تجربتي مع الدايت

 

كل من يتابعني عبر تويتر يعرف بأني أدخل مواجهة من نوع خاص من خلال تخفيف وزني الذي زاد بعد زواجي نحو 13 كلغ واقترب من حاجز المئة وقانا الله وإياكم من تجاوزه.
الآن وزني يقترب من 85 كغم من خلال تنظيم غذائي بدأته مطلع ابريل الماضي أي نحو ثلاثة أشهر ونصف من الآن وأعتقد أني أسير في الطريق الصحيح بعد أن فقدت 13 كغم في ثلاثة أشهر بمعدل 4 كل شهر .. وواحد كل اسبوع ، حيث أن هدفي الأول هو 80 كغم بإذن الله قبل الوصول للوزن المثالي.
أكثر النصائح التي يمكن أن تسمعها قبل خوض تجربة معينة هي نصائح الدايت، فمجرد أن تقول لزملائك بأنك تنوي خفض وزنك حتى تتهافت عليك النصائح من هنا وهناك .. بشكل لا يمكنك من السيطرة عليها حيث أن غالبية ماتسمعه هي أمور متعارضة بشكل جذري مع أمور أخرى .. هناك من يقول لك أكثر من السوائل وآخر يطالب بتقليلها وهكذا تضيع بين مشورة هنا وهناك .
من خلال تجربتي أحببت أن أنقل بعضاً من الملاحظات التي رصدتها بمساعدة متخصص غذائي قدم لي العديد من (الخطط العلمية المدروسة) ومنها :

أولاً – في الرياضة :
– أول قاعدة هي المشي والمشي والمشي ، الرياضة يجب أن تكون جزءاً من حياتك حتى ولو كنت لا تنوي عمل دايت ويأتي على رأسها المشي الذي لا تحتاج فيه إلى أي معونات أو جهود خاصة .. مشي سريع في فترة تقارب 40 – 45 دقيقة يومياً ستغير حياتك للأفضل وأنا هنا أتحدث عن تجربتي الشخصية خلال الأشهر الأربعة الماضية حيث أمشي نحو 40 دقيقة بالإضافة إلى السباحة لفترة لا تزيد على 15 دقائق بشكل يومي، أي أن تواجدي داخل النادي عادة في حدود الساعة يومياً منها اختصاراً للوقت ومنها زيادة الراحة والقبول لزيارة النادي فيما لو كنت أمضي فيه ساعتين مثلا.
– احرص على البيئة المناسبة للرياضة، أتأمل حال كثير من أصدقائي وهم يمشون على الأرصفة وفي الممشى بطريق الملك عبدالله .. لكن هل هذا المكان فعلاً يساعد على ممارسة المشي اليومي ؟ أتقبل أن تكون ممارسة مؤقتة بعد وجبة عشاء ثقيلة مثلا .. أو في حال كان الجو مغرياً، لكن في الواقع أن طقسنا صيفا وشتاءاً سيء جداً ولا يساعد على الانتظام اليومي على الإطلاق، أنا مع الانضمام لأي ناد مناسب يتوفر فيه سير مشي حديث ومسبح ، التكييف عادة ممتاز وثابت طوال العام بالإضافة إلى وجود شاشة تلفزيون أمامك تنسيك هم المشي وتستطيع تقطيع وقتك بمشاهدة أي قناة، ببساطة لن تشعر بجهد الأربعين دقيقة .
– من السلبيات التي لحظتها أن الكثير يمارس رياضات أخرى لاسيما ألعاب الحديد بحجة (شد البطن) وطبقاً لقول الاختصاصي كان يحذرني دائماً من تنمية العضل، من منطلق أننا لا نحتاج إلى زيادة حجم العضل إلا بعد أن نقترب من الوصول إلى الوزن المثالي، كان يركز بشكل دائم على ممارسة المشي السريع والاكتفاء به فقط وفي السباحة لمدة قصيرة مابين 10 الى 15 د.
– لا تستمع إلى نصائح مدربي اللياقة في الأندية، غالبيتهم يتعاملون بالمنشطات بشكل كبير ولا يملكون أي إطلاع أكاديمي على التغذية وتنمية الجسم، كل خبراتهم تواجدهم في النادي لسنوات طويلة وطلب التمرن على هذا الجهاز أو ذاك، كان هذا أول وأفضل درس تعلمته من صاحبي الابتعاد عنهم وإلا فأني في اليوم الأول توجهت لمدرب اللياقة في النادي ووزعني بين أجهزة الحديد (على كيفه) .. على شاكلة الجهاز رقم 4 تمرن فيه 10 دقائق والجهاز رقم 6 سيشد عضلات الفخذ تمرن فيه 8 دقائق وهكذا.
– أكثر من المشي بطريقة غير مباشرة، لو اتجهت لمقهى أو مطعم على سبيل المثال ولم تجد موقفاً قريباً مالذي يمنع الوقوف في نقطة أبعد والمشي ، استخدام الدرج بدلاً عن المصعد ، في الدوام بعد مضي ساعتين على جلوسك مثلا .. خذ لك لفة في الممرات ولو كانت فترة لاتتجاوز 5 دقائق .
– النساء لديهم نعمة السوق والمولات .. لو أحسنوا استغلالها في المشي والتجول لساعات 🙂 بدلاً عن دخول المطاعم والمقاهي والدونات .

ثانياً – الأكل :
– أول قاعدة في عمل الدايت هي التوقف تماماً عن مطاعم (الجنك فود)، سأعطيك مثال سريع يغني عن كل الشرح، عادة متوسط السعرات الحرارية لصاحب الوزن المثالي قد تتراوح بين 1400 الى 2000 ، تخيل أن وجبة برغر واحدة (بلا بطاطس ومشروب) تزيد على 700 سعرة حرارية وبالإمكان البحث في جوجل عن calories fast food وتأمل النماذج المهولة، كما يمكنك مشاهدة فيلم سوبر سايز مي Super Size Me ومشاهدة تأثير تلك الوجبات.
– الدايت ليس معناه أن تعيش في جوع حتى يخف وزنك، كانت أولى السلبيات التي أعتقد بأنها تساهم في تخفيف الوزن هو تجاوز وجبة معينة كالغداء أو العشاء، فمثلاً حينما لا أتناول وجبة الغداء كنت أفرح من منطلق أنني (خففت عن وزني) ولاحقاً علمت بأن أولى خطوات الدايت أن تتناول الوجبات الثلاث ولا تفوت منها أي واحدة، كما كانت هناك وجبات (سناك) يتم تناولها بين الوجبات .. تخيل .
– غير عاداتك الغذائية (ربما تكون فكرة تدوينة خاصة لاحقاً) ، للأسف تربينا على أكل الأرز مثلا والوجبات الدسمة، الآن الحياة تغيرت ويجب أن نساير التغير شئنا أم أبينا، حتى وجبة الرز يجب أن تكون أقل بكثير حتى تعتاد على الكمية القليلة منها (بالعربي شغل اضرب بالخمس انتهى) ، تناول الوجبة ثم النوم مباشرة يجب أن تتغير (خاصة عشاق القيلولة) .. وبالمناسبة هذه مدمرة جداً وهي أحد أسباب تضاعف حجم الكرش.
– أكثر شيء فادني في الأكل هو الإكثار من السلطة والفواكه، أصبحت أتناول السلطة مرتين واحدة قبل الغداء وأخرى قبل العشاء إضافة إلى تناول فاكهة (برتقال – تفاح – كيوي – كمثرى) الأولى بعد الإفطار والثانية بعد وجبة العشاء، والأهم هو تنويع نوع السلطة حتى لا تصاب بالملل من السلطة الخضراء كل يوم مثلا (سلطة تونة – سلطة السيزار – سلطة الذرة والخس .. وغيرها)

نصائح قصيرة :
– أكثر من شرب الماء (إلا لمن لديه إشكاليات صحية) على الأقل ثمان كاسات ماء يومياً أولها يكون على الريق (بشرط أن لا يكون بارداً)
– لا تيأس ولا تمل وأمنح لنفسك فرصة طويلة، أصدقكم القول بأني وصلت لمرحلة اليأس لاسيما عندما وصلت إلى 88 فكأنها نقطة مقاومة مكثت أكثر من 10 أيام دون تغير ، ولا تستعجل على ظهور نتائج أبداً .. عندما تبدأ ضع لنفسك مدى طويل وليكن 4 أشهر مثلاً .
– امنح نفسك مكافأة في نهاية الاسبوع لكسر حاجز الملل، بالنسبة لي أصبحت أتناول وجبة عشاء الجمعة في أحد المطاعم وأطلب ما أشاء على أن لا تتجاوز فترة (كسر الدايت) أكثر من ساعتين فقط .
– من تغيير عاداتك هو التخفيف بشكل كبير عن السكريات والحلويات، فمثلا أنا أحب تمر السكري ولكني أصبحت آكل اثنتين بدلاً من أربع أو خمسات حيث أقسمها إلى نصفين ولا أتناولها بسرعة.
– من المهم جداً أن تغير سرعة الأكل، أقترح الأكل مقابل التلفزيون حتى تنشغل قليلاً .. الأكل البطيء يؤدي للشبع بشكل غير مباشر .
– بحكم عملي المكتبي كنت أشرب ستة أكواب شاي يومياً ! .. ثلاثة في الصباح ومثلها في المساء .. الآن غيرتها إلى النصف ، كما غيرت نسبة السكر بشكل تدريجي من ملعقتي سكر في الكوب الواحد إلى ملعقة ونصف ثم ملعقة .. والآن نصف ملعقة تكفي، بل أستصعب شرب الشاي المليء بالسكر إلا في حالات خاصة كأن أكون متواجد في استراحة مثلا .. هناك يصعب تقديم طلبات خاصة بلا شك .
– ان كنت تهدف لجسم صحي وروح صحية اترك المشروبات الغازية إلا في الحالات الضيقة، استبدلها بالعصائر أو الحليب خالي الدسم الذي أتناوله يومياً مع الأفطار ، كنت في السابق لا أستطعمه أبداً لكن مع مرور الوقت تغير الحال.

(متأكد بأني نسيت الكثير لذلك هذه التدوينة قابلة للتحديث لاحقاً 🙂 ) .

رد واحد على “تجربتي مع الدايت”