ابق في الكواليس

أحد أكثر القرارات التي أعض الندم عليها هي إفصاحي عن شخصيتي في المدونة، أنا لا أكتب مواداً مثيرة أو تسبب الجدل فكل ما أحكيه هنا تسجيل مواقف ليس إلا ومنه أتت فكرة مسمى “سوالف”.

أحياناً أجلس بيني وبين نفسي وأنا أقرأ تدويناتي القديمة ثم أتحسر على الواقع الجميل آنذاك الذي كنت أعيشه، بالكاد يعرفني اثنين أو ثلاثة، لا أقابل أحداً خارج حدود النت يناقشني في أفكاري وآرائي، كنت أكتب بحرية تامة بكل ماتعنيه كلمة حرية، قد أسجل موقفاً مع صديق تناولت معه العشاء أو انتقد تصرف قريب .. كنت أقول لا يهم دام أني لم أشر لشخوصهم .. فلا أحد يدري عن المدونة سوى اسم كاتبها أحمد.

أعيش الأمر ذاته مع تويتر، في بادئ الأمر كنت أكتب في “تويتر” باسمي المختصر وبصورة مستعارة (في البدء كنت أضع صورة سمبسون)، عندما عدت لأرشيفي في تويتر الذي كنت أكتب به قبل ثلاث وأربع سنوات كنت أتأمل حالي كيف كنت مندفعاً وأكتب أفكاري وآرائي كما أريد، أعلق على فلان وانتقد تصرف فلان وأعكس شخصيتي الحقيقة دون تزلف أو مجاملة.

حالياً أصبح الجميع يتابعك .. عائلتك، أصدقائك، زملاء عملك .. وآخرين، أنا من الناس الذين يسئمون من فتح نقاش مع آخرين حول تغريدة كتبتها أو رد نشرته، ولا أخفيكم بأني لا أصبحت أفضل هذه العينة من الأصدقاء أو الزملاء وأصبحت أتلافى الجلوس معهم، لست مجبراً على محاكمة كل تعليق يكتب.

الآن في تويتر أتأمل حال البعض الذين “فصلوا” من أعمالهم لآراء كتبوها في تويتر .. وأشخاص ضيق عليهم بالتهديد بعدم التطرق لهذا الأمر أو ذلك من أجل فلان وعلان،  وبعضهم أصبح علانية يكره شخصاً من منطلق توجهاته التي يقرأها له .. وهكذا.

أؤمن تماماً بأن لكل شخص له الحرية أن يظهر باسمه ويكتب آرائه كما يريد، لكن هذه وجهة نظري ولو كان معي آلة الزمن لعدت للوراء وفصلت بين هويتي الشخصية الحقيقة وهويتي الإلكتروني وليس يعني هذا أن أغير من أفكاري وأوجه كلاماً جارحاً للآخرين.

ولهت عليكم كثيراً وأقدر الزيارات المئة اليومية التي تطل على هذه المدونة المتواضعة .. اللهم أعني على المواصلة فيها