قلدوا فإن في التقليد بركة

لم أتفاجئ حقيقة بالمؤتمر الصحفي الذي عقده عراب شركة أبل (ستيف جوبز) الشهر الماضي للحديث عن النظام الجديد لجهاز الماك ورفيقه نظام الآيفون، كانت الكثير والكثير من الأفكار التي قدمها جوبز مكررة وطرحت في منتجات أخرى، حتى أن عدداً منها كانت من مواصفات المنافسين (أندرويد) انصاعت أبل وطبقتها في نظامها الجديد، ناهيك عن التقليد (ببجاحة) لأفكار المطورين للآيفون من خلال الجيلبريك .. حتى أن هناك من يقول بأن آبل تسمح بثغرات لكسر حماية الآيفون للاستفادة من الأفكار التي يقدمها المطورون الجديد ومن ثم تطبقها في منتج جديد.
على الجانب الآخر نشاهد إحدى أشهر الشركات التي تعتمد على (أندرويد) وهي شركة سامسونج كيف تنسخ أفكار أبل الواحدة تلو الآخرى .. بدءاً بالآيفون وانتهاء بالآيباد أو (التابلت) لدرجة يصعب (لغير المطلع) أن يفرق من بعيد هل الجهاز المعروض آيفون أم جالكسي.. ولا أستبعد ان قاموا باستنساخ شخصية مثل جوبز تقدم المؤتمرات الصحفية بطريقة ذكية.
الشركة الجبارة وأكثرها نمواً في تاريخ التقنية (جوجل) .. من المؤكد أنكم جربتوا منتجها الجديد (جوجل بلس)، جوجل هي الأخرى لم تنجح في تقديم ابتكارات جديدة بل أنها نسخت فكرة الفيس بوك بما فيها (مربع الكتابة وطريقة الأزرار) لكنها قدمت تغييرات بسيطة .. فبدلاً من أن يسمي الفيس بوك تقسيم الأصدقاء لمجموعات بـ(القوائم أو اللست) .. قدمت جوجل فكرة الدوائر والخصوصية .. في النهاية لم تكن الفكرة جديدة.

في رأيي أن التقليد لا يعيب أبداً وأكثر مايثير حنقي حينما أرى الناقدين على برنامج في اليوتيوب أو القنوات الفضائية من منطلق أنه مقلد من نسخة عالمية، دامه أنه يقدم بطريقة مقاربة للمنتج الأصلي لا يوجد إشكال أو مصيبة تتسبب في كرهه .. والتاريخ يحكي كيف أن التقليد أولاً ثم التطوير هو سبب في التقدم والتطور والخروج من الدائرة الضيقة إلى أخرى أكثر اتساعاً.
عندما زرت سنغافورة قبل نحو ثلاث سنين أحسست بأن القائمين على مدينة دبي رأوا التجربة السنغافورية في التطور وساروا على نهجها، وعندما زرت قطر العام الماضي أيقنت بأنها تدرس سلبيات دبي حتى لا تقع فيها وكل من قابلته هذا الشهر ممن زاروا الدوحة كانوا يقولون بأنها ستكون دبي أخرى قريباً.
على مستوى الصحافة مثلاً هنا في المملكة ظهرت أكثر من صحيفة (أو أعيدت) لكنها جميعها فشلت لأنها حاولت بناء شخصية جديدة من الصفر، على الجانب الآخر جريدة الوطن (رغم يقيني بتقدمها في صفحات الرأي تحديداً) إلا أم بدايتها ان كنتم تذكرون كانت نسخة عربية تماماً من جريدة (يو اس آي توداي) في الثيم وكانت إخراج صفحاتها في ذلك الوقت قفزة كبيرة مقارنة بما كان موجوداً.
اختتم أسطري هذه وأقول لمن يحب أن يقدم عملاً إذاعياً (بودكاست) أو برنامج على اليوتيوب .. أو حتى فكرة موقع خدمي ، قلد (بيديك ورجليك) وأعد تجربة الناجحين في دول العالم وقدمها بصيغة سعودية عصرية .. منت صاير أحسن من ستيف جوبز ولا بيل جيتس (نسيته !) لانه هو الآخر كانت له تجربة في التقليد مع إطلاقه نظام وندوز.