كيف منحتني أبل آيفون جديد

المكان : ثيرد ستريت سانتا مونيكا – كاليفورنيا –
الزمان : الساعة السابعة من مساء الأحد ٢٩ اغسطس

منذ نحو ثلاثة أشهر بدأت أعاني من تعليق بسيط في زر “الباور” بجهازي الآيفون، كان الأمر يحتاج إلى زيادة الضغط لإغلاق الجهاز ويبدو وكأن الزر بحاجة إلى إصلاح بسيط أو كما نقول بالعامية “كرب الصامولة 🙂 ” لكن لم تكن المعدات اللازمة متوفرة إضافة إلى تخوفي من فتح الجهاز، حاولت المرور بسوق الجوالات بالرياض ولكن دون نتيجة ولم أجد إجابة وافية .. قلت دام أن الجهاز يعمل بلا بأس أن أزيد الضغط على الزر في حال رغبتي بإغلاقه، تجاهلت المشكلة وكأنها لم تحصل.
يوم أمس الأول كنت أتجول في ثيرد ستريت بسانتا مونيكا، استغلالاً لانشغال بقية أفراد الأسرة بالتسوق.. لمحت أبل ستور في ركن الشارع دخلت لأتجول وأنبهر – كالعادة – بمنتجات أبل .. وأمني نفسي – كالعادة أيضاً – بشراء الآي ماك العام القادم أو الذي يليه 🙂 .
أصبت بالحرج عندما (خش في عيني) أحد الموظفين مردداً (كيف يمكنني خدمتك) .. بلا تمهيد أخرجت جوالي من باب الاستطلاع وسألته كيف أحل مشكلة الزر العالق، أجابني بأن الأمر يحتاج إلى موعد صيانة .. وحقيقة للوهلة الأولى عندما قال لي هذا الكلام كنت أعتقد بأن الموعد طويل خاصة وأني كنت سأنتقل لمدينة أخرى في نفس الليلة.
كانت الساعة تشير إلى ٧.١٤ م تقريباً .. سألته عن الموعد الأقرب .. نظر لجهازه لوهلة وابتسم قائلاً “أنت سعيد هناك موعد ٧.٢٠.. هل يناسبك؟” قلت يناسبني ونص .. من جدك أنت ! ، سجل بيانات أسمي وأخذ يتأملني ويسجل .. سألته عن سبب التأمل هذا 🙂 ؟ فقال أسجل مواصفات ملابسك حتى عندما يأتي الموظف لا يبحث عنك ويزعج الآخرين .. سيظهر له الطلب على جهازه وسيأتي إليك مباشرة.
جلست في مقاعد الانتظار ١٠ دقائق أخرى .. جائتني موظفة عرفت باسمها وجلست بجواري في مقاعد الانتظار ذاتها .. لم يكن هناك حاجة للدعوة للقيام لصالة أخرى أو الوقوف أمام الموظف في مكتبه، وضحت لها المشكلة وتأملت الجهاز لدقائق وسألتني:”متى آخر مرة أخذت نسخة احتياطية ؟ ” أجبتها بأن ذلك تم بالأمس كوني في رحلة سفر وأنقل الصور لجهازي الكمبيوتر يومياً .. وفي نفس الوقت بدأت أفكر بربط العلاقة بين الزر العالق والنسخ الاحتياطي حتى فاجئتني بقولها:” إذن الأمر انتهى .. دقائق وأجلب لك جهاز جديد ” .. ثم انطلقت إلى المكاتب الخلفية.

