فيلم بابل نهر من المشاعر

احسن شي مطارد هالمبزرة
تجذبني كثيرا الأفلام الدرامية الخالية من ازعاج المجرمين ورجال الشرطة والمباحث ، وتروق لي أكثر حينما تبتعد عن المبالغة الشديدة في الرومانسية والحب ، الدراما ببساطة تجسد لك واقع الحياة وتجعلك تعيش لحظات الفيلم كما لو كنت تمثل دوراً هاماً في أحداثه .
قرأت كثيراً عن فيلم بابل قبل أن أشاهده ، كنت أخشى أن يكون من نوعية الأفلام التي تقرأ عنها معلقات المدح التي لا تنتهي وتهيئ نفسك حينها للمشاهدة والاستمتاع لكنك تشاهد مستوى أقل مما كنت تتوقعه ، غير أن فيلم بابل كان يحمل النقيضين ، كانت الانتقادات مقاربة لمستوى الطرح الذي يشيد بهذا الفيلم وحقيقة كنت سعيد بذلك لأني سأشاهد الفيلم دوناً عن أي تأثير آخر .
ببساطة الفيلم يرصد 4 قصص في 4 دول مختلفة من العالم ، ليست مختلفة جغرافياً فحسب .. بل ومختلفة في الفكر والعادات والثقافة والديانة وطريقة العيش .. لكن وعلى الرغم من كل هذا الاختلاف ستشعر بكل ماتحمله كلمة (الشعور ) من معنى بأن العالم بالفعل مجرد قرية صغيرة .. ليس من منظور التقنية والتكنولوجيا ولكن من من منظور الإحساس والمشاعر ، معاناة اليابان مرتبطة بقصة المغرب ومشكلة المكسيك متعلقة بالولايات المتحدة .
ولعل ما أعطى الفيلم رونقاً مختلفاً هو الأداء المهني الرفيع الذي أظهره المخرج المكسيكي (اليخاندرو جونزاليس) في تجسيد الأحداث ، كيف قامت الدنيا ولم تقعد من أجل السائحة الأمريكية ، وكيف كان الدليل السياحي المغربي يمثل الشخصية المسلم الوقورة التي تقدم كل الخدمات للسائحة المصابة وزوجها ولا تنسى فرض الصلاة .. وختم الدليل دوره برفض أي مقابل مالي لقاء ماقدمه ، جسد الفيلم أيضاً شخصية الفتاة الصماء .. كيف تعاني وكيف تحس .. بل في إحدى اللقطات الرهيبة التي لم أكن أتخيلها حقيقة حينما وضع المخرج الكاميرا من منطلق عين الفتاة التي لا تسمع .. ثواني رهيبة وهي تدخل إلى نادي ليلي يعج بالموسيقى الصاخبة التي تفجر الآذان .
كثيرة هي الأفلام التي أشاهدها في حياتي وأعجب بها بشكل كبير ، لكن لا أذكر أني شاهدت فيلماً مرتين متتاليتين خلال أقل من 14 ساعة كما حدث لي مع بابل ، سهرت عليه حتى ساعات الصباح الأولى .. وحينما عدت من العمل بعد الظهر شاهدته من جديد ، أكثر فيلم يحمل مشاعر وأحاسيس ستسري في عروقك .. لا دخل لها بالحب ولا قصص الموت والتباكي .. ، فيلم أعجبني ولم يعجب عدد من زملائي الذين شاهدوه .. قد تكون مثلهم أيضاً .
فواصل :
*أعجبني أداء الفتى المغربي الصغير .. كان مذهلاً !
*الموسيقى التصويرية فازت بجائزة الأوسكار .. جمعت كل ألحان الشرق والغرب
*مشهد إصابة السائحة كان خاطئاً لأن الرصاصة كانت من الأعلى وليس من الجانب
*من اللقطات المميزة ( استقعاد 🙂 ) موظف الجمارك للخادمة المكسيكية وابنها على الحدود عند العودة
* الفيلم ليس +18 فقط بل +25 !

13 رد على “فيلم بابل نهر من المشاعر”

  1. ماحصلت هذا الفلم الا في منتدى يتطلب التسجيل وتوصيل المشاركات الى 70 مشاركه ..
    سجلت وعطيت الباسورد ثلاث من صديقاتي وقلت :
    اللي تبي تشوف الفلم .. توصله للسبعين 🙂
    المهم ان الاختبارات حاستنا … >> مايمدي قبل الصيف:)

    وصلنا الى الان الى 50 مشاركه خلال اسبوع

  2. الفيلم مميز جدا، وهذا الشيء ليس بالغريب على اليخاندرو غونزاليس، ترك في نفسي أثرا طويلا بعد مشاهدته.. خصوصا العزلة التي فرضها الصمم على البنت اليابانية، ومحاولتها لاستجلاب اليائسة عاطفة أي شخص..
    المغاربة كانوا مذهلين بأدائهم، مسكت أنفاسي أمام روعة تمثيلهم..

    ما كنت أتمنى معرفته قبل رؤيتي للفيلم، هو سبب التسمية، لكني للأسف لم أعرف المعنى إلا بعد مشاهدتي بكثير، أعتقد أني لو رأيته قبل ذلك، لساعدني على فهم أكبر للفيلم..

    ======================
    تقول الأسطورة حسب ما يرويه سِفر التكوين في العهد القديم أن البشر كانوا يتكلمون لغةً واحدة قبل بناء برج بابل، و أنّ برج بابل كان رمزاً لتعاضدهم و تكاتف جهودهم في سبيل الوصول إلى السماء. قررَ اللهُ و هو يراقب جهودهم أن يدمّر البرج، و أن يدمرَ لغتهم الواحدة معها حتى تصبح أكثر من سبعين لغة، كي لا يمكنهم في المستقبل أن يتكاتفوا و يقوموا مرة أخرى ببناء برج يصعد إلى السماء.

    اُستخدمت هذه الأسطورة كثيراً في تفسير وجود هذا التباين بين الأعراق و اللغات. مثال على ذلك، لوحة Gustave Dore الملحمية المُسماة the confusion of the tonuges :

    ============================

    ps fatooo
    جربي التورنت والشيرنغ، بيكفونك من ذل المنتديات.. وتحصلين الأفلام اللي تبغينها بمنتهى السهولة ..

  3. فعلا فيلم رائع
    اللقطه اللي اثرت فيني الي هي البنت اليابانية لما تدخل النادي الليلي.
    لما الكاميرا تنتقل من منظورها للمنظور العام
    من الصخب والازعاج الى السكون التام.
    صراحه شعور يقتل انك تعيش في هدوء دايم.
    الله لا يغير علينا نعمته.
    والمرشد السياحي المغربي اعجبتني شخصيته وحبه للمساعده هو وامه او العجوز اللي جابها.

    في الاخير اشوف ان فيه مبالغه في المشاهد الخلاعيه .

    هديل: مشكوره على توضيح اسطوره بابل
    شكرا احمد.

  4. سبق وقلت رايك لك شخصياً عن الفلم ..
    بصراحه له ايجابيات بس له سلبيات كثير ..
    فكرته نوعاً ما مشتته كثيراً , لكن هناك مشاهده مميزة وممتعه ..

  5. شاهدت الفيلم قبل شهرين تقريباً عند نزوله في دور العرض ..
    لست متابعاً أو مشاهداً للأفلام ، ولكن شدني اسم الفيلم فقررت مشاهدته ، دخلت قاعة السينما دون أن أسأل أو أقرأ أي شيء عن الفيلم لكي لا يكون لدي أي حكم مسبق عليه ..
    صور الواقع بدقة كبيرة جداً وحيادية لم أكن أتوقعها ، فيه العديد من المشاهد التي تحفز كل الحواس للمتابعة ، لكن يعيبه بعثرة المُشاهد بين المَشاهد لمناطق وأجواء مختلفة جداً دون انسياب أو سياق واضح ولكن لعله اراد اختبار قوة الحدس للمشاهدين 🙂
    فيلم عميق يحتاج مشاهدته أكثر من مرة لمعرفة هدفه إلا أن مشاهدة واحدة له تكفي لتقول بأنه فيلم جيد جداً ولكنه ليس استثنائي أو خرافي ..

  6. ابتفق اخوي احمد معك ان الفيلم رائع ، وابتفق معك ايضاً على انه اظهر الدليل السياحي بشكل رائع ولكن في المقابل قدم مشهد كان كفيل بهد كل شي .. كدت معه اتوقف عن مشاهدة الفلم لولا الفضول

    ” ولد ( طفل ) مغربي يشاهد اخته من فتحه في جدار الحمام ( الطيني ) .. واللي يزيد الطين بله ان اخته تعلم ولا مستمتعه وتبتسم من شدة ( الفرح ) واخوه الاكبر منه بقليل ( حزين ) لانه يريدها له ، وبعد هذا كله يذهب الطفل لممارسة العادة السرية فوق الصخره تحتي الجبل على صورة اخته وهي عاريه التي طبعها في مخيلته ”

    كنت اتمنى ان يقبل الدليل السياحي المال ولا ان اشاهد هذا المشهد
    .. بأي طريقة راح يشاهد المشاهد الغربي هذا المشهد ؟؟؟

    اعجبني في الفيلم :

    1- مشاهد الصمت اللي عيشناه المخرج وبذات مشهد الصمت في غرفة الانتظار في المستشفى

    2- كيف وسائل الاعلام كلها تنقل الخبر وفق النظره الامريكيه وهذا ما شهدناه في التلفزيون الياباني رغم رفض الحكومة المغربية للخبر وتأكيدها انها ما زالت تحقق في الجريمة

    3- موسيقته الفيلم غيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

  7. شفنا الفلم بالسينما 7 اشخاص كلهم الا 2 ابدوا استيائهم من الفلم

    انا من ال2 الي بصراحه خلاني اعيش جو راااااائع

  8. *************
    fatooo
    *************
    صعبة التحميل من المنتديات والتسجيل ، فيه خيارين .. الاول التحميل بالتورنت والابحار فيه ، والثاني شراء السيديات من مواقع الأفلام .. أسعارهم رخيصة ولا عندهم مشاكل بصراحة ..

    *************
    هديل
    *************
    الكل متفق أن المخرج كان أدائي خرافي ، لكن برضه أنا أتفق معك انت البنت اليابانية والولد الصغير المغربي كانوا متميزين جدا في اتقان دورهم رغم ان الولد الصغير حسب اللي قريته لاهو ممثل ولا له أي تجارب سابقة .. ويقولون المخرج لقطه من الشارع 🙂

    *************
    محمد الشهري
    *************
    بانتظار رأيك

    *************
    سديم
    *************
    الوضع سهل الان في عالم النت .. تورنت ..مواقع أفلام كلها تفي بالغرض

    *************
    نوندي
    *************
    حياك وبياك 🙂

    *************
    أحمد / مو صاحب الموقع 🙂
    *************
    اسمه babel وهذي صفحته
    http://www.imdb.com/title/tt0449467/

    *************
    majnonaha
    *************
    بالفعل اللقطة كانت مثيرة وتغني ألف مرة عن كتاب ولا محاضرة لكيفية ان الواحد يحس بإحساس الأصم .. وأتفق معك انه كان فيه شوي مبالغة وكان بالإمكان ان المخرج يعالج الفكرة بأسلوب أرقى شوي ..

    *************
    جود
    *************
    مانحط رابط .. عشان نخلي الكسالى يبحثون 🙂

    *************
    مشغول
    *************
    أبصم بالعشرة انك ماشفته بتركيز .. تراه من الأفلام اللي تنشاف وأنت لحالك يعني تشوفه مع اثنين ثلاثة راح يشتتون عليك الفكرة وتضيع عليك الحبكة

    *************
    وليد
    *************
    لا اختلف معك .. ميزة الفيلم انه كان مترابط وفي أربع أماكن محددة من العالم .. يعني مافيه لقطة على قولتك برى السياق .. كلها تصب في قالب واحد .. وبصراحة احسدك انك شفته سينما .. أكيد الشعور بيكون مختلف كثير ..

    *************
    واحد من الناس
    *************
    أنا أشوف انه مشهد عادي جدا ولا يحتمل التأويل .. بعدين حسب اللي اذكره ان البنت كانت شغالة او جارتهم .. شي زي كذا والدليل أن ابو الولد طردها ( ولا يامشغول 🙂 ) ؟ .. بالعكس هالمشاهد مافيها اساءة للعرب مثلا لأنه يحصل باستمرار .. يابن الحلال في بيئتنا هنا في نجد تصير وانا اذكر ايام الطفولة كيف كانوا المراهقين في ذاك الوقت يحللون الفتحات الصغيرة اللي في الأبواب ولا الجدران ..:)
    موسيقى الفيلم فازت بالأوسكار على فكرة ..

    *************
    مهند
    *************
    والله النسبة فارقة مرة .. لا يكون الخمسة الباقين ماهم راعين سينما أصلا .. يعني من النوعية اللي يجون يدورون عادل امام ولا اللمبي 🙂 ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *