانت الرابعة وخمس دقائق تماماً ، أعطاني الموظف استمارة لتعبئة البيانات لكني تفاجأت بالنداء على رقم الانتظار مباشرة رغم أني لم أبدأ الكتابة بعد ، كنت أتلفت للبحث عن منصة رقم 3 كما يردد النداء ( الرقم 127 .. الرجاء التقدم لمنصة رقم 3 ) ، تشعر كما قلت لك بأنك في مطار أو في مكان ليس في الرياض عموماً حتى تفاجأت باحد الموظفين يتقدم وهو يسألني .. تبحث عن ماذا .. أجبته عن منصة رقم 3 .. أشار لي وهو يقول ( تفضل .. حياك الله الموظف في انتظارك ) .
تقدمت للموظف وقدم لي الأرقام المميزة .. اخترت واحداً .. طلب تصوير البطاقة ثم قدم لي علبة أنيقة على شكل قميص المنتخب السعودي كان في داخلها شريحة الخط الجديد وبطاقة القنوات ، خرجت ونظرت إلى الساعة .. كانت الرابعة وأحد عشر دقيقة ، دخولي المعرض وخروجي لم يستغرق سوى 6 دقائق .
عندما ركبت السيارة وأنا أتأمل شكل المعرض من الداخل والعلبة بجانبي .. كنت مشدوهاً تماماً من الذي حصل في الداخل .. هل يعقل أن يقدم أحد مثل هذا المستوى من الخدمة الراقية في السعودية .. !