أيا (خالداً ) في قلبي

في الثامن عشر من يناير 2019 ، بتوفيق من الله الرازق الواهب، رزقت بابني الثالث والذي اخترنا له اسم (خالد) لينضم إلى فهد ويارا .. لتكبر العائلة وتزيد المسؤولية.

أعطف على هذا الصغير الذي أتعبنا مقدمه قليلاً وتأخر عن الموعد المتوقع، شريط ذكرياتي المتواضع يعيدني إلى لحظة ولادة فهد وكيف كنت أرقص طرباً حين مقدمه، وعدد الصور التي التقطها لكل وضع جديد ينام فيه الساعات الأولى، بل حتى خروجي من المستشفى كنت أبحث عن الأغاني الراقصة رافعاً الصوت لأعلى درجة، وكأني أريد أن يعلم الآخرون بمقدم فهد.

مع الرقيقة يارا كان الوضع أخف، رغم فرحتي الكبيرة بقدوم أنثى أخرى تنشر الحنان والعطف في أركان المنزل، وقدوم طفل جديد يؤنس وحدة فهد.

لماذا أعطف على خالد ؟ لأني أدركت بعد خروجي من مواقف المستشفى عند الثالثة صباحاً بأني لم أمنحه فرحاً مثل اخوته، صحيح أنه أتعبنا في تأخره وأبقانا ساعات طوال في المستشفى وزاد دقات قلبي وقلقي أكثر، إلا أنه بكل تأكيد لاعلاقة له بكل ذلك.

في سيارتي بقيت لحظات أتأمل كيف مرت السنوات العشر هذه بزوجة رائعة وثلاث أطفال ووظيفتين .. وبناء منزل العمر.

في يناير من عام 2009 كنت أعزباً همي وجبة شاورما من ماما نورة قبل أن يغلق ليلاً، ومايكدر خاطري قبل النوم تشكيلة المنتخب في اليوم التالي، الآن أضع رأسي على المخدة وأفكر في موعد خروج زوجتي من المستشفى، وحال أبنائي في الأيام المقبلة من سيحضرهم للمدرسة، وباب السيارة في منزلي الذي يحتاج إلى صيانة، وطلبات مديري المتوقعة للعمل صباح الاثنين، ومصاريف مابعد الولادة، موعد العقيقة وتكلفتها وقبل ذلك كله .. كيف سيكون حال خالد .. هذا الطفل الجديد الذي سيبث في المنزل روحاً أخرى.

أتأمل وجه فهد وهو يحمل فرحاً شقيقه الجديد، وأشعر في لحظات وكأن فهد ابن العشرين، لقد أصبح كبيراً وكبيراً جداً فهو قد احتفى بميلاده الثامن قبل اسبوعين، رغم أني لازلت أتخيل بأني أسمع صوت (المشايه) وهو يقودها متنقلاً في تلك الشقة الصغيرة..

يارا التي لم تستشعر بعد ماذا سيكون حال المنزل بعد مجيء خالد، إلا أني أدرك تماماً بأن هذه الفتاة تملك عاطفة وحباً بحجم الجبال في هذه الأرض، أصبحت أناديها منذ فترة (يمه) .. كنت أقول أمي رحلت وأنتي أمي الجديدة، محظوظ من سيتزوجها.

وأنا عائد إلى المنزل قبل منتصف الليل، كنت أقول في نفسي إن خالد يستحق أن أدون عنه في مدونتي مثل أشقائه فهد ويارا ، ويستحق الأوفياء والعزيزين على قلبي متابعي هذه المدونة أن أزف لهم فرحي وسعادتي بمقدم هذه الصغير، خاصة من كان يتابعني من البداية قبل نحو أربعة عشر عاماً وعاش معي مراحل كثيرة في حياتي خاصة في البدايات أيام عز التدوين.

لا أملك كثيراً من الكلام فثرثرتي أعلاه قد طالت عن ماكنت أتوقعه، لكن أختتم حديثي بأني أحمد ربي وأدعو لأمي غفر الله لها، بأنها أصرت على زواجي صبحاً ومساءً حتى أذعنتتلبية لطلبها ليس إلا، لأني أدركت أن هناك حياة أخرى مختلفة على هذا الكوكب ستعيشها بوجود زوجة وأطفال يملئون لك الدنيا ومافيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *