كبيرة يا أوروبا

بلاتيني يقول : شوفوا هذاك الله يخسه بلى .. معه ليزر

تأبى القارة العجوز إلا أن يقدم رجالها دروساً للعالم ، في البطولة الأوروبية الأخيرة لفت نظري المكان الذي يجلس فيه رؤساء الدول وكبار الشخصيات ، كانت مقاعدهم بين الجماهير وبذات المواصفات التي يجلس عليها أي مشجع ، لم يكن هناك منصات فخمة ولا كراسي مخملة ولا أجهزة تكييف أو حماية من المطر ، الكل سواسية .
تأملوا الصورة المعروضة ، الأول من اليمين جلوساً من الصف الثاني .. إنه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر والذي يعامل كرئيس لدولة حينما تطأ قدماه أي أرض عربية ويقدم على كل الصفوف ليجلس على (الكنب الفاخر 🙂 ) ، من هو الذي يجلس على يمينه ؟ .. رئيس اتحاد كرة أيضاً ؟ .. لا .. إنه رئيس دولة .. باسكال كوتشيبين الرئيس السويسري .. علي يمينه سيدة ألمانيا الأول المستشارة أنجيلا ميركل .. وعلى يمينها هذه المرة ليس رئيس بل عامل اسمه ميشيل بلاتيني يترأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم .. وعلى يمينه الرئيس التركي عبدالله غول .
أترك لكم تخيل هذه الأسماء حينما تحضر لمباراة في دولة عربية ، لن أعلق كثيراً لعلمي بأن القارئ الآن حصيف ويملك رؤية واسعة جداً ، للأسف دائماً ما نتلافى أن نبدي الإعجاب بالغرب ونتلافى أن نذكر الجانب المضيء في اسلوب عيشهم ، نركز على السلبيات والانحلاق الأخلاقي وغيرها من الأمور والتي يصل بعضها إلى درجة السطحية .
في أوروبا سنحت لي الفرصة لدخول 8 ملاعب 5 منها دولية ، ولا أذكر أني شاهدت في هذه الملعب منصة لكبار الشخصيات ، بل أنني ذات مرة لم يكن يفصل بيني وبين ملك أسبانيا سوى أمتار قليلة ، صحيح أنه كان في منطقة مخصصة لكنه كان يجلس في نفس مقاعد الجماهير وعلى بعد أمتار منهم ..
أقول لكم شيئاً يزيد حنقكم .. في أوروبا أيضاً تصادف حضوري لتدريبات أحد الفرق الكبيرة في وجود شخصية (عربية).. ولكون الملعب لا يتضمن أي مقاعد خاصة لكبار الشخصيات فقد أحضر مرافقو الشخصية (خيمة عربية متحركة بعجلات) تم تركيبها على مضمار الملعب وأحضر معها (كراسي كنب) 🙂 ..
أوروبا تقدم دروساً للعالم في التواضع والمساواة ، وتقدم لمحات جميلة لكل شخص .. ألا تتفقون معي ؟

التعليقات مغلقة في هذا الموضوع لإجراء الصيانة
<<< عاش مصّرف 😀