وبس ؟ جهاز جديد ؟ .. في تلك اللحظة لم يكن أمامي سوى نقل الموقف لأصدقاء تويتر وأنا مندهش من الآلية وسرعة اتخاذ القرار دون أي تساؤل .. لم يكن هناك حاجة لمعرفة أين اشتريت الجهاز أو السؤال عن ورقة الضمان أو حتى الاستفسار عن الزر العالق الذي قد يكون عن سوء استعمال .. أو مجرد تصفح الجهاز ومعرفة هل كسرت حمايته بالجيل بريك أم لا .. أو استشارة (السوبر فايزر) .. لا شيء من ذلك أبدا .. العمل كان يقوم على الاحترام والثقة بالعميل .. والثقة بالمنتج.
١٠ دقائق وعادت “سارا” بجهاز آيفون جديد وهي تعتذر بأن طاقته مشحونة للنصف فقط من باب (يمشيك لآخر اليوم ) وطلبت مني إزالة الغطاء من الجهاز الجديد وإدخال بياناتي فيه أمامها للتأكد .. أخذت جهازي القديم وضغطت على “تهيئة الجهاز” ثم طلبت أن أضغط على زر الموافقة النهائية بمسح محتوياته .. ماصدقت على الله .
العملية برمتها منذ دخولي وطلب الموعد والمناقشة والانتظار واستلام الجهاز الجديد لم تستغرق نصف ساعة، هذا الإجراء يحدث لي للمرة الأولى .. حتى ولو كان البعض يقول بأن أبل تتحمل مشكلة جهازك لأن الخطأ ربما يكون مصنعي أو شيء من ذلك .. لكن ورغم ذلك من يقدم هذه الخدمة المميزة في وقت قياسي مثل هذا وباسلوب قمة في الاحترام والتقدير للزائر .. كانت دقائق مذهلة .

قلدوا فإن في التقليد بركة

لم أتفاجئ حقيقة بالمؤتمر الصحفي الذي عقده عراب شركة أبل (ستيف جوبز) الشهر الماضي للحديث عن النظام الجديد لجهاز الماك ورفيقه نظام الآيفون، كانت الكثير والكثير من الأفكار التي قدمها جوبز مكررة وطرحت في منتجات أخرى، حتى أن عدداً منها كانت من مواصفات المنافسين (أندرويد) انصاعت أبل وطبقتها في نظامها الجديد، ناهيك عن التقليد (ببجاحة) لأفكار المطورين للآيفون من خلال الجيلبريك .. حتى أن هناك من يقول بأن آبل تسمح بثغرات لكسر حماية الآيفون للاستفادة من الأفكار التي يقدمها المطورون الجديد ومن ثم تطبقها في منتج جديد.
على الجانب الآخر نشاهد إحدى أشهر الشركات التي تعتمد على (أندرويد) وهي شركة سامسونج كيف تنسخ أفكار أبل الواحدة تلو الآخرى .. بدءاً بالآيفون وانتهاء بالآيباد أو (التابلت) لدرجة يصعب (لغير المطلع) أن يفرق من بعيد هل الجهاز المعروض آيفون أم جالكسي.. ولا أستبعد ان قاموا باستنساخ شخصية مثل جوبز تقدم المؤتمرات الصحفية بطريقة ذكية.
الشركة الجبارة وأكثرها نمواً في تاريخ التقنية (جوجل) .. من المؤكد أنكم جربتوا منتجها الجديد (جوجل بلس)، جوجل هي الأخرى لم تنجح في تقديم ابتكارات جديدة بل أنها نسخت فكرة الفيس بوك بما فيها (مربع الكتابة وطريقة الأزرار) لكنها قدمت تغييرات بسيطة .. فبدلاً من أن يسمي الفيس بوك تقسيم الأصدقاء لمجموعات بـ(القوائم أو اللست) .. قدمت جوجل فكرة الدوائر والخصوصية .. في النهاية لم تكن الفكرة جديدة.

في رأيي أن التقليد لا يعيب أبداً وأكثر مايثير حنقي حينما أرى الناقدين على برنامج في اليوتيوب أو القنوات الفضائية من منطلق أنه مقلد من نسخة عالمية، دامه أنه يقدم بطريقة مقاربة للمنتج الأصلي لا يوجد إشكال أو مصيبة تتسبب في كرهه .. والتاريخ يحكي كيف أن التقليد أولاً ثم التطوير هو سبب في التقدم والتطور والخروج من الدائرة الضيقة إلى أخرى أكثر اتساعاً.
عندما زرت سنغافورة قبل نحو ثلاث سنين أحسست بأن القائمين على مدينة دبي رأوا التجربة السنغافورية في التطور وساروا على نهجها، وعندما زرت قطر العام الماضي أيقنت بأنها تدرس سلبيات دبي حتى لا تقع فيها وكل من قابلته هذا الشهر ممن زاروا الدوحة كانوا يقولون بأنها ستكون دبي أخرى قريباً.
على مستوى الصحافة مثلاً هنا في المملكة ظهرت أكثر من صحيفة (أو أعيدت) لكنها جميعها فشلت لأنها حاولت بناء شخصية جديدة من الصفر، على الجانب الآخر جريدة الوطن (رغم يقيني بتقدمها في صفحات الرأي تحديداً) إلا أم بدايتها ان كنتم تذكرون كانت نسخة عربية تماماً من جريدة (يو اس آي توداي) في الثيم وكانت إخراج صفحاتها في ذلك الوقت قفزة كبيرة مقارنة بما كان موجوداً.
اختتم أسطري هذه وأقول لمن يحب أن يقدم عملاً إذاعياً (بودكاست) أو برنامج على اليوتيوب .. أو حتى فكرة موقع خدمي ، قلد (بيديك ورجليك) وأعد تجربة الناجحين في دول العالم وقدمها بصيغة سعودية عصرية .. منت صاير أحسن من ستيف جوبز ولا بيل جيتس (نسيته !) لانه هو الآخر كانت له تجربة في التقليد مع إطلاقه نظام وندوز.

وجدت الحل أخيرا بالاكستريمر

منذ فترة طويلة وأنا أحاول أن أجد حلاً لمشاهدة الأفلام واليوتيوب من خلال شاشة التلفاز، بدأت أولاً بربط اللابتوب بالشاشة من خلال سلك (HD) لكن سئمت من التوصيل والأسلاك وحاجة أحياناً للجهاز، ثم وجدت حلاً آخر من خلال إبقاء الجهاز بجانب الشاشة وشراء كيبورد وماوس (وايرلس) وكان الحل منطقي ومريح حقيقة لكنه ليس عمليأ في النهاية لأن الابتوب ليس جهاز عرض يشغل لساعات من أجل متابعة فيلم أو يوتيوب.
بحثت عن أجهزة الملتميديا التي تربط بالتلفزيون ووجدت عشرات الأنواع لكني كنت دقيق في مسألة دعم اللغة العربية والخطوط لأني سبق وأن جربت جهازاً يلزمك بترجمة الفيلم من خلال خط (توهاما)، عموما بحثت كثيراً وترددت في أكثر من نوع حتى وجدت موضوعاً في (البوابة الرقمية) أحد مواقعي المفضلة لكل الأمور التقنية يتحدث عن جهاز (اكستريمر) وتحديداً موديل ( iXtreamer) .
ميزة الجهاز الأولى التي لفتت نظري قبل كل شيء هو دعمه للغة العربية حتى في القوائم، والأهم أنه يدعم كل الخطوط وبكل الاحجام ويقبل إدراج خطوط عربية أخرى في نظامه من خلال (الفلاش مموري) أي بإمكانك أن تشاهد الفيلم بخط شوتايم (المفضل لدي) أو بخط (قناة فوكس) وهي خطوط جميلة جداً تريحك في قراءة الترجمة وقت المشاهدة.
الميزة الثانية أن الجهاز يدعم كل الصيغ تقريباً (أو غالبيتها حتى لا أكون مبالغاً)، الجهاز لدي منذ نحو ثلاثة أسابيع ولم ألحظ صيغة لم يشغلها حتى الناتجة من تسجيل كاميرات الجوال mp4 و avi وهو مرتبط بالشاشة من خلال وصل (HDMI) وبالتي تضمن أعلى جودة مشاهدة، كما يدعم غالبية صيغ الترجمة.
من المزايا أيضاً أن الجهاز يأتي من دون (هارديسك) فالمجال مفتوح أمامك لشراء السعة التي تريد وبالجودة التي تريد، وعن نفسي ركبت 2 تيرا قمت بملء نصفها تقريباً خلال اسبوع بالاستعانة بـ(هارديسك زملاء الدوام المليء بالأفلام )، بإمكانك تلافي شراء هارديسك داخلي والاكتفاء بوسائل تخزين خارجية أخرى مثل الفلاش أو حتى هارديسك متنقل.
مما أعجبني في الجهاز أيضاً وجود تحديثات دورية من الشركة والتحديث يتم عبر الريموت وبطريقة جداً سهلة، كما تتضمن التحديثات إضافات متنوعة يمكن إدراجها في الجهاز مثل إضافة (مشاهدة الأفلام عبر جلب البوسترات ومعلومات عن الفيلم) أو إضافة (مشاهدة اليوتيوب) وإضافات أخرى متنوعة من بينها إضافة مشاهدة (مباشرة) لعدد من القنوات الفضائية من بينها قنوات عربية (دون الحاجة لرسيفر) وجودة البث بكل تأكيد تعود أولاً وأخيراً لسرعة الانترنت عندك، في شقتي السرعة جيدة وبالتالي حينما أشاهد القنوات (غالبها غير مهم حقيقة) لكني أشاهدها وكأني أشاهدها من الرسيفر بلا تقطيع.
نقطة أخرى لفتت نظري وهي تزامنه مع أجهزة الآيفون والآيباد من خلال تقنية (الأير بلاي) فلو فرضاً شغلت مقطع يوتيوب عبر الآيفون يمكنك الضغط على زر (اير بلاي) في شاشة الآيفون وسيظهر العرض تلقائياً على الشاشة من خلال الاكستريمر ، أو يمكن أن تتصفح اليوتيوب من الجهاز نفسه غير أنه توجد إشكالية في عدم وجود كيبورد عربي ، وجدت حلها بأني أضيف المشاهد التي أريدها لحسابي في المفضلة .. ثم أدخل الاكستريمر ومن ثم إضافة اليوتيوب وأدخل إلى حسابي وأتصفح مفضلتي، التصفح سيكون ستريمنق سيكون بث مباشر تقريباً ( مرتبطة بسرعة الانترنت لديك)، ولا أخفيكم أني منذ أن اشتريت الجهاز لم أعد أشاهد القنوات الفضائية إلا فيما ندر .. كل ما أريده أجده في اليوتيوب من برامج حوارية وكوميدية بل وحتى وثائقية.
أصبحت الأمور الآن أكثر سهولة أدرجت نحو 500 ملف مابين مسلسل وفيلم .. وأصبحت أشاهد فيلماً كل يومين تقريباً .. بدأت أعود للعشق القديم 🙂 .

الجهاز ليس كاملاً 🙂 بل واجهتني بعض السلبيات أختصرها بمايلي:
* في حال التنقل السريع بين القوائم والعودة والدخول والخروج للملفات بسرعة .. أكثر من مرة علق علي وأضطر لإطفائه وتشغيله من جديد
* في إضافة (مشاهدة الأفلام بالبوسترات) تصفحها بطيء بعض الشيء وخاصة التنقل في الصفحات رغم أهميتها بالنسبة لي كيف أشاهد نوع الفلم وأسماء الأبطال وتقييمه
* بعض مقاطع اليوتيوب (تقطع) حينما تشاهد بالأير بلاي خاصة المقاطع ذات الجودة الكبيرة .. ربما أجرب لاحقاً ربط الاكستريمر بالمودم بسلك مباشر .

روابط ذات علاقة :
* موضوع يشرح كل شيء عن الجهاز في الموقع الرائع البوابة الرقمية
* مثال لتشغيل الأير بلاي على الجهاز

– منذ زمن لم أكتب تدوينة بسبب الكسل 🙂 لذلك (يالله) كتبت هالتدوينة ولم أراجعها قد تكون مليئة بالأخطاء الإملائية والمعلوماتية 🙂 .. في حال تذكرت جديد سوف أضيفه لاحقاً ، ولأي استفسار عن الجهاز طريقة شرائه يمكن المشاركة في المنتدى وسؤال الأخ (ابراهيم) علماً بأني اشتريت الجهاز من خلال موقع ايباي من بائع أمريكي، والهادريسك seagate من سوق الكمبيوتر بالعليا وطريقة تركيبة سهلة جداً والمحل يمكن يساعدك في تركيبه (للهادريسك مدخل في الجهاز)

