وداعاً 2014 .. مرحباً قلبي (يارا)

20114

لم يعد هذا الموضوع سوى ذكرى سنوية أطرحها في الأسبوع الأخير من كل عام،كلما كبرت عمراً كلما كان خالياً من الإثارة والسخرية والتعليقات التي قد تعجب القراء، لا أستطيع العودة للوراء فأنا كبرت .. أفكاري تغيرت وكتابتي أصبحت (غثيثة) أكثر، أحس بهذا الشعور في داخلي وأسمعه دائماً من تعليقات زملائي وأصدقائي وعدد من الأوفياء من قراء هذه المدونة المتواضعة.

اختصر لكم ماحدث في 2014، كنت قررت قلبها بعام البدء في بناء مشروع بيت العمر عن طريق بناء صغير يضمني وعائلتي، كنت أتوقع أن الموضوع سهل وبسيط وينتهي خلال سنة، اكتشفت أن الوضع أكثر سوءاً من مجرد التخيل، الوضع المادي البسيط يصعب المهمة وهاهي عامان تمر دون أن انتهي وكل ماكسبته هو أن كسى الشيب لحيتي رغم أني كنت أعتقد بأنه لن يصل إلا بعد الأربعين .. ولكنه جاء أبكر من ذلك، ولو أعفيتها لأيام قليلة حتماً سأجد من ينادي بالعم.

هذا المشروع باختصار أخذ مني كل شيء، وقتي وروحي وحتى عقلي، التفكير فيه طوال اليوم أثر حتى على علاقاتي مع الآخرين وقبل ذلك كله أثر على عملي وأدائي وانتاجيتي، لا أخفيكم بأنني أعد هذا العام الأسوأ في مسيرتي العملية، أحضر للدوام شبه مغيب وبالكاد أكمل ساعاتي فيه رغم رغبتي بالاجتهاد وتقديم كل ما أقدر، لكن لا إبداع ولا تجديد .. ولا روح أيضاً.

على الصعيد الإجتماعي، رزقت في شهر مارس بأحلى وأجمل وأرق هدية .. ابنتي (يارا)، لم أكن أميل لها كثيراً في أشهرها الأولى كأي طفل رضيع لا ترى ردة فعله أو ابتسامته، بينما الآن هي في شهرها العاشر تقريباً، أستطيع القول بأنها سحرتني وسرقت عقلي، في بدء ولادة فهد كنت أتوقع بأنه البكر المدلل الذي سيأكل الأخضر واليابس على اخوته، لكن مجيء يارا عجل بنسف هذه النظرية.. أصبحت (يارا) محطةً لراحة قلبي وسعادتي، ابتسامتها تكفي لأن أشعر بالسعادة وأنا على يقين بأنها ستنفث المزيد من سحرها في عامها الثاني حين تبدأ المشي – إن شاء الله -.
كلما مر عام كلما كبرت في السن وثقلت الحركة، أعلم بأني سأندم على كلماتي هذه بعد سنوات … كيف أقول مثل هذا الكلام وأنا لازلت في الثلاثينات من عمري، ماذا سأقول حينما أبلغ الخمسين مثلاً .. ، أعلم بأني قد أكون مبالغاً بعض الشيء ولكن هذا مايحدث فعلاً، أتلافى بقدر الإمكان المشاوير البعيدة وأحاول إيجاد العذر قدر ما أستطيع، الزواجات التي تقام في أحياء بعيدة مثل السويدي .. أعد وأمد قبلها بأيام تحسباً للمشوار، إن كنت تعرف شوارع الرياض فلا أبالغ إن قلت لك بأن شارع التحلية هو آخر المناطق التي يمكنني أن أصلها (جنوباً).
السفر .. وما أدراك مالسفر، كنت إلى وقت قريباً أرغب في السفر لدول وأماكن جديدة، نحو 16 دولة خلال عشرة أعوام تقريباً كان حافلة بالترحال، لكن الظروف هذه المرة وقفت بالمرصاد، لم أسافر العام الماضي وهذا العام أيضاً .. ويبدو أن الأمر سيستمر حتى العام المقبل، أحمد الله على أن “دبي” قريبة .. تكفي لـ (رفرش) سريع، ولو سألتني عن أكثر الديار شوقاً لقلت لك أن ولاية كاليفورنيا الأمريكية تكفي عن كل البلدان، بالمناسبة لا أزال أحلم برحلة قطع الولايات المتحدة من الشرق إلى الغرب .. أمنيتني أن أقوم بهذه الرحلة بالسيارة.

إيجابياً خففت التواجد في شبكات التواصل ولم تعد تستأثر بوقتي وبمشاركاتي كما كان الأمر سابقاً، مسحت كل مشاركاتي السابقة في “تويتر” بعدما احتفظت بإرشيفي ومشاركاتي السابقة لدي، لم أفضل أن ينبش الآخرين بمشاركاتي السابقة قبل سنوات وأعتقد أن الأرشيف ملك لصاحبه، أتواجد في “باث” قليلاً وإن كانت دون مشاركة .. موضتي هذه الأيام التواجد في سناب تشات الذي يعجبني بمشاركات الآخرين البسيطة والخفيفة .. بعيداً عن جدية تويتر وجدية البعض الذين يرغبون بتحويل كل شيء إلى أمر نافع وجدي.