إلى أبنائي مع التحية

أكتب لكم هذه الأسطر في الساعة الثانية من صباح الاثنين 23 مارس2020  ، لا أعلم متى يمكنكم الوصول إلى هذا الموقع وبأي عمر ستقرأونها. وأنا أكتب لكم الآن، نعيش وضعاً لم يسبق أن عشناه، ولولا ماحفظته المواقع الإلكترونية لكم لربما لا تصدقون ما سأقول.
المساجد أغلقت أبوابها،علقت الدراسة، وتوقف الدوام اليومي، وأصبحنا ملازمين لبيوتنا تماشياً مع حملة الوقاية من فيروس كورونا.
عمري 43 عاماً، لم يسبق أن عشت ولو نصف هذه الأجواء الغريبة، بل أن والدي الذي تجاوز الثمانين وعاش في بداية حياته ظروفاً صعبة وقاسية لم يمر عليه يوم بمثل مانعيشه الآن.

منذ إقرار العمل عن بعد وأنا لم أحس بصراحة بالخطر بشكل جلي سوى التأثير الهلعي – إن جازت التسمية – عندما أقرأ الأخبار وأشاهد الفيديوهات والصور وأحوال الدول الموبوءة، لكن يوم أمس كان الوضع مختلف، قررت أنا ووالدتكم شراء الأغراض المنزلية المعتادة من السوبرماركت، اخترنا وقتاً هادئاً قبل منتصف الليل بقليل باعتبار قلة المتبضعين وفراغ الممرات من الازدحام.

لكن وللمرة الأولى يصلني احساس الترقب والهلع في أعين الناس، رغم أننا كدولة وبحمدالله محظوظين بقيادة حكيمة، لكني أقصد الهلع والخوف من العدوى ليس إلا، توزيع القفازات أمام المدخل، والزوار يدخلون وهم يرتدون الكمامات، وأعين الناس عندما تلتقي فيها ألف كلمة وكلمة.
الأشخاص الذي كنت تشاهدهم سابقاً في ممرات الأسواق ويمثلون لك شخصيات غامضة تتجاهل حتى مجرد النظر إليها .. في هذه اللحظة تشعرك عيونهم المرتبكة بأن في داخلهم ألف كلمة وكلمة، وتحس بأنهم أقرب لك من أي وقت مضى.

في هذه الأثناء وأنا أكتب هذه الأسطر، أصدر الملك سلمان حفظه الله أمره بمنع التجول من 7 م وحتى 6 ص ولمدة 21 يوماً.

مالنا إلا أن نقول لقيادتنا دائماً .. سمعاً وطاعة ،،

وأعاننا الله على تجاوز هذه الأيام الصعبة .. 21 يوماً فترة طويلة بلاشك .. لكنهامعركة وسننتصرفيها إن شاء الله

ردان على “إلى أبنائي مع التحية”

  1. الهلع أيضاً أوصلني إلى مدونتك .. لم أستطع النوم .. لا تعرفني ولا أعرفك لكن كأم خائفة على أطفالها الثلاثة .. بكيت كثيرا اليوم .. لاحظت أني لم أعد أستطيع النوم كما كنت سابقا .. عيني على تنبيهات الجوال وآخر أخبار كورونا .. اعتقد أن ما يحدث الآن أكبر من أن استوعبه .. وهذا ينعكس على تصرفاتي حاليا .. وأعتقد أني سأترك مراقبة الوضع عبر شبكات التواصل الإجتماعي كي أهدأ قليلاً .. لأني أصبحت منهكه من كورونا وأطفالي وبقائنا حاليا ٨ أيام بالمنزل بدون خروج … لا أذكر كيف عرفت مدونتك لكن تدوينتك جعلتني أخرج الخوف من داخلي .. يارب تعدي هالأيام على خير ولا ترينا في أحبابنا وأهالينا مكروه .. يارب تنجلي الأزمه بسرعه لأن الوضع وبالخوف والترقب الذي أعيشه مؤلم جداً .

  2. “الأشخاص الذي كنت تشاهدهم سابقاً في ممرات الأسواق ويمثلون لك شخصيات غامضة تتجاهل حتى مجرد النظر إليها .. في هذه اللحظة تشعرك عيونهم المرتبكة بأن في داخلهم ألف كلمة وكلمة، وتحس بأنهم أقرب لك من أي وقت مضى”
    – بالرغم من بلاغة الوصف وحقيقته ، إلا أنه أشبه باقتباس روائي لفرط غرابة ما نعيش !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *