نداء القبيلة الخفي

تخيلوا تتقسم السعودية لقبايل .. عز الله اللي مافلحنا أبد :) هههههههه

لازلت أتذكر كلمات جدي رحمة الله عندما علم باسم مديري لما بدأت أولى أيامي في العمل ، كان يصر بأن أقول له ( يابن آخي ) ، وهي جملة تعني وجود روابط قبلية بيني وبينه ، وبعد سنوات سبع قضيتها في هذا العمل أحمد الله بأني لم أقل هذه الجملة للريس لأني لو قلتها قد يكون ذلك عائقاً دون توظيفي ، فالريس لا يحبذ مثل هذه الروابط على الإطلاق ويمقتها بشكل كبير .
بالنسبة لي لا يمثل انتسابي لقبيلة أي فارق على الإطلاق باستثناء ماسيتم – مستقبلاً – حينما أتقدم للزواج ويسأل أهلها عن العائلة والنسب ، فيما عدا ذلك فأنا أنظر بعين من الاستصغار للهيلمان الذي يحدث في المملكة والتعصب القبلي غير المبرر ، ربما الجميع يعتقد بأن قبائل البدو هي الأكثر تعصباً بحكم ( مزاين الأبل ) ونحوها ، ولكن ذلك الأمر ليس بصحيح حيث أن التعصب والتحزب يدخل في أنفس الكثيرين حتى ولو لم يكن ظاهراً .
عن نفسي ، لا أملك أي ولاء لا للقبيلة ولا حتى اسم ( العائلة ) 🙂 – قوي وجه ههههه 🙂 – واعتبر تلك الأمور مجرد أمور روتينية لا أكثر ولا أقل ، فالنسبة للقبيلة لا أملك أي معلومة عن تاريخها ولا أود أن أملك رغم حرص والدي على ترسيخ مفهوم العائلة الكبيرة وتعليقه شجرة العائلة في صدر مجلس الرجال والتي تنتهي بالنبي هود ولا أدري صدق تلك الشجرة من عدمه .. هي معلقة وتضم عشرات الأسماء والتي منها اسمي ( على فكرة لو احط عنوان المدونة أبرك 🙂 )
بالنسبة للعائلة فالموضوع بالنسبة لي أكثر أهمية من القبيلة ، حيث أحرص على حضور الملتقى السنوي ومعرفة أبرز الشخصيات والوجوه الجديدة 🙂 وللأسف أجد أن نسبة الناجين والمبدعين قليلة تماماً وهم يغيبون ( بضم الواو ) عن تلك الاجتماعات التي يغلب عليها الطابع الديني وتكريم حفظة كتاب الله والمتفوقون في المدارس ، وأعد نفسي فاشل اجتماعياً حيث لا أحرص على الالتقاء إلا بالمقربين تماماً وأجد الحرج في كل حين حينما أتعرف على شخص جديد ويبدأ في الاسئلة التقليدية ( وش يقرب لك فلان اللي في وزارة كذا .. وعلان اللي في شركة كذا ) .. حيث لا أتحرج أبداً بأني لا أعرف أحداً .. ولا أريد أن أعرف أحد ، فألزم ماعليّ هو معرفة المقربين وأبناء الأعمام القرباء .. أما أبناء ولد عم ولد خالة أبوي .. طنش ..تعش
في مجتمعنا وللأسف ، كثير من الأحيان ألحظ تحزبات قبلية بشكل ظاهر أو تحزبات مناطقية ، بل وعشت فترة أشهر طويلة وأنا ألحظ كيف يقوم حزب ( قبائلي ) في قسم ما بالتضامن بشكل سري لإحداث أمرٍ جلل ما حتى ولو لم يكونوا يصرحون بذلك ، كما لاحظت كيف يسعى موظف لجلب موظف آخر دون أن يعرفه بمجرد الاطلاع على اسم عائلته أو قبيلته .. هذا هو نداء القبيلة الخفي .
العالم يتقدم ويتطور ويقفز خطوات عملاقة نحو الأمام فيما نحن نحقق في الجد الفلاني والجد العلاني وآل فلان يعودون إلى بني علتان .. الخ من الهرطقة التي لا تنتهي ، حقيقة ذهلت بكميات المعلومات عن القبائل والمنتديات المتعددة بعدما بحثت في جوجل … لا أقول سوى مزيد من التسطيح .
مشهد واحد آآكشن :
أبو العروس .. ماشاء الله ياحمد انتم وش ترجعون له ..
احمد .. نرجع للفلانين الفلالل
أبو العروس .. ال علتانين .. يقربون لكم ..
أحمد .. مدري .. ولا أبي أدري I don’t care
أبو العروس .. وشلون ماتدري .. هذولي من جماعتكم ..
أحمد .. لابوهم لابو جماعتنا 😀 .. بتزوجني بنتك ولا وشلون ..
أبو العروس .. لا .. وشلون
أحمد .. أجل تراهم مايقربون لنا 🙂 من زين بنتك الحين تشارليز ثيرون على غفلة .. وترى أهلي لاقيني عند مسجد داخل كرتون وبعد فحص الـ DNA طلع أبوي لحام من تركيا .. لا  وأزيدك من الشعر بيت .. ساكن في نجران بعد
أبو العروس .. أجل .. الجوازة دي مش حتم

أحمد ..أحسن .. ومن قال اني باخذها وانت ابوها .. ماله داعي أشوفك كل أربعاء يعني
قبل أن أختم أسطري تذكرت موقف طريف ، حيث تناقل أبناء الأسرة في يوم العيد نكتة طريفة ، حيث دأب أحد الأشخاص الذي يحمل نفس اسم عائلتنا – اسم على اسم – بالمرور على كبار الأسرة من الرجال طالباً معونتهم وفزعتهم كونه يمر بظروف صعبة ، وكان ( الشياب ) مايقصرون بمجرد أن يريهم بطاقة الأحوال التي تحمل اسم العائلة وذكاء اللص في ذكره لاكثر من اسم حتى ( يدوخ الشايب ) ، واحد فقط لم تنطلي الحيلة حيث يقول بأنه بالفعل قد جاءه بعد خروجه من المسجد وقال له ( يابو فلان .. أن ولد عمكم ولد فولان بن فليمان .. وحالتي كذا وكذا ) .. رد الشايب الزاحف بقوله ( أقوله توكل على الله لا بوك لابو الفلانين كلهم هههه 🙂 برد قلبي بصراحة بغيت أقوم وأحب راسه ، هو رفض عيني عينك ليس لأنه عرف حيلة اللص لكنه لا تعجبه الأمور التي تسير على هذا المنوال ..

اليوم كثرت البربرة .. مدري رايق وجالس آكل جالاكسي والساعة 2.45 صباحاً وبكرة دوام والحسابة بتحسب ، نشوف الوضع كيف بلا تعليقات 🙂