ولى الزمن الجميل ياتويتر

إن كان للثورات الجماهيرية العربية التي حدثت مؤخراً من سلبية، فسلبيتها الأكبر هي تغييب الزمن الجميل لموقع تويتر التواصلي، منذ نحو ثلاث سنوات ومنذ اكتشافي لتويتر كنت أقول بأنه ملاذ الكثيرين، ولعلكم تتذكرون تدوينة 2008 حينما خصصت الحديث عن تويتر وطريقة تواصله وربطه مع أصدقاء الانترنت واعتباره أحد أهم أحداث السنة.
إحدى مزايا تويتر كانت في تنوعه، فأنت في الحقيقة لا تتابع منتدى أحادي التوجه، تقرأ تتويتات الصباح تجد النكتة والأخبار الخفيفة، بعد الظهر ربما قليل من الأخبار السياسية، في المساء تظهر تحليلات الكرة، وما بينهما ستجد أمور متنوعة لا يمكن تخيلها .. قد تجد فائدة تقنية وقد تجد وصفة طعام !.
ماحدث في رأيي خلال الشهرين الماضية كانت في تضاعف عدد المسجلين العرب بشكل كبير إثر تردد اسم الموقع إعلامياً وربطه مع (الفيس بوك) فيما حدث من ثورات، طبعا غالبية من وصل لم يعرف آلية فكرة الموقع بالتحديد فشارك باسلوب لا يتخلف عن اسلوب المنتديات ولم يتبق إلا أن تجد من يطالب بفكرة تثبيت تتويتة حتى لا تسقط أو آخر يرد على تتويتة لاعتقاده بأنها سترتفع لأعلى.
إلى وقت قريب كنت أعتقد بأن من يشاركني هذا الرأي هو عدد قليل من الأصدقاء إلى أن بدأت ألحظ مؤخراً عدد كبير يبدي امتعاضه لما حدث في تويتر وضرورة إيجاد حلول غير فكرة القوائم، في رأيي هناك مشكلة عدم وجود بديل لتويتر حتى يومنا هذا، مررنا بالشات والمنتديات والمدونات والفيس بوك احتاج هذا التحرك نحو عشر سنوات تقريباً، لكن في كل موضة كنا نرى موقعاً جديداً في طريقه لكسب الأضواء غير أن هذا لم يظهر مع تويتر حتى الان.
لذلك عن نفسي سأحاول ترتيب قائمتي التي أتابعها من جديد، ويجب أن أفهم أنا وغيري أيضاً حينما لا يتابعني صديقي أو زميلي بأنه لا يعني بأنه لا يطيقني، يجب أن نتقبل أن عدم متابعتك من قبل أي شخص هي في النهاية رأي شخصي لأن مشاركاتك لا تعني بتوجهه، بل بالعكس قد يكون لديك دافع لأنه لم يتابعك لسبب تركيزك مثلاً على جانب محدد لا يهمه، أو أنك من مكثري (الريتويت) وهو مايراه بعض المتابعين – مثلي – مزعجاً أو قد لأنك لا تختص بالمشاركات سوى في الرد على أصدقائك المقربين وتتجاهل الآخرين.
من أكثر الأمور التي لا تعجبني في تويتر كثرة (الطايرين في العجة) وهو مصطلح محلي كناية عن (فكر القطيع) للأسف كثير من المشاركين لا يتوقف ولو قليلاً لأجل مساحة في التفكير فما أن يوضع رابط أو صورة لوثيقة حتى يبدأ الهجوم من لاشيء .. حتى ورغم أن الصورة لم تتضح أو أن المتهجم لم يقدم أدلته بشكل قاطع، قد يكون صغر سن الكثير من المشاركين دافع في ذلك ولكن من المفترض أن تتغيير مع الخبرة .. يوماً بعد يوم وحدث بعد حدث وزنقة بعد زنقة 🙂 ، يجب أن تزيد الاستقلالية في الرأي حتى ولو أدى ذلك لأن يغضب متابعيك، أنت لست في مجال تنافس لحصد أكثر عدد من المتابعين بل أنت تعبر عن فكرك ورأيك وتوجهك.. لا تنتظر فلاناً وعلاناً ليقول رأيه أول ثم تأتي أنت وتردد مثلهم.

من ملاحظاتي أيضاً تضخيم دور تويتر وتحميله أكبر مما يحتمل، لنكن صادقين وأنا هنا أتحدث عن متابعة لتويتر منذ أكثر من ثلاث سنوات، عدد المتابعين (الفعليين) لازال قليلاً وقليلاً جداً بالمقارنة مع منتجات انترنتية أخرى، الأعداد الكبيرة التي تتابعين فلاناً وعلاناً ليست حقيقة متابعة فعلية، بل ردجت العادة فيمن يسجل حديثاً أن يتجه لصفحة .. و .. و لضيفهم في قائمته لأنه لم يعرف المنتسبين لتويتر بعد – بالمناسبة أنا هنا لا أعني بأنهم لا يستحقون المتابعة فعلاً – لكن ما أصل إليه هو أن العدد الفعلي الذي يتابع مرة على الأقل في اليوم أو اليومين دون عشرة آلاف مستخدم سعودي وربما خليجي، عن نفسي هناك نحو 1300 متابع لكني أجزم بأن نصفهم غير حقيقيين فعلاً ففيهم مواقع ومنتديات ومحلات تجارية وسبام وشخصيات لا توجد لديها أي مشاركة فقط شاركت وأضافت متابعين ، أما من أرد عليهم ويردون علي ويحدث تواصل حتى ولو كان غير مباشر فهم لا يزيدون عن 200 متابع.

كل يوم أطل فيه على تويتر أتأمل وأقول .. كيف سيكون البديل ؟ وكيف سيتغلب الموقع الجديد على واحد من أسهل الأفكار وأقواها على الانترنت ؟

لماذا فشل التدوين ؟

مرحلة وعدت .. خابت آمالي في فكرة التدوين ومستقبله، حتى عهد قريب وقبل أن يأتي القاتل تويتر كانت المدونات تعيش عصرها الذهبي .. كل يوم مدونة جديدة وأفكار مختلفة ، حتى بلغ الأمر أن نختصر الكثير منها في قارئ الخلاصات الخاص بجوجل .. لم يكن الوقت كافياً للإطلاع على كل مايطرح.

الآن ومع عصر الشبكات الاجتماعية سقط التدوين من عرشه وصدقت توقعات كثير ممن كان يقول بأن التدوين مرحلة موضة سرعان ماسيتنازل عن مكانه نظراً للتطور التقني اليومي، أصبح التدوين ماضياً مثل غرف الدردشة والمنتديات .. وكما ترون لم يبق إلا قلة قليلة حفظت ماء وجه التدوين ، حتى أكون صريحاً بقيت النخبة التي أنشأت التدوين بغرض الكتابة لأجل الكتابة .. وتساقط الغالبية ممن أنشأ المدونة لأجل أن يقول لدي مدونة.

أعترف كنت مراهناً على التدوين وكنت أتوقع بأن الأمر سيتطور وسيكون الحال كما هو في أمريكا، يشتهر المدون ويزور مدونته عشرات أو مئات الآلاف وتتناقلها المواقع والقنوات، أول الأمر حدث لدينا أشبه مايكون بذلك وبدأت أسهم بعض المدونين في الصعود وكسب الزوار وخطف الأضواء .. ولكنها فترة لم تستمر .

في اعتقادي بأن المدون في كثير من الأحيان يعاني من الإحباط خاصة في حال عدم قدرته على نشر المدونة لتصل لحدود وآفاق أخرى، فهو سيضل حبيس زيارات أصدقاءه وقرائه المقربين الذين يتابعونه في الفيس بوك أو تويتر ، وربما حين يتأمل عدد قراء تدويناته سيصاب بالصدمة أكثر عندما يجدها لم تتجاوز الخانات الثلاث في أحسن الأحوال .. وربما أقل.

ولو مررنا على عدد من المدونات السعودية أو العربية وقرأنا أسماء المعلقين لوجدنا أنهم هم مدونون آخرون والأسماء فيما بينهم متكررة ودائرة الزوار الجديد قليلة جداً فكأنما ندور في حلقة، الأمر لا يختلف عن موقع تويتر الذي ينفخ فيه البعض وكأنه الموقع الأول للزوار في درجة التأثير بينما لو تعمقنا أكثر من ناحية الأرقام والمتابعين فالكل سيجمع على سبيل المثال بأن المتابعين الدائمين من السعودية – مثالاً أقول – قد لا يتجاوز ألف أو ألفي مستخدم وأقصد المتابعين شبه اليومين وليس فقط من لديه يوزر .

لماذا فشل التدوين ؟ وهل سيكون هناك أمل بعودته مجدداً ؟ .. فكرت أكثر من مرة لإيجاد إجابة على هذا السؤال وفشلت غير أنني أعجبت ذات مرة بإجابة قرأتها حول أننا كمستخدمين عرب بدأ تفاعلنا يصغر في الانترنت .. في البداية كانت غرف الدردشة والتواجد لساعات طوال من الكلام ، ثم المنتديات والنقاشات المطولة والردود المتوالية ثم المدونات بمواضيع محددة ومركزة ومباشرة ، ثم الفيس بوك والصور والتعليقات الجانبية .. ثم القاتل تويتر بمئة وأربعون حرفاً .. فقط لا غير بلغة الشيكات.

الرأي الآخر أن مستخدم الانترنت يبحث عن الجديد دوماً ولا يريد أن يبقى في نفس الدائرة، مرة محادثة .. وأخرى منتديات .. وثالثة فيس بوك ورابعة تويتر .. والقادم مذهل وهذا مؤشر أكثر خطورة خاصة أن هناك من يتعلق بدائرة لا يستطيع الخروج منها فكأنه يعيش في كهف والآخرون يعيشون في غرف مكيفة، تخيلوا مرة دخلت على برامج محادثة قديمة جداً كان لدي فيها يوزر في عام 1999 ولازالت مليئة بعشاقها الذين لم ينتقلون للخطوة الأخرى .

الرأي الثالث أن أدوات الأنترنت أصبحت أكثر سهولة مقارنة بالسابق، قبل عشر سنوات أو حتى أقل كان من يستخدم الانترنت غالباً شخص محترف متمكن من أدواته التقنية ويجرب كل جديد ، بينما الحال الآن أن من يعرف كيف يشغل جهاز الكمبيوتر أصبح يدخل الانترنت ويقرأ وهذه الطبقة غير قادرة على إنشاء مدونة او المشاركة فيها .. لذلك تتجه للقراءة والمشاركات القصيرة .

الرأي الرابع هو اكتشاف مؤيدي الاعلام الجديد والانطلاق والأبعاد الغير منتهية – بالمناسبة أنا منهم – بأن ترديدهم لمفهوم (الحرية) كان مجرد كذبة تناقلوها ، وعندما جاء وقت الجد ذهبت هذه الشعارات، ولغياب الحرية سأتوقف عن طرح المزيد من التعريف 🙂 .

الرأي الخامس هو تسيس توجه المدونات لاسيما في دول مثل مصر والكويت، فأصبحت كلمة مدون تعني بأن صاحبها ناشط إصلاحي أو ذو توجه سياسي حتى ارتبطت كلمة التدوين بمصطلحات سياسية وإصلاحية وقد كتبت محذراً من هذه النظرة بتدوينة عنوانها (إنهم يسيسون المدونات) في التاسع من يوليو 2009 .

رأيي أنا أستطيع أن أقول بأنه مجموع الآراء الواردة أعلاه وأضيف عليها صفة (الجلد) – بفتح اللام – والتحمل .. لأن الكثير منا لا يملك هاتين الصفتين فيكتب بحماس أول الأمر ثم لا تلبث المدونة إلا وتنطفئ في أقل من سنة .

كل المنى بأن تعود الموضة .. لسابق عهدها وأفضل .

الأيباد .. لمن يحب القراءة .. فقط !

 

تعمدت على أن لا أكتب رأياً متسرعاً في الأيباد رغم اندهاشي من الجهاز في يومه الاول، لكني ارتأيت أن يمر اسبوع أو أكثر على طرح التدوينة، واليوم تقريباً أكملت نحو اسبوعين وهي فترة كافية في نظري لطرح رأيي.

كل من سألني عن الجهاز وطلب مشورتي قبل شراءه أصبحت أسأله وأقول .. هل تحب القراءة ؟ وهل يعجبك قراءة الصحف والكتب كصفحات إلكترونية أو PDF ؟ ببساطة تامة إن كانت إجابتك ( لأ ) .. إذن دعني أقول لك لا تتسرع ولا تحرص كثيراً في شراء الجهاز إلا إن تناسب حاله مع وضعك الخاص كأن تكون موظفاً في جهة لا توفر انترنت وتحتاج إلى متابعة فورية لبريدك الالكتروني (لاحظ أني قلت لا تحرص .. لم أقل لا تشتريه 🙂 ) .

بالنسبة لمن يحب القراءة ويعشق قراءة الايميلات والمدونات فسيكون الأيباد بمثابة الجهاز الحلم له، ولا أبالغ أن قلت بأنه سيسرق الوقت في جزء كبير من يومك وتتغير عاداتك بسببه فلن تنام إلا وهو بحضنك وقد يكون أول ماتقع عينك عليه قبل أن تبدأ إفطارك، لأتحدث هنا عن نفسي حتى لا أعمم الفكرة على الجميع .. بالكاد أصبحت أعود لكمبوتري (اللاب توب ) ربما فقط حينما أود ربطه بالتلفزيون لمشاهدة الأفلام .. أو لكتابة ايميل طويل أو تدوينة مثلاً، كنت أقول لأصدقائي بأن الأيباد من الأجهزة التي تغير حياتك فعلاً بقدر مشابه حينما امتلكت جوالاً للمرة الأولى .. أو عندما اشتريت لابتوب .

المكتبات الإلكترونية وفرت الكتب بشكل يفوق الوصف، وحقيقة لم أجد شيئاً عربياًعلى الانترنت أثارني كما هو حال انتشار الكتب على النت، شيء مهول جداً عشرات الآلاف من الكتب القيمة والروايات الشهيرة بدقة جيدة جداً ومحفزة للقراءة بشاشة ساطعة وألوان نقية كما هو حال شاشة الأيباد، كل ماستحتاجه هو الوقت فقط لكي تقرأ وتقرأ.

البطارية وعمر الجهاز بعد الشحن أكثر من رائع، لم أحسبها حتى الآن رغم وجود تقارير تقول بأنها قد تصل إلى 10 ساعات، لكن بالنسبة لاستعمالي فإنني أحياناً لا أشحنه إلا مرة كل ثلاثة أيام وهذا أمر إيجابي خصوصاً وأن الشاحن الكهربائي يأتي معه وهو أسرع من الشحن عن طريق اليو إس بي .

حجم الجهاز يسهل حمله معك للمكتب أو أماكن الانتظار أو حتى للاستراحة طبعاً أنصحك وبشدة أن تشتري حقيبة مناسبة للحماية، وهناك العشرات من الحقائب فلا تستعجل الاختيار لأن بعضها يكون حقيبة ومسند للجهاز يسهل القراءة دون الحاجة لرفع الجهاز بيدك أو حمله، أعود وأقول بأن الجهاز في نظري لن يكون مناسباً لم لا يهوى القراءة .. بإمكانك الاقتصار على (الآيفون) في حال رغبتك بمتابعة بريدك الالكتروني بشكل دائم.

كثيراً يؤملون بأن تتوفر قارئات إلكترونية من شركات أخرى كثيرة، لكني لازلت أقول بأنه لا توجد شركة تخدم منتجها كما تفعل (أبل)، ويكفي هذا التدفق الكبير للبرامج على الجهاز بشكل يومي .. وأي شركة او وسيلة لا يوجد لها منتج على (أبل ستور) فكأنها الآن بلا موقع إلكتروني .

أخيراً .. لمن يؤنبه ضميره نظير القراءة المجانية .. مثلي، لاشك أن التأليف والكتابة والمتابعة جهد كبير لن يقدره أحد إلا من جرب الكتابة ذاتها، لذلك لن تكون راضياً وأن تقرأ هذا الانتاج الثري بالمجان لمجرد أنك سحبته من موقع إلكتروني، لا أدري مالحل ولكني أنتظر ردة فعل دور النشر التي ستتكبد خسائر كبيرة بلاشك ويجب عليها أن تبدأ بنشر الكتب إلكترونياً تلافياً للقرصنة ومن المهم بأن تكون القيمة محسوبة بدقة لأن البديل متوفر بالمجان.

مستمتع جداً بهذا الجهاز ولازلت عند رأيي الذي طرحته (قبل أن يطرح الجهاز في السوق) بأنه سيغير وجه الثقافة وأتمنى أن أجد الجهاز منتشر .. والجميع يقرأ .