IPAD سيغير وجه الثقافة

 

كما غير جهازَي ( iphone – ipod ) حال برامج أجهزة الجوال والنقلة الكبيرة التي أحدثها لألبومات الموسيقى (في أمريكا وأوروبا) حيث كان الجميع يعتقد بأن حقوق الأغاني ستضيع في الشبكة ولا يمكن لأحد من السيطرة عليها حتى أتت (أبل) من خلال خدمة iTunes لتكون القفزة الكبرى في عالم الموسيقى ولتسجل الأولبومات الغنائية أرباحاً كبرى لم تكن تحققها في المرحلة ماقبل iTunes ، ببساطة أصبح شرائك لألبوم مطربك المفضل لا يستغل سوى كلك بزر الماوس ليتم نقل الألبوم كاملاً إلى جهازك الآيبود أو الآيفون في ظرف دقائق.

لست من نوعية المطبلين للشركات والخدمات وعن نفسي لازلت سعيداً مع الوندوز، لكن في الوقت ذاته سعيد أيضاً بالنقلات الكبيرة التي تنفذها (أبل) على مستوى التقنية والتكنلوجيا لخدمة البشرية، هذا هو التنافس المطلوب والذي نتمنى أن يتواصل دوماً بين الشركات الكبرى .. غوغل ومايكروسوفت وأبل.

لماذا أقول بأن الأيباد سيغير وجه الثقافة ؟ .. باعتقادي أن القراءة الورقية من خلال الكتب أصبحت أصعب في ظل التقنية والشاشة اللامعة والمضيئة، الكثير من الناس – وأنا منهم – أصبح يجد صعوبة في قراءة كتابٍ وهو مستلق أو حتى على مكتب .. شروط عديدة تحتم القراءة المركزة من بينها ضرورة وجود إضاءة مناسبة وجلسة صحية مناسبة للقراءة حتى ولو كانت بالاستلقاء على كرسي كبير أو حتى سرير، ناهيك عن أننا نقضي اليوم كله بشاشة ملونة ذات تركيز عالي من خلال كمبيوتراتنا وأزرار سلسة خفيفة في أجهزة الجوالة .. وبعد ذلك ننتقل لنقرأ قي كتب صفراء ذات ورق رديء – غالباً – .

كان لابد لأحد أن يعلق الجرس وأن يحدث نقلة للناس للجيل التالي من الثقافة والقراءة، أمازون كانت لها تجربة جيدة وسباقة من خلال جهاز (كيندل) لكن لنعترف بأن أمازون لازالت أصغر بكثير من أن تغزو العالم كحال أبل، يكفي أن نتأمل العدد الذي تابع مؤتمر ستيفن جوبز الأخير لنعرف الفرق .

(آيباد) سيغير وجه الثقافة العربية خصوصاً.. سيغير من آلية التأليف والنشر، لم أقرأ تفاصيل الجهاز الجديد ولكني أعتقد بأن (أبل) ستنشىء مكتبة الكترونية، حمل كتابك واعرضه للبيع كما الحال في المنتجات الأخرى (برامج الآيفون – الملفات الصوتية والبودكاست) ، ليست هناك قيود بل للكل مطلق الحرية في تحميل ونشر الكتب (بلا شك ستكون هناك شروط بسيطة)، كما أن للقارئ قراءة مايريد .. اشبك جهازك وادخل المكتبة الالكترونية وحمل ماتريد .. فورة معلوماتية لا حدود لها .. وضربة في الصميم (من فوق الحزام ) لعشاق الرقابة وتمزيق الأوراق ..ولطُمّاس الصور( طماس على وزن فعال يابتوع النحو .. صح ؟ 🙂 )

لا ننسى أيضاً أن الجهاز الأنيق – كما يبدو من عرض الفيديو – سيكون سهل التنقل، سيرافقك في السيارة .. في الطائرة .. في مقاعد الانتظار، كل مكان يجبرك على التوقف أكثر من 10 دقائق (مثال : إشارات مرور مدينة الرياض )، لن تكون مرتبط بسرير نومك حتى تقرأ الكتاب الذي يعلو مكتبتك كل ليلة، وبالنسبة لي أتمنى ذلك في كثير من الحالات … أقلها حينما أتوقف لتناول كوب قهوة في أحد المقاهي .. جميل أن يكون برفقتك ماتقرأه بدلاً عن مطالعة الصحف البائسة.

تبقى الكرة في مرمانا نحن، علمنا مبدئياً بأن الجهاز يدعم القراءة للخطوط العربية لكننا نبحث عن التعريب بشكل أكثر .. ونبحث عن المنتج العربي ويجب أن نعزز حضوره حتى نحظى بالتفاتةٍ من الشركة، كما نبحث عن تشكيل (لوبي) ضغط من التقنيين عشاق (أبل) لمراسلة الشركة وتشجيع المنتج العربي حتى ولو كان مجاناً في بادئ الأمر .

كل ماكتبته أعلاه هي أمنيات أحلم بأن تتحقق في القريب العاجل .. وعن نفسي سأحاول أن أتحصل على المنتج الذي يملك خاصة G3 .. والذي يتوقع طرحه قريباً .