كيف منحتني أبل آيفون جديد

المكان : ثيرد ستريت سانتا مونيكا – كاليفورنيا –
الزمان : الساعة السابعة من مساء الأحد ٢٩ اغسطس

منذ نحو ثلاثة أشهر بدأت أعاني من تعليق بسيط في زر “الباور” بجهازي الآيفون، كان الأمر يحتاج إلى زيادة الضغط لإغلاق الجهاز ويبدو وكأن الزر بحاجة إلى إصلاح بسيط أو كما نقول بالعامية “كرب الصامولة 🙂 ” لكن لم تكن المعدات اللازمة متوفرة إضافة إلى تخوفي من فتح الجهاز، حاولت المرور بسوق الجوالات بالرياض ولكن دون نتيجة ولم أجد إجابة وافية .. قلت دام أن الجهاز يعمل بلا بأس أن أزيد الضغط على الزر في حال رغبتي بإغلاقه، تجاهلت المشكلة وكأنها لم تحصل.
يوم أمس الأول كنت أتجول في ثيرد ستريت بسانتا مونيكا، استغلالاً لانشغال بقية أفراد الأسرة بالتسوق.. لمحت أبل ستور في ركن الشارع دخلت لأتجول وأنبهر – كالعادة – بمنتجات أبل .. وأمني نفسي – كالعادة أيضاً – بشراء الآي ماك العام القادم أو الذي يليه 🙂 .
أصبت بالحرج عندما (خش في عيني) أحد الموظفين مردداً (كيف يمكنني خدمتك) .. بلا تمهيد أخرجت جوالي من باب الاستطلاع وسألته كيف أحل مشكلة الزر العالق، أجابني بأن الأمر يحتاج إلى موعد صيانة .. وحقيقة للوهلة الأولى عندما قال لي هذا الكلام كنت أعتقد بأن الموعد طويل خاصة وأني كنت سأنتقل لمدينة أخرى في نفس الليلة.
كانت الساعة تشير إلى ٧.١٤ م تقريباً .. سألته عن الموعد الأقرب .. نظر لجهازه لوهلة وابتسم قائلاً “أنت سعيد هناك موعد ٧.٢٠.. هل يناسبك؟” قلت يناسبني ونص .. من جدك أنت ! ، سجل بيانات أسمي وأخذ يتأملني ويسجل .. سألته عن سبب التأمل هذا 🙂 ؟ فقال أسجل مواصفات ملابسك حتى عندما يأتي الموظف لا يبحث عنك ويزعج الآخرين .. سيظهر له الطلب على جهازه وسيأتي إليك مباشرة.
جلست في مقاعد الانتظار ١٠ دقائق أخرى .. جائتني موظفة عرفت باسمها وجلست بجواري في مقاعد الانتظار ذاتها .. لم يكن هناك حاجة للدعوة للقيام لصالة أخرى أو الوقوف أمام الموظف في مكتبه، وضحت لها المشكلة وتأملت الجهاز لدقائق وسألتني:”متى آخر مرة أخذت نسخة احتياطية ؟ ” أجبتها بأن ذلك تم بالأمس كوني في رحلة سفر وأنقل الصور لجهازي الكمبيوتر يومياً .. وفي نفس الوقت بدأت أفكر بربط العلاقة بين الزر العالق والنسخ الاحتياطي حتى فاجئتني بقولها:” إذن الأمر انتهى .. دقائق وأجلب لك جهاز جديد ” .. ثم انطلقت إلى المكاتب الخلفية.

وبس ؟ جهاز جديد ؟ .. في تلك اللحظة لم يكن أمامي سوى نقل الموقف لأصدقاء تويتر وأنا مندهش من الآلية وسرعة اتخاذ القرار دون أي تساؤل .. لم يكن هناك حاجة لمعرفة أين اشتريت الجهاز أو السؤال عن ورقة الضمان أو حتى الاستفسار عن الزر العالق الذي قد يكون عن سوء استعمال .. أو مجرد تصفح الجهاز ومعرفة هل كسرت حمايته بالجيل بريك أم لا .. أو استشارة (السوبر فايزر) .. لا شيء من ذلك أبدا .. العمل كان يقوم على الاحترام والثقة بالعميل .. والثقة بالمنتج.
١٠ دقائق وعادت “سارا” بجهاز آيفون جديد وهي تعتذر بأن طاقته مشحونة للنصف فقط من باب (يمشيك لآخر اليوم ) وطلبت مني إزالة الغطاء من الجهاز الجديد وإدخال بياناتي فيه أمامها للتأكد .. أخذت جهازي القديم وضغطت على “تهيئة الجهاز” ثم طلبت أن أضغط على زر الموافقة النهائية بمسح محتوياته .. ماصدقت على الله .
العملية برمتها منذ دخولي وطلب الموعد والمناقشة والانتظار واستلام الجهاز الجديد لم تستغرق نصف ساعة، هذا الإجراء يحدث لي للمرة الأولى .. حتى ولو كان البعض يقول بأن أبل تتحمل مشكلة جهازك لأن الخطأ ربما يكون مصنعي أو شيء من ذلك .. لكن ورغم ذلك من يقدم هذه الخدمة المميزة في وقت قياسي مثل هذا وباسلوب قمة في الاحترام والتقدير للزائر .. كانت دقائق مذهلة .