العيب ليس في زماننا بل فينا

لايكاد يمر يوم دون أن نقرأ انتقادات حادة للخطوط السعودية .. ولشركتي الاتصالات .. ووزارة الصحة .. والتربية .. ومسؤولي القطاع الرياضي .. الخ ، ألم نتساءل يوماً من الذي يعمل في تلك المجالات ؟
إنهم أخي وصديقك ووالدك وجاري وعم زميلي .. لا يعيب المنشأة رجلها الأول فقط لتوجه الانتقادات لشخصه فقط ، من غير المنطقي أن نصب جام غضبنا على شخص خالد الملحم في حال إلغاء حجز قام به موظف في الخطوط السعودية ، أو نوجه سهام النقد الحادة لسعود الدويش لأن الحد الائتماني في فاتورة هاتفنا الجوال بلغ رقماً فلكياً .
الإشكالية التي نعيشها بأننا نحن سبب الكثير من التراجع الذي نلسمه في عمل الكثير من المنشآت بما فيها المنشآت الخاصة ، تربينا ونحن في المدارس ونحن نرى العشرات من الطلاب يتأخرون عن الحضور يومياً – بمباركة من أهاليهم – وكأنهم يعدون أنفسهم لمستقبل وظيفي متدني ، كما استمر المشهد ونحن في مقاعد الجامعة نرى العشرات يحضرون أصدقائهم الغائبين ويتفننون في استحداث أساليب جديدة كل يوم ، كما عشنا واختبرنا ونحن نلحظ العشرات يتجاوزون الاختبارات بالغش ، وأذكر أني عملت شبه إحصائية في إحدى المواد التي كان عدد حضورها 80 طالباً ، بالكاد كان هناك 4 أو 5 طلاب مستقلين بالفكر فيما البقية يلجأون للغش إما بالبراشيم أو من خلال بعضهم البعض وقت الاختبار .
استمر ذلك التراجع في العمل اليومي ، يكفي أن تقف أمام بوابة الدخول لحظة بداية الدوام .. لاحظ كم عدد الأشخاص الملتزمين فعلاً في الحضور .. فيما البقية (وعلى رأسهم قضاة المحاكم) يتأخرون ليس بالدقائق بل بالساعات ، والأمر يتكرر عند الخروج كذلك فالبعض يخرج لإحضار أطفاله من المدرسة عند الواحدة ظهراً ثم لا يعود .
أتحدث عن الواسطة ؟ .. وكيف نقدم أصدقائنا وأقربائنا على البقية .. بل وكيف نفرض الآخرين أن يقدمونا من باب الواسطة ( ماتعرف أحد في الخطوط 🙂 ؟ .
لذلك وفي كل هذه السلبيات لماذا نتفاجأ بأن حجزنا على الخطوط السعودية ألغي فجأة وقد يكون حول فعلا لصديق موظف الحجز ، ولماذا يفشل مرور الرياض في ضبط تكدس سيارات أمام مطعم شاورما ، ولماذا يلجأ صحفي إلى سرقة مواده من مواقع انترنت ، ولماذا يفضل البعض الحياة باسلوب (المرتزقة) من خلال الرشاوي والهبات والشرهات .

لا أقول بأن لا أحد يتحمل هذا التراجع ، لكننا في الوقت ذاته يجب أن نحمل أنفسنا ذلك الأمر ونحاول إيجاد الحل لطريقة حياتنا واسلوب تفكيرنا ، لنبدأ بالحل من أنفسنا .. مهلاً .. شاهد شقيقك الذي يدرس في الجامعة .. دعه يمنحك لمحة عن آلية سير الطلاب في الكلية .. هل تغير شيء ؟ ، للأسف يبدو أننا نتجه للوادي وليس لقمة الجبل .

10 ردود على “العيب ليس في زماننا بل فينا”

  1. صدقت أحمد..في الصميم..

    اشتكينا كثير وكثير من الشركات والمشكلة اننا نحن السبب،بداية سأتكلم عن الاتصالات عتبي على من يشتكي بفاتورته الكبيرة والمشكلة أن الجوال لا يتنحى عن أذنه،لكن هناك عتب أيضا على الشركة بأنظمة فأنت إذا أردت مساعدة فستنتظر مدة طويلة تصل إلى نصف ساعة،للأسف هذا الواقع كيف سنتطور ونتقدم ولازال يعشش في أفكارنا الزمن الماضي زمن الأجداد،بحجة بأننا مسلمون نريد الجنة ولا نهتم للحياة.

    كلنا نريد الجنة،ألم تسمع عمر رضي الله عنه عندما قال:”اعمل لدنياك كأنك ستعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك ستموت غداً”.

    هؤلاء هم الصالحين وليس أنت يامن تريد الجنة وصلاة الفجر تجمعها مع الظهر!!

    تحياتي أحمد

  2. نعم أحمد

    هو كذلك

    لو تطلع أحدنا لوضعه لوجد أنه في الغالب مهمل مقصر في واجباته ومسئولياته تجاه الآخرين

    المسئوليات والواجبات الملزم وليس له الخيار في تسييرها

    كلنا السبب فيما يحدث حولنا

    في تدني كل الخدمات

    وعدم تطورها

    وليت الأمر يقتصر علينا

    بل حتى العامل الأجنبي المستقدم لتأدية واجب بسيط بدأ يتهاون ولا يبالي

    لأنه يرانا ونحن غير ملتزمين ولا منضبطين

    دمت مبدعا

  3. والله صدقت يا أحمد !
    نعيب زماننا والعيب فينا … وما لزماننا عيب سوانا!
    لم يتقدم علينا الغرب بسبب طبيعتهم ولا بوفرة مواردهم الطبيعية أو الصناعية بل بسبب تفانيهم وإخلاصهم وأمانتهم وهذا هو المهم فعلا لأنه بدلا من أن تضع فوق كل موظف رقيب وتضع فوق الرقيب رقيب ويتكرر المشهد خلال الهرم الوظيفي تجد هناك ثقة متبادلة بين الناس لعلمهم بأنه من يحب بلده فعلا يجب أن يقدم ما بوسعه بإخلاص ليجد شعبه حياة أفضل … وهذا هو الإختبار الذي رسبنا فيه (كعرب!) بكل أسف!
    وأول مثال حي هو دولة الإمارات .. ما زال كل العرب يعيش حالة صدمة من التطور الرهيب الذي تعيشه الإمارات في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة إلى أن هدئت إحصائية من روعهم قائلة بأن أكثر من نسبة 80% من سكان الإمارات هم من الأجانب !!

    بأدعيلهم دعوة مقهور: يالله أن تصلحهم ولا تقلعهم!

  4. بسم الله الرحمن الرحيم

    نعم نعم نحنا ماخذين الحياة ببساطه ومطمانين ان مادام المادة متوفرة ، او راح يكون هناك راتب اخر الشهر ، ليش التعب الزيادة ( الشغل بضمير ) , هذه طبيعه الانسان ، لكن لازم ينتبه انه ما يضر احد ، الطالب المهمل يضر نفسه لانه يضيع مستقبله ، لكن الموظف المسؤول عن معاملات الناس اذا اهمل عمله هنا تكمن المشكله الكبيرة هو يضر الناس ويؤخرهم ،مجرد خطا بسيط من موظف مهمل جعلني انتظر في المطار 8 ساعات كانني مطلوب امني. لكني خرجت بقناعه مفادها ،ان الاهمال الكسل والذي يؤدي بدوره الى عدم الاحساس بالمسؤوليه وغياب الضمير المهني صناعه في العالم العربي ، ازدهرت الاونه الاخيرة في الخليج العربي للاسف .

    في نماذج مشرقه جدا في دبي هناك مبادرات كبيرة لتكريم المتميزين وظيفيا ، وبرامج كبيرة لتقييم الاداء الحكومي ، على معايير كبيرة جدا ، يعني نشر لمبدا ان الوظيفه اكبر من مجرد وظيفه لكن هي رساله واكثر ، صارت في دبي الان المؤسسات الحكوميه تحمل طابع العالميه في الاداء ،موظفيها من المقيمين و ابناء الامارات الذي يعملون بانتماء حقيقي وولاء وطني لمؤسساتهم ، ومبدا ان العمل عبادة لايجب التهاون فيه

  5. والله يا أحمد أنت أكثر واحد تشتكي 😉

    ومثل ماتفضلت فيه اللحين غلط أننا نحمل المسؤولية شخص واحد .. والأفضل أننا نفكر في حل الإشكال بدل من التفكير في الإشكال نفسة.

    تذكرت نصيحة قالنا اياه مرشد إجتماعي .. لما توجة إصبع الاتهام لشخص بإيدك وتقوله انت ،تأمل ايدك هذي اللحظة وشوف انها وجهت اصبع واحد وبالمقابل فيه 3 أصابع راجعه لك .. يعني انت المسؤول قبل منه.

  6. انا عن نفسي طفشت طفشت طفشت من كثر الإنتقاد !
    وأحس المواضيع تنعاد .. والسوالف هي هي !! حتى طفشت من المدونات ومن مواضيعها وطفشت من الكتابه .. أحس إن الكتابة = الإنتقاد والحش في هذا وذاك !

    المشكله إن كل شخص يشوف الموضوع من وجهة نظره .. يعني أنا أسوي هالشي واشوف أنه صح ولي اسبابي اللي خلتني أسويه .. غيري بس يشوف ( للفعل ) ويقول أنه غلط !
    وكمان اذا جاك واحد من اصحابك يشتكي لك من وضع تتعاطف معاه وتشوف ان الطرف الثاني غلطان .. ونفس الشي الطرف الثاني مع أصحابه !!!

    يعني وسع ( سدرك ) العيب متلبسنا لبس 🙂 ..

  7. omar :
    شكرا لك ،
    نعم أنت قدمت ملاحظة جيدة لم أضمنها التدوينة ، الأمر ليس مقتصر على الجوال فحسب بل حتى طريقة تناول الأكل والولائم .. ثم نأتي لنشكي غلاء الرز

    الهواوي :
    المشكلة كل من تقول له مثل هذا الكلام سيقول لك لا تحاول التعديل .. ( الناس كلهم كذا ) ، المشكلة لماذا لا نبدأ الحل بأنفسنا .. نصلح حالنا ثم نصلح أحوال الآخرين ..

    coolksa :
    ذكرتني مرة في مركز إعلامي بمدينة فرانكفورت الألمانية ، كنت الوحيد (الفاهم في الكمبيوتر) بوجود العشرات من الاعلاميين 90% منهم أوروبيون ، أتأمل حالهم .. ليسوا عباقرة ولا أذكياء ، بل هم ناس منظمين .. منتظمين .. هذه أسلحتهم في الوصول للقمة ..

    مثال الإمارات الذي ذكرته في مكانه ، وانظر كيف تحولت دبي لمدينة أوروبية في قلب الصحراء ..

    Sara_82 :
    نحن بحاجة إلى بناء الانسان أولاً قبل أن نبني المجتمع ، ننمي فكره ونطوع إبداعه ونرتقي بحياته ، وكما ذكرت في عالمنا العربي مهمل وكسول وغير خلاق ..

    ملامح :
    والله نصيحة المرشد الاجتماعي في مكانها ، وهي ابسط مثال للي نتكلم عليه .. الاصلاح يجب أن يكون من أنفسنا

    nOuf.a.s :
    وش نسوي مالنا الا ننفس عن انفسنا في هالمدونة .. وبالعكس يمكن الواحد لما يكتب لو واحد يتقبل الفكرة ويعيشها .. يكفي بصراحة

    الحكيم انا ملاحظ انه مكثر ومقطع الحريم .. بس وش اسوي به .. هو الحكيم 😀 وعقدي معه يالله ينتهي لين 2015 .. يعني الرجال مطول

  8. لكن معنى هدا انهم ماهم معفيين من الاحساس بالمسؤولية!
    لنفرض انه فيه ناس اتربوا على المواعيد المتأخرة واللامبالاة اش ذنب البقية طيب?
    مهما كانت النشأة غلط كمان الواحد لما يكبر يكون عاقل وفاهم.. ولو كل واحد فينا يقول خلونا ساكتين نحن متعودين على كدا ولا تلوموا الناس لوموا آباءهم بيزيد الطين بلة!!

    مدري يمكن لو كان كل واحد نظامي وعارف كيف الشغل لازم يمشي كان شلنا من بالنا ثقافة المحسوبية والواسطة والمرقعة واتعدل حال البلد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *